بسم الله الرحمن الرحيم
يقولون في الأمثال عش رجباً تجد عجباً!
وبما أنه مر علينا أكثر من رجب فها نحن نرى العجب العجاب في زمن العجائب الذي نعيشه وبلد العجائب مصر
ومصر من أيام فرعون وهي تستحق لقب بلد العجائب بكل جدارة في كل المجالات الخيرة منها والشريرة!!
ففي مصر أعلن فرعون أنه إله! واستخف قومه فأطاعوه وعبدوه من دون الله!
في مصر سُجن سيدنا يوسف عليه السلام وفيها أيضاً أصبح وزيراً!
في مصر أيضاً سُجن شيخ الإسلام ابن تيمية إمام أهل السنة والجماعة!
و رئيس اسمه أنور السادات أذاقنا طعم النصر في عصرنا الحديث ثم سادت في نهاية عصره ضلالات السلام وانطفأت أنوار الجهاد !
وسبقه أيضاً رئيس اسمه عبد الناصر وتلقينا في عصره هزيمة مريرة مهينة!
وهي بلاد تجمع ما بين متناقضات عدة
فتراها تجمع ما بين الذل والعزة في آن واحد بشكل عجيب كما تجمع ما بين التدين والتفسخ والجدية والهيافة وغيرها من المتناقضات العجيبة التي عبر عنها أحدهم بقوله
وكم فيكِ يا مصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء!
ومن أخبار العجائب في مصر مؤخراً فتوى عار الأزهر سيد طنطاوي بجلد الصحفيين الذين تحدثوا عن وفاة ولي نعمته ب80 جلدة بدعوى أنهم مروجي شائعات ومثيرين للفتن !
واستدل في ذلك بالآية 4 من سورة النور "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
والآية متفق عليها بين العلماء أنها تتحدث عمن يقذف المحصنة من النساء أو الرجل المسلم بالزنا أو اللواط سواء بالتصريح أو بالتلميح (راجع تفسيرات الطبري وابن كثير والجلالين والسعدي والصابوني والقرطبي وغيرهم!) ولكن يبدو أن عار الأزهر (ولا أقول شيخه!) رأى لها تفسيراً آخر عصرياً يتماشى مع هواه وإتباعه للطاغوت مكملاً بذلك فتاويه الباطلة وعجائب بلده بلد العجائب !
فقد رأى سيد طنطاوي أن يستدل بهذه الآية لجلد مروجي الشائعات عن وفاة الرئيس(اللهم اجعلها بشرى!)80 جلدة وكأن الرئيس حسني مبارك من المحصنات أو كأن الصحفيين رموه بالزنا !
فما وجه الشبه بين شائعات الوفاة وبين الزنا يا طنطاوي؟!
وإذا كنت مهتم بالحدود لهذا الحد فأين أنت ممن يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً؟!
يقول الله عز وجل في الآية 33 من سورة المائدة " إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " فلماذا لا تسعى وتهتم لتطبيق هذا الحد؟!!! وما أكثر المستحقين له من مسؤولي بلادك ورجال أعمالها والمشهورين فيها !!
لماذا لا تدعو لتطبيق الحدود عليهم بدلاً من تبرأة بعضهم وتكريم بعضهم والتغاضي عن البعض الآخر؟!
وماذا عمن يحرم الختان وهو مما أحله الله بالإجماع؟ وماذا عمن يحلل الربا وهو مما حرمه الله بالإجماع ؟!
ما قولك يا طنطاوي فيمن يحرم ما أحل الله ومن يحلل ما حرم الله؟!
ما قولك في مئات الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات والذين نشروا وينشرون الفسق والخلاعة والمياعة والفجور علناً في الفضائيات وأفلام الفيديو الإسطوانات والحفلات ؟ !
ما قولك في الخمور التي تقدم علنا في القرى والمنتجعات السياحية؟!!
هقولك إيه ولا إيه!
بلادنا مليئة بالمفسدين شرقاً وغرباً وأنت تحرف الكلم عن مواضعه لتستنتج أحكاماً ما أنزل الله بها من سلطان ومازلت تفتي للسلطان ولن ينفعك هذا السلطان يوم الحساب حيث سيتبرأ منك ومن أمثالك ممن اتبعوه!
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ(166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ"
الآيتين 166 و167من سورة البقرة
إن لم تستح يا طنطاوي فافعل ما شئت !!
أمازلت تتعاطى حبوب الفنكوش يا طنطاوي؟!
ألا تفيق وقد اقتربت من الثمانين من عمرك؟! أفلا تتوب قبل قيام قيامتك لعل الله يتقبل توبتك؟!
جعلت الأزهر أضحوكة ومسخ وعبد لمبارك وحكومته فحسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفي أمثالك من علماء السوء!
حسبنا الله ونعم الوكيل!
حسبنا الله ونعم الوكيل