دراستان أجريتا حديثا في بريطانيا إن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من كابلات ومحولات الكهرباء يتعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بمرض السرطان بإحدى عشرة مرة
إحدى هاتين الدراستين قامت بها جامعة بريستول البريطانية. وتضمنت ألفي تجربة أجرتها على أُسر تعيش بالقرب من المحولات الكهربائية
وتركز الدراسة على الأطفال مؤكدة أن سكنهم بالقرب من المحولات والكابلات الكهربائية يعرضهم لخطر الإصابة بسرطان الدم، اللوكيميا
ويقول البروفيسور دنيس هنشو، المشرف على الدراسة، إن تلك النتائج تهم أكثر من خمسة وأربعين ألف مواطن بريطاني يعيشون بالقرب من محولات الكهرباء
ووجدت دراسة شاملة اخرى حول سرطان الأطفال، بإشراف البروفيسور ريتشارد دول، ستنشر قريبا في مجلة لانست الطبية، أدلة أقوى تثبت وجود علاقة بين المرض والكابلات الكهربائية
وقد ضع فريق ريتشارد دول ألواحا معدنية في حقل في مدينة بريستول وسجل كمية الجزيئات الكهرومغناطيسية المسببة للسرطان بعد انبعاثها من الكابلات الكهربائية والتصاقها بالألواح
وقد وجدت الدراسة أن كمية العناصر الضارة التي يسببها التلوث تزداد بثلاثة أضعاف في جلد الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من هذه الكابلات
شعار حملة أبحاث السرطان
وسجلت الدراستان زيادة في عدد الجزيئات الناقلة لملوثات السرطان في الهواء في محيط قدره حوالي خمسمئة متر عن كابلات الكهرباء
وتأتي أهمية الدراستين من أنهما أول دراستين شاملتين وتعتمدان على عينة كبيرة من الأشخاص
ورحب المحامي، مارتين داي، المتخصص في الدفاع عن قضايا البيئة بنتائج هاتين الدراستين، باعتبارهما يساهمان في معرفة أسباب السرطان
وتنادي المجموعات التي تعنى بشؤون البيئة بفرض حظر على السكن في مناطق تقرب خمسين مترا من الكابلات الكهربائية لتجنب التعرض للاشعاعات
وتعتبر الولايات المتحدة من الدول المتقدمة في هذا المجال حيث يمنع فيها بناء بيوت قرب الكابلات والمحولات الكهربائية
وبهذا الخصوص أكد الدكتور أكرم صفوت ألاخصائي في الأورام والعلاج بالأشعة في مستشفى ماونت فيرنون في لندن لهيئة الإذاعة البريطانية ضرورة وضع تشريعات خاصة بالموضوع، مضيفا أن الخطورة تكمن فقط في السكن لفترة طويلة تحت الكابلات مباشرة
ويرى الخبراء أن نتائج هاتين الدراستين تساعد على دحض بعض المواقف مثل موقف الإدارة البريطانية للحماية من الإشعاعات، وهي وكالة حكومية مسؤولة عن سلامة المواطن وحمايته من الإشعاع وما يدعى بالمحيط الكهرومغناطيسي
وتشكك الوكالة في وجود علاقة بين مرض السرطان والسكن بالقرب من الكابلات الكهربائية، كما يشكك خبراء يعملون في شركة الكهرباء من نتائج هذه الدراسات
والله من وراء القصد
اخيكم مهندس / محمد زيدان