وَلَقَد دَخَلتُ الحَـيَّ يُخشـى أَهلُـهُ بَعدَ الهُدوءِ وَبَعدَمـا سَقَـطَ النَـدى
فَوَجَـدتُ فيـهِ حُـرَّةً قَـد زُيِّنَـت بِالحَليِ تَحسَبُهُ بِها جَمـرَ الغَضـا
لَمّا دَخَلتُ مَنَحتُ طَرفـي غَيرَهـا عَمداً مَخافَةَ أَن يُرى رَيعُ الهَـوى
كَيمـا يَقـولَ مُحَـدَّثٌ لِجَليـسِـهِ كَذَبوا عَلَيها وَالَّذي سَمَـكَ العُلـى
قالَـت لِأَتـرابٍ نَواعِـمَ حَولَـهـا بيضِ الوُجوهِ خَرائِدٍ مِثـلِ الدُمـى
بِالـلَـهِ رَبِّ مُحَـمَّـدٍ حَدِّثنَـنـي حَقّاً أَما تَعجَبنَ مِـن هَـذا الفَتـى
الداخِـلِ البَيـتَ الشَديـدَ حِجابُـهُ في غَيرِ ميعادٍ أَما يَخشـى الـرَدى
فَأَجَبتُـهـا إِنَّ المُـحِـبَّ مُـعَـوَّدٌ بِلِقاءِ مَن يَهوى وَإِن خافَ العِـدى
فَنَعِمـتُ بـالاً إِذ دَخَلـتُ عَلَيهِـمُ وَسَقَطتُ مِنها حَيثُ جِئتُ عَلى هَوى
بَيضاءُ مِثلُ الشَمسِ حينَ طُلوعِهـا مَوسومَةٌ بِالحُسنِ تُعجِبُ مَـن رَأى