الكلام عن تاريخ النادي الإسماعيلي لايمكن اختصاره في بضع كلمات أو عبارات.. فهذا النادي العملاق سال له مداد الكثير من الخبراء والمهتمين بكرة القدم فالفريق ورغم عدد بطولاته المحلية المحدود والذي ربنا لايرقي لرصيد الأهلي أو الزمالك الا انه دائما وابدا في طليعة الاندية المصرية التي حفرت لنفسها تاريخا رائعا قياسا بما يملكه من امكانات وما احاطت به من ظروف.
وإذا كان النادي الأهلي أكبر الأندية المصرية أرتبط أسمه بنضال وطني من خلال رموز الحكم والاقتصاد في القرن الماضي وقدموا كرة قدم ممزوجة بنجوم كبار.. فإن أهل الإسماعيلية لايقلون وطنية عن غيرهم من أهل مصر واستخدموا كرة القدم للتعبير عن انفسهم ودفاعا عن كيانهم كابناء لاحدي مدن المواجهة تارة مع الانجليز واخري مع اسرائيل.. ولعبوا الكرة في البداية أمام الإنجليز الذين يكرهونهم ويحاربونهم في الوقت ذاته.
ومن اللعب في معسكرات الإنجليز الي اللعب في الشوارع والحواري وبدأت الإسماعيلية تتعلم كيف تحب وكيف تلعب كرة القدم وجاء أطفال صغار لم يعرفوا حكايات حفر قناة السويس ودموع أجدادهم ولكن عرفوا الإنجليز وعرفوا كرة القدم وبدأ التفكير في إنشاء ناد وملعب تمارس فيه الكرة وبالفعل وفي عام1920 م تأسس هذا النادي كأول ناد مصري في تاريخ الإسماعيلية باسم نادي النهضة وبأموال أهل الإسماعيلية القليلة بدأ بناء هذا النادي وتم إشهاره عام1924 ثم انضم الي اتحاد الكرة بعد هذا التاريخ بعامين.
وبدأ النادي يلعب الكرة في الإسماعيلية وباسم كل الإسماعيلية وكان الإسماعيلي من اوائل الفرق التي ساهمت في تأسيس وترسيخ وكتابة تاريخ كرة القدم ليست المصرية وحسب بل والعربية وأمتدت الي الافريقية ايضا عن طريق مساهمته الفعالة في انشاء مثل تلك البطولات والمشاركة فيها واستمرت معه الإسماعيلية في صراعها الرهيب من اجل ان تثأر لنفسها ممن ظلمها وعندما استطاع الإسماعيلي الفوز ببطولة الدوري عام سنة1967 م لم يتعامل أهل الإسماعيلية مع هذا الأمر علي انه بطولة كروية نجح ناديهم في الفوز بها وإنما جسدوها في معني نجاحهم في قدرتهم علي الانتقام لكل سنوات العذاب والهوان التي واجهوها علي مدار تاريخهم بل وان يفوزوا علي اندية السصلطة والقاهرة ويصبحوا اقوي منها واكبر.
وشاءت الاقدار ان تبقي الاسماعيلية هي المدينة الوحيدة في مصر التي ظلت تلعب كرة القدم بعد نكسة يونيو1967 وقرر المهندس عثمان احمد عثمان رئيس النادي في ذلك الوقت ان يتجمع الفريق ليقوم بأداء العديد من المباريات لصالح المهجرين من أبناء مدن القناة كمساهمة من الاسماعيلي في تحمل دوره الوطني علي مدار تاريخه ومحاولة المساهمة في تخفيف آثار العدوان الاسرائيلي علي أهالي مدن القناة بصفة خاصة ومصر بصفة عامة ولو بشكل رمزي تبع ذلك القيام بالعديد من الرحلات لأداء مباريات مع اندية عربية شقيقة من اجل المجهود الحربي في تأكيد علي الدور الوطني البارز الذي لعبه النادي الإسماعيلي في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر ثم كلل هذا كله بتصميمه علي الاشتراك في بطولة الاندية الافريقية لابطال الدوري علي الرغم من الظروف غير المواتية في تلك الفترة.
