eng_ghost مراقب عام المنتديات والحوار العام ومنتدى الهندسة المدنية
عدد المساهمات : 4632 تاريخ التسجيل : 16/04/2008 العمر : 38 الموقع : just in my dreams ,, i can reach any place رقم العضوية : 1036 Upload Photos :
موضوع: كيف أسقطت سوريا ميليس ومن يقف وراءه ؟ السبت 13 يونيو - 1:32
نقلت جريدة الانتقاد عن مصدر فرنسي مطلع في باريس أنه عند تسلم " ديتليف ميليس " ملف التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أدرك السوريون أن أوقاتا صعبة تنتظرهم بسبب تاريخ (ميليس) المعروف بقربه من أجهزة المخابرات الأميركية . المصدر قال ان قضاة وخبراء قانون سوريين معروفين بحياديتهم و تثق بهم دمشق نصحوا حينها الرئيس الأسد بإنشاء لجنة قانونية سورية تتولى التنسيق والتعامل مع لجنة التحقيق الدولي التي يقودها " ميليس "، وحسب المصدر فإن القضاة وخبراء القانون السوريين، أوضحوا للأسد أن الكلام السياسي والحديث الإعلامي عن مؤامرات سياسية، لن يجدي نفعا في هذه المرحلة، وان التعامل القضائي مع الملف هو الأنفع، خصوصا أن شخصا مثل " ميليس " لن يكون من الصعب الإيقاع به قانونيا نظرا لتاريخه غير المشرّف في القضاء الألماني والدولي. وفعلا تم إنشاء لجنة قضائية سورية مهمتها التنسيق مع المحكمة الدولية وتحضير الملفات القانونية والدفوع القضائية التي قد تحتاجها سوريا في مواجهة لجنة التحقيق الدولية. وقد اختير لرئاسة اللجنة القاضية السورية المعروفة غادة مراد. من ناحية أخرى وحسب المصدر الفرنسي قام السوريون بالاتصال بحقوقيين مهمين في لبنان وألمانيا وفرنسا ومصر بهدف التعاون قانونيا في هذا الموضوع، وخصوصا أن السلطات السورية كانت على علم بالسيرة السيئة لـ " ديتليف ميليس " داخل الجسم القضائي الألماني، التي أوجدت له خصوما وأعداء كثرا من القضاة المحترمين والقديرين في ألمانيا. وفي موازاة التحرك السوري تحركت المعارضة اللبنانية التي كانت تشعر بالاستهداف تحت غطاء التحقيق في اغتيال الحريري خصوصا عند تعيين " ميليس " محققا دوليا، وكان هذا التحرك على خط متابعة "ديتليف ميليس "وتصرفاته في لبنان، بناء على تاريخه الفاسد والمليء بالأخطاء والثغرات، خصوصا أن جوقة فريق السلطة الإعلامية والسياسية كانت بدأت الكلام عن سهرات حميمة وعشاءات وموائد طعام عائلية وخاصة وعامة تقام على شرف المحقق الدولي. لم يخب ظن سوريا والمعارضة اللبنانية في " ديتليف ميليس " الفاسد والمرتشي، يقول المصدر الفرنسي المطلع. فقد سار الرجل في بيروت على نفس النهج الفاسد الذي اتبعه سابقا، مع أفضلية بسيطة صبت في مصلحة سوريا وحلفائها اللبنانيين، وهو الجو السياسي العام في لبنان والمطبوع بالرشوة والفساد الذي ساهم في انزلاق " ميليس " سريعا ودون يقظة في الوحل اللبناني المغري. ولم يقتصر الانزلاق المعيب على " ميليس " حيث امتد إلى معاونين له ومحققين دوليين ساعدوه في لجنة التحقيق منهم محققة من دولة في أميركا اللاتينية ومساعده " غريهارد ليمان " وآخرون. يتابع المصدر الفرنسي: بدأت خطايا "ديتليف ميليس " ومساعديه تتسارع، وكانت الرحلات البحرية في اليخوت الفاخرة المملوكة من زعامات سلطة 14 آذار والسفريات الفارهة