المفهـومـيّــة
أول ما انحشرت في التاكسي بادرني السواق: سعادتك.. باين عليك متنوّر ومتعلّم
قلت في نفسي 'باين'.. ماشي يا عم المفهومية.. وسألته: ليه؟
قال: يا باشا أصل أنا متحيّر.. بقالنا زمان، واحنا بنسمع يوماتي إن الحكومة كل شغلها وهمّها وحياتها علشان جماعة مسمينهم محدودي الدخل.. والوزراء تعبانة وهلكانة ومتشحتفين ليل نهار لراحتهم؟
طيب هيّ الناس دي موجودة أصلا ولا هوّ يعني اختراع وكلام أبوحديت نتلهي فيه؟ أصل العالم دي لو موجودة والحكومة بجلالة قدرها شغّالة ليهم من يومها شوف من كام سنة كانت بانت عليهم النعمة إشي إسكان ومرتبات وهلم جرجر.. وكنت قدرت اتحصل على واحد منهم وطلّعته من وسط ألف
دانا كل مايركب معايا زبون اسأله: الباشا محدود لمؤاخذه؟، وما با آخدش من سؤالي الا حاجتين.. يا اما يطنّشوا وما يردّوش عليٌ.. او إنهم ياخدوا السؤال بنرفزة ويدّوني درس في إني ما اتحشرش في اللي ماليش فيه
وليومنا ده مش قادر اقفش واحد من الخلق دي.. علشان اعرف شكله، واطّمّن منه الحكومة مريّشاه ومنغنغاه ازاي، وبالمره أعرف يعني فيه ورق لمؤاخذه بنقدّمه ولاّ اشتراك علشان ابقي محدود؟.. أهو الواحد يفهم علشان بصراحة ربنا الواحد زهق من ان كل حاجة للعالم دي
لازم الحكومة تفضي لنا شوية مش معقولة يعني العالم دي هيّ اللي على راسها ريشة واحنا ولاد الجارية.. ماهوّ يا اما نبقي كلنا محدودين او انها تبصّ لينا زي ما بتبص ليهم.. فيه بقي يا بيه محدودي دخل ولا مافيش؟
اتعوجت له وقلت: شوف يا باشمهندس الحكاية دي نسبية.. وفيه آراء اقتصادية كثيرة، ونظريات اتقالت، وفي النهاية علشان ما اطوّلش خلصوا الى انه لابد للنظر للوضع العام في ضوء المؤشرات المالية والاحتياطيات، مع عدم تناسي وجود الكيانات الاقتصادية من منطلق ان الابعاد المتساوية تحتم الرؤية البحتة للمنطلق الاستراتيجي
ولسه ماكمّلتش..
فجأة رقع عمّنا السواق فرملة جامدة..، وقال لي
:
لمؤاخذه يا بيه انت مشوارك خلص هنا
************