منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ENG_GODZELA
مشرف مرشح لمنصب مشرف عام
مشرف مرشح  لمنصب مشرف عام
ENG_GODZELA


عدد المساهمات : 3368
تاريخ التسجيل : 25/07/2007
العمر : 38
الموقع : كلية الهندسة _قسم الهندسة المدنية
رقم العضوية : 31
Upload Photos : إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله Upload

إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله   إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله I_icon_minitimeالجمعة 7 ديسمبر - 1:23

إمام الجهاد المعاصر:
عبد الله عزام رحمه الله
إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله Img5
إذا ذُكِرتْ الإمامةُ في الجهاد في هذا العصر لم يسبق إليها أحدٌ قبل الشيخ الشهيد – بإذن الله – عبد الله عزام رحمه الله..
فقد كان هذا الرجل موفقاً مسدداً أحيا الله به الجهاد في واقع الأمة، وغيّر صورة الجهاد في أعين المسلمين بعد أن كانت صورةً مشوهةً، وأشعل جذوة الجهاد في العالم كله، وخطا بالجهاد مراحلَ شاسعةً أوصلته إلى ما عليه الحالُ اليومَ من الانتشار الكبير لهذه العبادة العظيمة والقيام على أسسٍ راسخةٍ متينةٍ، حريةٍ بأن تؤتي ثمارها المرجوة بإذن الله.
ولد الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله- في قريةٍ تقع في الشمال الوسط من فلسطين اسمها سيلة الحارثية في لواء جنين عام 1941م، في حي اسمه حارة الشواهنة، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزام الذي وافته المنيّة بعد سنة من استشهاد ابنه، أما والدته فهي زكية صالح حسين الأحمد، من عائلةٍ لها صلةُ قرابةٍ بآل عزام، وقد وافتها المنية قبل استشهاد الشيخ عزام بسنة تقريباً، ودفنت في مقبرة الشهداء ببابي، ونشأ الشيخ في بيئةٍ صالحةٍ حيث عُرِفت عائلته بالاستقامة حتى إنهم كانوا يُسمَّون بالمشايخ وأهل اللحى لكثرة الملتحين من بينهم خلافاً لما عليه عادة الناس يومئذٍ، فلا عجب أن يتأثر شيخُنا بهذه البيئة، وقد كان منذ صغره جاداً حريصاً على الفائدة والعلم وكانت أخته تدخل عليه في غرفته وهو منهمكٌ في دراسته ويطالع كتبه، وهو في المرحلة الابتدائية فتقول له: يا أخي رفقاً بنفسك، لو ذهبت تلعب مع أقرانك الذين يلعبون ويرتعون، فكان - رحمه الله - لا يزيد على القول: ليس وقتُه الآن.
كان الشيخ كثير الذكر والعبادة منذ نعومة أظفاره حتى إنه كان يقوم الليل وهو في المرحلة المتوسطة، وكانت أمه تفيق في الليل فتدخل عليه وإذا به يصلي، فتقول له: يا ولدي رفقاً بنفسك والزم فراشك واسترح، فيقول لها: وهل من راحة للنفوس والقلوب إلا بهذا?
اشتغل بالدعوة إلى الله وتعليم العلم في قريته أثناء دراسته، وواصل دراسته في الكلية الزراعية في طولكرم ونال منها دبلوماً بدرجة امتياز، وبعد تخرجه منها تم تعيينه معلماً في منطقة الكرك، بعيداً عن بلده ومسقط رأسه، نظراً للخلافات التي كانت قائمةً بينه وبين مدير الكلية، بسبب جرأته في الحق مما جعل مديرَ الكلية يثأرُ لنفسه، بأن يوصي بتعيين الشهيد خارج الضفة الغربية كعقوبة له.
لقد عاش الشيخ رحمه الله حياته مجتهداً في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متأثراً بسيد قطب رحمه الله وكتاباته حتى إنهم كانوا يلقبونه سيد قطب الأردن لتشابههما في الصدع بالحق والجرأة على الطواغيت ومعاداتهم، وقد تأثر الشيخ بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فكانت سبباً في التزامه منهج السلف رحمهم الله تعالى.
