يعيش أبناء الطائفة اليهودية في اليمن مثل نظرائهم المسلمين اليمنيين، من حيث العادات والتقاليد وإحياء الجو الرمضاني، باستثناء الصيام الذي يقوم به المسلمون، كفريضة دينية، ويتعايش أبناء الطائفتين اجتماعيا بشكل طبيعي لدرجة لا تكاد تذكر الفوارق الدينية بين أبنائها.
النوم حتى الظهيرة في النهار، التأخر حـــتى قرب الفجر في الليل، عدم الأكل أو الشرب أمام الملأ في الشــــوارع وتجنب البذيء من القول هو السمة السائدة لدى اليهود اليمنيين كما المسلمين تماما خلال شهر رمضان، وإن كان بعض اليهود يخزّن (يمضغ) القات في نهار رمضان ولكن في أماكن مغلقة داخل منازلهم.
وذكرت مصادر محلية في مدينة ريده (70 كيلو متر شمال صنعاء) أن التكافل الاجتماعي وتبادل أطباق الطعام بين اليهود والمسلمين، تزداد خلال شهر رمضان، حتى أن نساء اليهود يتفنن في طباخة الأطباق الرمضانية المفضلة لإهدائها إلى جيرانهم ومعارفهم المسلمين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الرسمية في تحقيق لها أمس أن المرء لا يشعر بالفرق بين حارات اليهود والمسلمين خلال شهر رمضان في منطقة ريده بمحافظة عمران، حيث تقطن أغلب الأسر اليهودية. وقالت 'إن بعض منازل اليهود اليمنيين تعد للصائمين المسلمين وجبات الإفطار والبعض الآخر منها ترتب جلسات السمر المسائية التي يتناول خلالها اليهود والمسلمون القات في مقايل جماعية مع الاحتفاظ بخصوصية كل منهم'. ونسبت إلى السيدة اليهودية تركية بنت يحيى هارون (65 عاما) قولها 'أتهيأ كعادتي لاستقبال شهر رمضان من خلال تجهيز (المصلة)، وهي أداة منزلية لصناعة اللحوح (رقائق رمضانية) لتقديمه للمسلمين الصائمين'.وأضافت أنها تربي بقرة في منزلها وتقوم بحلبها وتوزيع قوارير اللبن الرائب على جيرانها الصائمين من المسلمين الذين يستخدمون ذلك في صناعة وجبة الشفوت الرمضانية (فتة من رقائق اللحوح).
وأكدت أن النساء اليهوديات والمسلمات يتعاون ويشتركن في الأعمال المنزلية وقالت 'نتبادل المنافع وخصوصا في رمضان ونتعاون في المناسبات في أعمال المنزل والطبخ، ونشترك في صناعة الخبز والعجين وتنقية الحبوب وطحنها'.
إلى ذلك قال يهودا سعيد وهو من أبناء الطائفة اليهودية 'نحن اليهود، نحترم رمضان ونمارس فيه أعمالنا بشكل طبيعي، لكننا نحرص على عدم الأكل أو الشرب أو تناول القات خارج بيوتنا احتراما لمشاعر المسلمين الصائمين'. وأوضح 'هذا الاحترام نابع من شعورنا بأهمية رمضان ومكانته عند المسلمين، وكون ذلك متبادلا، فالمسلمون يحترمون شعائرنا الدينية بالذات يوم السبت'.
وأضاف يهودا أن اليهود اليمنيين في الغالب يشاركون المسلمين في صوم أيام من رمضان 'سواء التي تتزامن مع أيام الصوم المفروضة علينا حسب طالع الحساب الذي يعتمد على التقويم الميلادي، أو من باب صوم النوافل (التطوع)، وهو ما يقوم به جميع اليهود الذين بلغوا سن الرشد وامتلكوا القدرة على الصوم تقربا إلى الله'.[size=24][/size]