التطور التاريخي لتلبية احتياجات ذوى الاحتياجات الخاصة:
بدءا بالمعمارى الروماني فيتروف الذى وضع رابط بين الفراغ وجسم الانسان .. مرورا بالمعمارى لوكوربوازييه الذى قام بوضع الموديول والنسبة الذهبية للفراغ .. كانت الدراسات كلها مستمدة من ابعاد جسم من وجهة نظرهم مثالى وقد تبتعد هذه المقاييس عن الاحتياجات الاساسية لكثير من مستخدمى الفراغ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولم تتغير هذه المفاهيم الا بدءا من عام 1960 في شمال اوربا وتحديدا في انجلترا والسويد .. فقد تقهقر نموذج الجسم البشري ذو المقاييس المثالية وظهر التدرج الهرمى لدورة حياة الانسان مرتبطة بالسن والاحتياجات الخاصة لكل فئة عمرية
بعدها بدأ المعماريون في التفكير جديا في تقسيم مستخدمى الفراغ حسب الفئة العمرية وحسب الجنس وحسب قدرتهم على الحركة .. وكان جولدسميث في كتابه Designing for disabled المنشور في عام 1963 اول من ناقش هذا التقسيم وتطرق في حديثه الى مستخدمى الكراسي المتحركة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بعدها وفي عام 1981 تم ادراج المقاييس الانسانية الخاصة بالاطفال وكبار السن فضلا عن محدودى الحركة .. وبالتالى اختفى نموذج الشخص المعمارى ذو المقاييس المثالية والتى افترضها لوكوربوازييه
ثم في عام 1984 وبمناسبة البدأ في مشروع مدينة العلوم والصناعة في باريس تم وضع اعتبارات تصميمية لذوى الاحتياجات الخاصة علاوة على كبار السن والاطفال وحتى العربات المخصصة للرضع
التصميم لضعاف وفاقدى السمع:تتدرج مشكلة ضعف او فقد السمع في نواح مختلفة حسب القدرة على السمع والتخاطب .. ونستطيع ان نقول طبقا للدراسات المنشوره في عام 1991 انه يوجد حوالى 35 في الماية من الاشخاص اكبر من 65 عام يعانون من مشاكل في السمع بينما تزيد هذه النسبة وتصل الى 50 في الماية للاشخاص اكبر من 80 عام .. ولا نغفل طبعا من ولدوا بهذه المشكلة او من اصيب بها في سن الشباب لسبب او لاخر
وسبحان الله فقد يحرم من اراد من نعمة من نعمه ولكنه سبحانه وتعالى يزيد في نعمة اخرى عوضا عن هذه النعمة .. لذلك نستطيع ان نقول ان فاقدى السمع عافانا واياكم الله يستعيض بعينيه عن اذنيه .. وبالتالى كل ما هو مرئي يصبح مسموع بالنسبة لهم .. وبالتالى تكون دراسة الفراغ والضوء هي اهم تحدى بالنسبة للمعمارى الذي يقوم بتصميم مبنى مخصص لاصحاب هذا الاحتياج الخاص
توجد ثلاثة مبادئ اساسية يجب توافرها في التصميم الخاص بضعاف او فاقدى السمع
1- تطوير بدائل المعلومات المسموعة
2- مراعاة العزل الصوتى الجيد للفراغات حتى لا تتسرب الضوضاء الى الخارج وتعيق سماع المعلومات المسموعة
3- مراعاة وجود الاضاءة القوية والجيدة
اولا .. المبانى العامة:
1- المعلومات المسموعة: كل الانذارات او المعلومات المسموعة يجب ان تكون مرئية ايضا .. فمثلا فيحالة الحريق يجب ان يصحب الانذار المسموع انذار ضوئي مثلا .. كما يجب ان يكون المدخل مزود بانترفون مزود بكاميرا وبالتالى عند طرق الجرس يظهر صورة الطارق على شاشة امام الكونترول
2- يجب تزويد جميع المناطق باضائة قوية سواء طبيعية او صناعية تسمح برؤية كل التفاصيل دون ان تصبح شدة الاضاءة عائق او مصدر للضيق .. ويجب ان يهتم المعمارى باستخدام جميع ادواته من الوان وملمس ومواد واضاءة ليصبح المبنى مرئيا ومقروءا.
