كل الصحف الحكومية نشرت في صدر صفحاتها الأولى تصريحات لأمين عام منظمة الفرنكفونية الرئيس السنغالي السابق عبده ضيوف، قال فيها إنه دائما ما يستفيد من حكمة وخبرة الرئيس مبارك. الحقيقة يا سيد عبده نحن الذين كنا طماعين أن تفيدنا نحن بخبرتك في التحول من رئيس دائم إلى رئيس سابق.
عندما يصبح التشليت أسلوبا للحكم لا تستغرب إذا وجدته أسلوبا معتمدا للقتل، يجمع بين ضابط أمن دولة وحداد مسلح، فالغباوة في مصر لم تعد تفرق بين السكري والبلدي.في العالم كله لن تجد قاتلا متعاونا مع أجهزة البوليس. كما ستجد لدينا، لن تجد قاتلا يقتل فتاتين لكي يسرق 200 جنيه ينفق منها 50 جنيها من أجل ركوب ميكروباص يوصله إلى بيته، القاتل لم يكسل في تقطيع جثتي ضحيتيه، لكنه تكاسل في ركوب المواصلات العامة مع أن الدولة لم تقصر أبدا في إصلاح المحور الذي ينقل الراغبين من أبناء الأحياء العشوائية في سرقة وقتل أهالي المدن الجديدة.
ثورة الشك التي اندلعت في كل مكان من أرض مصر عقب إعلان الداخلية القبض على مرتكب جريمة قتل حي الندى، لابد أن تدرسها كل الأجهزة المعنية في الداخلية جيدا. ومع انني أصدق أن جريمة بشعة مثل هذه لا ترتكب إلا عبثا وصدفة، إلا أنني شعرت أن أغلب المصريين أصبحوا لا يثقون في الداخلية بقدر ثقتهم في المفتش كرومبو، من يدري قد تعينه الداخلية قريبا كمتحدث إعلامي لكي يصدقها الناس فورا.
منذ أن قرأت خبرا في مجلة المصور بعنوان ((تبادل الاتهامات في قضية نفوق أسماك الوقار)) وأنا اسأل نفسي: متى سيصدر قرار حظر نشر في القضية؟
تمنيت أن تتأخر زيارة الرئيس مبارك إلى الهند قليلا، لا لشيء سوى أن الهند تحتاج إلينا الآن في هذا الوقت بالذات لكي تستفيد من خبراتنا في إدارة الأزمات. سنعزي الهند حكومة وشعبا، ثم نطلب من الهند ألا يتضعضعوا لريب الدهر، ولا يكبروا الحكاية. فكل الذي مات لهم ولديهم 195 فردا، قول متين، قول حتى ربعمية، وإيه يعني؟، نحن مات لدينا في ليلة واحدة ألف ومائة مواطن غرقا، وفي اليوم التالي كنا قيادة وشعبا نتحلق حول فريقنا القومي في ستاد القاهرة دون ان نذرف دمعة حزن على الذين غرقوا، أو نحاسب من تسبب في غرقهم، ليس لأننا قساة القلوب بل لأننا نحن الذين اخترعنا الأبدية في كل شيء، سنقول هذا كله بينما سنطالب بتفعيل اتفاقيات التعاون الإستراتيجي بيننا وبين الهند، هي ستأتي لتستثمر لدينا، ونحن سنعلمها كيف تنسى.
ما إن بدأ الحديث عن إنهيار الرأسمالية في العالم حتى قررت الحكومة العودة إلى الإشتراكية فورا، فسمحت بتطعيم عشرات التلاميذ في مدرسة حكومية بسرنجة واحدة.
- برغم مباركتي لحكم القضاء الإداري بطرد حرس الأمن من داخل الجامعة، إلا أنه يجب تسجيل أن الذي يعرف ما آلت إليه أحوال الجامعات المصرية جيدا يعرف أن المشكلة لم تعد في حرس الجامعة من قوات الأمن، بل في حرس الجامعة من بعض اساتذة الجامعة، وهم أشد قمعا وجهلا لو تعلمون.
ببركة كل هذه السنين من حكم الحزب الوطني المبارك، يسافر المصري إلى أمريكا فيكتشف علاجا للسرطان بالذهب، وعندما يبقى في مصر يضطر لبيع ما يملك من الذهب لكي يتعالج من السرطان.
أحيانا تأتيك الحكمة من حيث لا تحتسب، لم اكن أتخيل أنني سأجد حلا لكل مشاكل إهانة المصريين وتردي الدور الإقليمي المصري في إعلان نشرته شكرة (جيل) للملابس الداخلية تصدره سطر بليغ يقول: ((ثقتك الخارجية تبدأ براحتك الداخلية)).
بلال فضل