حبيبى أنت برميل.

حبيبي .... أنت برميل

بقلم : محمد نديم
تتداخل الألفاظ والمصطلحات الاقتصادية في الحديث عن الحب والزواج
فهل الزواج ( مجرد مشروع ) تجاري؟ وحياة البشر لا يحكمها إلا الماديات؟ احتمال وتلك وجهة نظر.

وتعالوا نستعرض الكثير من الألفاظ ذات المدلول المادي والتجاري في الحديث عن الحب والزواج :
- يقول المثل الشعبي المصري ( الراجل ما يعيبوش الا جيبو) وبقدر ما يكون جيبه منتفخا بالمال تكون قيمته كرجل !!
- والمسألة لا تخرج عن نطاق حساب المكسب والخسارة بدءا من ( النظرة ثم الابتسامة ثم اللقاء وكل أساليب الاستدراج من طرف البنت حتى تسلمه إلى يد المأذون على مذبح الزواج : فهي تقول عنه : ( دا راجل كسيب ) أي كثير الكسب ...
- وقد يصف هو حبيبته بقوله : ( بنت من دهب ) وأنا متزوج ( جوهرة) لماذا لم يقل مثلا بنت من ( ألمونيوم ) , وهناك من المصنوعات الألمونية ما هو أغلى من الذهب .؟. أو يقول بنت من ( نفط ) وهو الذهب الأسود وهو أيضا غالي الثمن .. وارتفاع سعر البرميل الآن مدعاة أن يدلل الرجل حبيبته ( الغالية) بقوله ( أنت برميل) خصوصا أن كانت تتبع حمية ( رجيما ) مند عشر سنوات ولم يؤد إلى نتائج تذكر حتى الآن رغم تفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
- ولماذا لم يقل لها أنت بنت من ( هيروين) مثلا ... وشوف كم سعر الجرام منه الآن ؟ مع أنني متأكد أن قدرة الفتاة على تخدير الشاب أكبر كثيرا من هذه المادة من المخدرات الصناعية التي تدمر العقل والجسد.
- وتدعي أمها أمام جيرانها أن ابنتها تعيش مع زوجها في سعادة ( 24 قيراط) , وذلك عيار يوزن به الذهب!!!
- لماذا لم تتخذ معيارا أخر غير معيار الذهب لتقيس به سعادة ابنتها؟ مثلا أن تقول إنها تعيش معه في سعادة 44 درجة مئوية , علىارتفاع 30000 متر فوق سطح البحر مع غيوم ورياح شمالية غربية وزوابع وفرصة لتساقط أمطار. .................... ( إعصاااااااااااااااااار)
- وعندما تكون الزوجة من النوع المتسلط أو ( نكدية) , وهذا هو الأغلب الأعم بين النساء , تقول لصاحباتها : إن زوجي مثل ( الخاتم ) في إصبعي , دليل على سهولة التحكم فيه .
- وعندي سؤال : لماذا (خاتم) ؟ولم تقل ( زي الشبشب أو الحذاء ) في رجلي مع أن الأخيرة أكثر سهولة في استخدامها , إنما الخاتم أكثر قيمة وأغلى ثمنا وينفع للزمن!!!
- وعندما ترضى عنه تقول له : أنت (أغلى) شيئ في حياتي ويناديها هو بقوله : يا (غالية) ... وهو هنا يساوي بينها وبين ال ( الجزمة الجديدة) ... مع أن الأخيرة أهون عليه لأنه اشتراها بالأقساط!!!
ونستمر في استعراض المفردات ذات المدلول التجاري والاقتصادي المستخدمة في التعبير عن الزواج والحب ووصف الحبيب والحبيبة
- يقال عن فلان أنه متزوج من عائلة ( كريمة) ..... كلها (أحجار؟) مثلا ؟ لا أدري!
- ويقال عن العريس أنه : ( معدنه أصيل ). ( البيه حديد المونيوم؟ مثلا أو صفيحة زبالة؟ أهو كله معدن)

