إرحل أيها الاستبداد.. فشبابنا ينتحر على شواطيء اوربا!!

بسم الله ناصر المستضعفين وقاصم الجبارين!!

مهما اختلفت بنا السبل.. وبحثنا عن الخلاص.. إلا انه لابد أن نتوقف إزاء ما جاء به الأنبياء.. ومن هنا كانت الروعة إزاء (لا اله إلا الله ).. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25)

(لا اله الا الله)هي كلمة الأنبياء.. ودرب الثوار.. ثوار الله في الارض من الأنبياء. ( لا اله الا الله ) هي كلمة الابتداء والانتهاء.. وكان ثمة استنتاج للكواكبي.. تجاه لا اله الا الله.. والاستبداد.. إلا انني اعتقد أن (لا اله الا الله ) هو المبدأ الأساسي لمحاربة أصنام الحجر والبشر.. فهي آلية الثورة الكبرى في الكون..

اذا كانت الأوطان هكذا في القرن الواحد والعشرين على هذا الشكل أدناه.. ويموت شبابنا على شواطيء أوربا.. في شبه انتحار جماعي.. لم تكن بلادنا مدينة فاضلة.. بل كانت زنزانة.. ووضع زرائبي.. و(صول) شرطة يمسك كرباج.. يتفنن في سبل تعذيبك!!

.. فكيف لنا ان نبحث عن المدينة الفاضلة..

قال الشاعر

: صرخت يا قاهرة إني جائع !!

فقالت ُكل ّحذائي ..!!

فإن لم يكن أكلا للحذاء فلتنتحر..!!

هل كانت اوضاع الوطن كما قال الماغوط..

اهربي ايتها الغيوم فارصفة الوطن

لم تعد جديرة حتى بالوحل..!!

[قولوا لوطني الصغير والجارح كالنمر

إنني أرفع سبابتي كتلميذ

طالبا الموت أوالرحيل

ولكن لي بذمته بضعة أناشيد عتيقة

من أيام الطفولة

وأريدها الآن

لن أصعد قطارا

ولن أقول وداعا

ما لم يُعِدْها إلي حرفا حرفا

ونقطة نقطة.

وإذا كان لا يريد أن يراني

أو يأنف من مجادلتي أمام المارة

فليخاطبني من وراء جدار

ليضعها في صُرَّة عتيقة أمام عتبة

أو وراء شجرة ما

وأنا أهرع لألتقطها كالكلب

مادامت كلمة الحرية في لغتي

على هيئة كرسي صغير للإعدام

قولوا لهذا التابوت الممدد حتى شواطئ الأطلسي

إنني لا أملك ثمن المنديل لأرثيه

من ساحات الرجم في مكة

الى قاعات الرقص في غرناطة

جراح مكسوة بشعر الصدر

وأوسمة لم يبق منها سوى الخطافات

الصحارى خالية من الغربان

البساتين خالية من الزهور

السجون خالية من الاستغاثات

الازقة خالية من المارة

لا شيء غير الغبار

يعلو ويهبط كثدي المصارع

فأهربي أيتهاالغيوم

فأرصفة الوطن

لم تعد جديرة حتى بالوحل...

الماغوط

لا..ليس هذا وطني الكبير

لا.. لا ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج

والقابع مثل نمله في أسفل الخريطة..

هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا

بأنه موطننا الكبير.

لا ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتونأ

ومن عشرين دكانا..

ومن عشرين صرافا..

وحلاقا.. وشرطيا.. وطبالا.. وراقصة..

يسمى وطني الكبير..

لا لا.. ليس هذا وطني الكبير..

لا.../ليس هذا الوطن المنكس الاعلام..

والغارق في في مستنقع الكلام

والحافي على سطح من الكبريت والقصدير

لا... ليس هذا الرجل المنقول في سيارة الإسعاف

والمحفوظ في ثلاجة الأموات

والمعطل الإحساس والضمير

لا...ليس هذا وطني الكبير.

ليس هذا وطني الكبير..

ليس هوالوطن

الذي من أجله قد غنت الخيول في حطين

يبلعه الانسان في سهوله..

كقرص أسبرين!!...

