آلاف الموطنين في أسوان شيعوا جنازة قتيل الشرطة مساء أمس في موكب مهيب
*****
أسوان ـ عيسي سدود ومحمد علي نقلا من الدستور:
في موكب جنائزي مهيب، شيع مساء أمس نحو 7 آلاف مواطن من قرية «دابود» النوبية والقري المجاورة لها بمحافظة أسوان جنازة تاجر الدجاج عبدالوهاب عبدالرازق ـ 40 سنة ـ الذي لقي مصرعه أمس الأول برصاص وكيل مكتب مكافحة المخدرات بأسوان، حيث أفرغ خزانة مسدسه الميري في صدره داخل منزله الذي كان قد داهمه بزعم إخفاء المجني عليه لتجار مخدرات.
تقدم المشيعين اللواء مصطفي السيد ـ محافظ أسوان ـ الذي وصل لتوه من مؤتمر الاستثمار الذي عقد بمحافظة المنيا وبصحبته محمد جلال وجابر أبوخليل ودياب عبدالله وصالح مشالي ومحمد العمدة أعضاء مجلس الشعب بالمحافظة الذين وصلوا علي متن طائرة واحدة أقلتهم جميعاً من محافظة المنيا ثم توجهوا إلي مشرحة أسوان العمومية وبذلوا جهوداً مضنية من أجل إقناع أهل القتيل بضرورة دفن الجثة وتقبل العزاء.
ورغم التواجد الأمني الكثيف والحضور اللافت من جانب القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، إلا أن الجنازة تحولت إلي مظاهرة ردد فيها الأهالي هتافات عنيفة ضد الحكومة والنظام ومنها: «لا إله إلا الله حكومة ظالمة وحاكم ظالم».
وصرح عارف صالح ـ عضو مجلس الشعب السابق ـ لـ«الدستور»: بأن القتيل كان محبوباً من جميع الأهالي ولم يتورط في أي مشاكل من قبل.
وأعرب مصطفي عارف ـ ابن عم القتيل ـ عن استيائه هو وجميع أهالي القرية من بيان وزارة الداخلية الذي سعت فيه الوزارة لإلصاق الاتهام بالمجني عليه، وقال: «وصفوا المرحوم بأنه يأوي تجار مخدرات لإنقاذ الضابط القاتل».
وأضاف: لسنا في حاجة إلي مزايدات رخيصة من جانب الداخلية وعليها أن تعلم ذلك وأن تعلم أيضاً أن أصغر طفل هنا لا تنطلي عليه هذه الأكاذيب التي أذاعتها في التليفزيون.
في سياق متصل، أسفرت الاشتباكات العنيفة بين أجهزة الأمن وأهالي القرية عن سقوط قتيل يدعي «يحيي المغربي» 65 سنة ـ إثر اختناقه بالغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة لتفريق الأهالي الغاضبين، كما أصيب عشرات آخرون من بينهم محمد جمعة ومحمد نصر وحسين أحمد علي وأحمد مصطفي وتم نقلهم إلي مسشتفي التأمين الصحي لتلقي العلاج.
من جانبها بدأت نيابة أسوان تحقيقاتها مع ثلاثة ضباط من أفراد القوة التي داهمت منزل المجني عليه وهم الرائد محمد لبيب ـ وكيل مكتب مكافحة المخدرات ـ وحسام عبدالحميد وأحمد مهران. وجهت لهم النيابة برئاسة وليد الشرقاوي تهمة القتل العمد واقتحام منزل دون استئذان النيابة، وأمرت بالتحفظ علي أسلحة الضباط الثلاثة.