موضوع: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:46
بعد النكسة كانت الجبهة عبارة عن جنود متفرقين علي الشاطي الغربي بلا وحدات تجمعهم وعدد من الدبابات من مختلف الأنواع بدون قيادات المعنويات هابطة بعد الانسحاب والعدو علي الضفة الشرقية للقناة يزهو بانتصاره ولا يفصلنا عنه اكثر من مائتي متر لذلك بدأت حرب من نوع جديد .. حرب تم تسميتها بحرب الأستنزاف.. وإليكم بعضا من أشهر عملياتها
معركة رأس العش
من مذكرات البطل حسني سلامة
من غير الممكن ان نتحدث عن معركة رأس العش التي وقعت بعد أيام قليلة من نكسة 67 دون أن نتعرض للنكسة ذاتها وما شابها من أحداث، فقد اتُهم الجندي المصري بالفشل والهزيمة بينما نحن لم نحارب ولم نقابل جندي إسرائيلي واحد.
لكننا برغم ذلك تلقينا قرارا غريبا بالانسحاب من ارض المعركة بدون نظام، فعدنا منهزمين نفسيا كبقايا لوحدات عسكرية، فمثلا كتيبة الصاعقة التي كان قوامها يزيد على 350 فرد عاد منها ما لا يتعدى 140 فرد!
عدنا إلى بورسعيد حيث اقمنا في مدرسة "أشتوم الجميل" الخاصة ببورسعيد نحاول استيعاب ما حدث، وبعد يومين وصلت الينا كميات من أسلحة مضادة للدبابات عبارة عن RBJ من طراز جديد يدعى RBJ7 عديم الارتداد بينما كان الجنود مدربون فقط ونظريا على طراز RBJ2 العتيق وهو سلاح استخدمه الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الأولى وكان ضعيف التأثير والمدى، بينما استخدم RBJ7 في الحرب العالمية الثانية ومع ذلك لم يصل الينا إلا بعد النكسة اي بعد ما يزيد عن عشرين عاما على استخدامه في الحرب العالمية الثانية.
بعد ان استلمنا شحنات الـ RBJ7 ادركت انه وصل الينا بدون ذخيرة، فقمنا بالاتصال بقيادة الجيش فاخبرونا ان الذخيرة ستصل في اليوم التالي وهو ما حدث بالفعل، لكن السلاح برغم ذلك وصل بدون دلائل الاستخدام (الكتالوجات) التي من المفترض ان تشرح اسلوب استخدام السلاح وقاعدة التصويب الخاصة به لانه يختلف تماما عن الطراز القديم الذي تلقى الجنود تدريبهم عليه.
لكنني بعد فحص السلاح اكتشفت تطابقا بين تلسكوب التصويب الخاص به وبين تلسكوب المدفع الرشاش 14.5 المضاد للطائرات الذي تلقيت فرقة في استخدامه عام 1962 في مدرسة المدفعية وحصلت فيها على تقدير امتياز.
فأعلنت لقائد سريتي النقيب/ احمد عبد الحميد سعودي قدرتي على استخدام السلاح الجديد لكنه لم يقتنع الى ان توصلنا لاتفاق بان اجري تجربة عملية امامه في مطار الجميل بغرب بورسعيد وبعد نجاح التجربة كلفتني قيادة الكتيبة بتدريب جميع الجنود من حملة الـ RBJ2 على السلاح الجديد اعتبارا من صباح اليوم التالي.. طبعا التدريب يبدأ من تعليم فك وتركيب السلاح وحركته الميكانيكية ثم قاعدة التصويب الخاصة به .. الخ.
وبعد ثلاثة ايام من التدريب النظري وقبل ان يبدأ التدريب العملي وصل الملازم/ تحسين عبد القادر في العاشرة من صباح اليوم الرابع وطلب مني جمع الجنود المتواجدين في المدرسة من أي فئة بعد ان وصلت معلومات بأن اليهود في طريقهم إلى مدينة بورفؤاد الواقعة في مواجهة بورسعيد على الضفة الشرقية للقناة.
وبالفعل جمعنا كل من وجدناه فكنا حوالي 18 مجند اضافة الى ضابط واحد برتبة ملازم ويدعى فتحي على عبدالله، وكل منا حمل ما استطاع من اسلحة وذخائر واستقللنا عربة عسكرية وسلكنا طريق المعاهدة بورسعيد الإسماعيلية حتى وصلنا إلى نقطة ارشاد السفن المسماة برأس العش وترجلنا حتى شاطئ القناة وتولى نقلنا للضفة الشرقية أحد اللنشات الصغيرة الخاصة بهيئة قناة السويس.
وكانت المهمة واضحة تماما وهي منع اليهود من دخول بورفؤاد الا فوق اجسادنا، وكانت بورفؤاد خلفنا بحوالي 8 كم بينما أمامنا على بعد 2 كم تقريبا كنا نرى اليهود بالعين المجردة يتحركون بين مجنزراتهم وكأنهم ذاهبون إلى نزهة بينما نحن بامكانيات شبه منعدمة بمعداتنا الخفيفة، بدون أدوات حفر، أو وسائل إعاشة أو حتى باقي معدات القتال.
طبيعة الأرض التي جرت عليها المعركة كانت غاية في الصعوبة فهي عبارة عن لسان من الأرض موازي للقناة وسط المياه لا يزيد عرضه على 60 أو 70 متر على يمينه قناة السويس وعلى يساره منطقة ملاحات يصعب الخوض فيها، وكان هذا اللسان هو الطريق الوحيد للوصول إلى بورفؤاد وهو ما يعني أنه لكي يحتل اليهود المدينة يجب أن يمروا من هذا الطريق وعلى الأخص الجانب الأقرب للقناة لأنه الجزء الأصلب من الأرض.
بحكم دراستي للفنون العسكرية كنت على يقين ان اليهود يستخدمون دائما اسلوب "الالتفاف والتطويق" لمحاصرة العدو بدلا من المواجهة المباشرة التي يخشونها ولذلك وعند توزيع الأفراد على الموقع وضعت فردين في المؤخرة بمدافع رشاشة خفيفة تحسبا لتطويقنا من الخلف.
كان ينبغي علينا أن نمهد الأرض عسكريا استعداد لملاقاة العدو فكان على كل جندي ان يحفر لنفسه ما يسمى بالحفرة البرميلية وهي حفرة مستديرة قطرها نحو 80 سم بعمق يسمح للجندي بالنزول فيها بحيث لا يظهر منه الا رأسه وأكتافه، ونظرا لغياب أدوات الحفر كان الجنود يحفرون بأيديهم حقيقة لا مجازا في الأرض الصلبة وبسونكي البندقية والدبشك الحديدي لتكوين الحفر البرميلية والسواتر الترابية، وتم حفر حفرة برميلية أكبر قليلا للملازم فتحي عبدالله في المؤخرة ومعه جندي الاتصال ليبقى على صلة بالقيادة طوال الوقت.
وبحلول الساعة الرابعة عصرا كان قد وصل الينا دعم ممثل في مدفع من طراز ب10 المضاد للدبابات عديم الارتداد بطاقم مكون من 3 أفراد، وهو مدفع أكبر حجما وابعد مدى ويعمل عليه فردان، فرد للتعمير وفرد للضرب وهو يطلق صوت مرعب لذا ينبغي لمن يعمل عليه ان يرتدي كاتم للصوت لحماية اذنيه.
كما وصل التالي: - 4 رشاش خفيف + اربعة أفراد - 1 جهاز اشارة R105 من فصيلة الإشارة بفرد يحمله - مدفع رشاش متوسط (يعمل بشريط طلقات بعدد 250 طلقة) بعدد فردين من سرية المعاونة
وهكذا أصبح عدد القوة بالضفة الشرقية 24 مقاتل بقيادة الملازم/ فتحي عبدالله وهو ضابط حديث التخرج قليل الخبرة لم يشترك من قبل في اعمال قتالية حيث تم دفعه إلى الجبهة في نهاية شهر مايو 1967 أي قبل النكسة بأيام.
وتم الدفع بجماعة من المهندسين العسكريين في منتصف المسافة بيننا وبين اليهود لزراعة الألغام المضادة للدبابات والأفراد في عجالة.. كل هذا تحت سمع وبصر اليهود.
كما احتلت فصيلة هاون بقيادة الملازم/ نادر عبدالله خلف نقطة الإرشاد على الضفة المقابلة وصعد أحد افراد الاستطلاع إلى صهريج المياه الخرساني لتوجيه النيران متى بدأ الاشتباك.
كذلك احتلت فصيلة قوامها 26 مقاتل بقيادة النقيب سيد اسماعيل امبابي خلف اعواد البوص على طريق معاهدة القناة بالمنطقة المقابلة لبداية تقدم اليهود.
بالطبع كل هذه التحركات كانت مكشوفة وبالعين المجردة لليهود لكنهم برغم ذلك ارسلوا طائرة استطلاع صغيرة (سوبر بكب) حلقت فوق مواقعنا على ارتفاع منخفض جدا حتى انني رأيت من موقعي قائد الطائرة وهو ينظر لنا ويضحك ولابد أنه احصانا كلنا فردا فردا وعرف ما نحمله من معدات، فضلا عن بث الرعب في نفوسنا... هذا الطيار لابد أنه أبلغهم على الجانب الآخر الا يقيموا لنا أي حساب فلابد أننا سنفر عند اول مواجهة!