نزار قباني

كانت تهجس البشرية منذ الازل.. نحو المدينة الفاضلة.. وهكذا أجهضت أحلامنا لتموت غرقا على شواطيء اوربا.. ومع ذلك من يقبعون على سدة الحكم من اللصوص لا يستحون..!! انه الوجه القميء للاستبداد.. حينما يبول الاستبداد على حرية وكرامة الشعوب ..!!

*****

حول المدينة الفاضلة.. يقول تشالز ديكنز خارطة العالم بدون مدينة فاضلة لا تستحق فقط مجرد النظر إليها. اجل فقط فليتركوا لنا ولو بلدا واحدا تهبط اليه البشرية بسلام، ولكن بلادنا.. تحولت الى معتقل كبير.. تسحق فيه كرامة الإنسان.. حيث قيمة البشر.. كرباج.. واداة تعذيب.. ويتحول فيها من بشر كرمه الله الى مجرد رقم في طابور الصباح وطابور المساء.. الإنسان عندنا في المعتقل.. خارج التاريخ والجغرافيا والزمن.. تعيش 7سنوات في نفس الركن من المعتقل. لا مكان للانسان الثائر الا سجن الوادي الجديد او وادي النطرون.. حيث يموت الإنسان جراء التعذيب والانهيار العصبي.. يموت الثائر موت الكلاب.. !!

تموت الأسد في السجون جوعا..

ولحم الضأن تأكله الكلاب..

ويتوقف الأمر عند هنرى كيسنجر: بالنسبة للأمم الأخرى كانت اليوتبييا(المدينة الفاضلة) تتلخص في الاستعادة المستحيلة للماضي ,, ولكن بالنسبة لأميركا كانت اليوتيبيا قابعة خلف الافق.. عادة ما تهجس البشرية بالمدينة الفاضلة منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة.. منذ أفلاطون.. مرورا بتوماس مور.. الى جبران وحتى اللحظة... وفي العادة الامريكان يبحثون.. عن روائع الكلم.. والمجد الكاذب.

ولكن دعونا من حلو الكلام فحضارة تقترف اللصوصية والسطو المسلح. لا تستحق الاحترام او مجرد النظر اليها.. تقول ماريان الدمان نحن ليس لدينا مشكلة مال في اميركا ولكنها مشكلة قيم وأولويات..

قالوا أن: الأرواح المتحمسة والصوفيون والثوريون.. ربما يقترحون إعادة صياغة العالم تماشيا مع احلامهم ولكن طالما يترصد الشر ستظل اليوتيبا انعكاسا لأحلامنا.. أميركا تبيد الشعوب.. وفقط تكتفي بإقامة مجرد متحف لها. هناك. تختزل تاريخ امة بعد أن تباد من الوجود الى مجرد تمثال رخامي بارد.. يحكي قصة ان كان هناك اقوام.. أو مجرد معالجة بحث في مقال.. أو دراسة في جريدة.. اوبقايا مستعمرة محاطة بالاسوار لبقايا شعب.. كما فعلت مع الهنود الحمر.. أميركا أمة لا تستحي..! انها ناصية كاذبة خاطئة..!!

عندما يكون الواقع العالمي.. على نحو مماثل من اجرام الفرس والروم.. جاء محمد صلى الله عليه وسلم..

كما قال توماس كارليل..[ لقد كان الرجل العظيم(محمد صلى الله عليه وسلم ) كمثل رعد أتى من السماء كان ينتظره العالم كمثل الوقود ليتم به الاشتعال..]

من هنا كانت(طيبة) مدينة محمد صلى الله عليه وسلم.. ويحكمها شعار (لا اله الا الله ) طيبة مفردة عربية.. تلتقي مع اليوتيبيا ..utopia.. كمدينة فاضلة.. تحققت يوما من خلال مباديء السماء.. ووحي السماء ..

فإذا قال هوجو إن أحلام الحياة هي اليوتوبيا.. ولكن بالموت فقط نصل الى المثل.. إلا ان المثل.. تم تحقيقها.. من خلال محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..

