> كلامك هذا يتناقض مع ما يذكره عدد من علماء السنة بأن إيران أقامت مزاراً كبيرآً لأبي لؤلؤة المجوسي قاتل سيدنا عمر؟
- هذا من ضمن الهراء الذي يردده البعض، فهل يعقل أن يقوم مسلم ببناء مزار أو مقام لشخص مجوسي، هذا كذب لا يمكن أن تصدقه عقولنا.
> لكن هناك من تحول بالفعل من المذهب السني إلي الشيعي؟
- أؤكد لك أن الذين تحولوا من المذهب السني إلي الشيعي قاموا بهذا التحول بعد حرب حزب الله وانبهارهم وإعجابهم بصموده أمام إسرائيل وليس نتيجة ترويج لفكر شيعي أو تمدد وغزو من جانب المذهب الشيعي، ومن يردد هذه المزاعم يحاول أن يلصق التهمة بالطرق الصوفية بصفة عامة والطريقة العزمية بصفة خاصة لأن هذه الطريقة واقفة مثل العظمة في حلق الوهابية لأنها مذهب ضد الدين، فمؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب هو الذي قسم التوحيد إلي ثلاث:
توحيد للألوهية وتوحيد للربوبية وتوحيد للأسماء والصفات وده يرجعنا لما كان سائدا في الديانات المصرية القديمة التي كان بها إيزيس وأوزوريس وحورس، كما أن هذا التثليث نراه سائدا أيضا في الديانات الهندوسية والبوذية يعني الوهابية تجعل المسلم كافراً إذا لم يوحد الألوهية أو لم يوحد الربوبية أو لم يوحد الأسماء والصفات، فالوهابية تري أن الرب شيء غير الله وهوما يعيدنا للوثنية مرة أخري.
> هل العداء الذي يحمله الصوفية والشيعة ضد الوهابية بسبب غضبهم من هدم مقابر آل البيت؟
- عندما تذهب للبقيع ستجد مقابر الصحابة وسيدنا الحسين تم هدمها، وإذا ذهبت للمدينة ستجد حصن كعب بن الأشرف اليهودي لم يهدم وعليه حراسة بأمر من الملك، فالوهابيون هدموا مقابر ومنازل آل البيت في الوقت الذي يحافظون فيه علي أي شيء يخص اليهود ولم يكتفوا بذلك بل إنهم هدموا بيت أبي أيوب الأنصاري وحولوه لدورة مياه، أما البيت الذي ولد فيه الرسول عليه الصلاة والسلام فقاموا بتحويله إلي إسطبل ثم هدموا الإسطبل وأقاموا مكانه مكتبة.
> ما تعليقك علي ما يسمي بخلية حزب الله التي اعتقلتها السلطات المصرية؟
- أي تصرف يتم دون الدولة هو خطأ لا جدال فيه ولكن لا يجب أن نضخم في هذا الخطأ بالشكل الذي نراه حاليا ويجب ترك الأمر للقضاء لأنها قضية «هايفة» بالمقارنة بقضية الجاسوس عزام عزام وفايقة مصراتي وغيرهما من جواسيس إسرائيل ولا يوجد داعِ لهذه الحملة والشوشرة اللي شغالة دلوقتي ثم إن قضية حزب الله هي شأن سياسي ولا يجب أن يتم إدخال الدين فيها وما نقعدش نقول إن هؤلاء شيعة ويخططون لمد شيعي، وأعود لأكرر أن محاولة حزب الله اختراق الحدود المصرية هو خطأ خاصة أن بيننا وبين إسرائيل اتفاقية نحن ملزمون باحترامها ولا ينبغي أبدا القيام بأي نشاط دون علم الدولة المصرية حتي ولو كان الهدف هو مساعدة المقاومة في فلسطين وبعدين المقاومة الفلسطينية لا تحتاج مساعدة ولكنها تحتاج إلي أن يتفق بتوع فتح وحماس مع بعض في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأعود لأؤكد أن الحملة المثارة حاليا ضد إيران وحزب الله هي حملة مبالغ فيها وهدفها الزج بقضية الشيعة والتشيع، لأن هذا يفرّق صف المسلمين، وأنا أتهم السلفيين والوهابيين بأنهم وراء النغمة في هذه القضية ومحاولة تأجيج النيران وإشعالها ويمشي وراءهم الجهلاء في وسائل الإعلام.