في هذه الاثناء رأيت بالعين المجردة على خط الافق في الجانب الآخر من الملاحات جنود اسرائيليين وهم ينفخون أحد القوارب المطاطية في حركة يعرفها جيدا أفراد الصاعقة حيث يتم نفخ هذا النوع من القوارب عن طريق جهاز يعمل بالقدم فيقوم فرد بالارتكاز على اكتاف فردين آخرين ويبدأ في الصعود والهبوط في حركة ميكانيكية حتى ينتهي من مهمته، هنا تأكد لدي حدسي بأنه يستعدون لعملية تطويق من الخلف في حالة تعزر الاقتحام من الامام، فقمت بلفت نظر قائد الفصيلة الذي بادر إلى وضع فردين في المؤخرة تحسبا لهذا الاحتمال، لكن أحد قادة العمليات لقيادة مجموعة الصاعقة عبر الى القناة للإطمئنان على أوضاع الفصيلة ورفض فكرة أن يقوم اليهود بالالتفاف على الموقع عبر الملاحات فقام بتعديل وضع الأفراد قبل أن يعود إلى الضفة الاخرى، فراجعت الملازم/ فتحي عبد الله في أن يعود الفردين إلى مؤخرة الموقع لكنه رفض الفكرة تماما، وكان هذا خطأ جسيما دفعت الفصيلة ثمنه غاليا.
وانقضت الساعات الأخيرة من النهار في تحسين الأوضاع واستكمال الذخائر دون راحة أو طعام أو شراب، برغم توفر هذا كله، لكن التركيز كان من الجميع على المعركة وحدها.
ومع اخر ضوء، تحديدا قبل المغرب بنحو 10 دقائق بدأت القوات الاسرائيلية في فتح نيرانها علينا على سبيل اكتشاف المدى الذي ستصل اليه لتحديد موقعنا بدقة، ثم وجهت نيران دباباتها نحو فصيلة النقيب سيد اسماعيل امبابي الذي كان يشكل خطرا اكبر على اليهود، لكن هذه المجموعة الصغيرة التي لا يتعد قوامها 26 مقاتل نجحت في تعطيل اليهود لنحو ثلاث ساعات كاملة إلى أن سكتت نيرانهم فبدأ في التقدم وتوجيه نيرانه لضرب صهريج المياه على الضفة الاخرى لاسقاط نقط توجيه النيران وضرب المنطقة المحيطة به المنتشر بها مدافع الهاون، وبالفعل تمكن من ضرب الصهريج الخرساني واسكات مدافع الهاون ولم يبق امامه غيرنا.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:47
بدأ العدو في التقدم نحونا وفتح نيرانه علينا في الوقت الذي لم نكن نملك فيه أي أسلحة يمكنها ان تصل اليه لذا لم يكن امامنا الا ان ندخر الذخيرة حتى يتقدم العدو اكثر، وبالفعل اقترب العدو اكثر واكثر حتى وصل الى منطقة الألغام وانفجر بعدها بالفعل بالرغم من انه كان يرى زرعها بعينية لكن تفاديها كان صعبا.
في وسط هذا الصخب، كان الملازم فتحي عبدالله يرقد في حفرته خلف الحفرة ، وبسبب حداثته بالمعارك كان ينادي علي كلما سمع صوتا ليسأل "ايه ده يا حسني يا سلامة؟!.." فاجيب: " 5 دانات هاون جايين في السكة .. وطي دماغك.. ".
بعد ان تخطى العدو منطقة الألغام ليصل الى نحو 800 متر منا اصبح في مدى نيران المدفع ب10 الذي وصل الينا بعد ان غادرت طائرة الاستطلاع الخاصة بهم بمعنى انهم لم يكونوا على علم بوجوده، وبالفعل شكل هذا المدفع مفاجأة لهم قبل ان يركزوا نيرانهم عليه ليصيبوا طاقمه المكون من فردين ويحطموا تلسكوب التنشين الخاص به، وحينما وصلت لموقع المدفع لم أجد طاقمه ويبدو انهم انسحبوا الى الخلف ووجدت الذخيرة الخاصة به لكن جهاز التنشين كان معطلا فلجأت الى التصويب عن طريق ماسورة المدفع بشكل تقريبي، بحيث كنت استعين بفتح كتلة المدفع من الخلف واوجه الماسورة قبل التعمير ثم اعمر المدفع واطلقه، كل هذا بدون كاتم صوت.
قبل النكسة كنت قد قضيت 3 سنوات كاملة في اليمن فاكتسبت خبرات اهلتني لاستخدام معظم انواع الاسلحة، وكان علي في هذة المعركة ان اتولى استخدام 9 مدافع RBJ لان الجنود لم يتموا بعد تدريبهم عليها فكنت اطلق القذيفة واترك السلاح لحامله ليتولى اعادة تعميره واذهب للآخر بنفس الطريقة، وهكذا.. وقد اصاب ذلك العدو بالتخبط وعطله عن التقدم لنحو ساعتين.
وكان ان بدأ العدو في استعمال القذائف الفسفورية لاضاءة ارض المعركة وهي طلقات حارقة اذا سقطت على الجلد تصيب المقاتل بحروق بالغة من الدرجة الأولى أما اذا اصابت الثياب فهي تجعل المقاتل هدفا سهلا للإصابة لانها تجعله مميزا وواضحا وسط الظلام، لذلك امرت المقاتلين بان يخلعوا ملابسهم ويلقونها على الناحية العكسية اذا اصابتهم اي قذيفة من هذا النوع.
وفي الساعة الثانية صباحا اجرى الرئيس عبد الناصر اتصالا تليفونيا مباشرا بالموقع حيث ابلغ القائد بترقية جميع المقاتلين في الضفة الشرقية للدرجة الأعلى ومنحهم نوط الشجاعة، وحثنا على الا نسمح لليهود بالمرور الى بورفؤاد الا فوق جثثنا. في هذه الاثناء بدا ان العدو ادرك صعوبة المرور بشكل مباشر فلجأ للخداع، فاولا تقدم احد افراد استطلاع العدو ووضع جهازا صوتيا بين أشجار عشبية قريبة لكي نصوب أسلحتنا الصغيرة اليه وبما انه من المستحيل ان تصل امدادات الينا فتوقع ان نفر هاربين بعد ان تنفد ذخيرتنا لكنني ادركت الخدعة بفضل من الله فمنعت الجنود من اطلاق اي طلقة على الاشجار وتقدمت قرابة المائة ياردة وبأحد مدافع الـ RBJ وبغريزة التوجيه على الصوت اطلقت احد الدانات ليصمت الصوت إلى الأبد.
وخلال التبادل النيراني الكثيف وفي لحظة شديدة الغرابة توقفت القوات المعادية عن الضرب فجأة واسكتت كافة نيرانها وكان لهذا معنى واحد هو ان العدو له قوات خلفنا يخشى اصابتها وانه قام بتطويقنا بالفعل كما كنت اخشى فنبهت الملازم فتحي عبدالله واشرت عليه بارسال حاملي الرشاشات الخفيفة لتأمين المؤرخة لكنه رفض!، وخلال هذا الجدل رأيت 7 أفراد على خط الأفق خلف الموقع موجهين نيران أسلحة صغيرة علينا وقال صوت ينطق بعربية سليمة (ارمي السلاح، كل واحد يسلم نفسه ويرغ ايديه فوق!) فتأكدت ان الواقعة وقعت وتم تطويقنا.. كان الأقرب الى المهاجمين من الخلف بالطبع هو ضابط الموقع/ فتحي عبدالله وفرد الاشارة الملازم له في الحفرة، وسمعت صوتا يسأل: (انتو مين؟.. انتو يهود والا سودانيين!) فصرخت بأعلى صوتي (أنزل يا فتحي دول يهود) في الوقت ذاته تحركت بسرعة ووجهت رشاش خفيف (جرونوف) الى اتجاه الملاحات لضرب اي شئ يتحرك مهما كان، وضغطت على زناد المدفع موجها اياه الى الجميع ولم اتوقف الا بعد انتهاء شريط الرصاص المكون من 250 طلقة، ولم اتحقق من مقتل المهاجمين الا بعد ان سمعت اصوات الدبابات والمجنزرات تتقدم من جديد، لقد فشل التطويق ولم يعد امامهم الا الهجوم من الامام..
وبدون لحظة تفكير وجهت الرشاش الى القوات المهاجمة وصرخت في الجنود للاشتباك مع المجنزرات التي كانت عديمة الفائدة في الحقيقة مع هذا المدى القريب، لكن العدو كان يستخدمها لبث الرعب في الجنود، ومع ذلك دمرنا دبابة وعربتان مجنزرتان على بعد 80 إلى 100 متر واشتعلت النيران ودوت الانفجارات وانا اتنقل وثبا من موقع الى موقع مثل الكانجارو ، وعاقت هذه المركبات المحترقة تقدم من خلفها واستمر التراشق قرابة نصف الساعة قبل ان يفر اليهود هاربين!
بعدها ساد صمت طويل.. لا صوت بشري واحد من الطرفين.. لا اصوات رصاص.. لا أصوات قنابل.. او محركات.. ليس سوى صوت النيران المشتعلة هنا وهناك.
لا اعرف ماذا حدث بعد ذلك، لكنني افقت مع أول ضوء لاكتشف أنني الحي الوحيد في هذا المكان وان المهمة نُفذت بنجاح وان العدو فر هاربا.
