عدد المساهمات : 3897 تاريخ التسجيل : 09/04/2008 العمر : 56 الموقع : في قلب مصر رقم العضوية : 994 Upload Photos :
موضوع: كيف تؤدي الأم رسالتها نفسيا نحو أطفالها؟ الإثنين 13 أبريل - 20:36
كيف تؤدي الأم رسالتها نفسيا نحو أطفالها؟
1- أن تقوم الأم بمهمة التربية على الأم أن تقوم بنفسها بمهمة التنشئة للطفل مهما كلفها ذلك من الجهد والطاقة والوقت، كي تستطيع أن تخلق المواطن الصالح الذي يفخر به الوطن، وتسعد به الأسرة.
2- أن يسود البيت الجو العائلي الهانئ: البيت للطفل بمثابة الأرض للبذرة، فالأرض الطيبة تنمو فيها البذرة نموا طبيعيا سليما، وتنتشر انتشارا يعطى أكبر إنتاج تستطيعه هذه البذرة. كذلك: البيت الهانئ: هو المكان الذي ينمو فيه الطفل نموا طبيعيا سليما من جميع الوجوه جسميا وعقليا، ونفسيا، واجتماعيا وهو أيضا المكان، الذي تتفتح فيه الاستعدادات الكامنة لدى الطفل فتنكشف له قدراته، ويطمئن إلى نفسه وإلى من حوله. وبعبارة موجزة: البيت الهانئ هو البيت الذي يكسب الطفل ما يؤهله لمواجهة الحياة خارج البيت، وهو أيضا المدرسة الأوي للمران الاجتماعي. فإذا خطا الطفل الخطوة التالية، وخرج من البيت لينضم إلى المدرسة، ويصبح عضوا في أسرتها، أقبل عليها مرحبا، لأن الجو العائلي في البيت مهد له السبيل؛ لكي يقيم علاقاته بالغير على أساس من الطمأنينة والتعاون. أما الارض الضعيفة.. فإنها تسئ إلى البذور، وكذلك البيت المضطرب لا يصل بأي حال لتنشئة الصغير، مهما توافر المال والحياة وغير ذلك من وسائل التعويض المادي. البيت المضطرب لا يخرج منه إلا إنسان مضطرب التفكير، معتل الإحساس، تعوزه سلامة النظرة نفسه وإلى الغير، وأ يكون هذا الفرد سعيدا وليس مواطنا نافعا فقط.
3- الأم بيدها مفتاح البيت الهانئ: ومنها ينتشر فيه الاطمئنان وإليها يرجع الفضل في أن يكون البيت جنة ينعم فيها الزوج الذي وضع فيها كبير أمله، والأطفال الذين من حقهم عليها أن تشعرهم بالأمن وتجنبهم الاضطراب، فتكون بذلك قد هيأت الأسس النفسية السوية.
البيت المتمتع بجو عائلي هانئ:
* هو البيت الذي يمد أصحابه بالطمأنينة، ودفء الشعور، ويتيح لهم الحرية الفردية، وينظم التفكير التعاوني، والرغبة في رعاية حقوق الغير.
* هو البيت الذي تقوم فيه المعاملة على أساس من الزمالة والتقدير، وهو أيضا المكان الذي يجد فيه أصحابه الصدر الكريم الذي يجمع بين العطف والحزم، والقلب الكبير الذي فيه متسع للتسامح والعقل الراجح الذي يحسن التوجيه وأداء النصيحة.
