ENG_GODZELA مشرف مرشح لمنصب مشرف عام
عدد المساهمات : 3368 تاريخ التسجيل : 25/07/2007 العمر : 39 الموقع : كلية الهندسة _قسم الهندسة المدنية رقم العضوية : 31 Upload Photos :
| موضوع: اليسار الحائر الإثنين 2 فبراير - 21:46 | |
| اليسار الحائر أدى خطاب جزء من اليسار المصري حول الموقف من العدوان على غزة إلى حالة من الاختلاف بين فصائله وحيرة لدى الغالبية من أنصاره الممزقين بين مشاعر العداء للصهيونية وجرائمها وبين ذلك الخطاب الذي يتحدث بلغة ناعمة مدينا المقاومة. ويمكننا أن نلخص الملامح الأساسية لهذا الخطاب فيما يلي: أولها: تقديم أولوية الخلاف مع اليمين الديني العربي عن العداء التاريخي والمستمر للصهيونية، وهي السمة الأساسية لهذا الخطاب، عبرت عن نفسها دوما ضمنا وإن لم تصرح به. الثاني: عمومية التحليل والتوصيف، فالهجوم على الإخوان وحماس وحزب الله لا يقدم رؤى تحليلية تستند إلى المفاهيم النظرية اليسارية في التحليل الطبقي للمكون الاجتماعي لهذه القوى الواسعة، والتي تنقسم على أرضية هذا التحليل إلى قوى اجتماعية متناقضة الأصول الطبقية، ويكتفي بإدانة خطابهم الأصولي. الثالث: استخدام مفردات وصور لغوية مثل (الشعبوية، القومجية) لتفسير اضمحلال دور اليسار وفقدانه جماهيريته والشعبية الكبيرة التي يجدها زعيم مثل نصر الله مثلا. الرابع: التناقض الواضح والصارخ ما بين تصدي بعض منظمات المجتمع المدني التي يديرها أفراد ينتمون إلى التيار اليساري لحالات الاضطهاد الديني أو الجنسي أو العرقي، وإثارتهم للضجة العالية لحالات الاعتداء على الحقوق المدنية للحالات المذكورة، وبين التجاهل الواضح لمأساة غزة. الخامس: قصر الرؤية على الحدث الراهن الآني دون النظر في الأصول التاريخية للصراع العربي الإسرائيلي أو الدوافع الإنسانية والنفسية المسببة لقيام فتاة في ربيع العمر مثلا بتفجير نفسها، أو إطلاق صاروخ، مما أدى لإكساب الخطاب اليساري المصري طبيعة ليبرالية أحادية مشابهة للرؤية الأخلاقية البرجوازية للخطاب الغربي. السادس: الانتقائية في البحث عن الطرز النضالية، فعلى مثال جيفارا يكون مقاتلي الحرية، وعلى مثال نصرالله يكون أصحاب التبعية لإيران، ونفي بالتالي أية سمة أو قيمة نضالية عن بطولات الشعبين اللبناني والفلسطيني. السابع: الانتقائية في تصيد الأحداث وتجسيمها للدلالة على ما يؤيد هذا الخطاب. الثامن: اعتبار الدعم الإيراني والسوري لحزب الله أو حماس تبعية وتنفيذ للأجندة الإيرانية السورية، بينما لا يشار إلى التمويل والتدريب والدعم العسكري الإسرائيلي المباشر مثلا للكتائب اللبنانية ولجعجع وجنبلاط أو لقوات محمد دحلان، واستخدام صيغة التآمر لتفسير العلاقة بين القوى المساندة للقضية العربية وقوى ميدان المعركة. التاسع: تجاهل تشابه الخطاب اليساري المعادي للمقاومة في الأوجه التي بينتها إلى حد التطابق أحيانا مع الخطاب الإسرائيلي والأمريكي والعربي الرسمي المعادي للمقاومة، إلى درجة استخدامه نفس المفردات والتوصيفات التي تستخدمها مجلة مثل روز اليوسف مثلا. في المقال التالي سأبين كيف أدى هذا الخطاب إلى تكريس وزيادة قوة التيار السلفي، وكيف سيؤدي إلى وضع اليسار في صف المدافعين عن النظام الحاكم وعلاقاته المشبوهة مع إسرائيل.
| |
|