افقت على صوت الرائد/ السيد الشرقاوي قائد كتيبتي وهو يناديني من الضفة الغربية للقناة ويأمرني بالعبور اليه سباحة قبل ان يجذبني من يدي ويخرجني من مياه القناة الى سيارته الجيب التي كانت تختبئ خلف الأحراش، متجهين الى بورسعيد.
وفي اليوم التالي وجدت طلبا لمقابلتي من النقيب أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله ، وما ان رآني حتى احتضنني بقوة وعرفت انه كان مع الرئيس جمال عبد الناصر في مكتبه يتابعان المعركة مباشرة، واتضح ان خط اللاسلكي كان مفتوحا طوال الوقت وموصلا بنقطة الارشاد ومنها بشكل مباشر إلى الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا في مكتبه حيث ظل مستيقظا طوال الليل يتابع المعركة ويخط على الورق تصوراته حول سير المعركة، وعلمت أنه خط أسمي حوالي 12 مرة فلما سأله من هذا قال: "في واحد هناك أسمه حسني سلامه، هو اللي شايل المعركة على اكتافه.. ".
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:48
كان هذا هو الجندي المصري الذي لم يتملكه الشعور بالهزيمة في عام 1967 لانه لم يقاتل فعلا في هذة الحرب بل فرض عليه موقف الانسحاب في معركة لم يدخلها.. فلما سنحت له فرصة القتال لم يتردد.. واستخدم اسلحة لم يتدرب عليها.. وحفر الأرض بيديه.. بدون طعام .. بدون شراب.. بدون خطة مسبقة.. لكن اليهود فشلوا في تخطيهم حتى ولو على جثثهم ..
وخلال الليل قمنا باخلاء الجرحى والمصابين ، ولا اعلم ان كان العدو قد اخلى جرحاه وقتلاه ام لا، لكنه حاول تعديل اوضاعه والهجوم في اليوم التالي في مواجهة منطقة التبين فتصدت له احد وحدات الصاعقة من الكتيبة 103 وهرب العدو مرة اخرى بالقرب من قطاع القنطرة شرق وفي داخل عمق سيناء.
أسماء وأوضاع قائد العملية: رائد/ السيد الشرقاوي رئيس العمليات: نقيب/ أحمد شوقي الحفني قائد فصيلة الضفة الشرقية: .. 1- ملازم: فتحي عبدالله 2- رقيب الفصيلة: حسني السيد سلامه ضابط المعاونة – هاون: ملازم/ نادر عبدالله 3- مدفع ب10 رشاشات ملازم/ محمود الجزار (شهيد) 4- عريف/ محمود امين 5- عريف/ محمد سلامة 6- جندي/ بكري سيد احمد 7- جندي/ محمد ابراهيم ابوزيد 8- جندي/ السيد عبد الحميد محمد 9- جندي/ عبد المنعم ابراهيم الجزار
مجموعة الضرب من الضفة الغربية (من قوة السرية 2 – الكتيبة 43 صاعقة – الفصيلة 3)
نقيب/ سيد اسماعيل امبابي ملازم/ حامد جلفون رقيب/ ابراهيم الدسوقي محمد عريف/محمد خميس حمد عريف/ طلعت ابراهيم خليل جندي/ فؤاد عبد المنعم حمد جندي/ سعيد حامد جندي/ عبد المرضي مبروك محمد جندي/ احمد محمد السيد جندي/ عبد الله محمود شنش جندي/ عبد الحميد عبده جندي/ محمد احمد حسين عيد جندي/ سمير طايع سلطان جندي/ محمد عبدالعال راشد جندي/ عبد العظيم جعفر جندي/ النحاس محمود محمد جندي/ محمد عبد المحسن عبدالرازق جندي/ فوزي محمد عبدالله جندي/ عاشور العوى (مصاب) جندي/ محمد عبد الحميد سويد (مصاب) جندي/ السيد مهني محمد (مصاب) جندي/ سعيد على احمد (مصاب) جندي/ صلاح الدين محمود محمد (شهيد) جندي/ محسن محمد حسن البطيح (شهيد) جندي/ محمد عثمان ابراهيم (شهيد) جندي/ محمد عبد السلام واصل (شهيد)
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:48
عندما هوت داكار
بعد هزيمة يونيو 1967 ... ابت قواتنا البحرية ان يمضي مسلسل اثبات الذات الذي بدء بتلقين العدو درسا في فنون القتال بواسطة رجال قوات الصاعقة بمنطقة رأس العش وعودة الطيران المصري بالرغم من عدم إلتئام جراحه لمساندة العمليات العسكرية داخل سيناء، فقامت بإغراق المدمرة إيلات قبالة سواحل مدينة بوسعيد .. ولم تكتفي بذلك فسطرت ملحمة أخري دونت بلوحة شرف قواتنا البحرية العريقة علي مدي الاف الأعوام.
التاريخ: مساء الرابع والعشرون من يناير عام 1968 التوقيت: بعد 6 أشهر من هزيمة 5 يونيو الهدف: الغواصة الإسرائيلية " داكار " تبدأ القصة عام 1965 عندما تعاقدت اسرائيل مع البحرية البريطانية علي امدادها بغواصتين متطوريتن لتنضم للبحرية الإسرائيلية، وفي 10 نوفمبر 1967 سلمت البحرية البريطانية قيادة الغواصة داكار الى البحرية الإسرائيلية وأوكلت قيادتها الي الرائد ( ياكوف رعنان ) .
ومكثت الغواصة "داكار" بإسكتلاندا لإتمام تجارب الغطس المتممة للدخول الي الخدمة، وبعد زهاء شهران هناك قررت العودة الي ميناء بورتسموث لتبدأ رحلتها المخطط لها مسبقا الي اسرائيل .
وتحركت "داكار" من الميناء الإنجليزي صباح يوم 15 يناير تشق مقدمتها مياه البحر المتوسط ... وبعد عدة ساعات وصلت برقية من القيادة البحرية الإسرائيلية تطلب من قائد الغواصة التواصل بميناء حيفا دوما وابلاغهم عن المنطقة المتواجدين بها طولا وعرضا كل 24 ساعة بالإضافة الي ارسال تلغراف بشكل دوري كل 6 ساعات للإطمئنان علي سير الرحلة.
وعند مقربة من الحدود المصرية الغربية، صدرت اوامر ل(ياكوف رعنان ) بالتجسس علي أحواض لنشات الصواريخ المصرية بمقر قيادة القوات البحرية المصرية بالأسكندرية ... ولم يكن الأمر بالتجسس عملا عسكريا إعتياديا، بل كان دافعه الأول غرور الإنتصار الزائف في 5 يونيو علي نحو ظن معه هؤلاء ان السلاح المصري الوحيد الذي لم يمسه التدمير (البحرية) قد انتشي واكتفي بتدمير وإغراق المدمرة إيلات ولن يطلب منه احد المزيد .
وعلي مسافة اميال قليلة من هدفهم المنشود تقدمت الغواصة ببطء مع منع اي اتصال لاسلكي داخل الغواصة او الي خارجها بل حتى عدم التحدث بصوت مرتفع .. وقتها لم يكن ضباط التنصت البحري المصريين يركنون إلى الخمول بل كانت أذانهم ترصد كل حركة فوق وتحت سطح البحر ولكنهم لم يصدقوا ان عدوهم قد جاء اليهم هذه المرة ...جاء الي قدره المحتوم.
وتلقت هيئة عمليات القوات البحرية من عدة قطع بحرية تفيد بأن هناك صوت يبدو وكأنها غواصة تقترب من حدود مصر الإقليمية، وبسرعة اتخذ القرار بمهاجمة الدخيل المتبجح وضربه قسوة، وبنفس سرعة القرار خرجت لنشات الصورايخ من مخائبها وتحولت المدمرات والطرادات القريبة الي فريستها المؤكدة.
علم قادة الغواصة الإسرائيلية ان امرهم قد اكتشف فقرروا الإلتفاف بالغواصة والإتجاه الي المياه الدولية بأقصي سرعة ممكنة، وبدأ صوت محركات الغواصة بالإرتفاع شيئا فشئيا وبدأت فوضي الخوف تظهر علي اصوات طاقم الغواصة الإسرائيلية ... كل ذلك ظهر امام شاشات ردار الأعماق لدي القوات البحرية المصرية، وتم تحديد مكان الغواصة بدقة محاصرتها دائريا وصدر أمر الي المدمرات بإلقاء قذائف الأعماق داخل نطاق الهدف.
الغواصة دكاروبدأت المدمرات بإلقاء القذائف واحدة تلو الأخري وبأعداد كبيرة ... حتي صدرت أوامر مباشر من ( ياكوف رعنان) بالنزول الي أقصي عمق ممكن لتفادي الصدمة الإنفجارية التي يمكن وحدها ان تؤدي الي تدمير المعدات الإليكترونية داخل الغواصة بل وإصابة افرادها جميعهم بإنزلاقات غضروفية خطيرة قد تصل الي كسور بالعمود الفقري.
لكن هذه الإجراءات لم تفلح كمحاولة للهروب من العبوات الأنفجارية المصرية .... وبدأت الغواصة الإسرائيلية بالتداعي فحرقت مصابيح الكهرباء وشرخت شاشات الرادار وانكسرت انابيب ضغط المياه بالإضافة الي إصابة عدد كبير من طاقم الغواصة بكسور وإغماءات .. كان ذلك فقط من هول الأنفجارات المتاخمة والقريبة من الغواصة التي كانت تتلقي الصدمات الإنفجارية والشظايا بشدة علي كل جوانبها.