ولكن النقلة الكبيرة في حياة إمام الجهاد في هذا الزمان كانت حين دخلت القوات اليهودية إلى الضفة الغربية وكان قد عاد من الأردن فخرج من أرضه إلى أرضٍ يعد فيها للجهاد ويتدرب على حمل السلاح انتقل إلى الأردن وبدأ حياة الجهاد التي كان له فيها الأثر العظيم، ويوم أن حاول شيخنا أن يخرج من القرية تشبث به مجموعة من أقربائه قائلين له: يا شيخ عبدالله كيف تخرج وتتركنا? فأجاب الشهيد يومها - رحمه الله - (أنا لا أستطيع أن أتعايش مع اليهود، كيف ترضون مني أن يمر اليهود أمام ناظري- دون أن أقف في وجههم - وأنا مكتوف الأيدي؟) لذلك عزم الشيخ الشهيد أن يخرج مشياً على الأقدام ومعه مجموعة من الشباب بينهم رجل كبير من أهالي القرية ووصل الأردن وعمل فيها مدرساً تمهيدا للبدء في الجهاد ولما تيسّرت له الأمور انتقل بعائلته من عمان، من الشقة التي كان يسكن فيها مع عائلته إلى غرفة من طين!! واستقال من وظيفته فجاءت مجموعة من أقاربه، من بينهم والده لإقناعه بالعدول عن طريقه، حيث كان الجهاد يومها مستغرباً، خصوصا من موظف مؤهل يحمل شهادة، لأنه كان في نظر الناس أن الجهاد لا يقوم به إلا العاطل عن العمل أو غير الموظف! فقال له والده: يا بني أنا كنت مؤملاً أن تكون من القضاة الكبار في عمّان، وإذا بك تدور مع الأولاد الصغار مع الشباب في الجبال، وبدأ يبكي فهبّ الشهيد غاضباً وقام من مكانه وقال: أنا أدعوكم إلى الجنة وأنتم تدعونني إلى النار فهو من يومها يرى أنه لا إذن للوالدين في فرض العين منذ أن كان مجاهداً على أرض فلسطين، أما زوجته أم محمد فقد ارتضت هذا الخط الجهاديّ الذي قبله الشهيد لنفسه وصبرت معه، وكان قد تزوجها سنة 1965 م وهي من بيتٍ محافظ على الدين، قد تربت على يدي والدها الذي هاجر من قرية (أم الشوف) في شمال فلسطين بعد طردهم من قبل اليهود.
اتخذ الشيخُ مع مجموعاتٍ من الشباب المسلم قاعدةً لهم في شمال الأردن كان الناس يطلقون عليها (قواعد الشيوخ) وكان الشهيد أميراً لقاعدة (بيت المقدس في مرو) للانطلاق منها إلى فلسطين لمواجهة العصابات اليهودية المسلحة في عملياتٍ جريئةٍ كان من أعظمها معركة 5 حزيران 1970م وقد اشترك فيها ستة من المجاهدين كان من بينهم أبو إسماعيل (مهدي الحموي)، وإبراهيم (بن بلة)، وبلال الفلسطيني، حيث تصدوا لقوة مكونة من دبابتين وكاسحة ألغام، كان دايان وزير الدفاع اليهودي قد أرسلها مع مراسل كندي وآخر أمريكي ليطوف بهم على الحدود، ويريهم أن العمل الجهادي قد انتهى وإذا بجند الله يخرجون لهم من حيث لم يحتسبوا، وانهالت القذائف على القوة اليهودية، وجرح الصحفيان، واعترف اليهود باثني عشر قتيلاً من الجنود والضباط، ولكن قتلى الأعداء أكثر من هذا بكثير، وقد استشهد ثلاثة من الإخوان في هذه المعركة، ولكن ما جرى بين الجيش الأردني والمجاهدين في حرب أيلول 1970م حال دون مواصلةِ الشيخِ وإخوانِه الجهادَ فأغلقت الحدود ومنع هؤلاء الأبطال من مواصلة جهادهم على أرض فلسطين.
كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله جامعاً بين العلم والعمل فقد كان وهو في ساحة الجهاد يقرأ ويدرس في المغارة -حيث كان أميراً لقاعدة بيت المقدس (في مرو)- وكان قد انتسب إلى الأزهر للحصول على شهادة الماجستير، وفي جو الجهاد كان يذاكر دروسه، ثم تقدم للامتحان وهو خائف من عدم النجاح، لأن القراءةَ كانت على هامش وقته، فأرسل الشهيد يومها لأحد الإخوة في القاهرة أن يرسل له النتيجة، فأبرق له: إنك ناجح في الماجستير، فأرسل الشهيد لهذا الأخ قائلا: أنت استحييت أن تقول إن معدلك مقبول ولا يقبل في الدكتوراه، فأرسل للشهيد برقية ثانية أن تقديرك جيد جداً وأرسل مخطط الدكتوراه! وإذا به الأول على الدورة بكاملها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.ISLAM2ALL.COM
ENG_GODZELA
مشرف مرشح لمنصب مشرف عام
مشرف مرشح  لمنصب مشرف عام
ENG_GODZELA


عدد المساهمات : 3368
تاريخ التسجيل : 25/07/2007
العمر : 38
الموقع : كلية الهندسة _قسم الهندسة المدنية
رقم العضوية : 31
Upload Photos : إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله Upload

إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله   إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله I_icon_minitimeالجمعة 7 ديسمبر - 1:25

ووافق إيقافَ الأردنيين للجهاد ضد اليهود ومنعَهم الفلسطينيين من ذلك أن أعلنتْ كليةُ الشريعة يومَها أنهم يريدون معيدين، فتقدم الشيخ فكان من ضمن المقبولين للتدريس في كلية الشريعة، فأصبح محاضراً فيها، ثم أُرسل بعد سنة في بعثة إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه، حيث حصل عليها عام 1973م، فعاد مدرسا في الجامعة الأردنية.
لمَّا كان الشهيد في قواعد الجهاد كانت نظرة الأقارب والأصدقاء تختلف تماماً عن نظرتهم له ولأهله يوم أن كان معلماً في المدارس الثانوية، أو بعد أن أصبح استاذاً في الجامعة الأردنية، وتغيرت نظرات النساء تجاه زوجته وأولاده، واحترامهم لها لأنها كانت زوجة موظف، فأصبحت زوجة مجاهد تنتقل في الجبال مع الأولاد الصغار في نظر الناس، وقد شكت زوجة الشيخ مرةً من عدم زيارة نساء الأقارب لها، فقال لها: اطمئني أنت ستصبحين بإذن الله خيراً منهن في الدنيا قبل الآخرة، لأن الله يقول: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) (النحل:41).

وبعد عودة الشهيد إلى العمل في الجامعة اجتهد في تحريض الشباب وتوعيتهم، وقام بدور كبير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بالحق والقوة فيه فحصلت له مواقف منها:أنه وقع بين يديه ذات مرة جريدةُ الرأي الأردنية، وإذا فيها (رسم ساخر) يضم مجموعةً من المشايخ وهم يحملون بندقية (م61)، وفي أسفل الصورة يرمز إلى أنهم مخابرات أمريكية فاتصل الشهيد بمدير المؤسسة الصحفية وطلب منه أن يعتذر على ما أصدره في هذه الصحيفة، فرفض المدير هذا الطلب، فقال له الشهيد: لقد أعذر من أنذر فاستنجد هذا المدير بالحاكم العسكري الأردني الذي قام بإصدار قرار بفصل الشيخ من الجامعة سنة1980م، وبدأت أجهزة الأمن تضيق على الشيخ وتحد من نشاطه وحركته في نشر الدعوة وإلقاء المحاضرات والدروس، فقرر أن يبحث عن مكان آخر للدعوة، فغادر إلى جزيرة العرب حيث عمل عام 1981م مع جامعة عبد العزيز في جدة، ولكنه لم يطق العيش بين أعطاف النعيم، فطلب من مدير الجامعة العمل في الجامعة الإسلامية الدولية في إسلام آباد،، فانتدب للعمل فيها سنة1981 م، ثم قدم الشيخ استقالته من جامعة عبد العزيز وتعاقد مع الرابطة 1984م وعاد مستشارا للتعليم في الجهاد الأفغاني، وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة، وقال: هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد، وقام سنة 1984م بتأسيس مكتب الخدمات الذي كان يوجه الإخوة العرب في خدمة الجهاد الأفغاني، ثم قدم استقالته من الجامعة الاسلامية في إسلام آباد وتفرغ للعمل في الجهاد الأفغاني، ولهذا المكتب الذي استقطب معظم المجاهدين العرب القادمين لأفغانستان نشاطات كثيرة في كل أنحاء أفغانستان - تقريبا - تعليمية وتربوية وعسكرية وصحية واجتماعية وإعلامية.