على متن الطائرات الخاصة التابعة لكبار زعامات فريق السلطة في بيروت، فضلا عن السهرات الليلية والدعوات في المطاعم والنوادي الليلية اللبنانية على شرف " ميليس " وبحضور سياسيين ومسؤولين في قوى السلطة اللبنانية وعلى نفقتهم، كل هذه السقطات كانت تتم تحت عيون رجال المعارضة في لبنان الذين بدأوا بفرك اليدين لكل المشهد الفضائحي الماثل أمامهم، والذي وثقوه بتفاصيل أدت في النهاية إلى سقوط " ميليس " وانهيار تحقيقه، وكان لا بد من تغيير المحقق حفاظا على سمعة القضاء الدولي من الوحول التي أغرقه بها هذا الرجل المدعو " ديتليف ميليس ". ولم تقتصر سقطات لجنة التحقيق ورئيسها على ما ورد ذكره بل تعدى ذلك إلى تقبل الرّشى والهدايا الفاخرة وعمولات نقدية كشفها السوريون وحلفاؤهم حسب المصدر المذكور. ويقول المصدر الفرنسي ان سهرات " ديتليف ميليس " وبعض مساعديه كانت تنتهي بفضائح سكر وفقدان توازن كما كان يحصل مع مساعدة له من أصول أميركية لاتينية، شوهدت مرات عديدة بحالة سكر كامل في ملاهي العاصمة اللبنانية، وكان حراسها الشخصيون يحملونها إلى السيارة وهي بحالات غثيان وسكر كامل. وقد عرف عن هذه المحققة مزاجها العصبي وضربها المتكرر على الطاولة أثناء جلسات التحقيق، وكانت الليالي الطويلة غالبا ما تستكمل في الشقق الفخمة بشكل لا أخلاقي حتى ساعات الفجر الأولى. وعلى خط آخر: كانت المتابعة اللصيقة تكشف عن خطة العمل التي اتبعت من قبل المتحمسين للجنة التحقيق والقيمين عليها محليا وعربيا ودوليا. يقول المصدر الذي يعتبر أن المعارضة سرعان ما حددت محورية الجنرال " جوني عبده " في الخطة حيث كان هو الشخص الموكل تلقين خطط العمل لـ " ديتليف ميليس " وقد أوكلت مهمة تلفيق الشهود وتركيب القصص والاتهامات وتسويقها إعلاميا إلى أربع جهات داخلية وخارجية، تورط فيها سياسيون محليون وإقليميون ودوليون، فضلا عن رجال إعلام وشركات دعاية امتدت من بيروت إلى الخليج مرورا بباريس وماربيا في إسبانيا. وقد تلقى " ميليس " وفريق التلفيقات اللبناني والدولي هذا ضربة قاضية أثناء التحقيقات التي جرت مع بعض الضباط السوريين في فيينا عاصمة النمسا. تحقيقات كانون الأول عام 2005 في فيينا وقرص (دي في دي ) المدمج الذي وزع على اعضاء مجلس الأمن الدولي يقول المصدر الفرنسي ان وزيرا لبنانيا هو الذي يقف وراء طلب " ميليس " التحقيق مع ضباط سوريين في مركز المونتيفيردي في لبنان. ويضيف المصدر أن " ديتليف ميليس " طلب من الرئيس الفرنسي جاك شيراك المساعدة المباشرة للحصول على قرار دولي واضح يجبر السوريين على المجيء إلى لبنان. غير أن هذا الأمر لم يلق حماسة أميركية بسبب الرفض الصيني والروسي لإمرار أي قرار يصب في هذا الاتجاه. ويضيف المصدر أن السلطات السورية أخذت موقفا متشددا في هذا الموضوع رافضة أي تحقيق مع ضباطها في لبنان. مقابل ذلك قدمت اقتراحات تتعلق ببلدان محايدة لإجراء التحقيقات. وحسب المصدر فإن اختيار النمسا جاء بناء على اقتراح روسي بعد وصول المشادة في موضوع المونتفيردي إلى طريق مسدود واتضاح الموقفين الروسي والصيني فضلا عن الرفض السوري القاطع. ويضيف المصدر الفرنسي قائلا: حصل الروس على موافقة مبدئية من دمشق، للتحقيق