سُئلتُ عن مِصرٍ
مازلتُ أقرأُ في العيونِ الحائرةْ
نفسَ السؤالْ
القلبُ مُنكسرٌ
والصوتُ غاضِبْ
والحالُ نفسُ الحالْ
مازالَ يَقتُلُني السؤالْ
...
*******
سُئلتُ عن مِصرٍ
لِمَ يُمعِنُ السفهاءُ في إذلالِها؟
لِمَ جرَّدوها الآنَ من كلِّ المناصبْ؟
صدرَ القرارُ بعزلِها
وهناكَ أكثرُ مِن مُحاولةِ اغتيالْ
فمن الذينَ تآمروا في قتلِها؟
وسُئلتُ عن مصرَ العظيمةِ
والكبيرةِ
والأميرةِ
..
كيفَ باعتْ نفسَها ؟
فأجبتُهم
مِن يأسِها
*******
وسُئلتُ عن مصرَ الفتيَّةِ
والغنيَّةِ، والأبيَّةِ
كيفَ تَمسحُ في بلاطِ الأمريكانْ
صِرنا نُقدِّمُ للزناةِ الغاصبينْ
أطواقَ وردٍ
كي نُعبِّرَ عن عظيمِ الشكر
ِفي زمنِ الهوانْ
*******
وسُئلتُ عن مصرَ المعاركْ
مصرَ التي في صوتِها وقعُ السنابكْ
مصرَ الحرونةِ مثلَ مُهرٍ جامحٍ
مصرَ العنيدةِ حينَ ترفضُ
والكبيرةِ إن تُشاركْ
فأجبتهم
مصرُ التي في خاطري
ولَّتْ وراحتْ مِن زمنْ
وسَطَ المهالك
وأمامَكم مصرُ الجديدةُ
هاهنا شعبُ القبيلةِ راكعٌ
والشيخُ بارِكْ
*******
وسُئلتُ عن مصرَ الفسادْ
مصرَ التي
..
باعتْ سيوفَ القادسيةِ، والجيادْ
مصرَ التي قد حَضَّرتْ كلَّ العتادْ
وتفرَّغتْ من يومِها
للقمعِ
أو جلبِ المصائبِ للعبادْ
مصرَ التي باعتْ ببخسٍ دورَها
كي يتركوها للحيادْ
والناسُ تَعجبُ
والتعجُّبُ حسرةٌ
للآنَ تعتصرُ الفؤادْ
الآنَ صرنا بينَ.. بينْ
لا نحنُ مصرُ
ولا غَدونا غيرَها
صِرنا مُسُوخًا
مثلما الباغي أرادْ
ويُلقبوننا بالخوارجِ
إن خرجْنا ..
عن تقاليدِ الفسادْ
يا سيدي السلطانْ
شعبٌ بحُكمِكَ قد كفرْ
والكفرُ زادْ
إن كانَ بعدَ الكفرِ ذنبٌ
قُلْ لي عليهِ لأفعلَهْ
حتى تَحُلَّ عن العبادْ
*******
وسُئلتُ عن مصرَ الدساتيرِ التي
لا تُحتَرَمْ
فأجبتُهم
كلُّ الذي يُروَى دجَلْ
عن أيِّ دسـتورٍ تُحدِّثُني إذن؟
الآنَ أصبحَ كلُّ شيءٍ مُحتملْ
هم يَصنعونَ لنا القوانينَ التي
فيها تُباحُ دماؤُنا
ومِنَ البجاحةِ يُقسِمونَ بلا خَجَلْ
هذا أرادَهُ شعبُنا
ما بينَ قانونِ الطوارئِ،
والمساوئِ، والتواطُؤْ
سجَنوا القتيلَ لكي يُكافأَ مَن قَتَلْ
*******
هذا الوطنْ
جسدٌ مليءٌ بالعِلَلْ
وطنٌ مليءٌ بالزللْ
هو ربعُ قرنٍ أو يزيدْ
صارتْ بلادي كلُّها زِنزانةً
والشعبُ أصبحَ مُعتقَلْ
المُرَّ نَشربُ في الصباحِ وفي المساءْ
والسوطُ في دمِنا مِرارًا يَغتَسِلْ
والظلمُ يجلسُ فوقَ هذا العرشِ يَزهو
والمواشي تَمتثِلْ
حِملٌ ثقيلٌ كالجبلْ
والناسُ تَصرُخُ: لا أمَلْ
هذا الرجُلْ
..
ماذا فعَلْ؟
يومًا تركْناهُ ونِمنا في العسلْ
فإذا بهِ اغتصبَ الجميعَ
وما تَوارَى أو رَحَلْ
وإذا بحزبِ الأغلبيَّةِ يُعلنونَ على الملأْ
ويُصفِّقونَ ، ويَهتِفونْ
اللهُ أكبرُ قد فَعَلْ
مرَّتْ عصورُ "اللاتِ" و"العُزَّى" بِنا
لكنَّ أَسودَ مِن عصورِكَ
..
ما رأينا يا هُبَلْ
لا تَستريحُ ولا تُريحُ،
ولا تَحيضُ ولا تَبيضُ
وكلُّ أيَّامِكْ
"زُحَلْ"
وطنٌ تَعطَّلَ كلُّ ما فيهِ
وأصبحَ مِهرَجانًا للفسادِ وللخَللْ
وطنٌ ويجلسٌ في انتِظارِ المعجِزاتْ
ولَّى زمانُ المعجزاتِ فما العملْ ؟
*******
وسُئلتُ: هل يأتي "جمالْ" ؟
فأجبتُهم: هذا احتمالْ
وسُئلتُ: هل سيُورِّثونْ ؟
فأجبتُهم
هم وَرَّثوها يا بِغالْ
ومتى سترجِعُ مصرُنا
يومًا إلينا؟
فأجبتُهم
حتى نُفاجأَ لحظةً
بزوالِ هذا الاحتلالْ
وسُئلتُ في همٍّ، وكَربٍ، وانفِعالْ
بأيِّ حقٍ سوفَ يحكُمُنا جمالْ؟
فأجبتُهم: يا للغباوةِ في السؤالْ
فبأيِّ حقٍّ كانَ يحكُمُنا مُباركْ
حتى نلومَ على جمالْ؟
أنتم شعوبٌ مُستباحةْ
تاريخُكمْ كانَ احتلالاً
في احتلالٍ.. في احتِلالْ