العامل والفلاح

شارلي شابلن سخر من حياة الانسان المعاصر في أحد أفلامه‏.‏ واختار عاملا يربط‏(‏ صامولة‏).‏ فقط هذا عمله‏.‏ وهو لايستطيع أن يعمل في أي مكان آخر‏.‏ فهو مربوط بهذا المصنع‏..‏ أي أنه قطعة حديد في مصنع من الحديد‏..‏ لا حرية ولا حياة ولا إنسانية‏.‏ ورأي شارلي شابلن ان الانسان الحديث مجرد آلة‏..‏ مسمار في جهاز كبير‏.‏ يعيش به ويموت عليه‏!‏

فليكن‏.‏ ولكن هذا هو الفرق بين الفلاح والعامل‏..‏ أو بين التربية الريفية والتربية العلمية‏..‏ بين المصطبة والمصنع‏..‏ فلا صناعة بغير عمل جماعي‏.‏ ولا بحث علمي بغير تعاون بين العلماء والخبراء‏..‏

أما الفلاح فيستطيع أن يزرع ويروي ويبذر ويحصد وحده من صباح ربنا الي مساه‏.‏ وحده‏.‏ وليس عنده احساس بالزمن وإنما يقول‏:‏ بعد الظهر أو قبل المغرب ـ وهي كلمات ليست علمية ولايمكن حسابها‏.‏ ولكن هذا هو عالم الفلاح‏:‏ الشمس ارتفعت عن الأرض شبرين وثلاثة‏..‏ وقبل المغرب وبعد العشاء‏..‏ ويقول‏:‏ انتظرت ساعتين ثلاثة‏..‏ أكلت رغيفين ثلاثة‏..‏ يعني أيه‏:‏ اثنين ثلاثة‏..‏ وهذا هو حساب الفلاحين‏.‏ أما حساب المصانع والمعامل فالثانية والساعات في الأيدي وعلي الجدران والآلات نحسبها بجزء من الثانية‏..‏ وبالناتو تكنولوجي أي بواحد علي الف مليون من الثانية‏!‏

ومن العبارات العادية التي لايناقشها أحد أن يقال لك‏:‏ انتظرني الساعة السابعة فإذا لم آت في التاسعة فموعدنا غدا‏.‏ يعني انك تنتظره الساعة السابعة والثامنة والتاسعة‏.‏ ثم إنك لاتعترض علي هذه العبارة لأنك أنت أيضا تفعل نفس الشيء وقد لايجيء ولايعتذر‏..‏

المعني‏:‏ أنها عقلية فلاح لامعني للزمن عنده ولا احترام للمواعيد هو يفعل ذلك وأنت أيضا‏!‏