وصف موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عمرو زكي بأنه كان مثل "سمكة صغيرة في المحيط" بعد إعلان ويجان أتلتيك عن ضمه هذا الصيف من الزمالك لمدة موسم على سبيل الإعارة "ولكنه بعد سبعة مراحل من المسابقة بات واحدا من أكثر وحوش الدوري الإنجليزي إثارة للرعب في قلوب المنافسين".
وأجرى نجم منتخب مصر حوارا مطولا كشف فيه عن أهدافه مع ناديه الإنجليزي ويجان ومنتخب مصر في المرحلة المقبلة إضافة إلى التأكيد على أحقيته بالفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2008. وفيما يلي نص الحوار:
قبل عشر سنوات كنت تلعب مع المنصورة في دوري القسم الثاني في مصر، هل تخيلت أنك في يوم ما ستلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز؟
اعتدت على ارتداء قمصان بعض اللاعبين المشهورين الذين أواجه بعضهم الآن في هذه الفترة أثناء مشاهدتهم في التليفزيون. وبالنظر إلى هذه الفترة، أعتقد أنني حققت تقدما ضخما في مشواري مع الكرة.
لقد بدأت في دوري القسم الثالث مع فريق المريخ قبل الانضمام إلى نادي بلدي المنصورة في القسم الثاني. لعبت أولى مبارياتي مع الفريق الأول وأنا في الـ16 من عمري وبعد بضعة مواسم انتقلت إلى نادي إنبي في الدوري المصري الممتاز بمبلغ قياسي في هذه الوقت.
أشكر الله كثيرا على مساعدتي في صعود الدرج بهذه السرعة خلال رحلتي هذه. شعوري بأن الله يساندني يملأني بالثقة حينما أواجه أفضل اللاعبين في العالم كل أسبوع مع ويجان.
لماذا لم تذكر تجربتك مع لوكوموتيف موسكو؟
أعترف بأنني لست فخورا بهذه التجربة. انتقلت إلى هناك بعد كأس الأمم الإفريقية 2006 وكان إنبي قد عرضني للبيع بعد إغلاق فترة الانتقالات الشتوية في جميع أنحاء العالم ما عدا روسيا.
تقدم لوكوموتيف بعرض جيد حينها ولكنني قضيت هناك ثلاثة أشهر من دون أن ألعب مباراة واحدة بسبب الإصابة وشعوري بالغربة وعدم تأقلمي مع الطقس.
وكيف تغلبت على هذه العقبات مع ويجان؟
الأمر مختلف هذه المرة. أنا الآن في مكان حلمت بالتواجد في مثله منذ أن كنت طفلا. أعرف تماما ما ينتظرني وأحظى بمساندة كاملة من النادي الذي يبذل كل ما في وسعه ليشعرني بالراحة حتى أنهم ساعدوني في إحضار أسرتي من مصر. كما أنني لا أستطيع أن أفي مشجعي ويجان حقهم بسبب استقبالهم الحار لي.
هل تعتقد أن نجاحك كان سيتضاعف في حال انتقالك إلى ناد كبير في الدوري الإنجليزي؟
ربما تكون ويجان مدينة صغيرة ولكن فريقها ليس صغيرا على الإطلاق. نحن من أفضل الفرق التي تلعب في الدوري الإنجليزي ولدينا نجوم على قدر كبير من الأهمية مثل إيميل هيسكي وأنطونيو فالنسيا. حتى في المباريات التي خسرناها هذا الموسم، كنا الفريق الأفضل ولكن الحظ لم يحالفنا.
إذن أنت ملتزم بالتواجد في ويجان على الرغم من التقارير التي ترشحك للانضمام إلى أحد الفرق الأربعة الكبار في يناير
كل تركيزي الآن ينصب على مساعدة ويجان على الفوز بالمباريات المقبلة وتسجيل مزيد من الأهداف. هذا أقل ما يتوجب علي فعله تجاه الفريق وتجاه مدربي ستيف بروس الذي تحمل واحدة من أطول عمليات المفاوضات في تاريخ الكرة الحديث لضمي.
طالما وضع بروس ثقته في وأظن أن الوقت حان كي أرد له الدين وأحقق ما يأمله مشجعو ويجان مني.
لننتقل بالحديث إلى المنتخب المصري .. لم تستطعوا التأهل إلى كأس العالم منذ عام 1990، هل تتوقع تأهل مصر إلى جنوب إفريقيا 2010؟
التفكير في أي احتمال آخر غير التأهل إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا بعد فوزنا بكأس الأمم الإفريقية 2006 و2008 سيكون جنونا.
نحن أفضل فريق في إفريقيا حاليا. وعلى الرغم من أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جدا لأنها تضم أفضل الفرق الإفريقية، ولكننا كلاعبين لدينا ثقة كبيرة في التأهل لأننا نبلغ أفضل مستوياتنا في المباريات الصعبة.
هل ترغب في تجنب فرق معينة في المرحلة المقبلة من التصفيات؟
لا أخشى أحدا، بل يتعين على المنافسين الخوف من مصر. هناك ما بين ثمانية و12 فريقا في إفريقيا يستحقون اللعب في كأس العالم، ولكن خمسة فرق فقط ستحقق الحلم.
كيف ترى فرص مصر في كأس القارات العام المقبل؟
سيكون من المثير اللعب ضد البرازيل أو إيطاليا أو إسبانيا. وباعتبارنا أبطال إفريقيا، فإن الجميع ينتظر مننا الفوز، وهو ما أظن أن علينا اللعب من أجله.
سجلت هدفا أمام السنغال في كأس الأمم 2006 من أول لمسة لك بعد دخولك بديلا لميدو .. هل تعتبر هذا الهدف اللحظة الأفضل في مشوارك مع المنتخب؟
كثير من الناس يظنون أنها الأفضل، على الرغم من أنني لعبت كل مباريات هذه البطولة وقدمت مستويات أفضل في بعض المباريات الأخرى.
ماذا تشعر حيال استضافة مصر لكأس العالم دون 20 عاما العام المقبل؟
لدي ذكريات جميلة تجاه هذه المرحلة السنية لأنني كنت عضوا في الفريق المصري الذي فاز بكأس الأمم الإفريقية 2003 في بوركينا فاسو كما بلغنا دور الـ16 في كأس العالم في دبي قبل الخسارة أمام الأرجنتين، وكان يدربنا أيضا حسن شحاتة الذي اعتمد في كأسي الأمم 2006 و2008 على عدد كبير من لاعبي هذا الجيل.
أعرف أن المصريين يتحمسون كثيرا لمثل هذه المناسبات العالمية، ستشهدون في كأس العالم مهرجانا كرويا مثل الذي حدث في كأس الأمم 2006.
لعبت دور البطولة في فيلم مصري مع محمد شوقي هذا الصيف .. هل تفكر في احتراف التمثيل؟
بالطبع لا! خضنا تجربة التمثيل في إجازة الصيف بحثا عن بعض المرح. كانت فكرة مثيرة والفيلم الآن في دور العرض المصرية وأتمنى أن يحقق النجاح المنشود.
إضافة إلى قيامك بدورك مع ويجان ومنتخب مصر، ما هي أهدافك الشخصية؟
أظن أن الوقت حان كي أفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا. لم يحصل لاعب مصري على هذه الجائزة منذ 25 عاما وهو أمر مثير للإحباط. كثير من الناس يقولون لي إنني من المرشحين للجائزة، وهو أمر منطقي لأن الجائزة يجب أن تذهب إلى لاعب مصري هذا العام.
مصر تمكنت من الحفاظ على لقبها في عام 2008 وهذا هو الحدث الأكبر في إفريقيا. وإذا كان أحد سينافسني على هذا اللقب، فهو فقط محمد أبو تريكة لأنه ساهم بقوة في سيطرة الأهلي على بطولات الأندية الإفريقية.
ولكن ماذا عن النجوم الأفارقة الآخرين؟
أحمل الاحترام الكامل لنجوم إفريقيا الكبار مثل ديديه دروجبا وفردريك كانوتيه وآخرين، ولكنني مقتنع أن 2008 هو عام مصر. لا يوجد أفضل مما فعلناه لنستحق الفوز بالجائزة.