لقد صبر الشهيد على ظلم الطواغيت، فكان كالطود الشامخ لا يحني هامته إلا لله العزيز القهار، فآثر الأفعال على الأقوال، وآثر الجهاد على القعود مع الخوالف من النساء والولدان..آثر الجهاد على البريق الخادع والمناصب الكاذبة التي تجذب أصحابها إلى مستنقع الطين والذل التي تكلفهم أن يقدموا على مذابح الذل أضعاف ما تتطلبه الكرامة.
في الجهاد الأفغاني بدأت المرحلة الجديدة من حياة الشيخ ورجع إلى طريق الجهاد بعد أن ظل يبحث عنه مشتاقا إليه، ونفع الله به نفعاً عظيماً فمنذ أن قدم الشهيد إلى ساحة الجهاد الأفغاني سنة 1982م بدأ يحرض المؤمنين على القتال، ويستنهض همم الشباب في العالم الإسلامي للقدوم إلى ساحات النزال، ويوقظ إحساس العلماء أن أفيقوا من رقادكم فإن دين الله عز وجل لا يمكن أن يقوم على وجه الأرض وتصبح له شوكة إلا بالجهاد في سبيل الله (القتال واستعمال السلاح)، وصدرت أول فتوى من الشهيد بشأن حكم الجهاد في فلسطين وأفغانستان أو أي شبر من أرض المسلمين ديس من قبل الكفار أنه فرض عين على كل مسلم بالمال والنفس، إلا أصحاب الأعذار.
وقد ارتجفت أوصال الحكام من هذا الصوت الذي انطلق في أرجاء المعمورة، وخاصة أن هذا العالِم طبّق ما يقول على نفسه فامتشق سلاحَه وطرح الدنيا عن عاتقيه، وأقام مجموعةً من المعسكرات الخاصة بالمجاهدين العرب للتدرب على السلاح منها صدىو خلدن لتكون قاعدةَ انطلاقٍ وتدريب للمجاهدين العرب على أرض أفغانستان، كان ذلك في رمضان سنة 1986م، ولم يكن يومها معه سوى مجموعة من المجاهدين العرب يعدون على الأصابع، وبدأ الشباب المسلم فعلاً يفد إلى هذه المعسكرات على أرض أفغانستان، بل أصبحت القبلةَ التي يتوجه إليها الشباب المتعطش للجهاد والاستشهاد في سبيل الله، والمحطاتِ التي ويفيئون إليها، أصبح معسكر صدا وغيرُه عريناً للأسود، وقواعدَ لهم يتدربون فيها على جميع أنواع الأسلحة، ويأخذون قسطاً كبيراً من التربية الجهادية، انتظاراً لذلك اليوم الذي تُجْهز فيه أمةُ الإسلام على طواغيت الأرض، وتطهر مقدسات المسلمين من رجس اليهود والصليبيين؛ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
شارك الشيخ مع تلاميذه من المجاهدين العرب في القتال مع المجاهدين الأفغان، وكان لا يهدأ له بال ولا يحلو له المقام إلا أن يكون داخل الجبهات وبين المجاهدين، وكان يقول: لقد مارست الشعائر والعبادات كلها فلم أجد أشق على النفس من عبادة الجهاد وكان يتنقل من جبهة إلى جبهة، متحملاً الأذى في سبيل الله..