قصيدة للشاعر تميم البرغوثي
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
المعنى كعبة وانا بوفد الحروف طايف
وألف مغزل قصايد في الإدين لافف
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
أنا لما اشوف مصر ع الصفحة بكون خايف
ما يجيش في بالي هرم ما يجيش في بالي نيل
ما يجيش في بالي غيطان خضرا وشمس أصيل
ولا جزوع فلاحين لو يعدلوها تميل
حكم الليالي ياخدهم في الحصاد محاصيل
بيلبسوهم فراعنة ساعة التمثيل
وساعة الجد فيه سخرة وإسماعيل
ما يجيش في بالي عرابي ونظرته في الخيل
وسعد باشا وفريد وبقية التماثيل
ولا ام كلثوم في خمسانها ولا المنديل
الصبح في التاكسي صوتها مبوظه التسجيل
ما يجيش في بالي العبور وسفارة اسرائيل
ولا الحضارة اللي واجعة دماغنا جيل ورا جيل
قالولي بتحب مصر أخدني صمت طويل
وجت في بالي ابتسامة وانتهت بعويل
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لكني عارف بإني إبن رضوى عاشور
أمي اللتي حملها ما ينحسب بشهور
الحب في قلبها والحرب خيط مضفور
تصبر على الشمس تبرد والنجوم تدفى
ولو تسابق زمنها تسبقه ويحفى
تكتب في كار الأمومة م الكتب ألفين
طفلة تحمي الغزالة وتطعم العصفور
وتزنب الدهر لو يغلط بنظرة عين
وبنظرة أو طبطبة ترضى عليه فيدور
وأمي حافظة شوارع مصر بالسنتي
تقول لمصر يا حاجة ترد يابنتي
تقولها احكي لي فتقول ابدأي إنتي
وأمي حافظة السِيَر أصل السِيَر كارها
تكتب بحبر الليالي تقوم تنوَّرها
وتقول يا حاجة إذا ما فْرِحتي وحزِنتي
وفين ما كنتي أسجل ما أرى للناس
تفضل رسايل غرام للي يقدَّرها
أمي وأبويا التقوا والحرّ للحُرَّة
شاعر من الضفة برغوثي وإسمه مريد
قالولها ده أجنبي، ما يجوزش بالمرَّة
قالت لهم ياالعبيد اللي ملوكها عبيد
من إمتى كانت رام الله من بلاد برَّة
يا ناس يا أهل البلد شارياه وشاريني
من يعترض ع المحبة لما ربي يريد
كان الجواب إن واحد سافر اسرائيل
وانا أبويا قالوله يللا ع الترحيل
دلوقت جه دوري لاجل بلادي تنفيني
وتشيب أمي في عشرينها وعشريني
يا أهل مصر قولولي بس كام مرة
ها تعاقِبوها على حُبَّ الفلسطيني
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
بحب أقعد علىالقهوة بدون أشغال
شيشة وزبادي ومناقشة في مآل الحال
وبصبصة ع البنات اللي قوامهم عال
لكن وشوشهم عماير هدها زلزال
بحب لمعي وعب هادي ومحب جمال
أروح لهم عربية خابطة في تروللي
كإنها ورقِة مِسوِدَّة مرميَّة
جُوَّاها متشخبطة ومتكرمشة هِيَّة
أو شلِّةِ الصوف، أو عقدة حِسابِيَّة
سبعين مهندس ولا يقدر على حَلِّي
فيجيبوا كل مَفَكَّاتهم وصواميلهم
ويجربو كل ألاعيبهم وتحاييلهم
حتى ساعات يغلطوا ويجربوا فِيَّا
بس الأكيد أنهم بيحاولوا في مشاكلي
وإنها دايماً اهون من مشاكلهم
أحب اقعد على القهوة مع القاعدين
وابص في وشوش بشر مش مخلوقين من طين
واحد كإنه تحتمس، يشرب القرفة
والتاني غلبان يلف اللقمة في الجرانين
والتالتة من بَلَكُونِتها تنادي الواد
والواد بيلعب وغالبهم ثلاثة اتنين
أتوبيس كإنه كوساية محشي بني آدمين
أقول بحكم القاموس، إن الهواء جماد
واشم ريحة شياط، بس اللي شايفه رماد
عكازة الشيخ منين نابت عليها زناد
يسند على الناس ويعرج من شمال ليمين
والراديو جايب خبر م القدس أو بغداد
قالولي بتحب مصر فقلت مش عارف
لا جيتها سايح ولا ني أعمى مش شايف
ريحة البخور في الغورية وألف حبل غسيل
وأيقونات تبكي لما تسمع التراتيل
كإن فيه حد يسقي كل لون فيها
تطرح سماحة على مر السنين وجمال
بيت السحيمي صدى للشاعر للقوال
خناقة فيها الزناتي يواجه ابن هلال
وان حلوة مرت وبانو شعرتين م الشال
الجوز يكونوا حجج للوصف في عنيها
ريحة البخور في الغورية ومية في الشارع
محل بيبع عصير بانيه المؤيد شيخ
صاحب محل وصبيه يهرو بعض صريخ
وفرقة بتقول موشح يا سقاة الراح
مدنة عليها المؤدن بالعنا طالع
لكن أدانه يعدي من السما مرتاح
والمدنة في مسجد الحاكم بأمر الله
كإنها من زمانه واقفة تستناه
سيرته غريبة الراجل ده يفهموها قليل
حاكم وقالها بصراحة: أظن إني إله
جاب جوهر الحكم يا خواننا وفهم معناه
وكل حاكم بيقولها في سره لما ينام
يقولها لمراته وابنه وحتى أمنه الخاص
لكني أشهد بأنه أشجع الحكام
ذاعها على الناس صراحة والأئمة معاه
يا أهل مصر أنا من اليوم إله وإمام
شجاع ومؤمن بنفسه بس مسه الخوف
شافوه وإيده بترعش والعرق بيسيل
بصو بمحبة وقالوله طب يا عم خلاص
وأيِّدوه قصة تانية ف دفتر القصاص
ما كل حاكم كده بس العتب ع الشوف
وباب زويلة بيحوى من الكلاب أصناف
وباب زويلة عليه يتعلقوا الأشراف
وناس عبيد ناس وناس لؤلؤ بلا أصداف
بيوت قصايد وخانقاها بيوت الخلق
يا مصر ابنك في بطنك بس خانقاة خنق
وكل شاعر يطبطب له ويقول قرب
وراح صلاح وفؤاد والتونسي متغرب
لحد ما الحمل أصبح شغلة البطال
وكل شاعر عويل تلقيه في حملك قال
يا مصر بطنك بتكذب والا حملك حق
أحنا تعبنا ومافيش أشعار عشان نكتب
إبنك يا يجي يا تبقى الدنيا عايزة الحرق