الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
| موضوع: كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد «الملط»! الجمعة 30 يناير - 3:32 | |
| كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد «الملط»!
بقلم مجدى الجلاد
حل علينا عيد «الملط» السنوى أمس الأول دون أن يكترث أحد.. الأعياد تفقد معناها إذا لم تترك بصمة فى النفوس.. وعيد «الملط» يوم واحد.. يقام له سرادق كبير تحت قبة مجلس الشعب.. يأتى صاحبه على صهوة جواد يفيض فحولة وهو يشق صفوفه وسط المريدين من النواب.. يهبط الرجل فى خُيَلاء، ثم يقف على المنصة شاهراً سيفه الذى يظل فى غمده طوال العام.. يعلو صوته مثل فرسان العصر المملوكى.. يقول ما قاله مالك فى الخمر.. ثم يوجه طعنة غائرة إلى قلب الحكومة، وسط تصفيق حار، وإغماءات، وصرخات من فرط «الشفافية».. يعود «الملط» إلى صهوة جواده، وينصرف على وعد بطعنة أخرى فى العام المقبل.. ثم ينفض العيد بعد أن يتبادل الجميع التهانى والتبريكات.
جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، يحمل قنينة يلفها حول «وسطه» إلى جوار «السيف».. القنينة بها مخدر خطير، ولكنه لم يدرج بعد فى «جدول المخدرات الممنوعة».. فى عيده السنوى يحقن «الملط» ٨٠ مليون مصرى بجرعة تكفيهم عاماً كاملاً.. «الحكومة بنت ستين فى سبعين».. حكومة متسيبة، فاسدة، تهدر المال العام، وترتكب جريمة سياسية كل صباح.. أنتم أيها المواطنون الغلابة مطحونون، وتدفعون الثمن كل مساء.. الفساد يعم البر والبحر والجو.. وكله بالأرقام والمستندات والتقارير الرسمية.. و«على عينك يا تاجر»!!
أنا من هواة التاريخ، أحتفظ بالأوراق، ولا أنسى أى «عيد» مهما كان تافهاً.. عدت إلى أوراق الأعياد «الملطية» السابقة.. لم يكن صعباً أن أكتشف أن احتفالنا بعيد «الملط» لا يتغير فيه شىء.. الرجل يقول الكلام نفسه فى كل عام.. يصفق نواب «الشعب»، وكأن الفساد والجرائم وإهدار المال العام تحدث فى دولة «فاسكونيا الشعبية الحلزونية الحرة»، وفى اليوم التالى تخفى صحف الحكومة كلام «الملط» فى ركن سحيق بعد طلائه بلون أبيض ورشه بـ«جوز الهند والزبيب»، بينما تهلل له الصحف الخاصة والحزبية، باعتباره إعلان وفاة رسميًا للحكومة.
والواقع أن «عيد الملط» يحل ويرحل مثل «شم النسيم وأكل الفسيخ»، فلا بقيت رائحة الورد فى الأنوف، لأن «القبح» يسود كل شىء، ولا تسممت الأمعاء، لأن «الليمون» يكسب فى مواجهة البكتيريا.. أنوفنا اعتادت رائحة «التصريحات الملطية النارية»، وسئمت هجومه المجانى على السلطة، والحكومة «جلدها تخين» اعتادت أن «تعصر على تصريحاته طن ليمون»، حتى يمر «العيد» دون خسائر، مادام فى «القنينة» المزيد من المخدر العبقرى.
أمس الأول كان العيد السنوى.. والفارس الهمام جلس فى البرلمان بجوار أحمد عز، أمين التنظيم فى الحزب الوطنى.. ولأن لديه فائضاً من «المخدر» اتهم الحكومة فى شرفها وعِرْضها وطولها، بالبلدى «نفّض الحكومة الذكية».. ولو كان فى مصر بلد لحدث شىء من ثلاثة: أن تدافع الحكومة عن «الشرف الرفيع» وتقدم استقالتها.. أو أن يصدر قرار بإقالة الحكومة، لأنها أفسدت وتسيّبت، وأهدرت المال العام، وارتكبت جرائم سياسية، ثم تقديمها للمحاكمة العاجلة.. أو أن يحزم الـ٨٠ مليون مصرى أمتعتهم، ويهاجروا إلى أرض لا يوجد بها «جودت الملط»!!
ولأننا نعيش فى «مصر» لم يحدث شىء من الثلاثة.. وستظل الحكومة على حالها.. وسيأتى إلينا «الملط» كل عام بسيفه و«مخدّره».. سوف يصرخ ويتهم حتى نستريح.. وسيواصل النظام الحاكم صمته، لأن الحكومة تعيش بين أصابعه.. وسأظل أنا وأنت نحتفل بعيد «الملط» بذات الطريقة: البلد بلدهم حتى لو خربت.. ولكن شيئاً واحداً سوف يتغير.. فالبلد سوف يخرب على رؤوسنا جميعاً.. وساعتها سيقف جودت الملط فى ميدان التحرير ويقول: «مش قلتلكم.. إبقوا قابلونى لو نفعتم»!!
| |
|