منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان

منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 بكرة أحلى من النهارده !!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الحبار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
الحبار


عدد المساهمات : 12635
تاريخ التسجيل : 02/05/2007
العمر : 38
الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية
رقم العضوية : 3
Upload Photos : بكرة أحلى من النهارده  !! Upload
بكرة أحلى من النهارده  !! 30u3a1djpgcopy
أهم مواضيعى :

بكرة أحلى من النهارده  !! Empty
مُساهمةموضوع: بكرة أحلى من النهارده !!   بكرة أحلى من النهارده  !! I_icon_minitimeالجمعة 3 أبريل - 0:15

بكرة أحلى من النهارده !!



1- مافيش فايدة....

مصر فى حالة سيئة للغاية ... الاقتصاد ينهار .. الفساد سيطر على كل شئ ... الوساطة والمحسوبية هم اساس كل شئ ... الكفاءة لا تساوى شيئاً ... رءوس الأموال سيطرت على كل شئ .... الساسة انشغلوا بالثراء والسلطة والقوة والبناء ونسيوا الشعب وطلباته واحتياجاته ... الشباب ضائع ... بلا اهل ... بلا عمل ... بلا دخل ... بلا حاضر ... وبالطبع ... بلا مستقبل.

هذا ما يردده الجميع فى كل وقت وكل زمان وكل مكان، من اقصى البلاء إلى أقصاه، وما يؤمن به الكل (للأسف)..

الجميع فقدوا الأمل، وأصيبوا بالإحباط والاكتئاب واليأس، ويتصورون أن المستقبل، وفقا لهذه الظروف، مظلم بأس، ويقارنون أوضاعهم بعد انتشار الانترنت والسموات المفتوحة، بأوضاع أقرانهم فى أمريكا ودول أوروبا، وبعض دول آسيا، وحتى أفريقيا، فيصابون بالإحباط أكثر، ويرون أنهم قد خسروا سباق التطور، مما يسقطهم فى هاوية بائسة مظلمة، تدفعهم للتراخى فى أداء واجباتهم وبذل الجهد اللازم فى أعمالهم، وللسخط والشكوى طوال الوقت، والسعى المستمر للهجرة إلى بلدان أخرى، بما فيها (إسرائيل) نفسها، باعتبار أن مصيرنا هو الهاوية حتماً، فعليهم السعى إلى الفرار، قبل فوات الأوان...

وعلى الرغم من فيضان المعارضة الذى أتوقعه، فور قراءة السطر القادم، إلا أن كل ما تفكرون فيه ويحيطكم غير صحيح وأن بكرة على عكس ما تتصورون ، احلى كثيراً من النهاردة: وقبل أن تغضبوا، وتسخروا، وتعترضوا، دعونى أثبت وجهت نظرى أولاً، عبر هذه السلسلة فى المقالات....

أقول: إن بكرة أحلى من النهاردة، وتقولون: إنه أسود حالك، وتضربون المثل بمقارنتنا بالدول المتقدمة، وعلى راسها أمريكا بالطبع...

فليكن... دعونا نبدأ الحديث بالمقارنة

دعونا نقارن أنفسنا بأقوى دولة فى العالم حالياً.. بالولايات المتحدة الأمريكية نفسها ... أمريكا دولة متقدمة ، تمتلك القوة والعلم والسلاح الرادع والاقتصاد القوى والرهبة وهى بلد القانون والحرية والديمقراطية و....

دعونا نرى كيف أصبحت أمريكا على ما هى عليه... ولن تعود بالتاريخ طويلاً إلى الوراء سنعود إلى أقل من قرن واحد من الزمان .. إلى نهاية عشرينات القرن العشرين.... فى تلك الفترة كانت أمريكا هى مثال للفساد والرشوة وسيطرة رأس المال والعصابات... فيها نمت عصابات المافيا الشهيرة، بعد هجرتها من صقلية، وفى قلبها ظهر مجرمى العالم وأخطرهم... آل كابونى، ديلنجر ، بونى وكلايد، وغيرهم ومع وجود عصابات رهيبة كهذه، وصراعات شوارع عنيفة، للسيطرة على القانون والاقتصاد والتجارة، ومع الأزمة الاقتصادية العنيفة التى سادت أمريكا منذ عام 1929م، كان من الطبيعى ان ينتشر الفساد، على نحو لم يبلغه من قبل قط...