> تري أن ما يحدث هو مقدمة لتوجيه ضربة لإيران؟
- لا.. لن تجرؤ أمريكا أو إسرائيل علي توجيه ضربة لإيران، لأن أمريكا لا تفكر في شيء حاليا إلا في إيجاد طريقة للخروج من المستنقع العراقي، كما أن أمريكا وإسرائيل تعرفان جيدا أنهما في حالة ضرب إيران فإنها سترد بضرب آبار البترول في جميع دول الخليج وسيتوقف ضخ بترول الخليج للغرب وسيتم إغلاق مضيق هرمز وهو ما سيعيد أمريكا وأوروبا والعالم كله إلي ركوب الحمير وعربات الكارو! ولذلك أؤكد لك أن أمريكا وإسرائيل يستحيل أن يغامران بضرب إيران لأن كلا الجانبين لديه قوة تردع الآخر وتجعله يفكر ألف مرة قبل شن أي عدوان!
> ما حدود علاقتك بالأمريكيين؟
- أنا أزور أمريكا لحضور مؤتمرات إسلامية وسياسية، كما أزورها في زيارات خاصة لبعض الأصدقاء هناك وزيارة أمريكا أسهل لي من القيام بزيارات في مصر لأن المدن الأمريكية منظمة وشوارعها لها أرقام، في حين أنك من السهل أن تتوه أو تضل الطريق في القاهرة أو المدن المصرية الأخري، ولكن ليس لي أي علاقات بأي جهة تتبع الحكومة الأمريكية وصلتي بهذا البلد تنحصر في المؤتمرات التي أحضرها والأصدقاء الذين أزورهم.
> هذا لا ينفي أنك تتمتع بعلاقات جيدة مع المسئولين بالسفارة الأمريكية وكانت لك صداقة مع السفير السابق ريتشارد دوني؟
أنا لا أتمتع بأي علاقات مع المسئولين بالسفارة الأمريكية، أما السفير «ريتشارد دوني» فكان يحضر بعض الموالد خاصة مولد السيد البدوي حيث تقابلت معه للمرة الأولي في مولد البدوي بطنطا حيث تصادف جلوسنا متجاورين، وتحدث السفير عن أن أمريكا مهتمة بالإسلام والتصوف، وكان ريتشارد معجباً جداً بالتصوف والإسلام الصوفي، ثم جاء بعد ذلك مؤتمر للصوفية في سان فرانسيسكو عام 3008 فطلبت منه أن يتم تسفير 10 من مشايخ الصوفية إلي هذا المؤتمر فرحَّب وتولي استضافتنا.
أما هذا العام فإننا طلبنا أن يسافر 15 شيخاً من مشايخ الطرق الصوفية إلي مؤتمر حوار الأديان وسيكون محوره الأساسي «النبي محمد رجل السلام الأول في العالم» وسبق ذلك أننا أقمنا العام الماضي مؤتمراً حضره جميع مشايخ الطرق الصوفية في مقر الصوفية العزمية وحضره حوالي 3 آلاف شخص كان عنوانه «دور الصوفية في أمن واستقرار المجتمع الدولي» ويومها سألنا مباحث أمن الدولة عن إمكانية أن ندعو السفراء الأجانب لحضور هذا المؤتمر الصوفي، فردوا علينا بالموافقة، قمنا بدعوة كل السفراء الأجانب في مصر وحضر من الجانب الأمريكي السكرتير الأول لسفارتهم بالقاهرة، وفي اليوم التالي تلقيت اتصالا من السفير ريتشارد دوني أشاد فيه بالمؤتمر الذي كان ناجحاً جداً، وطالب بتكرار انعقاده في أنحاء أخري من العالم وقال: إنه مستعد لتقديم أي مساعدة ودعم لهذه المؤتمرات الصوفية وأرسل خطاب شكر علي هذا المؤتمر الناجح.