حينما نريد ان نبحث عن قضية كبرى في الكون.. فلن نجد الا ما جاء به الانبياء.. وهي القضية الاساسية في الوجود الكوني.. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25 ) ان قضية (لا اله الا الله) هي قضية العظماء من البشر.. انه إذا تناءت المسافات.. أو قربت.. واذا اختلف الشعارات.. حول المباديء والسياقات الي من أجلها يعيش البشر ومن أجلها يموتون. لابد لنا أن نقف ابتداء وانتهاء على القضايا التي جاء بها الانبياء لأن تلك أروع القضايا, اهم القضايا. ان لا اله الا الله هي مشروع.. اليوتيبياutopia وباللغة العربية كانت (طيبة) هي المدينة المنورة التجسد الحقيقي للمدينة الفاضلة..

في عالم الفكر.. قد تطرق البشرية كل الدروب. وتضيع بها السبل.. ما بين الحقيقة والافتراء والغث والسمين. تلك هي مسيرة العالم.. خلال يومه. خلال ال24 ساعة.. وعلى مرور الايام والدهور... وفي عالم المعلوماتية اليوم.. ولم يحدد الغربي بوصلته بعد.. إلا في زوايا الفاحشة والعربدة والإجرام.. وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.. (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين:14) وينتهي الامر الى أكبر نسب من الانتحار.. يعانيها الغرب.. وهو أمر طبيعي.. لكل من لم يعرف إلى الله سبيل.. فبدون الله كيف يستقيم الإنسان.. بدون معرفة الله. لا فرق بين حياة الانسان والزرائب.. نحمل احتراما لتوماس مور. وارهاصاته في الـutopia وافلاطون في الـrepublic وجون ملتون في الـparadise lost .. وعفواsorry وببالغ الاسف لم تتحقق المثالية.. من هنا كان هاجس جبران في البلاد المحجوبة..

يا بلاد حجبت منذ الازل كيف*** نرجوك ومن اين السبيل

ولكن لو كان جبران فطنا.. ولم يتخلص من رواسبه العقدية. لجاء الى الحق.. وانضم الى قافلة الثوار والاحرار من المسلمين.. ولكن.. (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) (يونس : 99 ) ولم تتحقق المثالية. الا في الفترة الزمنية التي حكم فيها المصطفى الجزيرة العربية. وحكم فيها الاسلام العالم.. هذه حقيقة لا مراء فيها..

فالله هو قوة كل ضعيف .. وغنى كل فقير .. ومأوى كل هارب .. وعز كل ذليل . أمر طبيعي .. ان ينتحر كل من لم ويعرف الله من خلال الإسلام ..

ذلك لأن الإسلام هو البصمة النهائية .. من السماء لتعديل الواقع الكوني .. إسلام درب الحرية والمجد . لا حواجز عندنا بيننا وبين الله . فمن قال يا الله يا الله يا الله ..فقد نظر الله إليك .. ولتطلب ما تشاء .. ليس عندنا. صكوك غفران . وصكوك للملكية في الجنة .. أو بيع الأوهام .. ولا كرسي اعتراف .. ان العلاقة بين المسلم والله هي ذلك النوع الرائع من الحب والرحمة .. للعباد ..

إلا اننا كأمة إسلامية لا نعاني مثل تلك المعاناة .. من خلال الاسلام ومنذ 1428 عاما نجد الحقيقة الباهرة التي سطعت يوما من غار حراء بمكة .. روعة الحق المنزل من السماء والنور المبين .. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 ) حيث التقاء السماء بالارض والبداية كانت(إقرأ).. بينما كان الغرب وغير الغرب .. يرفض القبول بالحق .. ويكابر .. إلا انه ازاء الجنة والنار ليس هناك مكابرة ..... بل تسليم واذعان . وهو اذعان للخالق الاعظم المستحق لصفقة السجود .. ولو ثمة بقية من ذكاء.. أو سلامة صدر .. ولو كان ثمة عقلانية او موضوعية . لجاءوا الى الحق .. كما جاء هوفمان و جارودي .. وانضموا الى قافلة الاحرار والثوار .. نحن كأمة مسلمة لا نتعامل مع البشرية . إلا من خلال اطار الحق المنزل .. (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد : 24 ) ونطالبهم وهانحن نعيش عصر المعلوماتية .. أن يتدبروا القرآن .. عن طرق العقل والقلب .. وان لم يكن العقل دليلا نحو الحق.. فليلقوا بعقولهم في أكبر سله للمهملات ..