* من هنا يمكن أن نهتدى إلى أن الجو العائلي الهانئ لا يكلف مالا، ولا يقتضي وجاهة المنظر، وانما قوامة نوع من الروابط الإنسانية.. بيد أن الأم الحكيمة توفر هذه الروابط، وهي: - النوع الأول: الروابط الطيبة بين الزوجين: تلك التي تقوم على تقدير كل منهما لشخصية الآخر. وحياتنا تفيض بأمثلة متعددة، للتدليل على أنه لا المال ولاجمال المظهر هوالذي يخلق الجو العائلي الهانئ. - النوع الثاني: الرابطة بين الوالدين والأبناء: رابطة التوجيه في جو مشبع بالحب والزمالة، والتقدير فيتبسط الوالدان إلى حد يشعر معه الصغير أنه ليس طفلا بمعني انه ضعيف لا يستطيع شيئا. فالواقع أن الطفل له شخصيته، وكرامته، وله عالمه الخاص، وهو لذلك يختلف عنا نحن الكبار. ولن تتوافر الطمأنينة للطفل أبدا إلا أذا شعر بقرب والديه منه وحبهما إياه، وتوطدت علاقته بهما عن طريق المعاملة التي تقوم على أساس التقدير، والتعاون، لا عن طريق القوة، والعنف، والسلطان. والأم الحكيمة، كثيرا ما تري نفسها صديقة وزميلة إلى جانب كونها أما، وتقوم بدورها هذا في شيء من الفخر والرضا معا.
4- الأم وحاجة الابن إلى الأحساس بالأمن والثقة بالنفس: إن كل طفل سوى في مراحل العمر المختلفة يسر ويبتهج بالثناء والتشجيع وبالشعور أنه مرغوب فيه، وهو يزهو بقدرته على اكتساب مهارات جديدة وعلى استقلاله، وعلى عمل أشياء دون مساعدة من جانب الكبار. لذا.. فإنه يحتاج إلى الحرية حتى يتمكن من اكتساب التجربة، ولكن يجب ان تكون حرية في حدود النظام والطاعة.
5- الأم وحاجة الطفل إلى الثناء والتشجيع: يبدأ الطفل في سنواته الأولي في تكرار الأفعال التي يضحك منها الكبار، مما ينمى معه الميل إلى جذب الانباه واستدرار التشجيع، مع مرور السنين، وهو يلجأ في ذلك بكل وسيلة ممكنة لجذب الانتباه فهذه التصرفات كلها تعبر عن حاجة الطفل إلى الحب والثناء، والتشجيع، وهي حاجات طبيعية. ولا يجوز أن يخشي الآباء والأمهات إفساد طفلهم بالتشجيع والإطراء لمواهبه. بل لابد لهم من الثناء على ما يفعله، وأنه يستمعوا باهتمام إلى ما يفعله أو يرويه من كلام. فإذا لم يفعلوا ذلك، شعر الطفل بخيبة أمل، وكف عن الكلام.
6- وسائل تساعد الأم على اكساب الطفل الثقة بالنفس والشعور بالأمن: 1- التشجيع ينمى قدرات الطفل فتزداد ثقته بنفسه.
* يجد الطفل متعة عظيمة في ممارسة الهوايات الجديدة. فعندما يتعلم الطفل ذو السبعة شهور الجلوس، نجده يميل إلى الجلوس طول الوقت مادام مستيقظا. ويغضب إذا ألزمناه الاستلقاء. وبعد مدة يجد متعة في الوقوف مستندا على الأثاث وفي جذب نفسه إلى وضع الوقوف.. وفي الحبو.. وفي السير مادا يديه أمامه. وفي إطعام نفسه، وفي ارتداء ملابسه، وفي قضاء حاجته بنفسه وبعد 18 شهرا يجد متعة في المشاركة في الأعمال المنزلية، وفي أداء بعض الأعمال بيديه بعد ان يراقب أمه أثناء أدائها. كل ذلك يحتاج إلى تشجيع، وقد يحتاج إلى مساعدة الأم في الأيام الأولي، ولكن ما أن يغدو الطفل قادرا على القيام بها دون مساعدة، فيكون من واجب الأم أن تتركه يفعل ما يستطيع
2- إتاحة الفرصة للطفل للاعتماد على نفسه يزيد من ثقته بنفسه:
عندما يقوم طفل ذو تسعة أشهر بإطعام نفسه بنفسه، فإنه يحدث فوضي مخيفة، ولكن عندما يبدى الرغبة في ذلك (من ستة أشهر فصاعدا) فلا بد من اتاحة الفرصة أمامه، فالطفل الذي تتاح له الفرصة، يشرع في إطعام نفسه دون مساعدة قبل الأطفال الآخرين بزمن طويل؛ إذ تحرص أمهات الآخرين على إطعامهم بأنفسهم لتجنب ما يحدثونه من فوضى. ويجب تشجيع الطفل ابن العامين على خلع ملابسه بنفسه، وعلى ارتداء جواربه وحذائه وسرواله أيضا. إن الامر يتطلب أعوام، فأمه تستطيع أن تتولى ذلك في نصف الوقت. ولكن إذا أتيحت له الفرصة، تعود الاستقلال مثل أمثاله من الأطفال الذين لا تعطيهم أمهاتهم فرصة مماثلة. وكذلك يتطلب إعداد المائدة أو طهو الطعام ضعف الوقت عندما يسمح الصغير بالمساعدة فيها، ولكن هذه المساعدة تكسب الطفل إحساسا بالأهمية، وتعلمع أن يستخدم يديه، وتمنحه الثقة، وتهيؤه للمهام الأكبر في المستقبل. فالطفل إذا لم تتح له الفرصة لممارسة هذه المهارات عندما تكون جديدة عليه سيفقد اهتمامه بها، وستجد أنه لا يريد أن يتناول طعامه بنفسه أو يرتدي ملابسه بنفسه، أو يستقل في شئونه، وبمعنى آخر، سنرى أنه يرفض بذل الجهد.
