وفاة عالم الذرة المصري عبده شكر
استبعدت التحريات الأمنية وتقرير الطب الشرعي في حادث وفاة العالم الذرة المصري عبده شكر الذي عُثر على جثته في شقته بسان ستيفانو بمدينة الإسكندرية الساحلية يوم الثلاثاء وجود دوافع جنائية أو ضلوع جهة أجنبية في اغتياله، وأظهرت أن وفاته كانت طبيعية بسب إصابته بأزمة قلبية حيث كان مريضًا بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول.
وأكد أشقاء الباحث المصري الذي توفي منذ قرابة شهرين في التحقيقات أنه كان يعاني من حالة اكتئاب مزمنة وشرود ذهني. وأضاف أشقاؤه وهم يعملون في التجارة بمنطقة باكوس أنهم لم يزوروه منذ 10 أغسطس الماضي، ولم يوجهوا التهمة لأي شخص أو جهة بالوقوف وراء وفاته .
وقد أظهرت تقارير طبية وجدت بشقته، أنه كان يعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون. وقد أمرت النيابة بدفن الجثة.
وكان أحد أشقائه ويدعى عبد العال شكر قد توجه مساء الثلاثاء لزيارته والاطمئنان عليه نظرًا لانقطاعه عن الاتصال بهم طوال الفترة الماضية لكنه لم يجب على نداءا تهم عليه ما اضطره إلى كسر الباب فوجد جثته متحللة في صالة الشقة.
وذكرت مصادر أمنية لـ "المصريون" أن العالم المذكورة كان يعمل في مجال الأبحاث النووية في الولايات المتحدة منذ 20 عامًا، بعد حصوله على شهادة دكتوراه في الهندسة النووية من إحدى الجامعات الأمريكية، قبل أن يعود إلى مصر في شهر رمضان قبل الماضي، حيث كان يعاني من اضطرابات فكرية وحالة انطواء ويقيم بمفرده في شقته التي عثر على جثته بها.
وأضافت المصادر أن الباحث الراحل كان قد أرسل لأخوته منذ عدة أعوام مبلغًا من المال لشراء شقة له، وأودع مبلغ 300 ألف جنيه في أحد البنوك عقب ذلك، وبعد عودته من الولايات المتحدة طلب من أخوته عدم زيارته إلا بناء على طلب منه.
وأشارت التحريات إلى أنه كان قليل الخروج من شقته حيث لم يكن يخرج سوى لشراء حاجياته كما كان يرفض أن يقضي له بواب العمارة التي يقطن بها مشترياته من السوق، كما كان يتردد على الجامعة الأمريكية بالقاهرة لاستكمال بعض الدراسات والأبحاث.
وقد ساعد على عدم اكتشاف وفاته طيلة شهرين عدم انبعاث رائحة جثته المتحللة، بعد أن اكتشفت المباحث أن باب الشرفة المطل على البحر وأحد النوافذ الموازية له كانا مفتوحين مما ولدا تيارا من الهواء جمل رائحة التعفن بعيدة، نظرًا لأنه كان يسكن بأحد الأدوار العليا.
كما أظهرت معاينة المعمل الجنائي عدم اختفاء أي من محتويات الشقة أو وجود أي عبث في محتوياتها أيضًا، كما لم يلاحظ الطب الشرعي وجود أي أثار على الجثة تشير إلى شبهة جنائية.
وكانت وفاة باحث الذرة المصري قد صاحبتها شائعات قوية حول اغتياله على أيدي جهات خارجية في ضوء حوادث وفاة غامضة لأكثر من عالم مصري متخصص في المجال الذري والنووي.
ومن أشهر هؤلاء الذين توفوا في ظروف غامضة سعيد السيد بدير عالم الذرة ونجل الفنان الراحل سيد بدير داخل شقته بالإسكندرية في يونيو عام 1988 بعد عودته من ألمانيا هو وزوجته وأولاده. وأكدت زوجة بدير وقتها ضلوع المخابرات الإسرائيلية "الموساد" في اغتيال زوجها.
كما توفي علماء ذرة مصريون في فترات سابقة على هذا الحادث في ظروف مشابهة ووجهت أصابع الاتهام إلى "الموساد" وجهات استخبارية غربية بالضلوع في اغتيالهم، من بينهم الدكتور سمير نجيب الذي اغتيل في مدينة ديترويت الأمريكية في أغسطس عام 1967 عندما أعلن عن نيته الرجوع لمصر وحجز مقعدًا على الطائرة المتجهة لمصر في 13/8/1967 حيث صدمته سيارة نقل ضخمة وهو يقود سيارته وقيدت القضية ضد مجهول.
ومن بين علماء الذرة المصريين الذين تم اغتيالهم أيضا العالم الدكتور مصطفى مشرفة أحد تلاميذ العالم ألبرت إينشتاين، وأحد أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية حيث توفي في 16 يناير 1950.
وقد تواترت أنباء عن ضلوع "الموساد" في دس السم له أو ضلوع أحد المقربين من الملك فاروق بسبب تشكيل مشرفة جماعة تحت اسم "شباب مصر" من المثقفين والعلماء والطلاب تهدف لإقصائه عن الحكم.
كما لقيت تلميذته الدكتورة هدى موسى عالمة الذرة في 15 أغسطس عام 1951 مصرعها في أحد ضواحي كاليفورنيا عندما اصطدمت سيارة نقل مجهولة، وأشارت أصابع الاتهام أيضًا إلى "الموساد".
كما اغتال "الموساد" أيضا عالم الذرة المصري يحيى المشد في فرنسا في 13 يونيو 1980 في غرفته رقم 941 بفندق ميريديان بباريس على خلفية توليه الإشراف على البرنامج النووي العراقي ورفضه بعض شحنات اليورانيوم الفرنسي غير المطابق للمواصفات العلمية.
كما اختفي عالم الذرة المصري نبيل القليني منذ عام 1975، بعد أن أوفدته كلية العلوم جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا ليعمل المزيد من الأبحاث في الذرة. وقد كشفت الأبحاث التي قام بها عن عبقرية فذة. وأشارت كافة التحريات والتحقيقات الصحفية في وقتها عن ضلوع
"الموساد" في خطفه وقتله