أحمد المصري مهندس ممتاز
عدد المساهمات : 322 تاريخ التسجيل : 27/09/2007 العمر : 39 الموقع : في بيوت الشعر رقم العضوية : 102 Upload Photos :
| موضوع: أجمل ما قيل في الهجاء الجمعة 9 نوفمبر - 22:45 | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأنقل إليكم هنا بعض من الأبيات التي - برأيي الشخصي - هي من أقوى و أبلغ ما قيل في الهِجاء. رُبما أثار بعضها الحنق و الغضب فيمن قيلت فيه آنذاك، لكني وجدتُ بعضها مُثيراً للضحكِ و الإعجاب في الآنِ معاً، و ذلك لروعة التعبير و تفرّده. وترون الموضوع منقول ومافي اي منقود
لِنبدأ مع الحُطيئة و هو يهجو نفسه قائلاً:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً ---- بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائلهُ
أرى لي وجهاً شوّه الله خلقهُ ---- فقُبِّح من وجهٍ و قُبِّحَ حامِلهُ
و يقول في هجاء أمه:
جزاكِ الله شرّاً من عجوز ---- و لقّاك العقوق من البنينا
تنحي فاجلسي مني بعيداً ---- أراح الله منك العالمينا
حياتكِ ما علمت حياة سوء ---- و موتك قد يسرّ الصالحين
و هذا الفرزدق يهجو رجلاً أقرضه مائة درهم ثم ألحّ في طلبها حتى دفعها إليه:
أفي مائةٍ أقرضتها ذا قرابةٍ ---- على كل بابٍ ماءُ عينكَ يدمعُ
تسيلُ مآقيك الصديد تلومني ---- و أنت أمرؤ قحْمُ العذارين أصلعُ
فدونكها إني أخالك لم تزل ---- لدُن خرجت من بابِ بيتك تلمع
تنادي و تدعو الله فيها كأنما ---- رُزِئت ابن أمّ لم يكن يتضعضع
و يقول ابن الرومي هاجياً مُغنٍّ صوته قبيح:
و تحسبُ العينُ فكّيهٍ إذا إختلفا ---- عند التنغيم فكِي بغلِ طحَّانِ
و يقول في هجاء أحد البُخلاء:
يُقتِّر عيسى على نفسه ---- و ليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيع لتقتيره ---- تنفّسَ من منخرٍ واحدِ
و يقول في هجاء رجل أنفه كبير:
لك أنفٌ يابن حربٍ ---- أنِفت منه الأنوف
أنت في القُدسِ تصلي ---- و هو في البيت يطوف
فلو يستطيع لتقتيره ---- تنفّسَ من منخرٍ و
و يقول أيضاً في هجاء كبير الأنف:
و إذا نهضتَ كبا بِـوجـ ---- ـهك للجبين المعطس
إن كان أنفك هكذا ---- فالفيل عندك أفطسُ
و إذا جلستَ على الطريـ ---- ــقِ و لا أرى لك تجلِسُ
قيل السلام عليكما ---- فتجيب أنتَ و يخرسُ
أما البُحتري، فحين هجا كبير الأنف قال:
رأيتُ الخثعمي يُقِلُّ أنفاً ---- يضيق بعرضه البلدُ الفضاء
هو الجبلُ الذي لولا ذراه ---- إذن وقعت على الأرض السماء
و يقول أبو نواس في رجلٍ أصلع:
يا صلعةً لأبي حفصٍ ممردة ---- كأن ساحتها مرآةُ فولاذ
ترِنُ تحت الأكف الواقعات بها ---- حتى ترنّ بها أكناف بغداد
و يقول أبو نواس في هِجاء رجل بخيل:
إذا فقد الرغيف بكا عليه ---- بُكاء الخنساء إذ فُجِعت بصخرِ
و دونَ رغيفه قلعُ الثنايا ---- و حربٍ، مثل وقعة يومِ بدرِ
سأختمُ ببيتين للشاعر الحِلِّي، حيث قال في وصف فم المهجو
فمٌ ليحي ريحهُ منتنٌ ---- لم يُرَ يوماً مِثلهُ قط
لو أنهُ عضّ على فأرةٍ ---- لعاف أن يأكلها القط | |
|