3- تجنب الغضب لهفوات الطفل:
إن التشجيع يفعل المعجزات، في حين لا يؤدي الغضب والضيق وتبثيط الهمة إلا إلى الإضرار بالطفل نفسيا. فإذا حدث مثلا أن سقط أحد الفناجين من يد الطفل عند إعداده المائدة، يكون من الأفضل تجنب الغضب لهذه الهفوة، لأن مثل هذا الغضب يؤدي إلى فقدانه الثقة بنفسه، وقد تكون الحادثة قد وقعت رغما عنه. * فيكون من الخطأ أن تمنعه من المساعدة في المستقبل. * ويكون من الخطأ إذا بالغنا في القلق وتصورنا أنه لن يتمكن من التحكم فيما يحاوله، فسيؤدي ذلك إلى فقدانه الثقة بنفسه. * كما أن النصح المستمر بالحذر والانتباه لا يجدي شيئا، فالطفل يقوم بتجاهل هذه التحذيرات المستمرة. * ومن الخطأ أن نحمل الطفل شديد الحساسية مسؤولية لا يكون قد تهيئا لها؛ إذ إن إخفاقة يؤدي إلى فقدانه الثقة بنفسه.
4- تشجيع الطفل على التفكير المستقل وعلي اتخاذ المبادرات:
يعتبر من الوسائل المهمة التي تساعد الطفل في تعليمه الثقة بالنفس، والاعتماد عليها واكتساب الشعور بالأمن، إذا تركت الأم للطفل أن يتصرف في بعض الأمور، وتبقي على مسافة قريبة منه لكي تراقب إلى أي مدى يستطيع أن يحل بعض المواقف الصعبة، التي يتعرض لها، مثال ذلك: إذا كانت لعبة موضوعة في مكان عال، فنجد الطفل يحاول الوصول إليها عن طريق إحضار كرسي، والصعود فوقه للوصول إلى اللعبة التي يرغب في الحصول عليها؛ وبذلك يساعد الطفل على اكتساب ثقته بنفسه إذا نجح في تصرفاته.
(7) الوسائل التي تساعد على إضعاف ثقة الطفل بنفسه:
(1) الحماية المفرطة:
إذا لم تسمح الأم لطفلها بأن تنمو مداركه، وأن يتعلم الاستقلال، فإنها تفرض عليه ما يسمى (بالحماية المفرطة)، وهذه ترجع إلى رغبة الأم (على غير وعي منها في الغالب) في إبقاء الطفل معتمدا عليها اعتمادا كاملا دائما.
* مظاهر تصرفات الأم في حمايتها المفرطة: - هي التي تطعمه، وهي التي تلبسه ملابسه. - هي التي تساعده في قضاء حاجته وتنظيف جسمه. على حين يكون الطفل السوى قد تعلم منذ أمد طويل كيف يقضى بنفسه في هذه الجوانب كلها، وبذلك يبقي الطفل غير مستكمل النضج، غير قادر على الاندماج مع الأطفال الآخرين بسهولة مرتبطا "بمريلة أمه" ولكنه كثيرا ما يشعر بالغضب عليها لأنها لم تمنحه الاستقلال.