مع بعض الضباط السوريين في فيينا شريطة ضمان عدم اعتقالهم وتحديد مهلة معينة لوصولهم ومغادرتهم العاصمة النمساوية. على أن لا تمتد مدة التحقيقات أكثر من يومين على الأكثر. وقد أوفدت سوريا مبعوثا خاصا إلى فيينا التقى المسؤولين في النمسا للتنسيق حول ضمان سلامة الضباط السوريين وضمان عودتهم إلى سوريا. و دائما حسب المصدر فإن سوريا وجهت كلاما واضحا إلى النمسا مفاده: أن أي اعتقال لضابط سوري يعني حالة حرب بين سوريا والنمسا. يتابع المصدر كلامه: في الرابع من كانون الأول عام 2005 وصل الضباط السوريون الخمسة إلى العاصمة النمساوية فيينا , تزامنا مع ذلك قامت السلطات السورية بتسليم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي نسخة عن قرص (دي في دي) مدمج يظهر فيه المحقق الدولي " ديتليف ميليس " وبعض مساعديه بأوضاع محرجة في أماكن مختلفة من لبنان. فضلا عن احتواء القرص على صور ووثائق تتعلق بتحويلات ورشى تلقاها " ميليس " واقرب مساعديه من جهات نافذة في قوى الرابع عشر من آذار. وقد سبق توزيع القرص المدمج هذا ظهور " هسام هسام " احد شهود القضية على شاشة التلفزيون السوري متراجعا عن شهادته ومعلنا " بالتعذيب والترهيب تم تلقيني شهادات الزور ضد سوريا ". وللتذكير كان " ميليس " يعاني من فضيحة محمد زهير الصديق الذي ظهر كذبه. وقع انكشاف أمر القرص المدمج وصور " ميليس " ومعاونيه كان بقوة الصاعقة على المحقق الدولي ومساعديه، وعلى الدول الراعية للتحقيق الدولي. و قد أربك هذا الأمر المحققين وبانت تأثيراته المباشرة في مجريات التحقيق في فيينا، حيث تركزت حول مواضيع عمومية وانتهت خلال يومين حسب المصدر الذي أكد أن كلاً من الضباط السوريين حمل نسخة من القرص المدمج وسلمها للمحققين في فيينا الذين لم يكن بينهم " ديتليف ميليس ". فرنسا تطلب تغيير ميليس تجنبا للفضيحة يقول المصدر ان الفرنسيين أحسوا بالفضيحة تقترب منهم بعد سقوط شهود الزور وثبوت امتلاك السوريين أدلة تدين لجنة التحقيق وتسقطها أخلاقيا وقانونيا. ويضيف المصدر أن أجهزة الأمن الفرنسية نصحت الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، بالابتعاد عن" ميليس " وعدم الذهاب بعيدا معه في هذه القضية. طرحت فرنسا تغيير المحقق الألماني على الولايات المتحدة، وحسب المصدر فإن الفرنسيين طرحوا وجهة نظر تقول " يجب تدارك سقوط التحقيق عبر تعيين قاض ذي مصداقية، يتوصل لدليل بنسبة عشرة بالمئة ضد سوريا، أفضل من الاتجاه الحالي الذي سوف يؤدي إلى فضيحة مدوية، تسقط التحقيق برمته ". وتم التوافق حينها على الاستغناء عن خدمات " ميليس " وطرح اسم مساعده الألماني " غيرهارد ليمان " من قبل وزير لبناني على أن يتم إمرار الخبر في صحيفة السياسة الكويتية. ومؤخراً سقط مشروع " ميليس " و فريق 14 شباط بالضربة القاضية , وخرج الضباط الأربعة بعد ظلم دام ما يقارب الأربع سنوات , نتيجة ممارسات " ميليس " وجماعته , وظهور اللواء " جميل السيد " على شاشة " المنار " ليروي تفاصيل محاولة ميليس شراءه لتلفيق الاتهام ضد سوريا , الأمر الذي رفضه " السيد " وكانت نتيجته دخول أربعة ضباط إلى السجن ظلماً ليرضى سعد الحريري ومن يقف وراءه .