أفادت الأنباء الواردة من القاهرة بوقوع اشتباكات بين العديد من سكان حي منشية ناصر وقوات الشرطة المصرية.
فقد قام سكان الحي بالقاء الحجارة على رجال الشرطة بسبب غضبهم من تقصير السلطات في أعقاب انهيار كتل صخرية على عشرات من منازل هذا الحي العشوائي الواقع على سفح جبل المقطم مما ادى الى مقتل 33 على الاقل من سكانه.
وقال مسؤول أمني رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية "قام الاهالي برشق رجال الشرطة بالحجارة وتوجيه السباب للمسؤولين عن الامن وهم في حالة غضب شديد لاعتقادهم ان اجهزة الانقاذ تعمل ببطء وبلا كفاءة".
ومازالت الجرافات تعمل حتى الآن على رفع الكتل الصخرية كما اعلن المسؤول الامني نفسه.
وعمل رجال الانقاذ وسكان الحي طوال الليل وبايديهم غالبا على رفع كتل الحجارة بحثا عن ناجين. واشارت بعض شبكات التلفزيون الى ان نحو 500 لا يزالون تحت الانقاض اثر انفصال كتلة صخرية بارتفاع 15 مترا وعرض 60 مترا عن هضبة المقطم.
وقال شهود عيان إن صخوراً كبيرة يبلغ ارتفاع بعضها 30 متراً دمرت مبان بأكملها، من بينها مبنى مكون من ستة طوابق سوي بالأرض تماماً.
وأكد مسؤول أمني أن ثمانية صخور تزن بين 60 إلى 70 طن سقطت على المنطقة على حافة جبل المقطم ما أدى لتدمير 50 منزلاً، يعتقد أن العديد منهم لا يزال تحت الانقاض.
وأضاف المصدر الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أنهم لا يزالون في انتظار آليات ثقيلة للمساعدة على رفع الصخور بدلاً من الاعتماد على المجهود اليدوي.
وقال أحد شهود العيان حسان إبراهيم البالغ من العمر 80 عاماً "كان أمراً مرعباً، انقطعت الكهرباء، سمعنا صوتاً قوياً كالزلزال واعتقدنا أن المنزل ينهار".
وطلب الرئيس حسني مبارك من الحكومة اعداد اماكن لايواء الذين فقدوا منازلهم وصرف تعويضات لاسر الضحايا كما ذكرت صحيفة الاهرام الرسمية.
واعلن رئيس الوزراء احمد نظيف عقب اجتماع عاجل مساء السبت ان الحكومة ستبحث وضع كل الاحياء العشوائية في البلاد. حوادث متكررة
وتشتهر هذه المنطقة العشوائية بالازدحام اذ يقطنها اكثر من نصف مليون شخص، اغلبهم من المهاجرين من الارياف بحثا عن فرص عمل في القاهرة التي يبلغ عدد سكانها اكثر من 17 مليون.
وتقيم العديد من العوائل من سكان الحي في غرفة واحدة ولا يتوفر الصرف الصحي وغيرها من الخدمات الاساسية في الحي المقام على جرف صخري.
وصرح الصحفي هاني رفعت الذي يقطن الحي ويتابع اوضاع الحي لوكالة اسوشيتد برس ان الحي يشهد انهيار الصخور بشكل متكرر بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي وبالتالي تسرب مياه الصرف الصحي الى باطن الارض وجريانها من اعلى الجبل الى اسفله والتسبب بتصدع الجبل.
وكان العمل جاريا لتدعيم الجبل لمنع انهياره لكن لم يتم الانتهاء منه بسبب عدم اخلاء الحي من سكانه حتى الانتهاء من هذه الاعمال.
وارسل إلى موقع الحادث العشرات من رجال الشرطة وعمال الانقاذ ومعدات مكافحة الحريق وسيارات الاسعاف والكلاب البوليسية، لكن أهالي المنطقة عبروا عن غضبهم مما يعتبرونه "استجابة غير مناسبة" من الحكومة.
وتجمع في مكان الحادث الآلاف من أقارب الضحايا وجيرانهم الذين هاجموا السلطات الحكومية.
وتسير عمليات الانقاذ ببطء ولم تصل حتى الآن آلات الحفر الخاصة برفع الانقاض، حيث قام أهالي المنطقة بمعظم أعمال الحفر