حدّث عن نفسه أنه كان في إحدى الجبهات التي تتعرض لإطلاق الصواريخ من كل اتجاه، يقول: إن الصواريخ التي كانت تطلق على المنطقة كانت تخرج النبع من الأرض، بل إنك لتحس الجبال وهي تهتز وتميد من تحت أرجلنا، والأعجب من هذا أنك تجد الحيوانات تتجمع تحت الشجر مختبئة من شدة القصف ودموعها نازلة وشهد الشيخ معركة جاجي في رمضان سنة 1406هـ داخل أفغانستان، ويصف الشيخ تدخوله تلك المعركة فيقول: دخلت معسكر جاجي أثناء المعركة، وكنت صائما، وكانت الشمس تلم أذيالها لتغيب وراء الأفق، فتجمعنا قرابة 60 شخصاً في أحد الكهوف، وأغارت الطائرات، وكان يكفي لقتل كل من في الغار قذيفة واحدة ذات وزن؛1000كغم التي تخترق سبعة أمتار داخل الصخر، وأما في التراب فلقد رأيت بعيني رأسي النبع يخرج من جراء انفجارها، كان في جيبي بضع تمرات، بدأت أتحسسها وأخرجتها بيدي أنتظر الأذان، وجاءت الأوامر بالتفرق، وبدأت الصواريخ تنهال علينا من كل مكان إثر مغادرتنا المغارة، وألقينا بأنفسنا على هذا السفح ننتظر القذيفة التي نودع بها الدنيا، ولم أستطع خلال ساعتين أن أكمل حبات التمر التي بيدي.رسخت قضية الجهاد في أعماق الشيخ حيةً بين جوانحه، وأصبح السلاح جزءاً لا يتجزأ من دمه، ولهذا فإن كلامه كان ينفذ إلى قلوب الآخرين، ويحرك عواطفهم إلى الفكرة التي يريدها، ولأجل نشر مبدأ الجهاد وإيصال أخبار الجهاد والمجاهدين للعالم الإسلامي فقد قام بتأسيس مجلة الجهاد تصدر غرة كل شهر، ونشرة لهيب المعركة لنقل أخبار العمليات العسكرية داخل أفغانستان.لقد كان قلب الشهيد عزام يحترق، وكبده يتفتت من الواقع الأليم الذي تحياه أمة الإسلام في كل مكان قبل فتح باب الجهاد على أرض أفغانستان، فلما قام قائم الجهاد في أفغانستان بذل الشيخ وسعه في الحفاظ على مكاسب هذا الجهاد وكان حريصاً على رد جميع المؤامرات التي تحاك ضده كمحاولة التفريق بين الأفغان والعرب بالضرب على وتر الوهابية وسعت إذاعة البي بي سي في ذلك المشروع سعياً سيئاً، أو محاولة تضييع ثمرة الجهاد بتنصيب حكومةٍ متعددة الأطياف والمشارب تضم النطيحة والمتردية من المتسلقين على دماء الشهداء من بقايا الشيوعيين والرافضة ونحوهم. كما سعى أعداء الإسلام والجهاد في مشروع تشويه الجهاد بالتفريق بين أمراء الجهاد والإيقاع بينهم فكان الشيخ مجتهداً في الإصلاح بينهم والعمل على تفويت الفرصة على الأعداء حتى إنه كان على موعدٍ يوم اغتياله رحمه الله لاجتماع مصالحة بين أمراء الجهاد.وإنَّ مما لا شك فيه أن إمامِ الجهاد كان بحقٍ صوتَ الحق الناطق باسم الجهاد في العالم، فأراد أعداء الإسلام أن يسكتوا هذا الصوت، ولما تحقق لهم أنه بمثابة ترسٍ للجهاد الأفغاني، وأنه مظلةٌ واقيةٌ له من الأخطار الخارجية قرروا إسقاط هذا الترس حتى يستطيعوا النفاذ إلى قلب هذا الجهاد ويطعنوه الطعنة النجلاء، ولهذا تآمر عليه أعداء هذا الدين ورصدوا حركاته وسكناته ثم قاموا باغتياله وتفجير سيارته في أكبر شوارع بيشاور وفي وضح النهار وهو في طريقه إلى مسجد سبع الليل لإلقاء خطبة الجمعة بتاريخ 24/11/1989م، إذ مرّت السيارة التي كان يستقلها من فوق لغم بوزن (20كغم ت.