في مصر اللعب جد والجد لعب

في مصر‏:‏ الجد لعب واللعب جد‏.‏

فاللاعب الذي رفع يده وهمس بكلام ضد الحكم‏,‏ استحق العقاب‏.‏ وعوقب‏.‏ لأن هناك قوانين صارمة للعب‏.‏ وهناك فقهاء للعب‏.‏ ولم يعترض احد لا من اللاعبين ولا من المتفرجين علي معاقبة اللاعب حتي لو كان نجم النجوم‏.‏ فالقانون واجب الاحترام‏.‏ واللاعب قد خرج علي القانون ـ مع ان كرة القدم والسلة والطاولة لعب في لعب‏..‏

وفي الجد‏:‏ نلعب ايضا‏.‏ ويكون لعبنا خطرا‏.‏ ولا يلقي الناس العقاب الذي يستحقونه والامثلة كثيرة‏:‏ قوة اللصوص والمزورين والمضللين والقوادين في السياسة وفي الاخلاق والحياة الاجتماعية‏.‏ ومن سرق الرغيف وقف قانون العقوبات علي حيله ولا يقعد الا اذا دخل السارق الصغير السجن وشردنا اولاده وزوجته‏..‏ ويسرق لص آخر الملايين وينفق منها علي المحامين والصحفيين‏.‏ وينجو كالشعرة من العجين‏..‏ ومنهم الوزير ونائب رئيس الوزراء ونجعل نهاره اسود كالزفت‏..‏ وبعد سنوات من البهدلة له ولأسرته‏,‏ نحكم له بالبراءة‏!‏

والصحافة باسم الحرية تهاجم كل انسان‏:‏ الوزراء والوكلاء ورئيس الوزراء ورئيس الدولة ليلا ونهارا‏.‏ حتي يضيق الناس بأنفسهم وحتي يكرهوا ان يعيشوا شهودا علي هذا الهراء‏.‏ واخطر من هذا كله ان الناس قد اعتادوا علي‏(‏ الردح‏)‏ اليومي وكذلك الحاكم‏,‏ فلم يعد لهذه الهجمات اي اثر ولا صدي‏..‏ فكأنهم لا قالوا ولا نحن قرأنا ولا الحكام ايضا‏!‏

ولن أمل من ذكر الحادث النموذجي للاستخفاف عندما حمل احد أعضاء البرلمان ضابط مرورعلي سيارته ودخل به البرلمان‏..‏ فلا سقطت حكومة ولا اهتز نظام ـ مع انه عدوان نموذجي للسلطة التشريعية علي السلطة التنفيذية‏.‏ انها كل العبث‏..‏ واللا منطق واللا أمل في اي اصلاح‏!‏