عصابات المافيا كانت تسيطر على كل شئ وأى شئ... على الشارع.. والتجارة.. والاقتصاد.. ورجال الشرطة.. والقضاة.. وحتى أعضاء مجلس الشيوخ والنواب..

باختصار كانت هى الحاكم الفعلى لأمريكا كلها... وعندما تسود العصابات وتسيطر، ينهار الكيان دفعة واحدة ويفقد كل مخلوق إحساسه بالأمان، فتسود نغمة وحشية كل شئ فى شراء الخبز، وحتى صدور القوانين..

العصابات ابتاعت نظام الشرطة كله تقريبا، وحولته إلى تابع لها إما سلبى أو ايجابى... فبعض رجال الشرطة كانوا يغضون البصر عما ترتكبه العصابات مما جرم متواصل، إما خوفا منها، أو ابتعادا عن المشكلات أو غضب من الأجور القليلة، التى تدفعها لهم الدولة، والتى لم تكن تساوى ، فى وجهة نظرهم، أن يخاطروا من اجلها..

أما البعض الأخر، فكان يعمل لحساب العصابات مباشرة، إما بمعاونتها فى جرائمها، او بإبلاغها عن حملات الشرطة، حتى نتفاداها وتفلت منها... وكلاهما كان بتقاضى من تلك العصابات أجرا عن هذا التعاون سلبياً كان ام إيجابياً...

القضاة أيضا يفلتوا أيضاً من هذه المنظومة .. عدد كبير منهم كان يصدر تصاريح حمل السلاح لرجال المافيا والعصابات حتى لمن ينوءون بسجل إجرامى حافل منهم أو من يُشك فى أن قاتل محترف..

وعدد أخر كان يعمل كمحام وليس قاضياً، لتبرئة رجال العصابات الذين يتم إلقاء القبض عليهم.... وعدد أكبر كان يشارك الشرطة الفاسدة، فى غض البصر عما يحدث، خشية انتقام العصابات ووحشيتها..

والعصابات كانت توزع جزءا كبيرا من دخلها على هذا الجيش من المتعاونين وذوى النفوذ... حتى أن ثلث سيناتورات مجلس الشيوخ والنواب، كانوا يتقاضون رواتب ثابتة من المافيا والعصابات الأخرى، حتى لا تصدر آية قوانين رادعة ضدهم... وهكذا فعليا وعمليا كان رجال العصابات هم الأكثر قوة فى الولايات المتحدة الأمريكية... كانوا أقوى من نظام الشرطة.. ومن القضاء.. ومن نواب الشعب... والسياسيين.. كانوا أقوى من القانون والعدالة نفسها..

أضف إلى كل هذا تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى كانت تمر بها أمريكا إلى الحد الذى ارتفعت فيه نسبة البطالة إلى أربعين فى المائة، وبلغت حوادث الانتحار للإفلاس أكثر من ستة آلاف حالة أسبوعياً، نصفها على الأقل من رجال أعمال أو تجار، فقدوا كل شئ مع الأزمة...

وضع بائس يائس يوحى بمستقبل مظلم ونهاية مأساوية وهلاك قادم... وضع يدفع الكل للفرار منه، كما يفر السليم من مرض رهيب، يذيب الجلد والعظام ويجفف الدماء فى العروق... الكل أمن بهذا.. وأيقنه.. وأصيب بالإحباط السلبى... و....

وفجأة وفى ظل هذا الظلام الدامس، ظهر شعاع ضئيل من الضوء .. شعاع أتى من رجل واحد.. موظف فى وزارة المالية ، يدعى إليوت نس...

ونس هذا كان رب أسرة بسيط وموظفا يحمل بحكم منصبه أحقية الضبطية القضائية أى أنه كان أشبه برجل شرطة، منه برجل حسابات...

ظهر نس، وقرر أن يكون إنسانا شريفاً، فى مجتمع نخر السوس عظامه حتى النخاع... قرر ان يقاوم ، وألا يرى المستقبل مظلما، كما يراه الباقون... وقرر تنفيذ القانون، رغم أنف الجميع..

تحدى العصابات.. ونساء الشرطة.. وتواطؤ القضاء.. وتعاون النواب... وبمعاونة مجموعة من الشرفاء أمثاله، بدأ الحرب، وبمنتهى العنف، قاومه الجميع.. رجال العصابات، ورجال الشرطة الفاسدون وبعض القضاه... الجميع أخبروه أنه يحارب طواحين الهواء، وانه أقل ضآلة من أن يحارب المجتمع كله، وأن النظام سيبتلعه حتماً... ولكنه لم يستمع إلى احد.. وواصل حربه...

