eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
| موضوع: نظام الحكم «المنتخب» في تركيا عبَّر عن آلاف المتضامنين مع غزة والنظام «المنتخب» .. في مصر عبَّر عن «وجهة نظر الرئيس».. فروق في الانتخابات! السبت 31 يناير - 4:24 | |
| نظام الحكم «المنتخب» في تركيا عبَّر عن آلاف المتضامنين مع غزة والنظام «المنتخب»
في مصر عبَّر عن «وجهة نظر الرئيس».. فروق في الانتخابات!
بهيِ الدين حسن: الأزمة كشفت عن أن الديمقراطية أصبحت قضية مصيرية بالنسبة لمصر لأن ضعف موقفها وتذبذبه ارتبط بغياب الحريات
أصبح بدهياً جداً أن الديمقراطية هي أقصر الطرق لتقدم المجتمعات، وأن الحاكم الذي لا يستمد شرعيته من الشعب الذي هو مصدر السلطة ضعيف ومنبوذ في عالم لا يعترف إلا بالأوطان التي تحترم الحرية وحقوق الإنسان وتداول السلطة.
ومع هذا ظهر من يؤكد أن نظام الحكم المصري أصبح يتجه نحو الديمقراطية وأصبح يعتمد علي الرأي العام في تحديد أي مواقف يجب أن يتبناها.
و جاءت أحداث غزة لتكشف كذب عن هذه الإدعاءات تماما ولتكشف واقع الديمقراطية الحقيقي في مصر ومساحة القمع الذي يمارسه النظام المصري علي معارضيه ولتكشف عن أن نظام الحكم الذي يستمد شرعيته من الشعب الذي ينتخبه يصبح أكثر قوة وقدرة علي التعامل مع الأزمات التي تفاجئه وتزلزل أركانه.
و لعل تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال الأزمة عندما أكد أنه يجب احترام مشروع المقاومة الذي اختارته حركة حماس « لأنها حكومة منتخبة » واختارها الشعب علي هذا البرنامج تكون درسا لقدرة نظام الحكم علي احترام خيارات شعبه الذي انتخبه بحرية.
أما نظام الحكم المصري فقد كان أداؤه في أزمة غزة مثالا لنظام الحكم المستبد الذي يتحرك وفقا لما يراه الرئيس فقط وبصرف النظر عن مساحة الغضب التي تظهر في الشارع أو مطالب الناس من نظام الحكم.
النظام ظهر في أزمة غزة واضحا في طريقة تعامله مع القضايا الكبري فليس هناك أي حساب لوجهة نظر الشعب المصري ولا مطالبه، فبينما كان الشعب يطالب بفتح المعابر - لا سيما معبر رفح - كان الرئيس مبارك يرفض ذلك متحدثا عما يسمي اتفاق المعابر. وبينما كانت المظاهرات تهتف بطرد السفير الإسرائيلي من مصر كان نظام الحكم «الديمقراطي » يتحدث عن اتصالات مع الجانب الإسرائيلي « لخدمة القضية الفلسطينية» وبينما كان الشعب المصري يتظاهر تضامنا مع المحاصرين في غزة كان نظام الحكم يقمع هذه التظاهرات ويمنع خروجها إلي الشوارع ويحاصرها بالآلاف من جنود الأمن المركزي ويعتقل العديد من المشاركين فيها.
و بينما كانت الحرب مشتعلة والمصريون يطالبون بموقف رسمي عربي كان النظام المصري يرفض عقد قمة عربية ويسعي إلي إفشال القمة التي دعت إليها قطر تحت زعم «الإعداد الجيد لأي قمة»
هذا هو الفارق بين نظام الحكم في تركيا والذي كان أداؤه مفاجئا للجميع بداية من تحركاته الواعية ونهاية بلهجة الخطاب السياسية الحادة وبين النظام المصري بارتباكه وضعفه.
فالأول تحدث بشكل واضح أنه نظام منتخب ولابد أن تكون لغة الخطاب معبرة عن الآلاف الذين يتظاهرون في شوارع تركيا كل يوم « بلا قمع ولا حصار » هذه هي الديمقراطية التي منحت تركيا القدرة علي التحرر من أي ضغوط وإعلانها الصريح أن الحكم يعبر بشكل واضح عن شعب انتخبه واختاره حتي يمثل رغباته وطموحاته وتطلعاته، بينما النظام المصري كان حريصا أن يظهر بالشكل الذي لا يغضب الولايات المتحدة الأمريكية وتل أبيب بصرف النظر عن مساحة الغضب والاحتقان بداخل صدور المصريين الذين لم يكتف النظام بتجاهلهم فحسب وإنما دأب علي قمعهم ومحاصرتهم واعتقال بعضهم كلما عارضوا أوحتي خرجوا في مظاهرات ضد الحرب.
إذاً خلاصة ما كشفته أزمة غزة أن الديمقراطية أصبحت أيضا هي التي تعطي لأي نظام سياسي القدرة علي تلبية طموحات شعبه من جانب ومواجهة أي ضغوط خارجية من جانب آخر، فقد أصبحت الديمقراطية وبحق هي طوق النجاة للهروب من أي ضغوط قد تقيد النظام السياسي وحركته وأصبحت أيضا المبرر المقنع لكل الأطراف في اتخاذ موقف بعينه وفي رفض موقف آخر.
كان المشهد المصري الذي كشفته أزمة غزة واضحا بالمقارنة مع تركيا، وأظهرت الفارق بين نظام يحترم رغبات شعبه ويعمل من أجلها ونظام آخر يتجاهل هذه الرغبات ولا يتعامل معها بما يكفي من الاهتمام، بل الاحترام أيضا.جاءت غزة لتكشف عن قدرة نظام الحكم الديمقراطي علي الحركة بحرية دون ضغوط، وخيبة النظام الذي لا يتخذ من موقف شعبه داعما رئيسيا وافتقاره للخيال والحركة والرفض.
إذاً فقد أصبحت هذه الديمقراطية عاملا مهما من عوامل الحكم علي أي دولة وعلي مواقفها بل وعلي تقدمها أيضا كما يري بهي الدين حسن مدير ـ مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ـ مضيفاً أن الضعف المصري والعربي في أحداث غزة الأخيرة يرتبط بلا شك بغياب الديمقراطية بشكل رئيسي، ويؤكد أن الديمقراطية أصبحت أحد العوامل التي تحمي نظام الحكم، بل إنها أصبحت أحد أهم مصادر القوة في أي مجتمع مثل التنمية والصحة والتعليم، ويضرب بهي الدين حسن المثل بالهند التي هي إحدي القوي الاقتصادية الصاعدة بقوة، وهي أيضا أقدم ديمقراطية في آسيا، بل هي أهم قوة صاعدة في العالم الثالث كله، مشيراً إلي أن أزمة غزة كشفت أيضاً عن أن الديمقراطية أصبحت وبحق قضية مصيرية بالنسبة لمصر وأصبحت مؤشراً للقوة وحماية لأي نظام حاكم.
| |
|