وواجهت النادي الإسماعيلي خلال مشوار البطولة مشكلات عديدة الا انه كافح حتي استطاع تحقيق هدفه الذي سعي اليه في يوم تاريخي مشهود في تاريخ الكرة المصرية عندما استطاع احراز لقب بطولة الاندية الافريقية ابطال الدوري كأول فريق مصري وعربي يحصل علي تلك البطولة في التاريخ تلك المباراة النهائية التي أقيمت يوم التاسع من يناير عام1970 م مع الانجلبير بطل زائير وحامل اللقب الافريقي في ذلك الوقت والتي حضرها اكبر عدد من جماهير حضرت مباراة كرة قدم في مصر حيث بلغ عددها مايقرب من130 الف متفرج اكتظت بهم جنبات استاد القاهرة بالاضافة الي مثل هذا العدد تقريبا خارج اسوار الاستاد تلك الجماهير التي اختلطت دموعهم بضحكاتهم وافراحهم بأحزانهم وهم يرون بشائر النصر تتحقق امامهم نصر هم كانوا في أشد الحاجة النفسية والمعنوية اليه وهو ماتحقق بالفعل بتوفيق من الله ثم بمجهودات رجال عظام اعطوا مصر قدر حقها فسطروا اسماءهم بتاريخ من نور في سجل العظماء وهو مادفع بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتكريم هؤلاء الرجال وبما يتناسب مع ماقدموه من جهد وعرق لاسعاد ملايين المصريين فكان تكريم مجلس ادارة النادي الإسماعيلي برئاسة المهندس عثمان أحمد عثمان بمنحه وسا م الجمهورية من الطبقة الاولي وتكريم لاعبي ومدربي الفريق بإعطائهم وسام الجمهورية من الطبقة الثانية كتعبير عن اهمية ماأنجزوه لبلادهم ودعوة لكل فرد في مصر الا يستسلم للهزيمة وان يعمل علي تخطي تلك المرحلة والنظر الي المستقبل لتحقيق الانتصار وهو ماتحقق بعد ذلك بفترة قصيرة.
كل هذا أسهم في ازدياد مساحات الكرة ومعانيها السياسية والنفسية والاجتماعية في وجدان وفي ثنايا روح اهل الاسماعيلية. كل هذه العوامل بالاضافة الي عوامل اخري أسهمت في تشكيل هذا التفاعل الغريب بين الساحرة المستديرة وبين عشاقها من اهل الاسماعيلية حتي انه بات من الصعب الفصل بينهم عند الحديث عن احدهم.
الاسماعيلي ولد عملاقا في عام1321 اجتمع عدد من شباب الاسماعيلية وانشأوا نادي النهضة الرياضي لينافس نادي التمساح والسكة الحديد وفرق الاحتلال الانجليزي في ذلك الوقت واتخذوا منطقة من ابو رخم الرملية في اقصي المدينة( حي الشيخ زايد حاليا) مكانا لممارسة هوايتهم في كرة القدم.
وفي عام1924 تمكن شباب الاسماعيلية من تاسيس النادي.. وفي عام1926 اشترك النادي في اتحاد كرة القدم واصبح عضوا به وبفضل كفاح ابناء النادي تمكنوا من الحصول علي قطعة ارض في سوق الجمعة انشأوا عليها مبني بالطوب اللبن وملعبا لكرة القدم وكشكا خشبيا صغيرا.. وكان كل لاعب يشتري مستلزماته ويدفع خمسة قروش شهريا مساهمة في انشاء النادي. وفي عام1943 تم انتقال النادي الإسماعيلي الي مبناه الجديد بعرايشية مصر(المقر القديم للنادي الإسماعيلي) بامتداد شارع الثلاثيني الجمهورية الذي اصبح الان مقرا لمديرية رعاية الشباب.
وفي يوم الأحد13 ابريل1947 تم افتتاح المقر الجديد للنادي الإسماعيلي.. ولعب اولي مبارياته مع نادي فاروق( الزمالك حاليا) وفاز الاسماعيلي3 ـ2 وكان الاسماعيلي في ذلك الحين يضم مجموعة طيبة من اللاعبين ابرزهم يوسف عبدالله ـ عبده عبدالله ـ محمدعبدالسلام ـ علي لافي ـ السيد ابوجريشة ـ انور ابوحديد ـ علي حجازي ـ أحمد الفرجاني ـ عوض عبدالرحمن ـ سيد شارلي.
وفي اول بطولة رسمية للدوري العام احتل الاسماعيلي المركز الثاني من بين اثني عشر ناديا هي اندية الأهلي ـ الزمالك ـ الترسانة ـ المصري ـ السكة الحديد ـ الاتحاد السكندري ـ الاوليمبي السكندري ـ ترام الاسكندرية ـ اليونان ـ بورفؤاد ـ الاسماعيلي.
ثلاثي الرعب وبات الإسماعيلي مرعبا للاندية وقاهرا لاندية القمة الأهلي والزمالك والترسانة واشتهر في الاسماعيلي ثلاثي الرعب رضا وشحتة والعربي وعرف الاسماعيلي بانه نادي الفنون الكروية المثلثات والكعوب وسيرك الدراويش.
لم ينافسه اي ناد مصري في الالعاب الحلوة الساحرة وكافحت فرقة رضا للفنون الكروية للحصول علي بطولة الدوري العام حتي عام1665 وكانت البطولة بين يديها عدة مواسم ولكن الحظ عاندها وفقد الاسماعيلي نجمه الغالي اسطورة الملاعب المصرية رضا ولكن ابناؤه استطاعوا ان يحققوا امنية رضا بالفوز ببطولة الدوري العام في موسم67/66.
وفي يوم الجمعة9 يناير1970 وامام اكثر من130 الف متفرج وفي يوم مشهود في تاريخ الكرة المصرية فاز الاسماعيلي علي فريق الانجلبير1/3 ليكون اول فريق مصري يفوز ببطولة افريقيا للاندية ابطال الدوري.