وتوقفت قطع البحرية المصرية عن القاء حممها بالمياه بعدما تأكدت ردارات الرصد السمعية بأنه لم يعد هناك أصوات او إشارات لاسلكية تصدر من الغواصة والتي بدأت بالإنزلاق الي أعماق بعيدة تتكفل وحدها بسحق الغواصة ومن فيها، وبعد عدة ساعات شوهدت بقع زيتية ومخلفات تطفو علي سطح المياه مما قطع الشك باليقين ان الغواصة قد قضي عليها .. والي الأبد .
وبعد إنتهاء العملية مباشرة ,,, علم الرئيس "جمال عبد الناصر " بما جري .. لكنه رفض الأقتناع بأن الغواصة قد دمرت طالما لم يوجد دليل مادي يستند إليه , وقرر عدم الإعلان رسميا عن قيام سلاح البحرية المصري بإعتراض وحصار وتدمير الغواصة "داكار" .
وفي المقابل لم تتفوه إسرائيل بكلمة واحدة, بالرغم من انها كانت تنتظر خروج بيان رسمي يتحدث عن تدمير الغواصة الإسرائيلية الجديدة والتي لم تهنأ ولو ليوم واحد داخل مرفئها بميناء حيفا, وظل الأمر في طي الكتمان الي ان طلبت إسرائيل عام 1989 من مصر السماح لها بالبحث عن حطام الغواصة الأسرائيلية "داكار" وطاقمها المكون من 69 بَحارا أمام سواحل مدينة الإسكندرية .
وكالعادة فلقد رفضت اسرائيل الإعتراف بأن القوات المصرية دمرت الغواصة "داكار ", وتعللت بأن الغواصة تعرضت لمشاكل ميكانيكية ادت بها الي عدم قدرتها في التحكم بالنزول الي عمق يمكن ان تتحمله الغواصة من الضغط البحري المصاحب لعمليات الغطس .
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:49
إغراق المدمرتين هيدروما وداليا
ردا على غارة إسرائيلية قام بها العدو الإسرائيلي على مواقع للرادار بين منطقتي أبو الدرج والزعفرانة قررت القيادة المصرية تنفيذ عملية الإغارة على سفن الإبرار التي نفذت عملية أبو الدرج والمتمركزة في ايلات بوساطة قوة الضفادع البشرية وتوجه قائد لواء الوحدات الخاصة إلى ميناء العقبة الأردني للاستطلاع ودراسة المنطقة تحت ستار انه ضابط إشارة سيقوم بالتفتيش على أجهزة نقطة المراقبة البحرية المصرية الموجودة بجوار ميناء العقبة وكذلك التعرف على بعض الشخصيات التي قد تساعد في تأدية مهمة الضفادع البشرية.
وبدأ تدريب الأفراد تدريبا مركزا في ظروف وأماكن تشابه تماما ظروف تنفيذ العملية، وتوجهت المجموعة على متن إحدى طائرات النقل المصرية إلى إحدى المطارات العراقية على زعم أنهم أفراد من منظمة فتح وان الصناديق التي معهم هي معدات خاصة بالمنظمة ثم انتقلوا إلى بلدة الطفيلة بالأردن حيث تجمعوا انتظارا لوصول باقي أفراد الضفادع من القاهرة.
وفى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم 14 نوفمبر 1969 تحركت المجموعة إلى عمان في اتجاه العقبة على غير الطريق التقليدي حتى وصلوا إلى مكانهم حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 15 نوفمبر إذ كان المفترض أن يتم تنفيذ العملية الليلة التالية حتى ينال الأفراد قسطا من الراحة يتناسب مع المجهود الخارق المفترض بهم أن يبذلوه في الوصول إلى منطقة التنفيذ، إلا أن قائد العملية قرر تنفيذ العملية في الليلة نفسها خشية أن يحدث اى تغيير في الموقف.
وفى الساعة الرابعة والنصف بدأ تحرك المجموعة في اتجاه ايلات وكانت حالة البحر سيئة للغاية والرياح شديدة وتم قطع المسافة إلى ميناء ايلات سباحة وغوصا في ثلاث ساعات حيث بدأت المجموعة الأولى في النزول إلى الماء ثم المجموعة الثانية ثم الثالثة وفى اقل من ثلاث دقائق كانت المجموعات الثلاث في الماء على بعد كيلومترين من أرصفة ميناء ايلات وكان من المخطط أن ينتظرهم القارب المطاط في المكان نفسه لالتقاطهم بعد انتهاء العملية ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف حتى الواحدة من صباح يوم 16 نوفمبر.
وفى الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق وصلت المجموعات إلى مسافة 150 مترا من الهدف ثم بدأت في الغطس لتلغيم السفينتين "هيدروما" و"داليا" الراسيتين في الميناء.
وتمت العملية بنجاح ثم بدأت رحلة العودة سباحة إلى الشاطئ الأردني وفى تمام الساعة الواحدة وثلاث عشر دقيقة سمع دوي هائل لانفجار في ميناء ايلات ثم تلاه انفجارات أخرى كانت جملتها خمس انفجارات دمرت السفينتين الإسرائيليتين.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:49
تدمير رصيف إيلات الحربي
بعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء ايلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.
من هنا نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود "بيت شيفع" قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل "بيت شيفع" عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.
وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة اى أن انفجار الألغام يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرا، ففي هذا الوقت لابد وان تكون "بيت شيفع" راسية بجوار الرصيف الملغوم وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية الأسبوعية) 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في ألاماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو، وفى الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة "بيت شيفع" حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق اى أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى فقد زعزعت ثقة القوات الإسرائيلية فقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم السفينة "بات يام" التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة الثانية على ميناء ايلات، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:51
إغراق المدمرتين بات شيفع وبات يم
بعد الإغارة الناجحة التي قام بها أفراد الضفادع البشرية على ميناء ايلات يومي 15 – 16 نوفمبر 1969 أصيب الإسرائيليون بفزع شديد وصدرت التعليمات للسفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم المبيت ليلا بأي من المواني الإسرائيلية حتى يتفادوا اغارات الضفادع البشرية المصرية وكان على تلك السفن الإبحار طوال فترة الليل مما لا يعطي الفرصة لمهاجمتها وإغراقها لكن شاء القدر شيئا آخر فأثناء تفريغ بعض المعدات والألغام التي قامت بنقلها السفينة "بيت شيفع" من شرم الشيخ إلى ايلات وأثناء إنزال إحدى العربات المدرعة التي كانت محملة بكمية كبيرة من الذخائر حدث بها انفجار أدى إلى مقتل حوالي 60 فردا من القوات الإسرائيلية على رصيف ايلات الحربي وانبعاج شديد في الباب الأمامي للسفينة الذي يعمل هيدروليكيا وكان لابد من إصلاح هذا الباب حتى تتمكن السفينة من الإبحار.
ووصلت من الاستطلاع المصري في العقبة إلى القيادة المصرية معلومات تفيد بأن السفينة بيت شيفع راسية على الرصيف الحربي ويجري العمل في إصلاحها ليل نهار وانه في تقديرهم أن عملية الإصلاح سوف تستغرق من 5 إلى 7 أيام وبدأ على الفور التخطيط لعملية إغارة جديدة على ميناء ايلات الحربي بهدف تدمير سفينة الإنزال "بيت شيفع" واى وحدات عسكرية أخرى بالميناء.
وتقرر هذه المرة أن تكون نقطة الانطلاق منطقة الاستحمام بشاطئ العقبة بجوار فندق العقبة هوليداي على أن يكون الذهاب إلى الأهداف بميناء ايلات ثم العودة سباحة لحوالي أربعة كيلو مترات وكان في وسع أفراد الضفادع البشرية المصرية أن تقطعها ذهابا وإيابا حاملين معهم ألغامهم، وصدرت التعليمات لدراسة تفاصيل العملية على الطبيعية وبعد استطلاع منطقة الهدف لقنت المجموعة المكلفة بالتعليمات النهائية طبقا لآخر معلومات عن ميناء ايلات ومكان إرساء كل من ناقلة الجنود "بيت شيفع" وكذلك السفينة المسلحة "بات يام" كما تم تحديد خط سير الاقتراب وخط سير العودة.
بدأ التنفيذ بنزول المجموعة الأولى إلى البحر من نقطة الانطلاق وهدفها ناقلة الجنود "بيت شيفع" وتلتها المجموعة الثانية وهدفها السفينة الإسرائيلية المسلحة "بات يام" ووصلت المجموعتان إلى مسافة حوالي مائة متر من الأهداف وانفصلت المجموعة الثانية واتجهت إلى هدفها وهى السفينة "بات يام" التي كانت في ذلك الوقت تقف على رصيف الميناء الحربي على مسافة عشرين متر أمام الناقلة "بيت شيفع" ووصلت المجموعة الثانية إلى هدفها في الساعة الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة قبل منصف الليل وتمكن الفريق من تنفيذ مهمته على أكمل وجه ثم بدأ الانسحاب خارج الميناء أما المجموعة الأخرى فأخذت طريقها إلى "بيت شيفع" التي كانت محاطة بسياج قوي من الحراسة وأكملت المسافة إلى الهدف وصعدت حتى سطح قاع السفينة وجرى تثبيت الألغام وضبط توقيت الانفجار ثم اتجهت المجموعتان طريق العودة إلى نقطة الالتقاط فوصلاها في تمام الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة من صباح السادس من فبراير 1970.