ن.ت) وقد انفجرت السيارة وتطايرت أجزاؤها في الهواء، ونتج عن الانفجار استشهاد شهيد الأمة الإسلامية الدكتور عبدالله عزام ومعه ولداه (محمد وإبراهيم) وقد سارت الجموع الغفيرة وهي تودع كوكبة الشهداء إلى مقبرة الشهداء في بابي وقد وجد الناس منه رائحة المسك التي انبعثت من دمه الزكي وعبقت في أنوفهم وبقيت هذه الرائحة الزكية حتى تم دفنه ومن كرامات الله له حفظ جسده من التشويه رغم أن الانفجار نتج عن (20كغم ت.ن.ت) وقد أحدث دويا هائلا وقطع تيار الكهرباء، وحفر حفرة في الأرض، وتناثرت أجزاء السيارة في الهواء ومع ذلك وجدت جثة الشيخ على مقربة من الحادث.
نزل خبر مقتل الشيخ شديداً قاسياً على قلوب المسلمين والمجاهدين خصوصاً والمجاهدين العرب بشكلٍ أخص فلقد كان الشيخ عبد الله الأب الحاني والعالم المربي قبل أن يكون القائد المجاهد، والأمير المساند..
قتل الشيخ رحمه الله بعد أن قام الجهاد على سوقه، وثبت عماده، ورسخت جذوره، وواصل بعده تلاميذه إلى اليوم مسيرة الجهاد والاستشهاد، وخلفه في الإمامة الشيخ المجاهد أبو عبد الله أسامة بن لادن حفظه الله الذي كان يقول فيه الشهيد عبد الله عزام رحمه الله – في وصيته -: وادعوا كثيراً لمن تكفل هذا المكتب بماله الخالص الأخ أبو عبد الله أسامة بن محمد بن لادن، أدعو الله أن يبارك له في أهله وماله ونرجو الله أن يكثر من أمثاله، ولله أشهد أني لم أجد له نظيراً في العالم الإسلامي، فنرجو الله أن يحفظ له دينه وماله وأن يبارك في حياته“.
قتل الشيخ رحمه الله بعد عمرٍ طويلٍ اختصر الحديث عنه بقوله: إن عمري الحقيقي الآن تسع سنوات، سنة ونصف في الجهاد في فلسطين، وسبع سنوات ونصف في الجهاد على أرض أفغانستان، أما بقية عمري فليس له أي قيمة عندي.
قتل الشيخ رحمه الله بعد أن قدّم علماً كثيراً أخذه عنه الناس مشافهةً في جلساته ودروسه ومحاضراته، وضمّنه كتبه الكثيرة التي كان منها: الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان، آيات الرحمن في جهاد الأفغان، حماس الجذور التأريخية والميثاق وغيرها من الكتب النافعة.. رحم الله الشهيد وجمعنا به في الفردوس الأعلى، إنه سميعٌ مجيبٌ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://WWW.ISLAM2ALL.COM
 
إمام الجهاد المعاصر:عبد الله عزام رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صور تبكي لها العين!!
» ورحل بطل حرب أكتوبر الحقيقي ، رحمه الله رحمة واسعة
» الأستاذ الدكتور / محمود إمام إلى رحمة الله
» كتب الداعيه أحمد ديدات رحمه الله.
» مقالة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: مواضيع عامة :: البيــــــــــت بيتــــــــك-
انتقل الى: