الحجاب وسيادة الوزير وحدوتة الطشت قاللى
منذ زمن ليس بالقريب ظهرت أغنية السح ادح إمبو . إدى الواد لأبوه.. كما ظهر الإنجاز الوطنى الشهير الطشت قاللى .. ياحلوة ياللى ... ، وهتف الناس ساخرين وضاحكين ومعبرين عما آلت إليه البلد ، وتعجب العقلاء واحتار العلماء وكاد الحكماء أن يطفشوا من هذا البلد.
ومنذ أن صرح الوزير الفنان بأن الحجاب رجعيه وإنه وحتى ان كان ذنب ، فالمرآه المتبرجه الجميلة الظريفه يمكن أن تكون إيجابيه فى مجتمعها وتكسب ألوف الحسنات التى ستجب حتماً هذا الذنب واحتج المحتجون وصرخ الدعاه المخلصون واستنكر الشعب واستصرخ بمجلس الشعب .
ونظرت متأملاً حزيناً أستشعر الهم والوحشه ورأيتنى أتمتم الطشت قاللى .. يا حلوه ياللى ، وسمعت عمنا الشيخ كشك رحمه الله يرن فى أذنى (يا أمه ضحكت من جهلها الأمم) .
إن المصيبه الأولى فى أى أمه هو ألا يحتكم الناس إلى مرجعيتهم ولاسيما إن كانت ديناً ودستوراً وعرفاً أجمع عليه السلف والخلف ، أما الكارثه الأكبر والمحنه الأعظم أن أهل الإبداع والثقافة يقولون أن الأصل فى هذا الدين هو حرية الرأي - والرأي الآخر ويدعون أن هذا الدين عظيم جداً ورائع وجميل فأساسه حوار ولامانع أن يرفض ثله من رواد الثقافه فى هذا البلد الحجاب حتى وإن أمر الله فى عليائه به .. عجيب .. عجيب. يابلد العجائب!
إن المنطق البسيط يقرر أن اى أمر لابد له من ضوابط ماديه كانت أم معنويه ، إن نهر النيل خير تنعم به البلاد والعباد ولكنها كارثه وبوار إن فقد الشواطئ والسدود والحدود. إن النار نعمه لايستغى عنها منزل ولا مصنع ولكنها بدون ضوابط تحكم .. دمار وخراب.
إن النفس البشريه قد تكون عظيمه ومبدعه ولكنها بالأهواء ونزغات الشيطان مفسده مدمره قال تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) .
إن الإنسان حينما يبتدع نوادى العرى تحت اى مسمى يكون قد ناقض فطرة أبويه آدم وحواء اللذان وارى سوءاتهما من ورق الجنه حينما نزع الله عنهما لباس الجنه عقاباً لهما عن عصيانهما وأكلهما من الشجرة ، أى أن فطرة الله التى فطر الناس عليها لتأبى إظهار العوره وكشف السوءه بهذا المنطق البليد العجيب ،إن نوادى العراه ستظل شعار خزى وعار حتى وإن زينوها بألف شعار .
إن تجاذب المرآه والرجل كل نحو الآخر أمر فطرى طبيعى مباح طالما فى إطار الزواج المشروع بكلمة من الله ، بل إنه أمر محتوم لإستمرارية الحياه على الأرض ، أما إذا أشتهى الرجل الرجل والأنثى الأنثى انقلبت الموازين وضجت السماء وخاف الصالحون لأن الميزان اختل واعتل ولذلك ارتعد على بن أبى طالب وخاف نقمة السماء وسخطها على المدينه المنورة لما ارتكبت فيها حالة واحده لواط ونصح رضى الله عنه بالعقاب المغلظ .
وهكذا فإن الذى يناقض فطرة الله التى فطر الناس عليها أو يناقض موازين خالق البشر سيهلك ويهلك معه الحرث والنسل
إن الإبداع الذى يحدث خرقاً فى قاع سفينة الحياه ليس ابداعاً ولكنه دماراً لمن أحدثه ولكافة ركاب السفينه .
إن الذى يناقض الفطره كالذى يضرب رأسه فى حجر حتى وان صور له هواه أنه ابداع وخروج عن المألوف .
ان المخلوق الذى يناقض حكم الله سيكون سفيهاً غريبا حتى وان ادعى انه ابداع وحرية تعبير .
ان حرية التعبير التى تتطاول على قرار خالق الخلق ومبدع الصنع ستظل سفاهه وقلة أدب ، إن الذى يرفض قرار الله الحكيم العليم بحجاب المرآه قد ارتكب جرماً وحمقاً وسفاهه حتى وان حاول أن يخدعنا بأنه مبدع مبتكر ، حتى وان كان وزيراً أو غفيراً وان الأمه التى تسكت وتتجاهل عن هذا السفه توشك أن تهلك وينصب فوق رأسها غضب السماء ... ويا رب سلم .
واخيراً إن قرار الله وشرعه سيكون بنا أو بغيرنا حتى وان اجتمع البشر على فلسفة وابداع الطشت قاللى ، والسح ادح إمبو ، ذلك لآن الحق الصادر من الخالق العظيم لن يقف امامه الباطل كله وإن زعموا انه ابداع وحرية
محمود حسونة