ثانيا .. المسكن:
1- يجب ان يكون المدخل مزود بجرس عند الضغط عليه يعطى ضوءا مرئيا بالداخل مع اظهار صورة الطارق من خلال كاميرا
2- يجب ان يكون المسكن مضاء بشكل قوى وواضح دون ان يصيح مصدر ضيق
3- يجب الا تكون الاماكن ذات الاستخدام اليومي المتكرر معزولة في فراغات مغلقة وهنا يمكننا ان نقوم بتحليل ثلاثة عناصر هم المدخل والمطبخ والسلم الداخلى
3-1- المدخل يجب ان يكون مرئي من الداخل بشكل واضح .. كما يجب الا يكون منكسر ويحبذ ان يكون هناك شباك مطل على المدخل من المطبخ او من الصالة حتى يتسنى لمن بالداخل رؤية الشخص القادم .. وتعليقي الشخصى اننا لا يجب ان نهمل الخصوصية في هذه الحالة .. ويكفي وجود كاميرا امام الباب لرؤية من هو قادم
3-2- المطبخ وصالة الطعام يجب ان يكونا على اتصال مباشر ومرئي وفي هذه الحالة قد يصبح المطبخ المريكي حل لا بأس به .. علاوة على الاتصال المباشر بين الفارغين
3-3- السلم الداخلى يجب ان يكون في مواجهة المدخل حتى يسهل الوصول اليه ورؤيه من يستخدمه ولا يجب في هذه الحالة ان يصبح سلم جانبي غير مكشوف
| هذه الصورة تم تصغيرها تلقائياً. اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها. أبعاد الصورة الأصلية 663x874. |
اسكتش يوضح الفكرة تماما لتلبية احتياجات ضعاف او فاقدى السمع
الاعتبارات التصميمية للمكفوفين وضعاف البصراولا .. حركة ضعاف البصر في الفراغ:
يمكن للمعماري ان يقوم بتطوير التصميم بما يلبي احتياجات ضعاف البصر بطريقتين هما:
1- تطوير الفراغات باستخدام مواد سهلة التعرف عليها من ناحية الملمس او اللون مع استخدام الاضاءة القوية مع محاولة استخدام الجرافيك القوى في المعلومات وليس عن طريق الكتابة
2- تطوير الوسائل التى تخاطب باقى الحواس الخمس .. باستخدام الصوت والرائحة والملمس مع التركيز الدائم على الارضيات .. وعدم وضع عوائق بصرية او مستويات تعوق حركة ذوى الاحتياجات الخاصة
ثانيا .. حركة المكفوفين في الفراغ:
يجب ان تكون المواد المستخدمة في مسارات حركة المكفوفين تشكل تضاد contraste مع البيئة المحيطة .. كما لابد ان تكون هناك استمرارية في هذا المسار حتى يستطيع المكفوف استخدام العصا في تلمس طريقه عن طريق الملمس الخاص بالارضية .. وهذا ينطبق على مسارات الحركة الداخلية والخارجية.
1- مسارات الحركة الخارجية:
في العادة كان دائما بردورة الرصيف هو الشئ الاساسي والكلاسيكي كعامل اساسي لارشاد المكفوف الى استمرارية الطريق .. ولكن مع التطور في عناصر التصميم الحضري في الشوارع اصبحت بردورة الرصيف مزودة بعوائق وحواجز كما انه من المستحيل فعليا ان يسير المكفوف في نهر الطريق ليسترشد ببردورة الرصيف .. ونظرا لذلك ظهر الاحتياج الى توفير مسار خاص بالمكفوفين به بروزات ويشكل خط سير مناسب .. وهذا المسار له ميزيتين اساسيتين: البروزات الموجودة تعطى نوع من وسائل ارشاد المكفوف لخط سيره نتيجة للصوت الناتج من اصطدام العصا بالبروزات وكذلك الذبذبات التى يشعر بها المكفوف تماما .. والميزه الاخرى هو ان هذا المسار يكون حر تماما من اي عوائق قد تعوق الحركة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هذا النظام تم استخدامه في هولندا والمانيا واليابان منذ عام 1980 .. وهذا النظام مستخدم بشكل اساسى في محطات المترو والارصفة .. وهذا المسار يعطى طمأنينة للمكفوفين انهم لن يقابلوا اي عوائق في خط سيرهم .. كما يمكن استخدام وحدات مستطيلة بابعاد 15سم * 30سم وذات ملمس وبروزات تعطى خط سير مستمر .. ويتم انتاج هذه الوحدات من السيراميك او الخرسانة ذات الالياف او الايبوكسي .. وتم اختبار هذهالبروزات بما لا يضايق حركة الكراسي المتحركة او عربات الاطفال
| هذه الصورة تم تصغيرها تلقائياً. اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها. أبعاد الصورة الأصلية 676x381. |
مسارات للمكفوفين في محطة تيرميني في روما .. بالقرب من نهاية الرصيف توجد وحدات ذات بروزات دائرية لتنبيه المكفوفين لنهاية الرصيف .. ويسبقها وحدات اخرى ذات بروزات طولية تبدأ من بسطة السلم وتنتهى الى الرصيف
| هذه الصورة تم تصغيرها تلقائياً. اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها. أبعاد الصورة الأصلية 685x461 وحجمها 136 كيلو بايت. |
خطوط سير في محطةمترو بطوكيو .. وحدات سابقة التجهيز
| هذه الصورة تم تصغيرها تلقائياً. اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها. أبعاد الصورة الأصلية 693x853 وحجمها 215 كيلو بايت. |
الصورتين بايسر الصفحة عبارة عن وحدات تم تثبيتها على الارضية الموجوده اساسا في محطة البريد الرئيسية بروما
اما الصورتين بايمن الصفحة عبارة عن وحدات من الصلب والتى تم تثبيتها على الرصيف بطوكيو
وبشكل عام الوحدات الطولية لتحديد خط السير والوحدات المستديرة لاعطاء انذار بنهاية الرصيف حتى لا يتم تخطيها
| هذه الصورة تم تصغيرها تلقائياً. اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها. أبعاد الصورة الأصلية 676x865 وحجمها 195 كيلو بايت. |
خريطة بارزة في مدخل متحف القرن الحادي والعشرين للمعماري كانازاوا و سيجيما واخرين
2- مسارات الحركة الداخلية:
يمكن للمعمارى تطوير الفراغات الداخلية لاعطاء المكفوفين الاحساس بالفراغ .. على سبيل المثال يمكنه استخدام الاصوات المختلفة لاعطاء شخصية مختلفة لكل فراغ .. صوت خرير المياه مثلا .. كما يمكن استخدام وحدات التدفئة لاعطاء مسار معين لاحساس المكفوف بمصدر الحرارة .. وبطبيعة الحال يجل ان تكون الارضية بها وحدات مشابهة للامثلة السابقة لكن من الكاوتشوك مثلا المقاوم للبرى
كما يمكن في بعض المشاريع التى تستقبل اعداد كبيرة تزويد المكفوفين بسماعات تعمل بالاشعه تحت الحمراء لاعطاء ارشادات صوتية لخط السير او اعطاء ارشادات معينة بوجود سلم على الشمال او وجود باب على اليمين يؤدى الى القاعة الفلانية .. وهكذا
ويمكنى ان اقول هنا شئ .. فمنذ وصولى الى فرنسا وجدت اغلب الاشارات المرورية مزودة بصوت يقول ان الاشارة خضراء او حمراء طول الوقت .. كما انه في محطات المترو توجد رسالة صوتية بان المترو يصل بعد دقيقتين مثلا والمترو الذى يليه بعد 6 دقائق .. كما ان اغلب الاوتبيسات وبعض خطوط المترو يعلن اسم كل محطة قبل الوصول اليها مباشرة .. كما يعلن ان هناك فرق بين منسوب الرصيف ومنسوب المترو وهكذا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مسارات الحركة الداخلية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مدينة العلوم والصناعة بباريس .. مثال على اختلاف ملمس الارضيات عند مفترق الطرق لاعطاء الارشادات اللازمة ولمعرفة الطريق الصحيح