في عالم الفكر الغربي .. قال لينوكلن .. يوما الحقيقة في العادة اثبات الحق ضد الافتراء ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من هنا .. كانت لا اله الا الله .. هي اثبات الحق ضد الافتراء .. لا اله الا الله .. أي نفي الالوهية عن ما سوى الله واثبات الالوهية لله تعالى ..

من هنا .. كان درب الاسلام .. الحق فقط ولا شيء غير الحق المحض .. ليس هناك ثمة .. أكاذيب .. وقد قال المصطفى . لقد تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك .. الحقيقة اننا الى الان لا نعرف اسبابا للعناد .. ولتعمية الإبصار عن الحقيقة الباهرة.. اللهم .. إلا كراهية الحق .. (بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (المؤمنون : 70 )

انها نفس الجبلة والساقطة وكثافة الحس ..في الرفض لمجرد الرفض .. وليس أن يعالج الموضوع بموضوعية عزرا باوند Ezra pound أو Fr leavis .. في هذا العالم الغربي .. التائه .. الضارب صفحا عن الحق .. الضارب في التيه ..بحثا عن سراب .. في مضارب الكنيسة التي ما زالت بيع الوهم ..

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور : 39 )

انها صورة رائعة.. لمن .. سار بحثا عن سراب .. ولم يجده شيئا . وانتهى الامر الى ان وجد نفسه امام الله .. فوفاه حسابه والله سريع الحساب ..

ترى ما قيمة الحياة بدون الحق .. في أطر الفلسفة .. قالوا هي البحث عن الحقيقة .. وارتكزوا على التراث اليوناني والروماني .. تراث مكافيليي.. وسقراط .. وعاشوا عليه.. بالرغم ان عالم الفلسفة .. وان خاض في هذا الطريق فهي مخاضة لا تعدو الا أشبار إلا ولا بد وان يصيبها العثار ..

ونقولها علانية .. وفوق رؤوس الاشهاد .. ان الحق هو ما جاء به محمد .. ولا غير ذلك .. إلا ان البعض ما زالوا ينتهجون درب من قالوا بالامس (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم .. أفلا يقولون .. أللهم أهدنا اليه . (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأنفال : 32 )

لا اله الا الله مشروع حرية .. يقول الكواكبي

قال المدققون إن أخوف مايخافه المستبدون الغربيون من العلم أن يعرف الناس حقيقة أن الحرية أفضل من الحياة، وأن يعرفوا النفس وعزها، والشرف وعظمته، والحقوق وكيف تحفظ، والظلم وكيف يرفع، والإنسانية ما هي وظائفها، والرحمة وما هي لذاتها.

أما المستبدون الشرقيون فأفئدتهم هواء ترتجف من صولة العلم كأن العلم نار وأجسامهم من بارود. المستبدون يخافون من العلم حتى من علم الناس معنى كلمة ( لا إله إلا الله) ولماذا كانت أفضل الذكر ولماذا بنى عليها الإسلام. بني الإسلام بل وكافة الأديان على ( لا إله إلا الله )، ومعنى ذلك لا يعبد حقاً سوى الصانع الأعظم، ومعنى العبادة الخضوع ومنها لفظة العبد، فيكون معنى لا إله إلا الله : ( لايستحق الخضوع شيء غير الله). و ما أفضل تكرار هذا المعنى على الذاكرة آناء الليل وأطراف النهار تحذراً من الوقوع في ورطة شي من الخضوع لغير الله وحده . فهل والحالة هذه يناسب غرض المستبدين أن يعلم عبيدهم أن لا سيادة ولا عبودية في الإسلام ولا ولاية فيه ولا خضوع ، إنما المؤمنون بعضهم أولياء بعض . كلا لا يلائم ذلك غرضهم وربما عدوا كلمة ( لا إله إلا الله ) شتما ً لهم ! ولهذا كان المستبدون ولا زالوا من أنصار الشرك وأعداء العلم .

المستبد لايخشي علوم اللغة ، تلك العلوم التي بعضها يقوم اللسان وأكثرها هزل وهذيان يضيع به الزمان ، نعم لا يخاف علم اللغة إذا لم يكن وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية، أوسحر بيان يحل عقد الجيوش لأنه يعرف أن الزمان ضنين بأن تلد الأمهات كثيراً من أمثال الكميت وحسان أو مونتيسكيو وشيللا.

ترى .. ما الذي يجعل هذا المليونير الاميركي .. واقفا .. يتحسر على دنياه .. يفتقد الى مجرد الابتسامة .. فيأتي الى أحد العمال ممن يعملون في شركته .. ما لي أرك دائم الابتسام .. فيرد عليه .. لأنني مسلم .. قال فما السبب في ذلك .. لأن المسلم اذا اصابته سراء شكر واذا اصابته ضراء صبر .. فكان خيرا .. له .. وبعد أيام .. يذهب المليونير .. ليعلن اسلامه .. قائلا أشهد أن لا اله الا الله محمد رسول الله ..

ويعدها يجهش بالبكاء .. فسألوه لم تبكي .. قال لأنها المرة الاولى التي أحسست بالسعادة . لا اله ..إلا الله .. هي مفتاح الجنة .. هي مفتاح الجنة .. ومن كان آخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ..

فإن كلمـة الـتـوحـيد جعلها الله تعالى عنوان الدخول في الإسلام ، وثمن الجنة ومفتاحها ، كما جعلها سبب النجاة من النار ومغفرة الذنوب .

يقول نورمان ميللر .. هناك عنف على نطاق واسع في الحياة الأمريكية كأنها ملحمة الاوديسا نحو الحرية والديمقراطية والحرية على هذا الغرار التي تجعل المدينة الفاضلة مغلقة .. إننا نعيش في حرية وجحيم و فشل في نسق الحياة ..خلو من الشجاعة و وتعقلن الخوف ..

ستكون البشرية أسعد حالا .. ليس في اكتشافها علاجا للسرطان او ذهابها للمريخ او الانتهاء من التمييز العرقي .. ولكن ستجد السعادة فقط في اعادة توطين المجتمعات البدائية .. هذه هي مدينتي الفاضلة.. “

إن العلم لا يناسب صغار المستبدين أيضاً كخدَمَة الأديان المتكبرين وكالآباء الجهلاء والأزواج الحمقاء وكرؤساء كل الجمعيات الضعيفة .

والحاصل أنه ما انتشر نور العلم فى أمة قط إلا وتكسرت فيها قيود الأسر، وساء مصير المستبدين من رؤساء سياسة أو رؤساء دين ..

[العلم قبسة من نور الله وقد خلق الله النور كشافاً مبصراً، ولاداً للحرارة والقوة، وجعل العلم مثله وضاحاً للخير فضاحاً للشر، يولد في النفوس حرارة وفي الرؤوس شهامة، العلم نور والظلم ظلام ومن طبيعة النور تبديد الظلام، والمتأمل في حالة كل رئيس ومرؤوس يرى كل سلطة الرئاسة تقوى وتضعف بنسبة نقصان علم المرؤوس وزياته.)

المستبد لايخشي علوم اللغة ، تلك العلوم التي بعضها يقوم اللسان وأكثرها هزل وهذيان يضيع به الزمان ، نعم لا يخاف علم اللغة إذا لم يكن وراء اللسان حكمة حماس تعقد الألوية، أوسحر بيان يحل عقد الجيوش لأنه يعرف أن الزمان ضنين بأن تلد الأمهات كثيراً من أمثال الحسين ..سيد قطب والكواكبي حيث تتحول المستحيلات الى ممكنا ..] الكواكبي طبائع الاستبداد

قال الغرب .. المستحيلات ممكن ان تتحطم الى ممكنات ..!!

The impossible can always be broken down into possibilities

ولكن تتحطم المستحيلات عندنا على نحو آخر .. تموت الاحلام لدينا وتموت المدينة الفاضلة لدينا .. حينما بموت شبابنا الهارب ..من وجه الاستبداد الكريه على شواطيء اوربا ..

إرحل أيها الاستبداد ..فشبابنا ينتحر على شواطيء اوربا . !!

العلامه /عبد الرحمن عبد الوهاب