عدد المساهمات : 3197 تاريخ التسجيل : 21/02/2008 العمر : 34 الموقع : الحرملك رقم العضوية : 613 Upload Photos :
موضوع: تاريخ وبداية النظارة الطبية الأحد 17 أغسطس - 16:37
النظارات الطبية اختراع قديم بقدم الزمان، فنيرون امبراطور روما، كان ينظر عبر حجر خاتمه الى حلبة المسرح لكي يرى بشكل أفضل. وقد اختلف المؤرخون في من كان مخترع النظارات الطبية، منهم من قال أنهم الصينيون وغيرهم قال الايطاليون وآخرون قالوا أنهم العرب... والأرجح أن يكون الإيطاليون في مورانو هم أول من اخترع النظارات، أما العرب فكان لهم دور هام في اختراع الزجاج.
في القديم انتبه الإنسان الى بعض الظواهر البصرية حيث لاحظ كيف يجعل الماء الموضوع في أناء، الأشياء التي ضمنه (الفواكه مثلاً) أكبر وأوضح. واستعمل الإنسان في القرون الأولى أنواعاً من الزجاج الملون للتخفيف من أشعة الشمس، ثم جاء اختراع العدسة المكبرة (المحدبة الوجهين) في القرن الحادي عشر تقريباً، والتي تقدم رؤية أفضل في المسافات القريبة.
يمكن القول بأن اختراع النظارات شأن الكثير من الاختراعات الأخرى نتج عن اجتهاد عدة أشخاص في أماكن مختلفة، لكن ضمن فترات زمنية متقاربة، نذكر منهم: ابن الهيثم، فيزيائي عربي ولد في البصرة عام 965وتوفي في القاهرة 1039، وروجيه باكون وهو طبيب انكليزي (1294-1214)، وسالفينو دوغلي ارماتي الفيزيائي الإيطالي (1317-1245)، والكسندر دولا سبينا الناسك الإيطالي، ونابولينان بورتا.
لم يكتمل ظهور النظارة بشكلها النهائي المعروف إلا بعد المرور بعدة مراحل يمكن تعدادها بالتسلسل الزمني لظهورها:
1- @-@ عدسة واحدة من دون ساعد، توضع أمام العين الواحدة، (Monocle).
2- @-@ عدسة واحدة مع ساعد، تحمل باليد، (Les Lunettes de Cyclopes).
3- @-@ عدستان من دون سواعد تحملها، وتحمل بواسطة اليد أو تستند الى عظمة الأنف بواسطة أنفية ضاغطة.
4- @-@ عدستان مع ساعدين وتكون العدستان من النوع الطبي المصحح أو الشمسي الملوّن.
اعتباراً من القرن الخامس عشر أصبحت النظارة ثابتة حيث تم وصل الدائرتين الحاملتين للعدستين ببعضهما بواسطة جسر مدوّر، وتحولت النظارة الى قطعة واحدة مصنوعة من العظم أو النحاس. ثم بدأ التفكير بتعليقها على الأذن بواسطة شريط أو بوصلها بالقبعة التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وفي القرن السابع عشر، كانت النظارة دلالة على الذكاء وعلامة تدل على النبل، فكلما كان الإنسان غنياً وذو مكانة اجتماعية مرموقة كانت نظاراته ذات حجم أكبر لتدل على مكانته الإجتماعية.
تطوّر كبير
وقد شهد القرن الثامن عشر تطوراً كبيراً على صعيد مهنة النظارات، حيث أصبحت تثبت على الأذن بواسطة ساعدين قصيرين ينتهيان بحلقتين من المخمل تضغطان على الصدغين. وكان الحدث الأبرز ظهور وصفة نظارات طبية في كتاب تومين (THOMIN)
عام 1746، وهو بائع نظارات فرنسي شهير ويعتبر المؤرخ الأول للنظارات في العالم، وفي العام 1770م تأسست في فرنسا أول جمعية مهنية لبائعي النظارات (Les Opticiens).
وفي عصر النهضة الصناعية الأوروبية كان للنظارات نصيب هام في التطوّر والصناعة، حيث أصبحت تصنع بشكل أدق من الفضة والفولاذ وأيضاً من الذهب. وأخذ المصممون يتبارون بتغيير أشكالها وألوانها، وأخذت دور الأزياء العالمية تتهافت لإدخال ألوانها وتصاميمها على النظارات التي اعتبرت جزءاً لا يتجزأ من الموضة.
أما اليوم ومع ازدياد الطلب على النظارات الطبية والشمسية نتيجة التضخم السكاني العالمي، ومع دخول الشركات الآسيوية ميدان المنافسة في الجودة والثمن. فقد توجه الأوروبيون لتطوير صناعتهم والتركيز علي أنواع من المعادن الخفيفة الوزن، مثل الألمينيوم والتيتانيوم وبعض المعادن المرنة والذكية، والتي حققت ثورة هامة تتمثل في الحصول على نظارات بوزن 6 غرام.