هل تحب من لا يحبك؟
كثير من يسألني عن حبه لمن لا يحب.. وباللغة العامية ( يتغلى ).. أن تحب من لا يحبك أو بمعنى اصح ان تعطي ولا تاخذ.. أن تعطي شخص كل حبك ويعطيك بعضاً من حبه.. وباذن الله في هذه المقالة اتطرق لهذا الموضوع باشكاله المتنوعة حتى يكون الخيار صحيحاً في ان نترك هذا الإنسان أو نستمر معه دون الشعور بالألم..
أولاً ليس بالضرورة ان نترك من لا يحبنا والمهم ان لا يكون عندنا شعور انها مشكلة نعاني منها.. الفكرة الأساسية من المقالة هي إما ان تترك من لا يحبك أو ان تتقبله كما هو وتتمنى له كل الخير.. وكذلك ساجيب عن كل التساؤلات التي تخالط هذا الموضوع كآراء واختيارات ربما تفيدك وتجد فيها الحل..
v كيف تعرف انه يحبك ام لا؟ وهل كان في السابق يحبك والآن تغير؟
الذي يحبك لا يمكن ان يغير مشاعره تجاهك.. ربما كان اعجابا واحساس بالتقارب في البداية ولكن ليس حبا.. ربما كذلك رأى منك موقفا لا يستطيع هو تقبله ولم يخبرك فابتعد.. وبرأيي لا بأس من ان لا يعجبنا تصرف بصديق والافضل ان نخبره وان لم يتغير بامكاننا الابتعاد عنه أو أن نتقبله بصفته هذه.. كذلك تعرف يظهر على الإنسان إن لم يكن يرغب بودنا او صحبتنا وله الخيار والحرية في ذلك ولا نلومه في شيء ولا نلوم انفسنا فالقلوب بيد الرحمن..
v كيف لا تشعر بالظلم او بانك المعطي؟
عندما تحب احدا فانك تحبه لله.. تحبه لنفسك.. تحبه لانك تريد ذلك.. لانه يستحق حبك.. وربما مع الوقت تكتشف انه لا يستحق ذرة من وقتك.. ولكن لا تندم على احساس ففي هذا الوقت كنت محتاج لهذه المشاعر فامتن لمن كان معك.. حتى من آلمك اعتبره درساً من دروس الحياة وليس انساناً يريد أن يضرك.. بل درساً لابد أن تتعلمه عن طريق هذا الإنسان..
v كيف تحبه على بعده؟
احبب هذا الإنسان لو ابتعد او اقترب.. احببه من قلبك وتمنى له كل الخير.. فالحب الخالص هو حب لا يريد من الطرف المقابل شيء انما هو يحبه لاجله..
v كيف تجعل الود رغم البعد
ابدأ ذلك في نفسك بتمنيك الخير له وبمسامحته.. ثم لا تفرض نفسك وتكثر من المكوث معه ولكن دائماً اظهر له الخير.. وإذا اتاك في حاجة لا ترده بل كن خيراً مقداماً ولا تقل له أنت فعلت كذا وكذا فذلك ليس من شيمة الرجال.. تقبله بصدر رحب.. صدقني من ينبع منه الخير لن يتركه أحد بل الناس تأتي له وتكن له كل الود..
v كيف تعبر عما تريد دون الشعور بالغضب؟
لست تلزم أحداً على فعل شيء حتى اقرب الناس لك وباسم الحب.. انت تخبره وهو يقرر ويختار فكل انسان حر وليس لديك الحق في اجبار احد على شيء.. كذلك لديك الحق أن تتكلم وتعبر عن مشاعرك ولك الحق بأن تكون مفهوماً لدى الآخر وإذا كان الآخر لا يقضي معك وقتاً ليفهمك ويفهم مشاعرك فهناك ألف شخص يتمنى مصاحبتك.. لا تحقر نفسك وتحتقرها عند من لا يستحقها بل ارفعها ولا تسمح لأحد أن يقلل من شأنك ومكانتك فنفسك عند الله غالية فلا تدنسها عند فلان وآخر خلقوا من التراب مثلك..
اخبر الآخر انك تشعر بهذه الشعور.. لا تقل له أنت.. بل قل له أنا حزين من ذلك الموقف.. بعدها اعلن رغبتك.. وكنت اتمنى ان يحصل كذا.. ثم ارفع العتب عنه.. انا لا الومك في شيء انما فقط اعبر عن مشاعري.. ثم اذكر صفة ايجابية فيه او عدة صفات.. وانت ما قصرت معاي بشيء تذكر الموقف الفلاني والعديد من المواقف كنت فيها معي ورسمت البسمة على شفاهي.. ثم أكد على أهمية العلاقة بينكم.. وأنا مهتم جداً لعلاقتنا وهي أكبر من كل شيء..
إذا الخطوات هي:
1-التعبير(انا اشعر)
2-رغبتك(انا اريد)
3-صفة ايجابيه(انت)
4-العلاقة(علاقتنا اهم)
v كيف تفهمه أكثر؟
ربما البعد نتيجة قلة الفهم.. للأسف الكثير من العلاقات لا يكون فيها الكثير من الأوقات دون الفهم.. وكلمة الحب تقال سهلة وسريعة ثم بعد ذلك ينصدم كل إنسان بالآخر وتضيع كلمة الحب وتتلاشى ويحل بدها الخداع وكل طرف يريد من الآخر أن يفعل.. خذ وقتاً طويلاً لتفهم الآخر.. دوافعه.. أحلامه.. آماله وآلامه.. اعرف مواطن رضاه وسخطه.. احرص على كسب الأشخاص وذوي المعادن الطيبة.. ليبدر منك دائماً الخير والإبتسامة البشوشة.. استمع بكل اهتمام وتفاعل مع المتحدث.. خذ اوقاتاً طويلة في الفهم.. عندما يسألني إنسان هل فهمت شخصيتي كلها أقول له لا فالإنسان بحر لا يدرك ساحله وفهم النفس البشرية بعمقها يحتاج عمراً بل أعمار..
v كيف يأتون لي؟
من الأمور الجميلة أن تأتيك الناس من روعتك ودون أن تتكلم.. المهم أن تكون راقي الخلق.. قريب من الله فهو سيحبب خلقه بك دون أن تتحدث كثيراً أو أن تفعل.. كذلك غير اعتقاداتك عن نفسك في انك لا تستحق أو أنك لست بالمستوى المطلوب فكلها سجون وضعناها بعقولنا لنسجن أرواحنا بقوالب ليس لها أساساً من الصحة.. أنت رائع والجميع يتمنى صحبتك وهذا ما عليك أن تفعله وتؤمن به.. كذلك اجعل لك اهتمامات وهوايات لكي يلجأ الناس لك.. اجعل لك أحاديث ممتعة لكي يحب الناس مجلسك.. ساعد الآخرين قبل أن يطلبوا.. هكذا سيأتون لك دون أن تتكلم بأي كلمة.. وافعل ذلك دون تكلف افعله من روحك الطيبة فالناس تعرف صاحب القلب الأبيض من المنافق المتكلف..
v كيف تعرف أن هذا الشخص لا يريدك؟
ربما يكون شعوره مؤقتاً في أنه لا يريدك ولكن إن رأيت الصدود منه وعدم رغبته في صحبتك فهذا دليل أنه لا يريدك.. أحياناً يكون الصدود من عائلتك أو اقرب الناس لك.. وكثيراً ما حصل لي هذا الموقف ولكني اعدت التواصل والإتصال ولكن عندما طالت أوقات الصدود ووصلت لحد أن لا يفتح الباب لي وهم موجودين ولم يتصلوا بي فيعني ذلك أنهم فعلاً لا يريدوني ولكني لم أضرهم بشيء ولكن بنفس الوقت نفسي علي عزيزة فإذا أرادوا قربي فبابي مفتوح وسأكون متواجداً متى ما أرادوني.. ولكني لن أهين نفسي أكثر وأتعب نفسي وأتعبهم معي ولكني انتظرهم وهم يعرفون أين يجدوني.. أضع لهم العذر بل مئات الأعذار بتصرفهم وأتمنى لهم كل الخير واعلم انهم سيعودون في يوم..
ذا المرء لا يرعاك الا تكلفا .:. فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة .:. وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه .:. ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة .:. فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله .:. ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده .:. ويظهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .:. صديق صدوق صادق الوعد منصفا
شعر الإمام الشافعي