> أمريكا ودول الغرب يعلنون صراحة ترحيبهم وتشجيعهم للإسلام الصوفي في مواجهة الإسلام الجهادي ألا يسبب ذلك حرجا لكم؟
- الطرق الصوفية هي عنصر استقرار وأمن في أي مكان تتواجد فيه سواء في القري أو المدن في الوجه البحري أو القبلي، كما أن قري الصعيد التي بها طرق صوفية تجد أن حوادث الثأر تقل أو تكاد تختفي بعكس المناطق التي لا يوجد بها صوفية ولذلك يجب علي الدولة تشجيع الطرق الصوفية من أجل أن يسود الأمن والاستقرار في المجتمع، بل إن أمن واستقرار أمريكا وأوروبا والدول العربية والإسلامية يتوقف علي مدي انتشار الطرق الصوفية التي يجب أن تلقي كل دعم ومساندة من حكومات هذه الدول في مواجهة الإخوان والجماعات الإسلامية الأخري لأن الصوفية يعملون لوجه الله ولخدمة دينه والدعوة الإسلامية، أما الإخوان فيعملون من أجل الدنيا ورفعوا شعار «الإسلام هو الحل».. طيب هو فين الحل الإسلامي يردوا عليك قائلين: لما نمسك الحكم نبقي نحل، فالإخوان ليس لديهم أي مشروع أو خطة ولكنهم يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» ليصلوا من خلاله إلي السلطة، والإخوان يركبون أي موجة يمكن أن تساعدهم في الوصول للسلطة فهم ركبوا موجة الوهابية والسلفية والتشيع ويمكن أن يركبوا أي موجة من أجل الوصول للسلطة، وبعدين الناس كشفتهم ومش هيفوزوا تاني ومش هيتكرر اللي حصل عام 2005 لأنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل فبعد أن حصلوا علي 88 مقعداً في مجلس الشعب أحس الناس بأنهم لم يقدموا أي شيء.
> اشرح لنا طبيعة العلاقة بين الطرق الصوفية والنظام الحاكم؟
- إذا توفر الاستقرار في أي مجتمع يبقي فيه إنتاج أما إذا لم يكن هناك أمن واستقرار فلن يكون هناك اقتصاد أو إنتاج أو ابتكار وتقدم، وبناء عليه يجب علي الدولة أن تشجع الطرق الصوفية التي هي عنصر استقرار للمجتمع وتواجه الجماعات الإسلامية التي هي سبب لانعدام الأمن والاستقرار، وإذا حدث خلاف هذا فيعتبر هذا غباء خطيراً وبعدين إحنا عمرنا ما شفنا إنه تم القبض علي صوفي يهدد استقرار المجتمع أو يقوم بأعمال عنف.
> هل تتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة صداماً بين الدولة والطرق الصوفية خاصة بعد إثارة موضوع التشيع وقضية حزب الله؟
- لا .. لأن الدولة تعلم من هي الطرق الصوفية التي هي دائما تؤيد النظام الحاكم وقمنا بتأييد ومبايعة الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية عام 2005، كما أن الطرق الصوفية لا تسعي للسلطة وزاهدة في العمل السياسي.
> هل ستؤيدون الرئيس مبارك إذا ترشح من جديد في انتخابات عام 2011؟
- أنا شخصيا أيَّدت الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية عام 2005 لأنني لا أرغب في أن أنتخب أي شخص وأندم بعد انتخابه، لأن البديل لمبارك كان أيمن نور الذي ليس لديه برنامج أثق في تطبيقه وليس له سابق إنجازات وليس له تاريخ!
> ولكن إذا طبقنا هذا المعيار علي الرئيس مبارك عام 1981 حيث لم تكن له خبرة فإنه لم يكن ليصل للرئاسة أبداً؟
ولكن اللي حصل إنه أصبح رئيساً في ظروف معينة وبعدين اللي جاب مبارك رئيساً عام 1981 هو مجلس الشعب الذي يمثل الشعب المصري، أما في عام 2011 إذا ترشح أمام مبارك شخص آخر أثق به فسأختاره، أما أيمن نور وباقي المنافسين الآخرين لمبارك في عام 2005 فلم يقوموا بعمل أي شيء يذكر للبلد لكي أنتخبهم!
> هل ستؤيدون جمال مبارك كوريث لوالده في الرئاسة؟
أحب أن أوضح أنني أرفض تماما ما يردده الناس من أمثال شعبية تقول «اللي نعرفه أحسن من اللي نعرفوش»، و«اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي»، فإذا ترشح أمام جمال مبارك من هو أفضل منه سنختاره، ثم إن التوريث من حيث المبدأ أمر مرفوض لدرجة أن هناك من يرفض قيام مشايخ الطرق الصوفية بتوريث المشيخة لأبنائهم، ولكن هناك نقطة مهمة، فالملك دائما يري أن ابنه هو أفضل من يقوم بإدارة المملكة من بعده، ومن المحتمل أن يكون الرئيس يري أن ابنه أفضل من يتولي الحكم بعده فإذا أيده ثلثا مجلس الشعب يصبح ترشيحه شرعياً، ولكنني أوكد لك في النهاية أنني مع الانتخاب بصورة حرة وديمقراطية ولست مع التوريث، وبعدين إنت شاغل نفسك بمسألة التوريث في مصر في حين أن جورج بوش الابن ورث الرئاسة في أمريكا من أبوه ومافيش حد اتكلم في حقه وقال إزاي يتم توريث الرئاسة في أمريكا؟!
للـــ دستور