الحبار مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 12635 تاريخ التسجيل : 02/05/2007 العمر : 38 الموقع : فى غيابات الهندسة المدنية رقم العضوية : 3 Upload Photos : أهم مواضيعى :
| موضوع: مسرحية قصيرة جدًا السبت 6 يونيو - 2:11 | |
|
مسرحية قصيرة جدًا
المنظر: صالة شقة متواضعة.. بسطويسي موظف في الأربعينيات جالسًا أمام التليفزيون مع زوجته وطفله الصغير المذيعة: هذا وقد أحكمت القوات الأمريكية قبضتها على العراق, أما في فلسطين فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 20 طفلاً و150 امرأة بسطويسي في المطبخ يضع كنكة القهوة على البوتاجاز, ومازال ينصت لصوت التليفزيون المذيعة: وقد التهم الجدار الفاصل أكثر من 40% من أراضي الضفة الغربية يسرح بسطويسي طويلاً, بينما الأخبار السيئة مستمرة.. حيث تعلن المذيعة استسلام ليبيا للتفتيش على أسلحة الدمار الشامل, والرغبة في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.. أما أخبار الرياضة فكانت حول خروج المنتخب القومي من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية بتونس.. القهوة تفور من الكنكة فيصبّ ما تبقي منها في فنجان.. ويعود ليجلس أمام التليفزيون المذيعة: والآن نقضي معًا لحظات من الاسترخاء وهدوء الأعصاب.. نستمع أولاً إلى نشيد وطني حبيبي الوطن الأكبر.. ثم قصيدة أنا إن قدَّر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي بسطويسي يحطم التليفزيون غاضبًا, ثم يجلس منهارًا وينخرط في نوبة بكاء ونهنهة بسطويسي: كفاية.. كفاية.. استغفر اللّه العظيم.. هانعيش في الذل ده لإمتى؟ الزوجة: هَدًّي نفسك يابسطويسي, فَرَجُه قريب, قوم نام أحسن لك ******* المنظر: على باب الشقة في الصباح الباكر, بسطويسي يحمل بؤجة بها ملابسه.. الزوجة تبكي بسطويسي: أنا خلاص اتخذت قراري الأخير.. معلهش ياأم دعبس, مش قادر استحمل, هاارحل لأي حتة بعيد عن الوطن العربي في المرحلة دي بالذات الزوجة «باكية»: طب خد الصور دي معاك عشان تفتكرنا وتفتكر الوطن
بسطويسي: لأ.. مش عاوز أي حاجة تفكرني بالوطن, خلاص كل شيء راح وانتهى ******* المنظر: جزيرة مهجورة.. بسطويسي جالسا بمفرده يعبث بإناء معدني صغير مصديّ بسطويسي: أيوه كده.. أعيش في الجزيرة دي لوحدي وأبدأ حياة جديدة بعيد عن العرب والغم بسطويسي.. بيده الإناء المعدني القديم: البتاعة دي إيه اللي جابها هنا.. أنظفها بالمرَّة أهي تنفع قلب جوزة عفريت يخرج فجأة من الإناء العفريت: ديهي هي هاهاها.. شبيك لبيك خدامك بين إيديك بسطويسي (مندهشًا): إيه ده.. انت بتتكلًّم عربي العفريت: للأسف بسطويسي: والأخ منين بقى؟ العفريت: أنا من الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج بسطويسي.. بقرف: يا عم سيبني في حالي.. أنا ما صدَّقت هربت ونسيت العفريت: إهدا امّال.. آدينا بنونًّس بعض, وبعدين أنا ها أحقق لك كل أمنياتك بسطويسي (ضاحكًا): هاهاها.. كنت نفعت نفسك, وانت طول عمرك في القمقم محبوس ياموكوس العفريت (بهدوء): معلهش يابسطويسي.. دي ظروف خاصة انت ماتفهمهاش.. على العموم ندخل في الجد.. اطلب وشوف بسطويسي: ماشي ياعم.. أول طلب, الأمريكان يخرجوا من المنطقة, وتتحرر فلسطين, وترجع القدس.. لكن أهم حاجة تقبض على بوش وبلير وشارون العفريت: وإيه كمان بسطويسي: وتجيبهم لي أتصرف معاهم بمعرفتي العفريت: أنا موافق ياسيدي.. بس أنا برضه ليا طلب عندك بسطويسي: اطلب العفريت: بما إنك من الشقيقة الكبرى.. عاوز منك سندويتش طعمية, بس برغيف قمح مش علف!!, وعاوز سيجارة بانجو, وترقص لي عشرة بلدي بسطويسي: ماشي يا عم أنا موافق وهامسًا: بالنسبة للطعمية والبانجو هاضحك عليه بأي حاجة, لأنه أكيد مش عارف طعمهم.. بس إيه حكاية الرقص دي؟!! العفريت ده مش مظبوط على فكرة ******* المنظر: العفريت في حالة استرخاء يدخن سيجارة البانجو المضروبة, وبسطويسي يرقص أمامه ببدلة رقص خليعة صنعها من أوراق الشجر وبجواره بعض القرود ترقص العفريت (ضاحكًا): أما أنت غبي بشكل.. يبقي عندك البانجو ده وتفكر في العراق وفلسطين؟ وبعد انتهاء وصلة الرقص يتوجهان إلى كوخ مهجور في الجزيرة, وبسطويسي يخفي خلف ظهره هراوة ضخمة وبعض الأحبال التي أعدها ليقيد بها بوش وشارون وبلير العفريت: دلوقتي بقى أوفي بوعدي.. أؤكد لك أن القوات الأمريكية ها ترحل من العراق في يونيو 2007, وشارون هاينفذ خريطة الطريق, وسوف تُعلَن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. ودلوقتي اقعد هنا في الكوخ وهاأجيب لك بوش وشارون وبلير.. وطالما انك طلعت جدع معايا, هاخدمك خدمة العمر بسطويسي (سعيدًا): شكرًا يازعيم ******* المنظر: أمام باب الكوخ, العفريت وبجواره بوش وبلير وشارون مقيّدون بالحبال, وبسطويسي مازال داخل الكوخ العفريت: جاهز يا بسطويسي بسطويسي (من داخل الكوخ): جاهز العفريت: هاتعمل فيهم إيه بسطويسي:هاهٍريهم العفريت: بس خللي إيدك حنينة عليهم دول زعماء وباشوات كبار برضه بسطويسي: طبعًا طبعًا.. وأنا ليّ بركة إلا هُمه ******* المشهد الأخير: بسطويسي خارج الكوخ مقبوض عليه بواسطة اثنين من جنود المارينز, بينما وقف بوش وبلير وشارون يضحكون.. وينصرف العفريت حاملاً بيده كيسًا منتفخًا بالدولارات, وبسطويسي ينظر نحوه في ذهول بسطويسي (للعفريت): حتى انت طًلًعت قابض العفريت: تستاهل.. ماكانش لازم تسيب الوطن وتهرب.. وبعدين يابسطويسي الدنيا ضاقت في وشَّك, لدرجة إنك ماتلاقيش حتة تهرب فيها إلا جوانتانامو؟ *******
| |
|
عبير رمضان مراقب عام المنتديات
عدد المساهمات : 3897 تاريخ التسجيل : 09/04/2008 العمر : 56 الموقع : في قلب مصر رقم العضوية : 994 Upload Photos :
| موضوع: رد: مسرحية قصيرة جدًا السبت 6 يونيو - 13:46 | |
| مسرحيه جميله جداً ولكن المشكله اننا لا نستطيع الهروب من وطنيتنا العربيه لان الوطن العربي ليس وطننا نسكن فيه انما هو وطن يسكن فينا | |
|