وفي حوالي الساعة الثانية من صباح السادس من فبراير 1970 انفجرت الألغام في السفينة "بات يام" وغرقت على الفور، أما السفينة "بيت شيفع" فنتيجة لانفجار وغرق السفينة "بات يام" قبل انفجار الألغام في "بيت شيفع" فقد أعطاها ذلك الوقت لكي تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء حيث شطحت وكان ذلك سببا في عدم غرقها تماما على الرغم من أن قوة التدمير كانت شديدة، إلا أن هذه العملية مع ذلك تركت أثارا فادحة للغاية في صفوف العدو.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:52
تدمير وإغراق الحفار كينتينج
في عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري و تدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة ... فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر, وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين ...
إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.
وتم الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) ونظرا للظروف الدولية السائدة , و التوترات الاقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توترا الا ان كل المساعي فشلت واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر. وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت .. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي :
- بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.
- أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.
- و أما إذا فشلت تلك العملية , يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
وقد أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد أمين هويدي ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها . و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز , كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه.
الحفاروبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير , فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.
وفي السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء و كان هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك.
واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة , بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و توقف في ( أبيدجان) عاصمة ساحل العاج . ومرة أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء و التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.
وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة . فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية.
وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع فى طريق عودتهم الى القاهرة.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:53
إغراق وتدمير المدمرة إيلات
شهدت الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث اكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية الروتينية للقوات البحرية.
استطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.
واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.
ولنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح\سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف. هجم اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى فى التاريخ الذى تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس.
عجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.
أما الحادث الثاني للبحرية الاسرائيليية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى إسرائيل وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:55
عملية الصواريخ الكهربائية
بعد ضرب القوات البحرية للمدمرة ايلات في 21 أكتوبر عام 1967 شعر العدو بالخطر وبأن القوات المصرية أصبحت قادرة علي الوصول اليه فبدأ يؤمن نفسه وخطوطه.
واكتشفت مجموعات الإستطلاع ان العدو نشر علي طول الجبهة صواريخ جديدة غير معروفة فتم الإستعانة بالخبراء الروس الذين أكدوا عدم معرفتهم بنوعية هذه الصواريخ وطلبوا إحضار عينة منها لدراستها.
وكلف البطل إبراهيم الرفاعي بذلك فقام بوضع خطة للوصول إلي الصواريخ، وبدأ التجهيز لها باختيار من سيقوم بتلك العملية معه، فاختار النقيب بحري اسلام، والملازم بحري طبيب علي، وصف ضابط يدعي غلوش وكانوا جميعهم من صاعقه البحرية وضفادعها البشرية.
وتمت عملية استطلاع متقدمة لتحديد ءأمن منطقة يمكن ان يعبر منها مياه القناه ثم التسلل الي الصواريخ وتحدد لتنفيذ العملية بعد منتصف ليلة 13 نوفمبر 1967، وعبر إبراهيم الرفاعي وجماعته سباحة وعندما وصلوا الي الضفة الشرقية تسللوا ببطء وهدوء الى ان وصلوا الي تلك الصواريخ المنصوبه علي طول خط القنال ولاحظ البطل الرفاعي انها جميعها موصوله باسلاك كهربائية.
وبكل الثقة والهدوء وبرغم خطورة ذلك قام البطل إبراهيم الرفاعي من عمل توصيله اضافية من السلك بحيث لا تقطع الدائرة اذا تم نزع الصاروخ فيشعر العدو بذلك، وتمكن من فصل ثلاثة صواريخ ثم اعاد الدائرة الي حالتها الاولي، وعاد هو ورفاقه سباحة إلي ضفتنا الغربية. وكم كانت دهشة الخبراء الروس بعد ايام قليلة من طلبهم صاروخا واحدا كعينه لفحصه، حينما وجدوا امامهم ثلاثة صواريخ، وقالوا فيما بعد أنهم طلبوا صاروخا واحدا وهم متأكدين 100% انهم يطلبون مطلبا من المستحيل تنفيذه.
واشترك خبراء الأسلحة والمتفجرات من المصريين مع الخبراء الروس في فحص الصواريخ فاتضح انها صواريخ كهربائية تزرع بطريقه معينة بحيث اذا حدث اي هجوم من قبل قواتنا تنطلق الي الاهداف المهاجمه دفعة واحدة حيث أنها موصلة كلها بمفتاح تحكم. وحينما علم الرفاعي بذلك اقترح علي قيادته ان يقوم باستغلال تلك الصواريخ لضرب العدو عن طريق عكس اوضاعها لتصبح في اتجاه هو، ثم العمل علي اطلاقها بواسطة دائرة كهربائية اضافية بعد قطع الدائرة الرئيسية التي يتحكم العدو عن طريقها بتلك الصواريخ.
وبالفعل عبر الرفاعي مع نفس المجموعة الي الضفة الشرقية وقاموا بعكس كل الصواريخ التي تسيطر علي تلك المنطقة وجعلوا اتجاهها الي داخل أرض سيناء، وعن طريق الدائرة الجديدة التي أصبح الرفاعي متحكما فيها تم اطلاق الصواريخ فانطلقت مندفعه إلي قوات العدو في الخط الخلفي من القنال فى الوقت الذى كان فيه الرفاعي قد عاد الى الضفة الغربية سالما. وجن جنون العدو بعد ان تسببت الصواريخ في خسائر فادحة في صفوفه وجن جنونه أكثر لأن المصريين أكتشفوا خدعة الصوارخ الكهربئية الجديدة، والاكثر انهم تمكنوا من التحكم فيها، والاكثر ان المصريين تجرأوا وعبروا القناه وتسللوا اليهم.
ولم يجد العدو الا ان يقوم بسحب كل الصواريخ من علي طول خط الجبهة خوفا من أن تكون قد وقعت تحت تحكم المصريين.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:56
عملية لسان التمساح
في مارس 1969 كان الفريق عبد المنعم رياض يزور الجبهة، ويمر بجنوده في الخطوط الأمامية وفي آخر المرور دخل الي نادي الشاطيء الخاص بهيئة قناة السويس بالاسماعيلية وكان في مواجهة ذلك النادي في الضفة الشرقية موقع للعدو يطلق يسمى (لسان التمساح)، وكان هذا الموقع دائما ما يوجه قذائف صاروخية وقذائف هاون علي مدينة الاسماعيلية، دمرت عددا كبيرا من منازل المدينة بخلاف الضحايا من المدنيين.
شعر العدو من مظهر دخول الفريق الي نادي الشاطيء ومن السيارات المصاحبة له ان هناك شخصيه مهمة، وبكل الغدر اطلقوا قذائف الهاون والصواريخ، واصيب الفريق عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده.
وصدرت التعليمات بالانتقام لمقتل الفريق عبد المنعم رياض واوكل ذلك للبطل ابراهيم الرفاعي. اختار ابراهيم الرفاعي عددا من ضباطه وكانوا هم (محيي، ووسام, ورجائي، ومحسن)، وانطلق بهم الي الاسماعيلية حيث مقر ارشاد هيئة القناة، في ذلك المبني المرتفع استطلع الرفاعي الموقع الذي ضرب علي الشهيد عبد المنعم رياض ورسم تخطيط له، وكان الموقع مكونا من اربع دشم اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف بينها ارض لتجمع الافراد في طابور الصباح ولاجراء الطوابير الرياضية وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع ومخازن التعيينات والوقود. وعاد الرفاعي وضباطه الي القاهره وطلب من كل منهم ان يختار مجموعة من الصف والجنود وأمرهم بتدريبهم.
وفي الوقت نفسه بنى سلاح المهندسين نموذجا مطايقا للموقع بناء على الرسم الكروكي الذى وضعه الرفاعي وانتقل الرفاعي بضباطه وبمجموعاتهم من الافراد الي منطقة صحراوية بمصر تشبه الارض التي ستتم العملية عليها وهناك امضوا ما يقرب من شهر في التدريب علي اقتحام المواقع حيث قسمهم الرفاعي الي أربع مجموعات وكانت كل مجموعة يقودها ضابط مكلف هو ومجموعته باقتحام احدي الدشم الاربع. وعندما تأكد الرفاعي ان كل فرد في المجموعات عرف دوره بالتحديد وتدرب عليه جيدا عاد برجاله الي القاهرة.
وفي 17/4/1969 غادر الرفاعي وقوته مرة آخرى الي الاسماعيلية، وكانت القوة مكونة من الضباط الاربعة إضافة الى ضابط استطلاع واربعين فردا، وعسكر الجميع في مبني الارشاد بالاسماعيلية المواجهة لموقع لسان التمساح. وقام ابراهيم الرفاعي وضباطه باستطلاع موقع العدو واطمأن علي انه كما هو لم يتغير وبعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء سويا ضباطا وافرادا ثم اجتمع البطل الرفاعي بقادة المجموعات للتلقين النهائي.