وكانت مفاجأة لم يتصورها حتى أكثر المتفائلين فى زمنه... لقد نجح إليوت نس، وهزم العصابات، وألقى آل كابونى فى السجن، وسحق إمبراطوريته سحقاً، ونفذ القانون، وأرهب رجال العصابات الأخرى، وكسر شوكة الشرطة الفاسدين، ونفذ القانون، وأضاء مصباحاً كبيراً وسط القمة...

وكما فعل نس، سلك آخرون مسلكه، وضعين إياه كمثل أعلى، وجاءت الحرب العالمية دون إنذار مسبق، وأصبحت أمريكا هى مصنع السلاح الأكبر فى العالم، فعملت المصانع بكامل طاقتها، واحتاجت إلى الكثير من العمال والموظفين، فتلاشت البطالة، وانشغل الكل فى الإنتاج، ودخلت أمريكا الحرب، وأنهتها بقنبلتها الذرية، لتنتقل فى سنوات خمس، من دولة على شفا الانهيار يحكمها الفساد ويلوح لها الضياع، إلى دولة قوية يعمل لها العالم كله ألف حساب ولتزيح الإمبراطورية البريطانية وإمبراطورية فرنسا من الساحة وتصنع خريطة جديدة للعالم.

فمن كان يتوقع هذا فى عام 1938م فحسب، وقبل عام واحد من اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م)؟!....

من كان يتصور أو حتى يتخيل أن الظلام الدامس سيتحول بهذه السرعة إلى ضوء مبهر فى غضون سنوات خمس؟!...

من تخيل أن الفساد الرهيب سيتحول إلى ديمقراطية شديدة، فى زمن محدود للغاية؟!....

من؟!..

هذه هى عظمة المستقبل، وروعة قراءة ومعرفة التاريخ... عظمة المستقبل فى أنه يخبئ دوماً مالا تتوقعه... وروعة معرفة التاريخ، أنه يعلمك أنه ما من دوام، وان ظلام اليوم كان يكون مقدمة لبهاء الغد، فأشد اللحظات ظلمة فى الطبيعة هي التي تسبق ظهور الشمس، وما ترونه حولكم هو تلك الظلمة... الظلمة التى تسبق الشروق..

ومن يخاف الظلمة ، ويفر منها، ويصيبه الذعر من مواجهتها، لن يرى النور أبداً، أما من يواجهها بأمل، وينظر الشروق، فسيفوز بالضوء كله فى النهاية، وسيدرك أن بكرة أحلى حتما من النهاردة...

وللحديث بقية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asv-univ.editboard.com/index.htm
الحبار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
الحبار


عدد المساهمات : 12635
تاريخ التسجيل : 02/05/2007
العمر : 38
الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية
رقم العضوية : 3
Upload Photos : بكرة أحلى من النهارده  !! Upload
بكرة أحلى من النهارده  !! 30u3a1djpgcopy
أهم مواضيعى :

بكرة أحلى من النهارده  !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكرة أحلى من النهارده !!   بكرة أحلى من النهارده  !! I_icon_minitimeالجمعة 3 أبريل - 0:18

فى عام 1798، أدرك (نابليون بونابرت) أن مصر دولة مهمة بالنسبة لكل من يرغب فى السيطرة على الشرق، لما لها من موقع متوسِّط، يتيح له اتخاذها كقاعدة انطلاق، إلى كل من حولها، لذا فقد وضع عينه عليها، وجَّهز حملة كبيرة، وشد الرحال إلى الهدف..الى (مصر).

وعندما وصل إلى (مصر) بسفنه، وجدها بلداً تحكمه شلل من المماليك، تتنافس فيما بينها، ليس من أجل صالح البلاد، بل من أجل الهيمنة والسيطرة، فيجمع كل مملوك حوله شلة من المنتفعين، يجزل لهم العطايا والثنايا، ويغمرهم بعطفه ورعايته، ويتخذ منهم جيشاً يحميه من المماليك الآخرين ورجالهم، حتى يتاح له الاستيلاء على اكبر رقعة ممكنة من البلاد.

وحتى يضمن ولاء تلك الفئة من المنتفعين، ترك لهم الحبل على الغارب، يسرقون، وينهبون، ويفترون، ويتجبرون على عباد الله، الذين أنهكهم طبعاً بالضرائب، حتى يجد ما ينفقه على بذخه وأتباعه.

