.. مرحباً يا رفاق ..
***
دجاجي منتهى الحب .
وأصل الحسن في التعبير .
إذا قلت دجاجات
فأنت الشاعر النحرير
فراخي لا أذبحها
فريكاً لست أحشوها وأشويها تغشيها رقاقات من القصدير
منزهة عن الشوي .. عن السلق ، عن الطبخ ، عن التحمير
منزهة عن التغليف والتصدير
فرب دجاجة بيضاء !!!
وتحميك من الصراصير !!!
وكنت تعذبها دوماً ( يا أحمق )
لأنك سيئ شرير
ولكنها نعم الفرخة
ونعم الصاحب الذي يطير
وأطعمها من الحب
وأسقيها من العصير .
( إلى آخر الغزل العفيف :) ) .
***********************
***********************
- 1 -
أسوان - 8/6/2008 :
كهف تبتسم فتحته في بلادة يسترخي على قمة الجبل الأبو الريشي العتيد دون تحفظ من أي نوع ،
مشعراً رائيه بالهدوء والأمن والاطمئنان .. الشمس بهيجة ، والكلاب وديعة ،
وتمارس عض ذيول بعضها البعض في توحش الروتين الحيواني المعتاد ..
لا ثمة منغصات في المشهد البتة ..
هل تشم هذه الرائحة ؟؟
تحاول الربط بين احساس ابن الجبل الذي وفره لك المشهد وبين دلالات الرائحة
التي ذكرتك بالبيض والقش والحبوب والـ (
كاك كاك ) فلا تخرج بنتيجة منطقية
..
حسناً ، اقترب ولج في سواد الكهف لحل هذه المعضلة الشعورية ..
بدأت تشم وتسمع وترى بوضوح
؟؟ ها نحن أولاء أمام عالم ما بداخل الكهف ..
- <<
بق بق بق بق بق بق ، بقييييييييق >> !!!
صوت واعظ وتلامذة مخلصون ورهبة لا شك فيها
.. إنه درس مهيب
فاجلس واتعظ من فضلك
..
- << أيا دجاجاتي المخلصات
!! أيا أيتها العزيزات
!! يا من هن الحقيقة الكونية ويا علة العلل
!!
ها أنا أبوكم الوفي أرفع لكن يد البياض الدجاجي الخالص مبرهناً عن مقدماتي التي لطالما هززتم لها أجنحتكم الوارفة ، ومناقيركم الكريمة
>> ..
(
تتعالى همهمات بقـبـقـيـقـيـة في أرجاء الكهف .. إن الرضى يعم المكان حقاً )
- << أيا معشر المحبات !! لابد من الانتقام
!! لابد !! لابد من تطهير الصعيد من المهندسين أكلة الدجاج المارقين
. إ .. أوه .. أوع أوع .. ياللقرف
.. لحظة من فضلكم >> ..
(بدأت رنة الغضب في نبرة الدجاج تبرز بشدة
، حقاً هن يردن الانتقام من الغيلان المتوحشة ..)
- <<
بق بق بق بق بق بق بقيييييييق ، بقبقييييييييييق .. >> ..
( شيئ ما يشعر بأن المتكلم راض عن كل هذا التأييد .. )
- << حسناً يا أيها المخلصون !! لنقم معاً بتطهير الأرض من أكلة الدجاج .. إن المتوحش حقاً هو من يلتذ بلعق عظام الدجاج ونهش لحمها و مضغ جلدها الرقيق !! أه يا قلبي !! >> ..
( صوت تهانف ، وبقبقيقياااات غاضبة تتردد في أرجاء الكهف ، ولا داعي لشرح أن مصدرها هو آلاف الدجاجات التي تراها جالسة في سكينة غاضبة ..
الموقف مشتعل تماماً
.. )
- << الموت لهم
!! >> ..
- <<
كاك كاك كاااااااااااااك !! >> ..
- << الموت للغيلان !!
>> ..
- <<
كاك كاك كاااااااااااااااك !! >> ..
- << المووووووووووووووووت !!!
>> ..
- <<
كااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك !!!!! >>
***
- 2 -
** نشرة العاشرة صباحاً **
( عبد الغفور طايع ) يحيكم أعزائي المشاهدين من استوديوهات القناة الثامنة ، وإليكم أهم الأنباء :
وردنا اليوم خبر مفاده أن أعداداً مهولة من الدجاج الأبيض مجهولة المصدر انتشرت انتشاراً في كلية الهندسة ، الواقعة بأبو الريش ، وقامت بعمليات تخريبية ضخمة أدت إلى توقف النشاط الدراسي في المنطقة .
وقال متحدث باسم الكلية أن مخبولاً ما قاد عمليات إرهابية - دجاجية - ( على حد تعبيره ) ، مشيراً إلى أن المأساة بدأت اليوم صباحاً ، ولازال الوضع متأزماً حتى الآن .
مراسلنا : ( حميد عبده ) من الصقع المنكوب أعد لنا هذا التقرير الخاص :
(( أبو الريش ، كلية الهندسة :
كارثة مروعة لم يشهد لها تاريخ الإرهاب مثيلاً ، حدثت صباح اليوم التاسع من يونيو في كلية الهندسة الواقعة بأسوان ، في منطقة أبو الريش ..
المشهد مؤس ، والخسائر فادحة بشرية ومادية ..
وحسب الشهود استطعنا أن نكون صورة شبه كاملة عن الأحداث ، وخلصنا أن جماعة لابد أن لها علاقة ما بتنظيم القاعدة المتطرف ، قامت بالهجوم على الكلية على حين غفلة من أهلها ، فبدأت بالحراس ، ثم ثنت بمن وقف في طريقها ..
والنتيجة : عشرات القتلي والجرحى ، ولا نمتلك ( حتى الآن على الأقل ) معلومات دقيقة عن الرهائن المحتجزين في الداخل .
لكن الأنباء الغريبة عن ماهية المعتدين أسفرت عن مفاجأة حقيقية :
عدة آلاف من الدجاجات البيضاء هي المتسببة في الهجوم ، يقودهن ( عن طواعية عجيبة ) شاب في مقتبل عمره ، ولدينا هاهنا من يقسم على أنه من طلبة الكلية ، ويقسم أيضاً على أنه مخبول تماماً .
حقاً لقد اكتسى المشهد بالبياض المختلط بالدم الأحمر ، ليذكرك بمشاهد الحرب الباردة .
ورغم كل محاولاتنا للولوج إلى قلب الحدث ، إلا أننا أفسحنا المجال لقوات الشرطة المركزية ومروحيات الجيش والمجنزرات الخضراء وقوات الدفاع لتطوق المكان بأكمله ، وبقينا نحن نتابع الأحداث متفائلين باتضاح الصورة في الأيام القادمة .
أكرم خزااااااااااااااااااااا .. أه ، عفواً ، حميد عبده ، الجزي.. أوه أرجو المعذرة ، حسناً ، موسكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
أوه !! هل قلت موسكو ؟؟ أعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود ، استوديوهات القناة الثامنة ، أسوان ))
-----------------
شكراً حميد على التقرير ، ونعود إلى الاستوديو لننقل لكم خبر تحطم طا ..
ماذا ؟؟ استطعتم الاتصال بقائد الإرهابيين ؟؟ حسناً .. أه .. أوه ..
( يقطب المذيع جبينه للتماسك أمام الموقف المريع ) :
- << تيييييييييييييييييييت >> .
- <<
مرحباً سيد عبد الوهاب >> .
- << .................................
***
أتابع في الجزء القادم سرد المحلمة الخالدة : فراخ وفراخ وفراخ .