سيرة الجمادات 1

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

سعدت بمكالمتك لى يوم الجمعة الرابع من أغسطس , فقد لمست في صوتك راحة أتمناها لك ولنفسى , ولمست في نبرتك رضا واستقرار قد أصبحا في هذا الزمان مدعاة للحسد ربما بين الأشقاء , وأشتممت عبر دقائق الفودافون عطر أسوان الفواح وصهد شمسها اللافح حتى في باكورة الصباح , ودائما عندما يحدثنى أحد من الناس عن لفح الشمس يسرح خيالى بل تسافر ذاكرتى إلى تلك الأيام بل ساعات خروجنا من البيت صباحا صوب المدرسة نمرق أمام وهج الشمس الصارمة الهاجمة على شارعنا من ناحية شارع البركة ملقية بظلالنا المسرعة بوضوح لا تضاهية أيه طابعة ليزرفي زمان الملتى ميديا على حائط عمارة السماكين المعذب المحكوم عليه دوماً بأغلظ العقوبات, فتارة مرصع ببصاق العربجية والصيادين وآخرى بروث حمار اللبان ومرة ببقايا حريق كومة القمامة ومرة ببقايا زيوت محلات التموين وغير مرة بأشلاء جسد هرة صغيرة لم تر من الحياة غير أمتار من شارعنا العزيز ولم ينج هذا الحائط حتى من الوقوف حدادا على والدنا العظيم فأذكره وقد نصبوا إليه منصة الشيخ الرزيقى قارئا في أربعينه وجلست إلى جوار خالد صديق تلك الأيام على أحدى الأرائك لا أجد لنفسى شيئا آخر أفعله . كما ذكرت لك تقفز إلى ذهنى دائما هذه الصورة الساخنة بوهج الشمس الصباحية على هذا الحائط وأنا أمر أمامه كلما أشرقت شمس الصيف أو شمس الشتاء .