لذا فلم يكن هناك من يدين بالولاء لمملوك واحد.

وهذا ما وجده (نابليون)، عندما وصل إلى (مصر).

وجد بلداً ضعيفاً، هشاً، ضاع فى صراعاته الداخلية، ناسياً أنه قد يأتى من يباغته من الخارج، أو متصِّوراً أن هذا لن يحدث أبداً.

ولقد ذعر المماليك عندما واجهوا حملة (نابليون).

ذعروا لأنهم أضاعوا الوقت فى تنمية نفوذهم وكروشهم، ونسوا تنمية قوتهم والبلاد التى يعيشون ويتجبرون تحت ظلها، وذعروا أكثر لأن (نابليون) أتى إليهم بسلاح لم يسمعوا عنه من قبل.. المدافع.

كان أخر ما يعرفون أو سمعوا عنه هو البنادق، التى يتم حشوها فى الفوهة بالبرود، والتى تحتاج من الرامى الماهر إلى دقيقة على الأقل لإعادة تلقيمها وإطلاقها.

وهكذا، ومع غياب حب الشعب للمماليك، والفساد الذى تعيش فيه البلاد فى ظلهم، ربح (نابليون) معركته، ودخل (مصر)، ورفع علم (فرنسا) عليها، وهو علم للمفارقة المضحكة، كانوا يشيرون به إلى الحرية والإخاء والمساواة حينذاك.

حرية ومساواة وإخاء ... واحتلال.

المهم أن المماليك الغضنفرات هربوا أيامها كالأرانب إلى صعيد (مصر)، واختبأوا فيه، وتركوا الحبل على الغارب لـ(نابليون) وحملته، مما أتاح له السيطرة الكاملة على (مصر).

ولا نستطيع أن نقول إن حملة (نابليون) كانت سيئة مائة فى المائة، فالواقع أنه كانت لها الكثير من الجوانب الإيجابية، كما يدرس طلاب المرحلة الثانوية فى كتب التاريخ.

يكفى أنها خلصت البلاد (مؤقتاً) من الممالك، وأدخلت المدافع، والطباعة، ونظم تسجيل المواليد والوفيات، والأراضى والعقارات، والمحال والمنشآت، ومنحت كل شخص وثيقة ملكية، تمنحه حقاً قانونياً ثابتاً فيما يمتلك، ولا تسمح لأحد باستيلاء علبه فى سهولة.

والأهم أنها أعادت إلى المصريين روح الانتماء لوطنهم، وحمية الدفاع غن أراضيه، فشهدت مصر أيامها مقاومة رهيبة للمحتل الفرنسى، أرهقته، وقطعت أنفاسه، حتى لم يعد يتحمل البقاء.

أضف إلى هذا أن المشكلات راحت تحيط بـ(نابليون) نفسه فى (فرنسا)، مما اضطره للرحيل، تاركاً قيادة الحملة للجنرال (كليبر)، الذى أغتاله الشاب (سليمان الحلبى)، ثم جاء من بعده الجنرال (مينو)، الذى انهار بسرعة تحت ضغط المقاومة، فرحل مع سفنه وجنوده، منهياً الحملة فى عام 1801م.

وعلى الرغم من أن خروج المحتل أمر عظيم، إلا أن خروج الحملة الفرنسية من (مصر) ترك وراءه كارثة.

المماليك فروا إلى الصعيد، ولا توجد حكومة شرعية للبلاد، ولا حكم يلتف حوله الناس، ولا ضابط ولا رابط، فانتشرت عمليات السلب والنهب، ولم يأمن الناس على أملاكهم أو أعراضهم.

وهنا، ظهر زعيم.

لم يكن مصرى الأصل، وإنما ألبانى، جاء من (ألبانيا)، واستوطن البلاد، وعشقها، وحلم بنمّوها وازدهارها، وقاتل مع شعبها، وقاوم معهم وبهم الفساد والسلب والنهب.

وكان من الطبيعى، والحال هكذا، أن يرفعه الناس إلى القمة، وأن ينادوا به والياً على البلاد عام 1805م.

هذا الزعيم هو (محمد على باشا)، الذى ظلمته ثورة يوليو، وأهالت على تاريخه أطناناً من الغبار، جاء التاريخ نفسه ليزيلها، ويعترف به كمؤسس لـ(مصر) الحديثة، بلا منازع.

ولقد جاء (محمد على)، ليجد البلاد فى حالة فوضى عارمة... الكل فاسد، مرتشى، جبار، داعر.

وكان لابد له من وقفة قوية... كان شعب (مصر) أيامها يشعر باليأس، وبأنه لا أمل فى إصلاح الحال، الذى بدا أصعب من المحال، وكانوا واثقين فى أن الأمور ستمضى حتماً من سيئ إلى أسوأ، وخاصة مع تردى الأحوال الاقتصادية، وانتشار الفقر، وما يتبعه من فساد رهيب.

ولكن (محمد على) كان يختلف معهم.. كانت لديه فقط رؤية... رؤية شديدة التفاؤل بالمستقبل، وإيمان عارم بأنه لا تقدّم أو نمو مع روح اليأس، ولا مع الإحساس بأنه لا أمل... بل لابد من الإيمان بمبد أهم جداً... مبدأ يؤكدِّ أن بكرة، هو حتما أحسن من النهاردة.

وبدأ (محمد على) عملية إعادة بناء (مصر)... استغل أساليب التسجيل، التى تركها الفرنسيون، وبدأ فى وضع نظام إدارى كامل ومتكامل للبلاد، حتى يمكنه تنظيمها لإعادة البناء.. ولم يكن ذلك سهلاً بالتأكيد.

روح اليأس كانت منتشرة بين الناس، والمماليك شعروا بالأمان، بعد رحيل الفرنسيين، فعادوا من الصعيد يطالبون بأملاكهم وسلطانهم القديمة، ولم يرق لهم بالطبع أنه هناك وال شرعى يحكم البلاد، التى طالما حكموها بالحديد والنار والفساد والرشوة.

وبدأت حرب جديدة.

حرب خفية غير معلنة، يبنى (محمد على)، وكافة المماليك.. ولكن الشعب كان قد بدأ يستشعر بوادر الأمل... بدا يستشعر أن بكرة قد يكون بالفعل أفضل من النهاردة.

ووقف الشعب إلى جوار (محمد على).. وضد المماليك.. ولكن إصرار المماليك على استعادة سيادتهم ونفوذهم، غضبهم من عدم تقبُّل (محمد على) لنفاقهم ورياءهم، جعلهم يزدادون شراسة فى حربهم، وقوة فى عنفهم.

وفى عام 1811م، لم يجد (محمد على) أمامه من سبيل لإصلاح البلاد، إلا بالتخلُّص نهائياً من المماليك ومشكلاتهم التى لا تنتهى.

وفى قلعته، دعا (محمد على) كافة المماليك لحفل عشاء، واتخم بطونهم بالطعام، ثم انسحب، وامر جنوده بإطلاق المدافع عليهم لكى تحصدهم حصداً، فيما عرف باسم (مذبحة القلعة).

وكما قلنا عن حملة (نابليون)، نعيد القول عن مذبحة القلعة.

ففى التاريخ، لم يوجد حدث شديد القتامة، ولا أخر شديد العظمة.

صحيح أن مذبحة القلعة كانت عملاً ينطوى على الغدر، ولكنه خلَّص البلاد من أكبر عقبة فى تاريخ نموّها وتقدمها، وافنى المماليك عن بكرة أبيهم، فيما عدا واحد منهم فقط، قفز بجواده من أسوار القلعة، فنجا من الموت، وفرَّ كالعادة إلى الصعيد.

وهنا أصبحت البلاد كلها تحت حكم (محمد على) بلا منازع.. وبدأ عملية الإصلاح، التى طالما حلم بها.

اختار جنرالا فرنسيا، أسلم وتخلَّف عن الحملة، وأطلق على نفسه أسم (سليمان الفرنساوى)، فمنحه رتبة باشا، وأوكل إليه إقامة جيش قوى، ثم شرع فى بناء واحد من أكبر الأساطيل البحرية فى المنطقة، وربما فى العالم حينذاك.

ولأنه يدرك أن أسباب القوة تبدأ بالعلم والسلاح، فقد راح يرسل البعثات الدراسية إلى (اوروبا)، ويشجع الصناع المهرة على الإنتاج، ويبيع إنتاجهم المتميز لمن حولنا من دول، وحتى لدول (أوروبا).

ونما الاقتصاد المصرى.

وعظمت قوة (مصر) العلمية والاقتصادية والعسكرية.

واكتشف الناس أن الأمر حقيقة وأن بكرة بالفعل أحسن من النهاردة.

(مصر) تحوَّلت فى غضون سنوات قليلة من دولة ضعيفة هشة يحكمها نظام فاسد مستبد من صالحه أن يبقيها فى فقر وجهل ومرض إلى دولة قوبة ذات سيادة، يخشاها الصديق قبل العدو.

