لرمضان مظاهر مختلفة تختلف باختلاف البلاد فمنهم من يقضى رمضان في السهر والسمر ومنهم من يهتم بالأطعمة المختلفة ومنهم من يرى رمضان فرصة طيبة لإعادة الصلة مع رب العالمين ولكل بلد عاداته الموروثة عن الإباء والأجداد الأمر الذي يجعل لكل بلد عاداتها وتقاليدها ويجعل لكل بلد رونقها ومذاقها الخاص في لياليها الرمضانية وسنقوم خلال هذا الشهر الكريم بعمل رحلة سريعة في البلاد المختلفة للوقوف علي أهم عاداتها وتقاليدها في العالم الإسلامي
رمضان في اليونان : رمضان بالنسبة للمسلمين في اليونان يكون له طابع خاص وذلك لان المسلمون هناك يمثلون الأقلية ، حيث يبلغ عددهم هناك 250الف نسمة فقط من أجمالي سكان اليونان الذين يبلغون 11 مليون ، فيقوموا باستقبال رمضان قبل بداية الشهر بما يقرب أسبوع ، فيقوم أصحاب المحال التجارية بتزين محالهم بزينة مستقدمة من بلادهم ، ويقومون بتوزيع الإمساكيات التي تكون في الغالب بمثابة إعلان لمحالهم ،وينتهز التجار فرصة قدوم شهر رمضان لاستيراد التمر من مختلف البلدان ،وصانعة الحلوى التي تلقى رواج كبير خلال هذا الشهر
ومن أكثر المشاهد التي تشير للوهلة الأولى إلى قدوم شهر البركات ،تكدس المتاجر وازدحامها بأغلبية المسلمين في أماكن المتاجر والمحال ،من أجل شراء مستلزمات هذا الشهر الكريم ، الذي تكون له أكلاته الخاصة وحلوياته التي يحيبها الكبار والصغار
ومع بداية شهر الصوم يقوم المسلمين بإقامة المصليات التي تستخدم في الإفطار الجماعي التي يساهم أهل الخير في تغطية تكاليفها، ويستفيد منها عدد كبير من العمال والطلبة ، وفى صلاة التروايح
وتقوم المساجد بتنظيم المسابقات الرمضانية ،التي تتضمن مسابقات للقرآن والسنة ،بالإضافة إلى الأنشطة الرمضانية والثقافية التي يقبل عليها الكبار قبل الصغار ،وتقوم المساجد بدعوة بعض الشيوخ والدعاة طوال لشهر الكريم أمثال الشيخ وجدى غنيم ،الشيخ المحلاوى ،والذين يساهمون بدور كبير في توضيح صورة المسلمين في الدول الغربية
وبعد تناول الفطور يقوم مسلمو اليونان بأداء صلاة التروايح التي يتجمع فيها أغلبية المسلمين لتأديتها ،تقام صلاة التروايح في 15 مصلى بأثينا فقط والتي تكون هذه المصليات فى الغالب من المساجد المتواضعة ،والتي تكون في الغالب موجودة في المدن الصغيرة مثل سالونيك ،وباترا،وتقوم هذه المصليات بجمع التبرعات والزكاة وتوزيعها على الفقراء
بالإضافة إلى نشاطات الإحسان والرحمة التي ترتفع خلال هذا الشهر حيث يسعى اغلب المسلمين للتبرع بالمال إلى صناديق الخيرية الأخرى التي تتقصى أحوال المسلمين المحتاجين سواء في اليونان أو خارجها
ويتميز مسلمو اليونان بالكرم وحب والضيافة بصفة عامة ،وبصفة خاصة في شهر رمضان ويفضلون الإفطار العائلي فى منزل الجد
ومع دخول العشر الأواخر من رمضان يقوم مسلمو اليونان بتنفيذ سنة نبيهم بالاعتكاف والسهر فى تلاوة القرآن وإقامة صلاة التروايح ،ويقوم مسلمو اليونان بأخذ تصريح لأداء الصلاة إثناء أوقات العمل الرسمية حتى يأتي يوم العيد فيخرج جميع مسلمو اليونان لتأدية صلاة العيد ثم ينصرفوا لتبادل التهاني فيما بينهم يذكر أن المسلمين يتركزون في مناطق الشمال الشرقي (كسانثي، كوموتيني، ألكساندروبولي) ولهم مفتٍ في كل مدينة كان ينتخب مباشرة من المسلمين في المنطقة إلى أن صار يُعيَّن من قبل الحكومة بخلاف ما نصت عليه المعاهدات التي أبرمتها اليونان وتركيا بشأن الأقليات المتواجدة في البلدين