وحينما حل الظلام اعطي ابراهيم الرفاعي امره الي المدفعية بقصف موقع العدو بالضفة الشرقية وكان تراشق المدفعية في هذا الوقت يعتبر شيئا عاديا، وكان من الطبيعي اثناء قصف المدفعية ان يختبيء افراد العدو داخل المخابيء وكان مقصودا بذلك ان يدخل افراد الموقع المقصود داخل الدشم ولا يخرج منها طوال فترة القصف. واثناء القصف عبر الرفاعي بمجموعته الى الضفة الشرقية في اتجاه موقع لسان التمساح، ووصلت الزواق الي الشاطيء الشرقي، فامر الرفاعي بايقاف ضرب المدفعية علي الموقع وبعد إشارة من ضابط الإستطلاع اتجهت كل مجموعة بقائدها نحو الي الدشمة المكلفة بها. وبدأ الافراد يلقون القنابل اليدوية من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وقام الضباط بحرق العربات الموجودة بالموقع واسقاط العلم الاسرائيلي وتدمير المدافع، الا ان كل ذلك لم يدفع افراد العدو للخروج من الدشم فبدأت المجموعات تستخدم نوعا من القنابل الحارقة ترفع درجة حرارة المكان الذى تنفجر فيه الى 300 درجة مئوية فقاموا بإلقائها داخل الدشم. ولم يتحمل افراد العدو فخرجوا من الدشم هاربين كالفئران لتحصدهم طلقات افراد المجموعات وبذلك تمكنت المجموعة من القضاء علي الموقع بالكامل وكانت محصلة العملية قتل 26 فردا هم كل قوة الموقع. وبعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل تم نسف المخازن إضافة الى نسف مدرعتين وقتل طاقمهما.نتيجة لغم تم زرعه بجوار الموقع قبل الإنسحاب. وكان آخر من انسحب هو البطل ابراهيم الرفاعي.
وفي صباح اليوم التالي توجه الزعيم جمال عبدالناصر لزيارة جرحي العملية وكان مهتما جدا بمعرفة نوعية الجندي الاسرائيلي عند مواجهته مع الجندي المصري، وانصرف الرئيس وهو مطمئن تماما بعد ان عرف تفصيلات المواجهة وهروب الاسرائيليين مذعورين منهم. لقد كانت تلك المواجهة بين الجندي المصري والجندي الاسرائيلي هى الاولى منذ حرب 1948، وفي تلك المواجهة تم القضاء نهائيا علي اسطورة الجندي الاسرائيلي الذي لا يقهر واثبت رجال المجموعة 39 قتال ان الجندي الاسرائيلي من اجبن اجناد الارض وبذلك يكون البطل الرفاعي قد تمكن من الأخذ بثأر الفريق عبدالمنعم رياض
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:57
البطل حسني سلامة يروي .. حينما قطعنا لسان إسرائيل
تاريخ المعركة: أثناء فترة حرب الإستنزاف يوم 10/7/1969 القوة المنفذة: الكتيبة 43 صاعقة بقوة 5 فصائل = 140 مقاتل + جماعة قاذف لهب نوع العملية: الإغارة على موقع حصين للعدو مدة التنفيذ: ساعتان ميدان المعركة: موقع حصين أقامه العدو على لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية للقناة به دشم حصينة ودبابات ومدافع مجنزرة وأفراد مشاة واستطلاع ويقع عند نهاية الطرف الجنوبي للقناة في مواجهة موانئ السويس ومعامل البترول.
التمهيد: في شهر مايو من منفس العام أتم العدو عملية الإغارة على نقطة لقوات الحدود بمنطقة لسان الادبية، وقتل جميع من فيها وكان عددهم 6 من كبار السن، ودمر باعث ضوء مجهز لأضاءة سطح المياه لمدخل الميناء، وفي نفس الشهر قام بضرب تنكات البترول بمنطقة الزيات والمراكب.
الإعداد للعملية: كان لابد من الرد. واسكات هذا الموقع والذي اطلقت اليهود على أحد افراده انه "قناص الاقتصاد المصري".
الخطة: صدرت الأوامر بتنفيذ إغارة مؤثرة على هذا الموقع لتدميره بما لا يسمح بعودته للعمل مجددا. التدريب: تم تدريب جميع فصائل الكتيبة على العملية على أرض مشابهة بدون مياه في حصن بجبل عتاقة على الرغم من أن ذلك يفوق المطلوب بكثير، وذلك لاختيار افضل العناصر للتنفيذ .. وبسبب عدم معرفة التوقيت الفعلي للعملية بما لا يتناقض مع التوقيتات الروتينية للاجازات الميدانية. القرار والتنفيذ: صدرت الأوامر بتحديد ساعة الصفر ويوم التنفيذ للأغارة، وتم جمع القوة كالتالي: - مجموعة قطع شمال - 3 مجموعات هجوم بالمواجهة - مجموعة قطع يمين على الطرف الجنوبي للسان
المرحلة الأولى من التنفيذ: تم فيها التحرك ليلا للأختباء في بدرومات عمارات الهيئة ومدرسة آمون بمدينة بورتوفيق. وعدم السماح بأي تحرك خارج هذه الأماكن إلا لعناصر قليلة جدا للضرورة والأستطلاع حتى لا يكتشف أحد وجود القوة ، وتمت عودة السيارات ليلا. مع التشديد على عدم الظهور في المدينة أو الحديث خلال نهار التواجد قبل العملية.
المرحلة الثانية للتنفيذ: تمت إعادة التلقين واستكمال التجهيزات من أجهزة أتصال حديثة كذلك إعاشة الأفراد، كذلك العبوات الثاقبة لتدمير أبواب الدشم والقنابل البراشوت لتدمير الدبابات وكلها كانت أسلحة حديثة تستخدم لأول مرة في المعركة مع طوربيد البنجالور والقنابل اليدوية وقاذفات اللهب وغيره.
المرحلة الثالثة من التنفيذ: تم التحرك عصر نفس اليوم إلى خنادق المواصلات الموازية للقناة والمعدة سلفا في قطاع كتيبة المشاة المكلفة بحماية المدينة. كذلك المعدات وقوارب العبور، كل ذلك أثناء تمهيد نيراني بالمدفعية ليس على الموقع وحده بل على طول الجبهة الجنوبية. وفي نفس موعده اليومي التكراري منذ أيام. لمنع عناصر أستطلاع العدو من أكتشاف المفاجأة ولاعطاء الفرصة لنفخ القوارب استعدادا للعبور.
بداية عملية الهجوم للأغارة: كانت ساعة الصفر لحظة رائعة. تم فتح أجهزة الأتصال اللاسلكي وحمل القوارب إلى شاطئ القناة وإنزالها المياه. بالمعدات والأفراد كلٌ في الأتجاه المحدد له. وحسب التدريبات السابقة. كل ذلك خلال الخمس دقائق الأخيرة من ضربات المدفعية، وعندما توقف التمهيد المدفعي كانت قوة الأغارة أجتازت منتصف المسافة في القناة .. وعند الوصول لشاطئ لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية تم تركيب طوربيد البنجالور أمام كل مجموعة لفتح ثغرة في الأسلاك الشائكة والألغام والموانع على الساتر الترابي العالي على طول اللسان. وقد تم ذلك بنجاح وقفزت كل مجموعة من قواربها إلى الثغرة التي أمامها ولم يبق سوى مقاتل واحد بكل قارب لحراسته وتثبيته حتى لا يجرفه التيار بعيدا عن اللسان أو الشاطئ وأعلى الساتر الترابي أنطلقت نيران وقنابل قوة الاغارة من قنابل براشوت إلى RBG على كل الآليات المتطورة .. وأقتحمت كل مجموعة في قطاعها المحدد وقامت بتدمير ما به من تحصينات أو دشم أو آليات أو مخازن تشوين أو ذخيرة وكان بمواجهة مجموعة القطع اليمين.
ثلاث علامات بارزة: أولها المدفع 155 المجهز على جنزير والذي كان يتولى ضرب البواخر الداخلة لميناء الأدبية أو الزيتيات، كذلك ضرب ثكنات البترول في معمل السويس والذي لقب بقناص الاقتصاد المصري. ثانيها دشمة حصينة متوسطة الحجم بجوارها منطقة تشوين ذخائر للمدفع. ثالثها العلم الإسرائيلي الخاص بالموقع والذي كان يداعبه الهواء تبكي جنودنا في الضفة الغربية من الغيظ حين تراه وصهريج المياه الخاص بالموقع، وبعون الله وبشجاعة هذه المجموعة تم تدمير كافة الموجودات والجنود والمدافع والذخائر وتم انزال العلم الاسرائيلي وجلبه الى الضفة الشرقية بل تم زرع علم مصر عاليا خفاقا أعلى صهريج المياه وظل يرفرف ثلاثة أيام متوالية وتم تصويره في اليوم التالي بواسطة أحد الطائرات المصرية ونُشر بكل الصحف المصرية تحت عنوان (علم مصر يرفرف على الضفة الشرقية للقناة .. بشارة النصر الذي أتى) ولم تستطع اليهود التخلص من العلم المصري طوال ثلاثة أيام تالية إلا بنسف الصهريج من الأسفل.
كما تمت زراعة علم آخر على زاوية السلك الشائك أعلى الساتر الترابي وبواسطة قواذف اللهب تم احراق كافة التجهيزات والتشوينات بالموقع ولم يستطع العدو تقديم أي دعم سواء أرضي أو جوي للموقع بسبب هول المفاجأة وسرعة الأداء.
وقد استشهد في هذه العملية عدد 4 مقاتلين تم جلب جثثهم مع القوة أحدهم المصري المسيحي/ سامي ذكي مسعد مقاتل مجموعة القطع اليمين (من قرية طنان بشبين القناطر)، وعبد الحليم رياض محمد، وعبد الحميد.....، وأحمد.....
وكان اهم تتويج لعمل مجموعة القطع اليمين كلمة مخطط العميد المقدم/ صلاح أحمد فضل رئيس عمليات المجموعة أنه قال لي: "لم أرى في الضفة الشرقية غير مجموعتك". وداس العلم الإسرائيلي بقدمه وبصق عليه (العلم الذي جلبته معي) .
عند انتهاء التوقيت المحدد للعملية بدأت القوات في العودة إلى القوارب حاملة معها أسير في أحد المجموعات اسره الملازم/ معتز الشرقاوي فضلا عن وثائق وغيره إلى جانب جثث شهدائنا.
وما أن انطلقت القوارب عائدة حتى بدأت المدفعية المصرية الضرب من جديد على الموقع والجبهة في تزامن دقيق حتى تؤمن عبورا آمنا لقوة الاغارة التي عادت الى التجمع مرة ثانية من نفس أماكنها في البدرومات كما بدأت للتقييم وحصر الشهداء والمصابين ونتائج العملية.
وخلال نفس الليلة تم سحب القوة من مدينة بورتوفيق إلى أماكن تمركزها الأصلي بمنطقة حوض الأدبية.
و برغم محاولات محاولات الطيران الليلي الإسرائيلي لاصطياد القوة لكنه فشل ووصل الجميع سالمين ولم تفلح مشاعله التي القاها او قنابله ان تنال من احدهم لكن الله سلم الجميع لكي تأمن منطقة الزيات حتى النهاية كذلك المراكب القادمة من الخليج والمواني والبقية الباقية من المدنيين بمدينة السويس وبورتوفيق.
بعد هذه الإغارة الصادمة بكت جولدا مائير وقالت في تعبير تناولته وكالات الأنباء في جينها: لقد قطع المصريين لساني (تقصد بذلك لسان بورتوفيق) رغم أنه بالضفة الشرقية للقناة.
أسماء وأوضاع: المقدم/ صالح فضل رئيس عمليات المجموعة والمخطط لها النقيب/ أحمد شوقي المفتي رئيس عمليات الكتيبة النقيب/ سيد كمال إمبابي قائد السرية ملازم أول/ معتز محمد سعيد الشرقاوي قائد مجموعة اقتحام 1 ملازم أول/ حمدي السعيد الشوربجي قائد مجموعة قطع شمال ملازم أول/ رؤوف ابراهيم أبوسعدة قائد مجموعة اقتحام 2 (اصيب) ملازم أول/ حامد ابراهيم جلفون قائد مجموعة اقتحام 3 (اصيب) رقيب أول/ حسني السيد سلامه قائد مجموعة قطع يمين (تمت ترقيته استثنائيا وحصل على نوط الشجاعة) رقيب / ابراهيم الدسوقي محمد موسى رقيب/ سامي محمد حسنين بلاه رقيب/ طلعت محمد خليل
فضلا عن كثير من الجنود منهم الشهداء ومنهم المصابين.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:58
المجموعة 39 قتال
تم تكوين هذه المجموعة من قوات الصاعقة المصرية عقب نكسة يونيو، تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعي.
والبطل إبراهيم الرفاعي ورتبته عميد أركان حرب وهو قائد الفرقة 39 قتال في حرب أكتوبر
وهو من مواليد 27/6/ 1931، التحق بالكلية الحربية في نهاية عام 1951 وتخرج فيها في 27/6/1954 وحصل على درجة أركان حرب عام 1959، عمل بسلاح المشاة ثم الصاعقة كمدرس كما قام بتدريب الفدائيين الفلسطينيين على أساليب الصاعقة وكذلك قوات الصاعقة الليبية، اشترك في حربي اليمن والعدوان الثلاثي وعدوان 1967 كما شارك في حرب الاستنزاف وكبد فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، عبر إلى الضفة الشرقية 52 مرة من بور فؤاد شمالا إلى رأس محمد جنوبا.
استشهد في الإسماعيلية أثناء الهجوم المضاد على القوات الإسرائيلية التي تسللت إلي الضفة الغربية فيما يعرف بالثغرة.
حصل على العديد من الأوسمة والأنواط :
الجلاء، الاستقلال، النصر، الشجاعة العسكرية (مرتين) ، الوحدة، الجيش، الواجب العسكري (مرتين)، بطولة الجيش، النجمة العسكرية (3مرات)، نجمة الشرف العسكرية، نجمة سيناء، وسام الشجاعة (من ليبيا)، وسام شرف من القوات المسلحة.
المجموعة 39 قتال
بدأ تكوين المجموعة بجماعة صغيرة من ضباط الصاعقة المعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت تلك الجماعة إلي فصيلة، وبتعدد العمليات تطورت إلي سرية (نحو 90 فردا مابين ضابط وصف وجندي) إلي أن أصبح عدد العمليات التي قامت بها هذه السريه 39 عملية، فتطورت السرية إلي تشكيل اطلق عليه (المجموعة 39 قتال) نسبة إلي عدد العمليات التي قاموا بها قبل تشكيلها الرسمي، وعين ابراهيم الرفاعي قائدا لها وكان هو المدرب والمخطط كما كان الأخ والصديق لكل جندي مقاتل ولكل ضابط بها، ومن عرفوه يقولون انه كان قاسيا للغاية في تدريبه لرجاله ويكفي في ذلك أن نذكر انه اذا ما اراد ممازحه أحد رجاله ينزع فتيل إحدي القنابل اليدويه ويقذف بها اليه، فاذا لم يسرع بالتخلص منها والقائها الي مكان بعيد قبل مرور اربع ثوان كانت تنفجر فيه، وذلك من اجل تعويدهم علي الجرأة وعدم الخوف واليقظه وسرعة التصرف، لقد كان يدربهم حتي علي كيفية الموت، وكان مبدؤه أن لايموت الفرد دون أن يأخذ ثمن روحه من العدو علي الأقل بعشرة أرواح منه.
والمجموعة 39 قتال هم أول من اشتبك مع العدو وجها لوجه بعد النكسة، وأول من زرع ألغاما بشرق القناة، وأول من ضرب قوات العدو داخل سيناء بصواريخ80 و130مم، وأول من ابتكر عمليات الاستطلاع بالمناطيد القديمة التي استخدمت في الحرب العالمية الأولي والثانية.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:58
تدمير مخازن الذخيرة بمنطقة الجدي
تمت هذه العملية قبل تشكيل المجموعة رسميا، وحينما كان عدد أعضاؤها عشرة أفراد فقط، وكانت هذه المهمة بمبادرة فردية، وكان الغرض منها تدمير مخازن الذخيرة فى منطقة الجدي والتى تركها الجنود أثناء إنسحابهم من سيناء في حرب 1967 حيث تركت القوات المصرية معظم الأسلحة الثقيلة ومخازن الذخيرة التي لم يجدوا حتى الوقت لتدميرها, فاستولى عليها العدو .
وقام العدو بتجميع الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في منطقة رمانة ليتم نقلها بالقطار إلى إسرائيل ووصلت مسافة تجميع الأسلحة إلى حوالي 1.5كم.
وتقرر حرمان العدو من الاستفادة من الأسلحة وتدميرها. وأختار الشهيد إبراهيم الرفاعي ضابطين من خيرة قوات الصاعقة هما الملازمان "رأفت"و الشهيد "بهجت أحمد" - شقيق الفنانة سميرة أحمد -
حدد إبراهيم الرفاعي موعد العملية واصطحب جماعته إلي منطقة البحيرات المرة وعبرت المجموعتان من هناك في حين ظل هو مكانه في انتظار عودتهما لتأمينهما عند الرجوع بعد زرع المتفجرات بين صناديق الذخيرة.
وانطلقت المجموعة وتسللت من ثغرة في خط دفاع العدو كان قد حددها الرفاعي من قبل نتيجة عمليات الاستطلاع، وكان كل فرد يحمل علي ظهره من20 إلي 25 كيلو متفجرات كيميائية شديدة الانفجار، وعندما اقترب الأبطال من مكان تخزين الذخيرة كانوا قد اقتربوا من خط حراسات العدو
وهنا بدأت استخدامات الملاءات البيضاء حيث كان كل جندي يحمل اضافة الى المتفجرات ملائة بيضاء ووضع كل جندى الملائه على جسده وأخذوا يقومون بحركات عشوائية في الظلام وتعمدوا أن يظهروا لجندي الحراسة الاسرائيلي الذي لا يتوقع ابدا وصول الكوماندوز المصريين الي هذا المكان فيعتقد انها أشباح فيصاب بالرعب والفزع فيسرع بالاختباء وبذلك تفتح ثغرة أمام الأفراد وبذلك وصل الأفراد الى صناديق الذخيرة وأسرعوا بوضع المتفجرات الكيميائية بعد كسرها لتنفجر بعد ساعة من كسر التيلة التي تؤمنها حيث تختلط مادتان قابلتان للاشتعال فتنفجر العبوة وبالتالي تتفجر صناديق الذخيرة بما فيها من صواريخ ودانات وطلقات وألغام ومختلف انواع الذخيرة .
وانتهت المجموعتان من وضع العبوات المتفجرة وانسحبت بسرعة، ولكن ولأن المتفجرات كانت كيميائية وليست بالتوقيت فقد اختلف موعد انفجار بعضها قبل التوقيت المحدد لها والمقدر بستين دقيقة وكان رجال المجموعة مازالوا داخل الارض ولم يعبروا.