دولة كادت تتحول إلى إمبراطورية عظمى، من الشرق إلى الغرب لولا ان تأزرت عليها دول العالم الكبرى آنذاك، انجلترا وفرنسا وتركيا، واجبرتها على التراجع إلى حدودها.

ولكنها ظلت أيامها دولة قوية .

وهكذا فليس الأمر تفاؤلاً شخصيا، ولا عبارة يراد بها تهدئة النفوس ولا حتى خيال متفائل.

هذا ما يقوله التاريخ ويؤكده.

ان بكرة بالفعل .. احسن من النهاردة.




الموضوع للدكتور نبيل فاروق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asv-univ.editboard.com/index.htm
عبير رمضان
مراقب عام المنتديات
مراقب عام المنتديات
عبير رمضان


عدد المساهمات : 3897
تاريخ التسجيل : 09/04/2008
العمر : 56
الموقع : في قلب مصر
رقم العضوية : 994
Upload Photos : بكرة أحلى من النهارده  !! Upload
بكرة أحلى من النهارده  !! Mvj7fm

بكرة أحلى من النهارده  !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكرة أحلى من النهارده !!   بكرة أحلى من النهارده  !! I_icon_minitimeالجمعة 3 أبريل - 0:56


موضوع اكثر بكثير من رائع
وهذا بالفعل هو القانون السائد في الحياة فكما يقال الحياة دول او كما علمنا ربنا عز وجل في كتابة الكريم (وتلك الايام نداولها بين الناس )
ومن المفارقة العجيبه انني استشعر ايضاً ببداية قرب النهاية لاسطورة امريكا الدولة العظمي
فامريكا الان تكتنفها عدة مشكلات من شأنها ان تدمر اية دولة مهما كانت من العظمة والقوة
وان شاء الله القرن القادم هو عصر مصر الدولة العظمي
بكرة أحلى من النهارده  !! 2696
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحبار
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
الحبار


عدد المساهمات : 12635
تاريخ التسجيل : 02/05/2007
العمر : 38
الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية
رقم العضوية : 3
Upload Photos : بكرة أحلى من النهارده  !! Upload
بكرة أحلى من النهارده  !! 30u3a1djpgcopy
أهم مواضيعى :

بكرة أحلى من النهارده  !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكرة أحلى من النهارده !!   بكرة أحلى من النهارده  !! I_icon_minitimeالخميس 21 مايو - 23:14

د.نبيل فاروق : بكرة أحلى من النهارده الجزء الثالث

بكرة أحلى من النهارده  !! NabilFarouk2


3- التفاؤل حتمى

شباب هذا العصر غاضب ،ثائر ،محبط ،متشائم ،يرى الدنيا من حوله بمنظار أسود داكن ،يجعل المستقبل أمام عينيه قطعة من الجحيم ،والأمل فى القلوب معدوم ...

الشباب يتعلّم ،وينفق على تعليمه ثروة ،وفقاً للنظم الحديثة ،ثم يتخرج ويظل فى منزله ، لا أمل فى عمل ،أو وظيفة ،أو طرف خيط لمستقبل سعيد أو حتى مستقبل عادى ...

السكن مشكلة ... الوظيفة مشكلة ... الدخل شبه مستحيل ...والزواج هو أساس المستحيل ذاته ... هكذا تبدو الصورة ... ولهذا يغضب الشباب ،أو يسخرون ، من مجرد طرح عنوان هذه المقالات ... من مجرد القول بأن بكرة ... أحلى م النهاردة ....هكذا يرى الشباب الصورة ...
وهكذا يعيشها ...وهكذا يحاول أن يؤمن بها ،ربما لأن القول بأن الأمل منعدم فى كل شئ هو ما يبرر تقاعصه فى البحث عن عمل ،ورفضه للوظائف التى لا تعطيه ( البرستيج ) الذى كان يحلم به ،ليتباهى به على أقرانه ،واستمرائه لفكرة أن يظل فى البيت ،يأكل ويشرب وينام من المصروف ...ولكن الواقع ،أن هذه الصورة غير صحيحة تماماً ... بل هى صورة كاذبة ، بالدرجة الأولى ...وقبل أن ترفضوا ، أو تغضبوا ، أو تسخروا ،راجعوا معى كل ما حولكم ،ثم ناقشوا ...كل ما يحيط بك من أعمال جديدة ، تعتمد فى تسعين فى المائة من طاقتها على الشباب ..شركات الكمبيوتر ...والأتصالات ....شركات توزيع خدمات الأنترنت .... كل الأعمال الخاصة تقريباً ، أصبحت تعتمد على الشباب .

الفرص ليست قليلة إذن ،ولكن الجهد المبذول للبحث عنها هو القليل فى الواقع ...والقليل جداً ....حتى شركات الأطعمة ،تبحث عن شباب للعمل، وكل من يعمل فيها بالفعل شباب، أين تكمن المشكلة الحقيقية إذن ...المشكلة فى الواقع تكمن فى الكبار ....وفيكم أنتم ....فى الشباب ....المشكلة تكمن فى الكبار ،الذين لم يفهموا المعنى الحقيقى للتربية ،ولا المعنى الأصلى للحب ....لم يفهموا أن التربية الصحيحة هى أن يصنعوا من أبنائهم طاقة ،يمكن أن تستثمر شبابها لبناء المستقبل ،فراحوا يغذون فى أعماقهم نعرة كذابة ،تجعلهم يأنفون فكرة العمل ،باعتبارها لا تليق بالأكابر ،وهذه ما تفعله الأسر لدينا ، سواء كانت من الأكابر ، أو حتى من أصغر الصغائر....والعجيب أنه ،فى المجتمعات الغنية ،وفى الفئات الثرية ، التى لا يحتاج فيها الشباب للعمل ، تجدهم حريصين على دفع أولادهم وبناتهم للبحث عن عمل ،فى فترة الإجازة الصيفية ،ويشجعون فيهم الفكرة ،حتى يدركوا أهمية وقيمة العمل ، منذ نعومة أظافرهم .... وهذا ما وصلوا إليه بأسلوبهم فى التربية ... وما وصلنا إليه بعيوبنا فى التربية .... أما مفهوم الحب ، فهو كارثة .....ما يطلق عليه الآباء ، وما يتصورون أنه الحب ، هو فى واقعه كتلة كبيرة من الأنانية وحب الذات .

الوالدان اللذان يرفضان تعليم أبنائهم السباحة ، خوفاً من تعرضهم للغرق ، هم فى الواقع لا يحبون أبنائهم ،بل يحبون أنفسهم ،ويخشون على أنفسهم من الحزن أو الخوف أو الأسى ، ولا يخافون حقاً على أبنائهم ، فلو كانوا يحبون أبنائهم ، لضغطوا على مشاعرهم هم ، واحتملوا خوفهم وتوترهم ، حتى يتعلم أولادهم السباحة ، لكى يمكنهم مواجهة الموقف ،لو تعرضوا يوماً للغرق ... بالضبط كما يقول الصينيون : إنه من الأفضل أت تعلّم أبنك الصيد ، بدلاً من أن تمنحه فى كل يوم سمكة .... وحكمتهم فى هذا أنه حتى لو أمكنهم توفير السمكة والحماية لأبنائهم فى حياتهم ، فماذا سيحدث بعد رحيلهم ؟!.. سيتركون خلفهمأبناء لا يعرفون الصيد ،ويمكن أن يموتوا جوعاً ،لو لم يعطهم أحد سمكة .... وهذا ينطبق على كل شئ ....الحب الحقيقى أن تحتمل أنت الخوف والقلق والعذاب ،حتى يتعلّم ابنك ، أو تتعلم ابنتك ،كيف تواجه الدنيا من بعدك .

أما من يدّعون أنهم يحبون أبنائهم ،فيريدونهم آمنين إلى جوارهم طوال العمر ،فهم بحاجة فعلياً – لا مجازياً – لعلاج نفسى طويل وكثيف ... لماذا إذن نقول ، على الرغم من كل هذا ، إن بكرة أحلى م النهاردة ؟! لماذا نتفاءل ؟!... هذا أيضاً بسببكم أنتم ... بسبب الشباب .... فوجودكم ، ورفضكم ، وعلمكم ،والحياة المتطورة التى تعيشونها ، هى الأمل فى المستقبل .... هى التى تجعل بكرة ، حتماً ، أحلى م النهاردة ... عقولكم ، مع المتغيرات السريعة لهذا العصر ، ومنها وجود شبكة ، أو شبكات الانترنت ، التى تقرأون عليها هذا المقال الآن ، أصبحت أكثر تطوراً من عقول آباءكم ، مما يعنى أنكم ستتعاملون مع الحياة بنظرة أكثر تقدماً ، واكثر انفتاحاً .... وهذا سيشمل جميع المجالات ، الاقتصادية ، والعلمية ، وحتى السياسية .... الحياة حتماً ،شاء من حولكم أم أبوا ، ستتطوّر ... وأنتم معها ..... ستتطوّرون .... ولأنكم ستتطوّرون ، فستنتقلون ، حتماً أيضاً ، من عصر تقاليد عفا عليها الدهر ، ولم يعد يناسبها الزمن إلى عصر جديد ، تكون الريادة فيه للعقل ... والمنطق .... والعلم .

