الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
| موضوع: الرفاهية الذكية .. و الفقر الدكر !!! الثلاثاء 21 أبريل - 22:49 | |
| الرفاهية الذكية .. و الفقر الدكر !!!
الرفاهية الذكية كما عرفها كاتب المقال جوناثان تيبرمان ليست في عدد الأشياء التي نملكها إنما في الجودة التي صنعت بها وفي القيمة العالية التي ننظر بها إليها, ويستدل علي ذلك بمجموعة من الأرقام والإحصاءات الرسمية تشير إلي أن محلات الملابس الكلاسيكية
كل يوم يواصل ساسة العالم الحديث عن تداعيات الأزمة المالية العالمية, وغالبا ما ينتهي الكلام بعبارة تحولت إلي" أكلشيه": الأسوأ لم يأت بعد, وهذا الأسوأ يعني تسريح المزيد من العاملين في مختلف دول العالم, وحسب تصريح مدير منظمة العمل الدولية فإن خمسين مليون موظف علي الأقل سيفقدون وظائفهم خلال العام الحالي, معظمهم يعملون بالقطاع الخاص.
إلي هنا يبدو الوضع مؤلما جدا, فهذا يعني أن حالة الفقر" الدكر" ستتسع وتمتد وتنتشر وتتوغل, حتي تأكل الأخضر واليابس, إذا ظل في نهاية العام ما تأكله, لكن في كل الأحوال لن تمتد هذه الأزمة إلي الصحفيين المصريين, خاصة في الصحف القومية لأننا مثل البيت الوقف, لا يستطيع أحد التخلي عنا, كما أننا أيضا مثل رجال الشرطة تزدهر أعمالنا في الأزمات والشدائد.
الغريب أنه في ظل هذه الأزمة الخانقة, بدأ حديث آخر مختلف من أقصي الغرب, من بلاد العم سام, وفي واحدة من مجلاتها العريقة" النيوزويك" التي صدرت عددها الأسبوع الماضي بعنوان مثير جدا عن الأزمة المالية وهو" الرفاهية الذكية".. وهذا هو ثاني مصطلح ذكي يصدر في ظل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي لم تكمل أربعة أشهر بعد, الأول عن القوة الذكية بديلا عن القوة الناعمة والقوة الغاشمة.
وبما أن الإعلام والساسة في أمريكا يصرون علي الذكاء في مواجهة الكساد العالمي, فلا بأس من إطلالة علي الرفاهية الذكية في بلاد العام سام في مواجهة الفقر الدكر الذي تسببوا به للعالم كله بعد أزمة الرهن العقاري وانهيار البورصات والبنوك في العالم تأثرا بأسواق المال والعقار الأمريكية.
الرفاهية الذكية كما عرفها كاتب المقال جوناثان تيبرمان ليست في عدد الأشياء التي نملكها إنما في الجودة التي صنعت بها وفي القيمة العالية التي ننظر بها إليها, ويستدل علي ذلك بمجموعة من الأرقام والإحصاءات الرسمية تشير إلي أن محلات الملابس الكلاسيكية ارتفعت مبيعاتها في ظل الأزمة بنحو4%, بينما محلات التجزئة تراجعت مبياعتها بنسبة10%, كذلك يعاني صناع الأثاث من الركود, لكن الموبيليا الفاخرة تسجل نموا مطردا,وبينما يتخلي الناس عن الكماليات تسجل الساعات السويسرية الفاخرة أي المصنوعة من المعادن والأحجار الثمينة مبيعات أعلي.
ويخلص تيبرمان إلي أن الرفاهية الذكية تعني الاعتماد علي الأشياء القيمة, والتخلي عن السلع غير الجيدة الرخيصة الثمن لأن الغالي ثمنه فيه..وهذا بالطبع حقيقي لكن يتضح من الأرقام والاحصاءات أن الرفاهية الأمريكية الذكية لا تناسب سوي الأغنياء فقط, وأن الأزمة المالية العالمية, التي تحولت إلي كساد عالمي, لم تؤثر علي قدرة الأغنياء في الانفاق ببذخ, لكنها ستدعو إلي الشراء الاستثماري بعين خبيرة.. فساعة سويسرية فاخرة تزداد قيمتها بمرور الزمن, بينما ساعة صينية ستحتاج إلي محل الساعاتي لإصلاحها بعد ايام.
ولا أنكر إعجابي الشديد بنظرية الرفاهية الذكية, لكنها مثل السلع الاستفزازية كـ الكافيار نسمع عنه ولا نأكله, فالأزمة المالية تدفعنا جميعا لشد الأحزمة علي البطون, ومحاولة البحث عن أفضل الطرق للهروب من الفقر" الدكر" الذي يلازمنا للأسف, ويستوطن بيننا, حتي إننا أصبحنا لا نطيق فراقه ولا تهون علينا العشرة.
وأعتقد أننا في إطار الرفاهية الذكية ستكون أمامنا خيارات عديدة, مثل البحث عن مدارس تجريبية محترمة وذات بريق لأبنائنا, بدلا من مدارس اللغات الأغلي سعرا, لكنها حديثة وليست كلاسيكية, كما يمكننا الاعتماد علي وكالة البلح للحصول علي الملابس الفخمة المستعملة لأنها تعيش أطول من الملابس الجديدة المصنوعة في مصانع بير السلم.
وبينما تجتهد الحكومة لمنع النمو من الهبوط إلي أقل من4%, حفاظا علي ما تحقق من مكاسب طيلة ثلاث سنوات وصل فيها النمو إلي7.1%, وبينما تتراجع أسعار العقارات والسيارات في العالم كله, تحافظ علي أسعارها في مصر لأنها أكثر ذكاء من الرفاهية.. ولا تتعامل أبدا مع المستمتعين بالفقر" الدكر".. ربنا يبعدنا عنه! | |
|