* أشكال أخرى من مظاهر الحماية المفرطة: - قد لا تسمح الأم لطفلها بالخروج خوفا من أن تبتل قدماه، أو خوفا من البرد أو من يلعب مع الأطفال الأشقياء، أو من أي يكسب لهجتهم وأسلوبهم أو لئلا يجرح نفسه معهم. - تمنع الأم طفلها من اللعب في المنزل على هواه، وتتدخل باستمرار لمساعدته في لعبه، وهي تشجعه على استخدام كلمات الأطفال الصغار، بل تدلله كالصغار، عندما يكون قد أصبح في مرحلة لا تسمح بذلك. - وكثيرا ما نري أطفال في السادسة أو السابعة مازالوا يعتمدون في ارتداء ملابسهم على أمهاتهم، لأنهم لم تتح لهم أبدا الفرصة لأداء ذلك بأنفسهم.
* أسباب الحماية المفرطة: 1- تظهر الحماية المفرطة من الوالدين نحو الطفل، وبخاصة عندما تكون الأم قد مرت بحياة غير سعيدة. فتبذل جهدها لتحصل من طفلها على أكبر قدر ممكن من الحب. 2- تظهر الحماية المفرطة إذا كان والد الطفل قد مات، فتعوض العذاب النفسي من فراقه بالحماية الزائدة للطفل. 3- إذا جاء الطفل بعد انتظار طويل، أو بعد تكرار فقد أطفال. 4- إذا كان الطفل من جنس مطلوب، وكان مولده بعد كثير من أطفال من الجنس الآخر.
* مضار الحماية المفرطة: - اعتماد الطفل اعتمادا كليا على الأم؛ الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الثقة بنفسه. - عدم القدرة على الاتصال بالغير اتصالا منتجا. - ظهور التمرد على هؤلاء الأطفال المبالغ في حمايتهم بمجرد أن يستطيعوا الإفلات من البيت، ويكونون معرضين للحوادث أكثر من غيرها. - يفقد الطفل الاعتماد على نفسه، وتكون لذلك آثار سيئة عليه في المستقبل.
(2) الإفراط في النقد أو البحث عن الأخطاء:
* يكون لذلك أثره البالغ في إضعاف ثقة الطفل في نفسه. - ويزيد الأمر صعوبة إذا كان هناك من الأقارب من يعيشون في البيت نفسه فيشاركون في توبيخه وتأنيبه والسخرية منه، الأمر الذي يؤدي إلى الإحساس بالاكتئاب، والاضطراب النفسي الذي يؤدي إلى أعراض نفسية وصحية متعددة.. وهناك كثير من الأطفال المضطرين نفسيا نتيجة التعنيف المستمر من الوالدين والمحيطين.
(3) السخرية من أخطاء الطفل أو مخاوفه أو خجله:
- لا يجوز أبدا أن تسخر من أخطاء الطفل أو مخاوفه أو خجله. - كما لا يحوز مناقشة عيوب الطفل أمامه، ولا سيما في وجود أشخاص غرباء، إن مخاوف الطفل تعد في نظره واقعية تماما، ومن الخطأ أن تسخر منه. - كما لا يحوز أن يقال شيء عن خجله أو عيوب نطقه أو تخلفه العقلي أو تصرفاته في وجود الطفل. - كما لا يحوز أن يقال إنه ضعيف أو مرهف التكوين. فقد ثبت من البحوث أن لمثل هذه الملاحظات أثرها في الطفل، ولا يترتب عليها غير الضرر النفسي.
(4) إطلاق الكبار على الطفل أوصاف ثقته بنفسه
من الأسباب المهمة تفقد الطفل ثقته بنفسه بإطلاقه الكبار عليه من أوصاف. فكثيرا ما يصف الآباء والأمهات والأقارب أحد الأطفال بأنه مثلا "الخايب في استخدام يديه" أو الطفل الشقي، أو الطفل العنيد.. فهذه الأوصاف تفقد الطفل ثقته بنفسه، وتفقده الشعور بالأمن. المصدر: الأمومة وإشباع الحاجات النفسية للأبناء.