والمشكلة هنا ، التى لم تنتبهوا إليها ، فى غمرة إحساسكم بالغضب والإحباط ، ليست فى أن تتفاءلوا أو تتشاءموا ... المشكلة الحقيقية فى أن تدركوا أنكم لا تملكون سوى التفاؤل ... والتفاؤل وحده ... لأن الإيمان بالله ، وبأنه خالق الكون ،ومسيّر مقاديره ،يجعلنا نؤمن بأن بكرة ، حتماً أحلى م النهاردة ، أما التشاؤم ،فيعنى عدم الإيمان بالله سبحانه وتعالى ،وبأنه لا يقود العالم دوماً إلى الأمام ... التفاؤل إذن ليس خياراً .... إنه حتمية .... من ناحيتى أنا ،أرى الحياة دوماً بمنظار متفائل ،حتى عندما كنت صغيراً ،أبحث عمن يقتنع بى كاكاتب ،ويجد الجرأة على أن ينشر لى ولو قصة واحدة ... أيامها رفضونى ،وأحياناً بمنتهى العنف ،أكثر من مرة ... وأكثر من مرة كنت أسقط .... وأسقط ... وأسقط .... ولكننى لم أفقد الأمل أو روح التفاؤل لحظة واحدة ،بل كنت أسقط لأهب واقفاً على قدمى مرة أخرى ،وأعاود المحاولة لمرة ثانية ... وثالثة ... ورابعة ... وخامسة ... روح التفاؤل فى أعماقى ، وإيمانى بالله سبحانه وتعالى ، منعانى من الإستسلام ، أو من اليأس .. وبعد محاولات فاشلة عديدة نجحت ، بتوفيق من الله عزّ وجلّ .

وفى المؤسسة العربية الحديثة ، وعلى يد الأستاذ حمدى مصطفى ،ظهرت أوّل رواية إلى الوجود ... ثم تلتها روايات ، وروايات ، وروايات ... ومنذ عملى الأوّل ، لم يواجهنى النقاد إلا بالتجاهل ، ثم الهجوم ،ثم الغضب ،والاتهام ... والسخرية أحياناً .... ولكن روح التفاؤل جعلتنى استمر ... واستمر .... ، وتخطّت مؤلفاتى حاجز الخمسمائة عنوان ، ثم كانت المفاجأة ،وفزت بجائزة الدولة التشجيعية فى الأدب... وكل هذا بتوفيق من الخالق عزّ وجلّ ... الخالق الذى من إيماننا به أن نتفاءل ،وأن نوقن من أن بكرة ، هو حتماً ،وألف حتماً ،أحلى م النهاردة والفكرة ليست رومانسية أو دينية فحسب ، ولكن العلم أيضاً يؤكّد أهمية الإيمان بأن بكرة أحلى م النهاردة ... ولهذا مقال ... قادم بإذن الله.

د.نبيل فاروق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://asv-univ.editboard.com/index.htm
shoot em up
عضو مرشح للإشراف عن المنتدى الرياضى
عضو مرشح للإشراف عن المنتدى الرياضى
shoot em up


عدد المساهمات : 1114
تاريخ التسجيل : 21/04/2009
العمر : 34
الموقع : qena castle
رقم العضوية : 3029
Upload Photos : بكرة أحلى من النهارده  !! Upload
أهم مواضيعى : http://www.boswtol.com/editorial/editorial-article/10/april/22/12015

بكرة أحلى من النهارده  !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بكرة أحلى من النهارده !!   بكرة أحلى من النهارده  !! I_icon_minitimeالأحد 7 يونيو - 16:59

موضوع رائع جدا وخلى عندنا امل كبييير فى بكرة بس انا شايف ان طبائع الشعوب مش زى بعض
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بكرة أحلى من النهارده !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة كلية الهندسه بأسوان :: مواضيع عامة :: البيــــــــــت بيتــــــــك-
انتقل الى: