كان المفروض ان يعيش آدم عليه السلام ألف سنة. ولكن عندما أطلعه الله على مستقبل أولاد لاحظ آدم أن النبى داود سيموت شابا , فطلب آدم اٍلى الله أن يأخذ من عمره ويعطى داود ولذلك عاش آدم 950 سنة فقط .ويقال ان نوحا عليه السلام عاش 1450..ويقال1200 سنة ,ونوح هو أول المعمرين فى تاريخ البشرية ونحن لا نعرف لماذا عاش نوح طويلا ,ولا نعرف ماذا كان يأكل كم ساعة يعملها فى اليوم , هل كان مرحا , هل كان ينام كثيرا ,وكيف يعالج نفسة اٍذا مرض , كيف عاش مئات السنين بعد محنة الطوفان الأطباء يحاولون أن يجدوا اجابة عن هذه الأسئلة عندما يدرسون حياة المعمرين فى روسيا وفى الصين . فقد عثروا فى روسيا على أناس تجاوزوا المئة بعشرين سنة أوبخمسين سنة .
فمن بين الاسباب ان هؤلاء يمشون كثيرا وانهم يعملون كل يوم.
وانهم يصعدون الجبال وينزلون اٍلى الوديان. وانهم ينامون فى ساعة مبكرة وانهم لا يسرفون فى أكل الحلو والمالح والشطة. وانهم يستمتعون بأعصاب هادئه ورغم انهم متزوجون ولهم أبناء وأحفاد وأبناء الأحفاد . فليس من بينهم رجل واحد أعزب . وان أكثرهم يأكل الزبادى فى الليل ويأكل عسل النحل فى الصباح . والقليل منهم يدخن و النادر يذوق الخمر . وليس من بينهم واحد يشتغل بالاعمال الفكرية .فالاعمال الفكرية هى التى تقصف العمر .
ولذلك عاشت المرأة طويلا فهى أطول عمرا من الرجل لأنها تعمل بيدها وتضحك بوجهها وتبكى بعينها . وانفعالاتها لاتحرقها كما تحرق الرجل .وهناك نظرية تقول ان الأنسلن اٍذا استطاع ان يعيش حتى الخامسة والسبعين ففى امكانه ان يعيش حتى المئة لأنه بعد الخامسة والسبعين تتوقف كل أعمال الهدم فى الجسم .
ولذلك يستطيع الانسان ان يحمل عظامه ولحمه خمسة وعشرين عاما أخرى . أما القاعدة الوحيدة التى اكتشف العلماء ان المعمرين يمشون عليها فهى الاعتدال المنتظم أى أنهم يعملون ويستيرحون ويأكلون وينفعلون باعتدال وبصورة منتظمة ,وهذه القاعدة نفسها هى التى تجعل من المستحيل على ابناء العصر الحديث ان يعيشوا لأنهم ضحايا حرب نفسية لا ينفع معها الزبادى والعسل والحبوب المنومة !
<من كتاب " معنى الكلام " ,للكاتب : أنيس منصور>