وبدأت الانفجارات تتوالي، وأصبحت سيناء وكأنها كتلة من اللهب و تخيل العدو وايضا تخيل افراد قواتنا بالضفة الغربية التي لا تعلم شيئا عن العملية ان هناك انفجار ذريا قد حدث وأبلغت بعض وحداتنا القيادة بحدوث انفجار ذري.وبعد وقت ليس بالقصير فهمت قوات العدو المتمركزة حول المخازن الموقف فأسرعت بسياراتها بعشوائية لمطاردة افراد المجموعتين الذين كشفتهم اضواء الانفجارات..
وقبل ان يصلوا لهم تدخلت مجموعة الساتر والحماية وتعاملت معهم وبسهولة كانت تقضي عليهم لفزعهم وتوترهم ووصلت المجموعتان الي الشاطيء واستقلوا الزوارق التي كانت في انتظارهم الي الضفة الغربية حيث كان ابراهيم الرفاعي في انتظارهم في نفس المكان ليعطي لهم الاشارات الضوئية ووقفوا جميعا يمتعون نظرهم بتلك النيران المشتعلة.
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 1:59
معركة شدوان
أهم العمليات التى قام بها العدو في شهر يناير 1970، وشدوان عبارة عن جزيرة صخرية منعزلة لا تزيد مساحتها على 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنا لإرشاد السفن وهي تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية، ورادار بحري.
قامت قوات العدو بهجوم ضخم على الجزيرة ليلة الخميس 21/22 يناير شملت الإبرار الجوي والبحري والقصف الجوي الذى أستمر لعدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة لقواتنا وقد أستمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية.
وقد تمكن العدو بواسطة قواته الجوية من إصابة أحد القوارب المصرية في الجزيرة وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو –كعادته- بعد هذه العملية الا أنه لم يستطع إخفاء حقيقة الخسائر الجسيمة التى تعرض لها ولكنه لم يعترف الا بعشرة فقط بين قتلى وجرحى.
وقالت وكالات الأنباء وقتها أن من بين القتلى الإسرائيليين ضابطين هما الملازم إسحاق كوهين (24 عام)، والملازم الإسرائيلي اسرائيل بارليف لكنه لم يُعرف إذا كان بارليف هذا قريب للجنرال حاييم بارليف رئيس الأركان الإسرائيلي وصاحب الخط الشهير الذى عُرف بأسمه، وقالت وكالات الأنباء في حينها أن بقية أسماء القتلى لم تُعرف.
وفي الثامنة والربع من صباح 33 يناير صدر بيان عسكري مصري قال أن "العدو بدأ في الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان .. وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوي لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة في البحر ومازال الإشتباك مستمرا حتى ساعة صدور هذا البيان".
وقد هاجم العدو بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاي هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له في المنطقة واصاب واحدا منها الا ان وسائل دفاعنا الجوي اسقطت له طائرة آخرى، وقد خاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة في الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوي المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاي هوك".
وبعد قتال عنيف ومرير أستمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة أضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للإنسحاب من الأجزاء التى أحتلهتا في الجزيرة.
وكان العدو قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته "لا تجد مقاومة على الجزيرة!" الا أنه عاد وأعترف في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي ان القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفي اليوم التالي للقتال (الجمعة) أشتركت القوات الجوية في المعركة وقصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها في شدوان والقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات في الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بأعمال رائعة لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، حاييم بارليف، أن الجنود المصريين يتصدون بقوة للقوات الإسرائيلية ويقاتلون بضراوة شبرا فشبرا فلإحتفاظ بالجزيرة بأي ثمن.
وشهدت المعركة بطولات من العسير حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الإقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة.
شهادة أمريكية: وقال الصحفي الأمريكي (جاي بوشينسكي) الذى كان مصاحبا للقوات الإسرائيلية وهو مراسل لإذاعة وستنجهاوس وجريدة شيكاغو نيوز في برقية بعث بها إلى وكالة أنباء "يونايتد برس": ".. رغم أن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفا مركزا لعدة ساعات قبل محاولة انزال القوات الاسرائيلية فقد قاومت القوة المصرية مقاومة باسلة ولم يجعل الأمر سهلا للمهاجمين... ولما تمكنت القوات الإسرائيلية من النزول على الطرف الشمالي الشرقي للجزيرة بدأت في محاولة لتثبيط عزيمة القوات المصرية بأن أذاعت نداءات متكررة بالميكروفون تدعو القوة المصرية للإستسلام وأنه لا فائدة من المقاومة ، وكان رد المصريين على هذا النداء بقذائف مركزة من المدافع تنصب فوق الجنود الإسرائيليين من كل جانب.. لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت: جندي مصري يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوة من الإسرائيليين، وظل يضرب إلى أن نفذت آخر طلقة معه، ثم أستشهد بعد ان قتل عددا كبيرا من جنود العدو وأصاب عشرات بجراح.. إن القوات الإسرائيلية التى كانت تتلقى مساعدة مستمرة من طائرات الهليكوبتر لم تكن تتقدم الا ببطء شديد للغاية تحت وطأة المقاومة المصرية ولم يكن أى موقع مصري يتوقف عن الضرب إلا عندما ينتهي ما عنده من ذخيرة. وحين انتهت ذخيرة أحد المواقع وكان به جنديان آسرهما الإسرائيليون ثم طلبوا من أحدهما أن يذهب الى مبنى صغير قرب فنا الجزيرة ليقنع من فيه بالتسليم ثم عاد الجندي المصري ليقول لهم انه وجد المبنى خاليا .. وعلى الفور توجه إلى المبنى ضابط اسرائيلي ومعه عدد من الجنود لإحتلال المبنى وماكادوا يدخلون الى المبنى حتى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصري، وقد قتل في هذه العملية الضابط الإسرائيلي وبعض الجنود الذين كانوا معه اما الضابط المصري البطل الشجاع فقد أصيب بعد اأن تكاثر عليه جنود العدو.. وفي موقع آخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم، وحين تقدمت قوة إسرائيلية للقبض عليهما فوجئت بجندي مصري ثالث يبرز فجأة من الموقع بمدفعه الرشاش فيقتل 5 جنود ويصيب عدد من الإسرائيليين".
وكانت الخسائر عالية بين الجانبين نظرا للقتال العنيف الذى شهدته الجزيرة فقد بلغت خسائر العدو 50 فرد بين قتيل وجريح، بينما أستشهد وأصيب نحو 80 من رجالنا البواسل إضافة الى بعض المدنيين الذين كانوا يديرون الفنار لإرشاد السفن.
وقال بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية "ان القوات المسلحة المصرية لتعتبر معركة جزيرة شدوان والتى دامت 36 ساعة متصلة في قتال متلاحم رمزا للصلابة والجرأة والفداء الذى وصل في هذه الجزيرة إلى أقصى حد".
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
موضوع: رد: أشهر عمليات حـــــرب الأستـنــــزاف الإثنين 6 أكتوبر - 2:00
معركة رمانه
وقعت هذه المعركة في بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد ، وأتخذت الإجراءات التى تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذى يناسب القطع البحرية الإسرائيلية .
وقعت هذه المعركة في بورسعيد ، بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى الميناء كانت القيادة الإسرائيلية قد أستغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد ، وأتخذت الإجراءات التى تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذى يناسب القطع البحرية الإسرائيلية .
تركزت خطة القيادة الإسرائيلية ، على أن تقوم المدمرة المعروفة في ذلك الوقت " إيلات " بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد ، في نفس الوقت الذى يتحرك فيه لنشي طوربيد _ من طراز ( ملان ) الفرنسية الصنع _ جنوبًا بإتجاه الساحل ، وفي حال إكتشاف أى وحدة بحرية مصرية يتم الإشتباك معها فورًا وتدميرها .
على الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية _ المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب " نقيب بحرى / عونى عازر ، ومساعده ملازم / رجائى حتاتة " ويضم الثانى " نقيب/ ممدوح شمس ، ومساعده ملازم أول / صلاح غيث " _ تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والإستطلاع للإبلاغ عن أى أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية .
وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من إكتشاف المدمرة " إيلات " ، فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا ، ثم أنطلقت اللنشات المصرية مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر وأسترداد الكرامة المُهدرة منذ شهر وأكثر .
وبينما كلن النقيب " عونى " ينطلق بإقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة ، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين ، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى ، فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد ، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى شكل .
ولكن آوان التراجع لم يعد متاحًا _ وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية ، في ظل مساندة المدمرة " إيلات" .
وعلى الرغم من عدم التكافئو الواضح ، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب / عونى عازر نجحت في الخروج من دائرة الضوء التى كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة .
ومع تعقد الموقف وأستحالة التراجع ، أتخذ " عونى " قرارًا بالقيام بهجوم أنتحارى وأمر مساعده ملازم " رجائى حتاته " بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق ، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة .
ومع وضوح نية اللنش المصرى ، أزدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وأنضم إليها لنشى الطوربيد ، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة .
وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة أنفجر اللنش المصرى وأستشهد النقيب / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاته ، كما أستشهد طاقم اللنش بالكامل ، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة " إيلات " من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة .
وقد سُجلت هذه المعركة ضمن الدوائر العسكرية الدولية كأشهر المعرك البحرية في العصر الحديث ، بين لنشات الطوربيد والوحدات البحرية الكبيرة ، وأشادت بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية .
الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :