| |
المعلم |
|
تُلخص الأيام الستة التي قضاها حسن شحاتة مع منتخب مصر في جنوب إفريقيا قصته كاملة مع الفراعنة منذ 2004.. فهو بطل شعبي، لكن مع إيقاف التنفيذ.
فمنذ تولى المهمة في 2004، وحياة شحاتة عبارة عن سلسلة من الإشادات ترافق إنجازات غير مسبوقة، يتلوها إخفاق بسيط لكنه كاف لينغص احتفالات المعلم.
وبعد بطولة مليئة بالأحداث المتبانية أفرغ المعلم ما في جعبته من مشاعر خلال حديث مطول لشبكة راديو وتلفزيون العرب ينقله لكم FilGoal.com كاملا.
بداية فإن المعلم يرى أن الإعلام ينتقد منتخب مصر لمجرد الاختلاف مع شخص شحاتة، قائلا: "مهما فعلت، إنجازاتي غير كافية في أعينهم".
وتابع "الجميع يتجاهل أن نسبة نجاحنا حتى الآن 100%، وهناك أسماء لا مهنة لها سوى الحديث عن شحاتة وجهازه الفني بكل سوء، بسبب أو بدون...".
والتقط شوقي غريب المدرب العام طرف الخيط من المعلم، وعلق "الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة، وهؤلاء النقاد يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق نتائج أفضل منا!".
وخلال الحوار تناول المعلم مغامرة الفراعنة في جنوب إفريقيا، والتي شهدت ارتفاعه لسماء النجوم بعد موقعتي البرازيل وإيطاليا، ثم سقوطه بعد الخسارة أمام أمريكا.
لكن روايته بدأت بالحالة التي دخل عليها الفراعنة البطولة، وهي مزيج من عدم التصديق والإحباط بعد السقوط بثلاثة أهداف أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم.
كابوس الجزائر
بدأت المشاكل تطول شحاتة منذ استبعد أحمد حسام من قائمة المباراة، خاصة مع خلو قائمة مصر من المهاجمين أصحاب الخبرات باستثناء عمرو زكي ومحمد زيدان.
المعلم كان له وجهة نظر في استبعاد ميدو شرحها بأن "تصريحات اللاعب الكثيرة عن المباراة أثارت حفيظة جمهور الجزائر، وكان وجوده سيؤثر سلبا على اللقاء".
ونفى شحاتة وجود مشكلة مع ميدو، متابعا "إنه لاعب يحتاج لمساعدة نفسه والابتعاد عن الإصابات، إن كان راغبا فعلا في خدمة مصر".
وأضاف غريب على كلام رئيسه "ميدو لم يشارك كثيرا مع المنتخب منذ 2006.. سواء للإصابات أو لأسباب أخرى، فلماذا يعتقد الإعلام أننا افتقدناه أمام الجزائر؟".
وأجاب المعلم على سؤال غريب "لأننا خسرنا، الكل استغل الفرصة وبدأ الانتقاد، بل والبعض استضاف ميدو ليهاجمنا.. ذلك برغم أننا لم نقدم مباراة سيئة أمام الجزائر".
وأوضح "ما حدث أننا افتقدنا التركيز في الملعب لـ15 دقيقة.. وهذه المدة في عالم كرة القدم طويلة للغاية وكفيلة بخسارة مباراة، لكننا كنا الأفضل لـ75 دقيقة كاملة".
ثم كشف المعلم عن أحد أسباب خسارة المنتخب لعنصر التركيز، فقد وقعت حادثة "عابرة" بين عمرو زكي مهاجم الفريق وصانع الألعاب المتميز محمد أبو تريكة.
وسرد شحاتة "زكي لم يتلفظ بشيء مشين، لكن أسلوبه في الحديث مع رفاقه لم يعجبني، وهو ما أثر على تركيز أبو تريكة ومحمد زيدان في الشوط الثاني".
وأنهى المعلم حديثه عن لقاء الجزائر "حظوظنا قائمة في تصفيات 2010، ومباراة رواندا بداية جديدة.. وثقتي نابعة من عروضنا الرائعة في كأس القارات".
مصر ترقص السامبا
خرج منتخب مصر من لقاء البرازيل منتشيا رغم فقدان نقطة كانت في اليد، لأن الفراعنة تلاعبوا براقصي السامبا لـ45 دقيقة تاريخية لم يقتل متعتها فوز السليساو.
وبرر شحاتة سر الإبداع المصري خاصة خلال الشوط الثاني "كان كل لاعب يُمتع نفسه بتمريرة ذكية أو مرور جميل الشكل من نجم برازيلي، وهو ما كان مطلوبا".
وأضاف حمادة صدقي مدرب المنتخب "احتاج اللاعبون لصدمة، وبالفعل استفاقنا والنتيجة 3-1 للبرازيل، ولولا هذه البداية لما عدنا بهذه القوة في الشوط الثاني".
| |
ميدو وزكي |
|
وتابع غريب كلام صدقي "بين شوطي المباراة قام شحاتة بإعطاء اللاعبين محاضرة نفسية تٌدرس.. والنتيجة ظهرت في النصف الثاني من اللقاء".
أداء مصر لم يتوقف عند إعطاء البرازييلين درسا في فنون رقص السامبا، بل تطور أمام إيطاليا وفاز الفراعنة بهدف للا شيء على أبطال العالم.
هذا حدث في نظر المعلم لأن "الثقة التي اكتسبها اللاعبون أثناء الشوط الثاني من لقاء البرازيل جعلت لقاء إيطاليا كأنه شوطا ثانيا من المباراة الأولى".
وتابع "على المستوى الخططي حذرت اللاعبين بأن إيطاليا تختلف عن البرازيل، وبالفعل أشركت محمد حمص حتى يساعد لاعبي الوسط بتمريراته".
واستكمل "أتحدى أن يكون هناك من توقع مشاركة حمص، فقد كان قائد الإسماعيلي رهاني الرابح، لأنه يجمع بين الخبرة والموهبة، وهو ما وقف أمام أداء إيطاليا القوي لدرجة العنف".
فماذا حدث أمام أمريكا؟
المثير أن شحاتة لم يستغرب ما اعتبره النقاد جنونا، فأن تخسر من أمريكا بعد الفوز على إيطاليا جاء كسقطة تشبه تعادل الفراعنة مع زامبيا بعد التتويج بكأس الأمم.
سر هدوء شحاتة في تفسيره للخسارة أمام أمريكا بثلاثية نظيفة هو أن "اللياقة البدنية للاعبي مصر لا يمكنها احتمال خوض ثلاث مباريات في ستة أيام".
وتابع غريب "شحاتة لم يملك الوقت اللازم لإعداد الفريق، فقد اكتفى بمنح البعض راحة، وآخرين تدريبا بسيطا.. وفي الحقيقة هذا لم يكن كافيا لمواجهة أمريكا".
وعاد شحاتة للحديث، حين سأله المحاور "هل تعتقد أن الطريقة التي اخترتها للمباراة هي السبب في الخسارة؟".
فأجاب المعلم "لا، الدليل أننا أهدرنا ثلاث فرص حقيقة في أول عشر دقائق، ودخول إحداها كان سيغير مجريات المباراة تماما".
وأضاف "كل النقد الذي تعرضنا له بعد مباراة أمريكا لم يكن سوى استغلال إعلامي لخسارة عادية، ويكفي ما تردد عن مشكلة فتيات الليل".
منتخب الساجدين
في أعقاب خسارة مصر من أمريكا، ظهر تقرير من صحيفة جنوب إفريقية يتهم خمسة من بعثة الفراعنة بالسهر مع فتيات ليل.
وجاء هذا التقرير كتفسير جنوب إفريقي لخروج بعض لاعبي مصر يتهمون إدارة الفندق الذي تقطن فيه البعثة بسرقة حاجياتهم أثناء خوض الفريق لمباراة إيطاليا.
المشكلة الحقيقية ظهرت مع استخدام بعض الإعلاميين في مصر لهذا التقرير كدليل يستندون إليه في الهجوم على الفريق الوطني بعد الخسارة أمام جنوب إفريقيا.
واعتراض المعلم جاء انحصر في اسلوب التعامل المصري مع الواقعة، مفيدا "لا للنقد الشخصي، تحدثوا في الفنيات كما تريدون لكن يجب عدم الخوض في الأعراض".
وأضاف غريب "هذا المنتخب يعد نموذجا للأخلاق، فهذا الفريق يصلي معا كل الفروض، ولا يمكن لفرد منه أن يفعل ما ردده الإعلام دون تفكير".
وبعد اعتذار منظموا البطولة رسميا للبعثة المصرية، وتنصلها مما ذُكر في الجريدة، كشف المعلم عن نجاح الشرطة الجنوب إفريقية في العثور على السارق".
وأعلن "هناك أربع عاملات من الفندق تم التأكد من استخدامهن للمفاتيح الإضافية الخاصة بغرف اللاعبين، والكاميرات سجلت كل شيء، وحاليا هن رهن التحقيق".
لكن شحاتة أيضا اعترف بأن البعثة المصرية أخطأت في تعاملها مع القضية.
وأوضح "كان علينا الإبلاغ عن السرقة فور حدوثها، لكن للأسف راعينا حالة جنوب إفريقيا كونها تنظم كأس العالم ومثل هذه التهمة تؤثر سلبا على سمعتها الأمنية".
واختتم المعلم حديثه "عموما، مقابلة الجماهير المصرية لنا في المطار جعلتنا نتجاوز كل متاعبنا، والآن نعود للعمل بروح عالية بهدف تحقيق حلم الوصول لكأس العالم".