أماني
التونسي شابة من أرض الكنانة (مصر) في العشرين من عمرها، توجهت للعمل
الإذاعي الإلكتروني رغم عملها كمصممة جرافيك، وعلى الرغم من نشأته في حمى
والدها الضابط في الجيش المصري إلا أنها اختارت مجال الإبداع والتنوع
الفكري والثقافي والاجتماعي. أماني
التونسي؛ رئيسة تحرير إذاعة (بنات وبس) التي تتخذ من الانترنت مجالاً
لبثها، ضربت بإذاعتها مثالاً نجاحاً في المجال الإذاعي الإلكتروني، فهي
تريدي – أي أماني – من إذاعتها (بنات وبس) أن تضع بصمتها في المجتمع لحل
المشكلات والقضايا التي تؤخرنا وتحبط أحلام الشباب المصري بشكل خاص
والعربي بشكل عام.
إذاعة
(بنات وبس) حققت في فترة بسيطة انتشاراً واسعاً في الأوساط الشبابية،
واستقطبت 200 ألف مستمع يومياً، ما يؤكد بأن متى ما منح الشباب الثقة في
المجال الإعلامي بمختلف أشكاله سينجح، وسيضع بصماته المفعمة بالإبداع
والتفوق، وعلى الرغم من أن اسم الإذاعة يوحي لفئة الفتيات إلا أنها نفت
توجه الإذاعة لفئة الفتيات دون الشباب.
* بدايةً، ما سبب تسمية الإذاعة باسم (بنات وبس)؟ وما سبب إنشاءها؟
سبب
إطلاق الإذاعة بهذه التسمية، أن الفتاة هي المسؤولة في المستقبل عن تربية
جيل جديد، لأنها مسؤولة أيضاً عن اختيار الزوج، وتربية جيل جديد بفكرها
الخاص وتؤثر عليه بالسلب أو بالإيجاب، فكان من الواجب على المجتمع أن يهتم
بالفتيات اهتماماً كبيراً.
ومن
هذا المنطلق قررت عمل شيء إيجابي بهذه الإذاعة، ومسماها بالطبع ليس ضد
الرجال أو الأولاد أو يمس بالانعزالية بأي شكل من الأشكال، فالرجل يساعدنا
في الإذاعة، وهناك أيضا برنامج لمدة يوم في إذاعة (بنات وبس) باسم (طاب
ولاد وبس) ووجدت أنه لابد أن يتغير فكر الأولاد والرجال من خلالنا، لكن
الرجل لا يتقبل كلام المرأة في النصح ويحب أن يسمع من شخص مثله لكي يكون
صادق وواقعي، لأن عالم الرجال يختلف كثيرا عن عالم النساء، وهذا دليل قوى
أننا لسنا ضد الرجال أو منعزلين عنهم.
نواكب التطور
* ولماذا الإذاعة على الانترنت؟
اتخذت
الإذاعة الانترنت مجالاً لبثها، لكي يسمعها العالم، فلدينا 200 ألف مستمع
يومياً من جميع بلاد العالم، من الجاليات العربية التي تفضلنا، وتجعلنا
صفحتها الرئيسية، حيث أنهم لا يشعرون أنهم غرباء عن بلادهم ونحن معهم.
* هل ضيق الفرص المتاحة للشباب والشابات في الإذاعات المحلية التقليدية على موجات (FM) كان سبباً للتوجه للإنترنت؟
أنا
فكرت في بداية الأمر بالانترنت قبل أن أفكر في أي وسيلة إعلامية تقليدية
أخرى، لأننا نتقدم بالعصر ولابد أن نواكب اللحظة الراهنة، لكن صعوبة
تحصلنا على تردد على موجات (FM) لا يعنيني كثيراً، فالحمد لله نحن يسمعنا العالم كله.
توجه نحن الشباب
* كيف تقيمي تجربة الإذاعة الإلكترونية منذ إنشاء إذاعة بنات وبس؟
بكل اختصار؛ تجربة ناجحة.
* يتضح من خلال استماعي لبرامج الإذاعة بأنها شبابية 100%، هل شريحة الشباب تحتاج إلى إعلام مخصص لقضاياها ومشاكلها؟
طبعا
لأن الشباب من الممكن أن ينجح مجتمع أو يدمر مجتمع، فبداخل الشباب طاقة
رهيبة لابد أن تستغل بالشكل الذي يفيد للمجتمع ولكل من حوله.
* هناك من يقول بأن توجه الإعلام لشريحة الشباب هو وسيلة لجذب المعلن والإعلانات؟
رأي صحيح جدا، لكن لن يعلن أي معلن في أي وسيلة إعلامية إلا أن تكون هذه الوسيلة الإعلامية ناجحة.
لا رقيب في مصر على الإذاعة
* ما المشاكل التي تواجهها الإذاعات الإلكترونية؟
من المشاكل التي واجهناها في مصر خلال الفترة الأخير انقطاع الانترنت لمدة 3 أيام؛ لكن ليست مشكلة دورية.
* هل الرقيب لا يستطيع تضييق مساحة الحرية على الإعلام الإلكتروني؟
لا
يوجد رقابة على الإذاعة الإلكترونية في مصر، نحن نتمتع بحرية في الإعلام،
ونقول ما نريد ورقابتنا ذاتية من قبل أنفسنا. فالإذاعة تحمل اسم وجنسية
عربية لهذا لابد أن تكون على المستوى المطلوب.
* ما وضع إذاعة بنات وبس في مصر خاصة والعالم العربي عامةً؟
إذاعة
بنات وبس أقوى إذاعة على الانترنت بالمقارنة بأي إذاعة أخرى، لأننا نتحدث
بدون أن نكون مثاليين وحالمين نحتك بالواقع بمواضيعنا بروح الشباب وإلى
الشباب. كما هي أول إذاعة للبنات فقط في الوطن العربي لله الحمد وقد نجحنا
في الانتشار إلى أبعد حد يسمعنا في العالم كله حوالي 200 ألف مستمع على
مدار اليوم. كما لدينا 3 مليون مشترك في الإذاعة وهذا إن دل فإنه يدل على
قوة شعبية الإذاعة.
* هل ستبقى بنات وبس إذاعة إلكترونية فقط؟ أم سيكون هناك تحول إلى وسيلة إعلامية أخرى؟
بالفعل
بدأت ترجمة هذا العمل الناجح إلى دار نشر (بنات وبس) تحت شعار (ليس
للإبداع حدود)، حيث تهتم بالكتب التي تهتم بما تناشده فكرة الإذاعة، وهي
ليست قاصرة على كتب للفتيات فقط بل للمجتمع بأكمله حيث أنها جزء لا يتجزأ
منه.