عزف الجراح
يا أذرعَ الأيامِ بالله ألطفي
و لئن قضيت اليوم أمرا خففي
ماعاد للقلب المُعنّى طاقة
لجميل صبرٍ و احتمال تلهفِ
يكفيه من صرف النوى ما ذاقه
لا تنكاي كلَّ الجراح لتعزفي
أنشودة اليأس المدمر تارة
أو تارة لحن البريق المترفِ
و إلى متى يا قلب تجري لاهثاً
في إثر طيف للنعيم مزيفِ
كم غررت فيك المنى و تراقصت
أحلامك الجوفاء في ثوب الوفي
فبنيت بالوهم المرجّى جنة
أجريت فيها كوثر لم ترشفِ
و ظننت أنك في الخلود محلقاً
فرجعت في دنيا فناء متلفِ
حسبي و حسبك ما لقينا من أذى
مما صدعت به أعرض واكتفِ
و يا إلهي يا عليما ما بدا
من حالِ عبدٍ منهك أو ما خفي
باللطف عاملني و هَبْ لي مخرجاً
من ضيق أحوال وهمٍّ مسرفِ
أنت العظيم فهل لغيرك أشتكي
يأسا و ضعفا في الزمان المجحفِ
و ذبول آمال و قلة حيلة
و سعير أنفاس بصدر مدنفِ