ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ | وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ |
بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ | فيالَها صفقة ً فى الحبِّ ما ربِحَت |
قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ | فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ ؟ |
خوطيَّة ُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها | لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ |
خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها | بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ |
وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ | وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ |
يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدى ً | في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ |
كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ | والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ |
واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا | وحيرة َ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت |
لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً | بعُروة ِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ |
يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ | ويا غَزَالَة َ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ |
ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته | ومقلة ٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ |
حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاة ِ بنا | فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ |
أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوى ً وأسى ً | والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ |
ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ | مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ |
حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت | سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ |
حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ | همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ |
فبتُّ فى وصلِها فى نعمَة ٍ عَظُمَت | ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّة ٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ |
أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ | نَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ |
في رَوْضَة ٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ | أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ |
تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ، وَاتَّزَرَتْ | بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ |
ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً | لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ |
صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ، وَقَدْ | مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها، وَصَحَتْ |
وَلَيْلَة ٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ | كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ |
طَالَتْ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَة ٍ | إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ |
هيفاء ُ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ | رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ |
دارت علينا بها الكاساتُ مُترعة ً | بخمرة ٍ لو بدَت فى ظلمة ِ قدحتْ |
حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ | كَشُعْلَة ٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَة ٍ نَصَحَتْ |
رُوحٌ إِذَا سَلَكَتْ في هَامِدٍ نَبَضَتْ | عروقهُ ، أو دنتْ من صخرة ٍ رشحَتْ |
طارتْ بألبابنا سُكراً ، ولا عجَبٌ | وهى الكُميتُ إذا فى حلبَة ٍ جمَحَتْ |
حتَّى بدا الفجرُ مِن أطرافِ ظلمتِها | كغرة ٍ فى جوادٍ أدهمٍ وضحِتْ |
فيا لَها ليلة ً ما كانَ أَحسنَها | لو أنها لبِثَت حَولاً وما برِحَتْ |