صبيحة يوم الحميس .. 25 أغسطس عام 2109
العالم كله ينتظرهذه اللحظة العظيمة..
يالها من فرحة لو تحقق المطلوب..
بل وساعتها سيثبت العلماء للناس أنهم امتلكوا الدنيا بما فيها..
هذا هو ما دار على ألسنة الكثيرين فى أحد المختبرات السرية
التى تعنى بالأبحاث العلمية المتطورة الخاصة بنكنولوجيا التجميد..
وبداية القصة فى سنة 2009 ..قبل هذه اللحظة بـ100 عام
عندما قرر تلاثة من العلماء(مصرى-وصينى-وأمريكى) ان يبدأوا
فى أبحاثهم وتجاربهم لكى يستطيعوا أن يحافظوا على حياة
الإنسان بعد تجميده فى أماكن خاصة ومعدة لذلك..
وبالفعل ..
ولخطورة ما هم مقدمون عليه لم يطلبوا من أية دولة ولا اى
شخص تمويل مشروعهم وأبحاثهم .. بل قاموا هم بتغطية جميع
التكاليف..فى السر حتى لا تتعرض محاولتهم للإحباط..
كانوا يحلمون بان يستطبع الإنسان تجميد حياته ويخرج بعد مدة
معينة ليجد نفسه مازال فى المرحلة العمرية التى تجمد عندها
وساعتها يكون شاهدا على العصر الذى ينتمى إليه..
يروى أحداثه ويستطيع الاستفادة منها كى يوجه أمته ووطنه نحو
الأفضل ..
وبعد أن توصلوا إلى النتائج النظرية كان ينقصهم أن يخرجوا
بأبحاثهم إلى حيز التجربة..
وساعتها قد فشلوا تماما فى استقدام متطوعين عن طريق
المكاتبات السرية ليقوموا بتجميدهم..
وأخذ كل منهم يريد الزج بصاحبه ليتطوع كى يستطيعوا مشاهدة
النتيجة..
لكن ما أنتذكروا وأدركوا ان الذى يتابع البحث لن يمكنه البقاء لمدة
100
عام على قيد الحياة ..فقرروا خوض التجربة بأنفسهم ..حدمة
للعلم وحتى يمكنهم جميعا حضور تلك اللحظة الغالية التى يعترف
لهم العالم فيها بالفضل..
ولكى يكون كل منهم شاهدا على اعصرهم الذى تركوه ..
وهاهى اللحظة المرتقبة قد جاءت..
وبدأ الجليد يذوب داخل ذلك المختبر القديم عن ثلاثة اجساد..
اجساد العلماء الثلاثة..
وبمجرد ان خرجوا الى الدنيا أخذتهم نشوة النصر وكل منهم ينظر
إلى ساعته المتقدمة
(هذا على حسب العصر الذى أتوا منه)
ليعلموا انهم خرجوا بعد 100 عام ..
هرع الثلاثة إلى هذا الراديو الموجود على إحدى المناضد ليعرفوا
أحوال العالم.. ولم يكونوا يمتلكون وسيلة احدث من هذه لمعرفة
جديد الأخبار..
ولما تنازع الثلاثة على تقليب المحطات..صرخ فيهم الأمريكى
أنا الذى سيفتح الراديو أولا على محطة نيويورك -
أنا أنتمى لدولة عظمى..
واستسلم الآخران لرغبته بعد أن تحركت فى نفسيهما هواجس
الشك فى نوايا هذا الأمريكى الذى لم يكن أفضل منهما بحثا ولا
اغزر علما..
وبمجرد ان فتح الأمريكى المحطة الإذاعية..
كانت تنظرهم المفاجأة ..
الشديدة
رباه... ما الذى يحدث؟
!!
أتاهم صوت مذيع عربى بلهجة سودانية خالصة.. ليشق الصمت
قائلا..
سيداتى سادتى
..
هنا اذاعة السودان الكبرى .. نيويورك سابجاً
كان هذا معناه أن السودان احتلت أمريكا خلال الـ100 عام الماضية
..
وضيقت على الأمريكيين حتى فى وسائل الإعلام
ولم يسنطع الأمريكى تحمل الصدمة .. فمات لوقته..
لم يكد يقع على الأرض حتى بدأ الصينى والمصرى سباقهما نحو
الراديو..
وسبق الصينى بقوله للمصرى..
اسمع ياحبيبى انا من دولة نووية -
أنا الأول ..
وبالطبع لم يستطع المصرى ان ينبس ببنت شفة .. وهو يلعن أبا
الذى جعله فى هذا الموقف من الحكام العملاء الهلاهيل..
وكانت أيضا مفاجاة..
ما هذا الذى ينطلق من إذاعة بكين
..!!
انه صوت مذيع صينى يقول بلهجة صينية ..
ان الرئيس الصينى يشكر الصومال على ما قدمته للصين من
معونات هذا العام مما جعل الصين تدستطيع الصمو لفترة أطول
أمام حالة الفقر المدقع التى اصابتهاكانت ايضا مفاجأة صعبة
للصينى فلم يملك هو الآخر خيارا إلا ان يفقد وعيه بدوره
..
وعندها كان المصرى يحدث نفسه..قائلا..
يا سلاااااااااام -
تلاقى مصر دلوقتى هى الدولة العظمى .. وتلاقيها صاحبة نووى
وذرى وهيدروجينى كمان
لم يستطع منع نفسه من الوثوب الى اقرب مكان من المنضدة
لقلب موجة الراديوا على إذاعة جمهوية مصر العربية
ليُصعق بدوره هو الآخر.. عندما سمع صوت المذيع قائلا..
وهكذا يؤكد الشعب المصرى حبه وتأييده للسيد الرئيس
(....أبو جمال...)
نحن نؤيد ونبايع السيد الرئيس (...أبو جمال...) لفترة رئاسة جديدة
قادمة..
وتنطلق الأغنية المحفوظة على مر العصور والأجيال..
اخترناه .. اخترناه