لؤي الشامي مهندس جديد
عدد المساهمات : 7 تاريخ التسجيل : 15/04/2009 العمر : 57 الموقع : مصر - السعودية - ألمانيا - الأمارات رقم العضوية : 2890 Upload Photos :
| موضوع: أومو وكوتشي و0815 الأربعاء 15 أبريل - 23:30 | |
| أومو وكوتشي و0815 اعتدنا في بلادنا أن نطلق اسم الماركة الأشهر أو ربما الأولى للمنتج على المنتج نفسه ويتحول بذلك اسم الماركة إلى علم على المنتج وتحضرني عدة أمثلة بدءا مما جرى على لسان جدتي الحبيبة رحمها الله مطلقة على مسحوق الغسيل أومو رغم أن أسمه كان مكتوباً على العلب بكل وضوح سافو ورابسو أيام تدربنا على القراءة في سنوات الروضة، مرورا بالهوفر تعبيرا عن المكنسة الكهربائية ، والكوتشي تعبيرا عن كل حذاء رياضي، والفيشر على كل خابور بلاستيكي، والهيلتي على كل آلة ثقب ( شنيور)، والقطار المجري لكل قطار مكيف به كراسى حتى لو كان فرنسياً، والبولمان والسوبر جيت علماً على حافلة السفر، والبيجو علماً على سيارة الأجرة بين الأٌقاليم، وصولاً إلى التويوتاً علماً على الحافلة الصغيرة بين الضواحي وهكذا. وقد وجدت نظير هذه الظاهرة في دول أخرى بصور أخرى، فقد قيل أن أول سيارة نصف نقل- كما نسميها في مصر- رخصت في المملكة السعودية حملت الرقمين واحد وثمانية، وهي بالإنجليزية وان أيت، فصارت كلمة وانيت علماً على كل سيارة من هذا النوع ، والدينا بكسر الدال وفتح الياء وتشديد النون تعبر عن المقاس الأكبر قليلاً من سيارات النقل وهي أصلاً وحتى الآن موديل من موديلات ماركة تويوتا مع الإختلاف عن النطق الأصح بالإنجليزية ربما ليكون داينا، والله أعلم. أما الألمان فقد تخطوا هذه المرحلة إلى مرحلة اشتقاق الأفعال من هذه الأسماء المتحولة إلى أعلام مثل قولهم - إن جاز التعريب - هوفرت البيت مثلا أي كنسته بالمكنسة الكهربائية الهوفر أو أيه مكنسة كهربائية شافطة للأتربة ، وقولهم مع غيرهم من أهل الشبكة العنكبوتية للمعلومات جوجلت عن الكلمة أو المصطلح أو الشئ أي بحثت عنه على الباحث الشهير جوجل. ومن طرائف هذه الأسماء القديمة المنسحبة على الواقع المعاصر رغم انقضاء عهدها ومضي مناسبتها أن ليس كل مستخدم لها يعرف كنهها وأصلها فلست أشك أن عدد من يعرفون أصل حكاية الوانيت بالسعودية قليل قليل. وكثير من الفتيات المتشبثات بالهوفر في الجهاز لا يعرفون أنها ماركة أميريكية شهيرة للمكانس فطموحاتهن في الجهاز لا تصل إلى سماء الماركات الأميركية فمنتهاها في الكوري والتصنيع المصري للياباني والفرنسي بعد زهدهن في الصينى. ويحضرني في هذا السياق كلمة ألمانية لها علاقة بمسألتنا هذه، تستخدم كثيراً للتعبير عن عدم الإكتراث بالأمر أو أنه شيئ عادي يصل لدرجة الملل والتكرار ولا يأبه له ، هو قولهم ( نول أخت فينفتسين) على ما أذكر، وترجمة ذلك ما هو إلا رقم مكون من 4 خانات وهو 0815 ، والغريب أن استخدام هذا التعبير يصل إلى درجة المثل المفهوم لدى كل من يستخدمه ولطالما سألت من أعرف من الألمان عن أصله فتأتينى الإجابة معددة ومكررة وموسعة لأمثلة استخدامه والمعنى الذى يوصله للسامع من القائل ، فإذا أبنت طلبي لمحدثى أن سؤالي عن الأصل لا الاستخدام الذى فهمته وخبرته، لم يحر جواباً ورفع كتفيه بالحركة الألمانية التقليدية الشهيرة وقلب شفتيه وحرك كفيه معترفاً بجهل لا يضره، فالجواب بالنسبة له ترف فكري بل عناء لا مقابل له، وهو لا يعرف أنه بالنسبة لي شغف معرفي ومتعة ثقافية لا يوصفان. وفي لقاء من لقاءاتي مع الأستاذ المشرف على أطروحتى للدكتوراه ، تشعب بنا الحديث وتلمست من خلال تلك التشعبات إحتمال دراية ابن ما يزيد عن الخمسة وستين ربيعاً بباطن هذا الأمر الذى شغلني لسنوات، وفوجئت مسروراً بأنه يعرف تاريخ الكلمة والمفاجأة الأكبر كانت في الإجابة نفسها، شرح لي أستاذي أن هذا الرقم هو الرقم الكودي للسلاح الشخصي للجندي الألماني العادي لفترة طويلة من التاريخ الألماني الحديث ، فالمعنى بإطلاق هذا التعبير بأن هذا الأمر عادي ومنتشر وغير مميز ، بله مثل ذلك السلاح التقليدي الذى يحمله كل جنود ذلك الزمان فهو ليس بدعاً من الأسلحة وليس ضرباً من التميز ولا يعبر عن أيه تنوع. وهكذا استخدم الألمان صفة هذا السلاح ليس فقط من الناحية التشخيصية الوصفية ولكن من الناحية المعنوية والتصنيفية للقيمة. | |
|