حوار دعاية وإعلان.... قبل الزواج

- وقد يكون أول سؤال يوجه للشاب الذي هو مشروع زوج : كم مرتبك ؟ وهذا شيء طبيعي ( لضمان ) مستقبل البنت وحياتها معه . وهل المفروض أن يأتي بشهادة من البنك الدولي وأنه يتبع سياسة الخصخصة واقتصاديات السوق وألا فرضت عليه عقوبات اقتصادية؟
- ويقول أبوها مرددا كلام أمها ( التي هي زوجته) حرفيا : طبعا بنتنا ( غالية عندنا ) .. ربيناها على ( الغالي )
- ونكتشف أن ( الغالي) هو ماركة حليب جاف. تم إغلاق مصنعه وسجن صاحبه لاستخدامه الحجر الجيري في صناعة الحليب .
- ويقال لمن يفكر في خطبة فتاة ما : ( ثقل جيبك) وتعال. وليس المقصود طبعا أن يملأ جيبه بالحجارة ... وألا أستطعت أنا الزواج بأربعة دفعة واحدة بما أجمعه من ( زلط وطوب) ..
- ويا حبذا لو كانت فتاة رقيقة ( ناعمة ) تطلب من خطيبها أن يقدم لها مهرا من أكياس الرمل من شواطئ الآزور.
- ولو كانت سمينة ممتلئة وضخمة الجثة ... فيقدم لها طنين من الأسمنت مع طن من حديد التسليح إن كان العريس مقاولا .
- وسيكون للحجارة هنا أهمية قصوى في الحالتين , وأقصد هنا الزواج والطلاق ... ففي الحالة الثانية سيكون هناك سلاح متوافر لزوم المعركة المنتظرة بين العائلتين.
- وكثير من الآباء في بعض البلدان يعتبر زواج ابنته مسألة استثمار, فمنه سيحصل على مهر ضخم يبدأ به حياته بمشروع استثماري كبير !!!! والمشكلة هنا أن لم ينجب الأب سوى ذكور ... !!
- ويقول أبو البنت للخاطب : يا بني ( إحنا بنشتري راجل ) لاحظ نشتري . كمن يشتري عجلا. أو حمارا صبورا .
- وبعد سنوات من الزواج الهادئ إلا من بعض المعارك البسيطة التي تتضح نتائجها على وجه صاحبنا المسكين , تغضب منه زوجته وتترك له البيت وهو ( موحول) في 5 عيال وكوم غسيل , يهمس لزملائه في العمل وهو يبكي بصوت مكتوم : أنا ( دافع فيها دم قلبي )
- وعندما تفشل قصة حب بين حبيبين يغني أحدهما أو كلاهما مع عبد الحليم حافظ
: ( بيع حبك بيع ودك شوف الشاري مين ؟) لاحظ ( بيع وشاري ) هات وخد . سوق !!!!
وحليم هنا يتحدى حبيبه أن أحدا لن يشتري منه حبه إن هو نزل به للسوق ... وذلك لانتهاء
Expiry date - تاريخ صلاحيتة - مما سيضطره إلى إتباع أساليب بعض شركت المواد الغذائية وهو لصق تاريخ مزور فوق العلب والباكيتات. ( كالباروكة مثلا ... والمكياج الكثيف .. والأنف المستعار)
- وعندما يقال له أرجع لها وحاول أن تعيد المياه لمجاريها والمسامح كريم : يرد :
أنا قلبي (مش رخيص) .... لاحظ ( تسعيرة) !!!! ... قلب ( برنت أ م عربي خفيف ) ؟
( ولم يسلم من التأثير التجاري في الحب كاتب المقال نفسه إذ كتب قصيدة بعنوان ( قلب للبيع)
( دعاية ) !!!!!

.. الحب بالوزن ....أو الكمية ...

ثم ننتقل إلى ما هو أغلى وأكثر وزنا .. الحب بالوزن ....أو الكمية ...

ويتضح ذلك في كثير من أغاني الحب والهيام : وهذه الكلمات وردت في أغنية لفريد الأطرش :
( أتقل أتقل ع اللي بيتقل ولا تسألش عليه) ...
وقد يثقل الحبيب وذلك من جراء أكل الوجبات السريعة والمحشي والمخللات والحلويات حتى يصبح وزنه طنا فيكبس على أنفاس حبيبه !!!
وتقول سعاد حسني : (يا واد يا تقيل ) ... هل كانت تحاول رفعه مثلا فلم تقدر ؟ ولم أعلم عن سعاد ( يرحمها الله) أنها كانت تعمل شيالة في محطة مصر.
وتتساءل صباح مندهشة : ( ولحد أمتا التقل ده ؟) إذ يستمر حبيبها في تناوله اللحوم والشحوم ضاربا بنصيحة الأطباء عرض الحائط ... حتى ينفجر .. وهنا تجد صباح إجابة وافية على تساؤلها ...
وتردد المطرية ( نجاة الصغيرة) متسائلة تطمئن على ( وزن وكمية) حبه لها : ( بتحبني قد إيه ؟ ) ...
وهنا عليه أن يسارع إلى أقرب بقالة كي يتم وزن الحب هناك ويحضر لها فاتورة أو شهادة تثبت ذلك , موقعة من ثلاثة عشاق استقر بهم المقام الكريم بمستشفى الأمراض العقلية.
- ويقال في الأمثال يغلبك بالمال وتغلبيه بالعيال) يا خفي الألطاف نجنا مما نخااااف ..
-
- ...حرب ؟ يكافح هو للحصول على أقصي قدر من المال وهي تمارس كثرة الإنجاب كسلاح لربط الكائن البشري المسكين الذي هو الرجل لضمان عدم فراره إلى امرأة أخرى.
- هكذا هو الحب متأثر بأسعار السوق وتقلبات البورصة ولن أندهش إذا تم نشر أسعار المهور في بورصة الأوراق المالية .... فقد نسمع يوما ما خبرا في النشرة الاقتصادية مؤداه :
- ( أغلق التعامل اليوم ببورصة المهور على ارتفاع كبير ... حيث حقق سهم الجامعيات الجميلات اليوم ارتفاعا بثلاثين نقطة. )
هكذا تتوالى الألفاظ من قاموس البيع والشراء واقتصاديات السوق في عملية الحب والمشاعر والزواج أليس ذلك غريبا!!!؟ ونخلط بين الحب والتجارة دون أ ندري أو أننا ندري أو لعلنا مدفوعين بفطرتنا.
لا أدري.
لا أدري لماذا أتخيل عاشقا ، وحبيبه يسحبه إلى السوق , ولا يدري ما هو فاعل به
كلما سمعت المطرب عادل مأمون ( يرحمه الله) وهو يغني لحبيبته في فيلم ( ألمظ وعبدو الحامولي ) :
( ياللي سامعني قول يا نور عيني ... أنت بايعني وألا شاريني ؟ )

منقول

مقاله ساخره جميله جداً
وان كان تم التلاعب فيها بالالفاظ علي طريقة
كلمة حق اريد بها باطل
شكراً بشمهندس الحبار علي هذه المقاله الساخره
حبيبى أنت برميل. 2696

يعنى مثلا بدل ما اقول اتجوزت راجل من ذهب اقول اتجوزت زفت دا كدا خربان بيوت على طول