نعرض فيه أهم صفات إبليس ..
وهي صفات تقوي القلب على مواجهته عون الله عز وجل ..
فاقرأ وتدبر وتأمل واعرف كيف تستفيد من هذه الصفات في هذه المعركة الشرسة :
( 1 ) الضعف
إن كيد الشيطان كان ضعيفا )
يطالب الله عز وجل عباده المؤمنين ،أن يدخلوا المعركة مع الشيطان بقلوب موقنة واثقة ،
لا يخافون كيد الشيطان ومكره ، وهو يؤكد لهم هنا :
أن كيد الشيطان ضعيف ، ضعيف حين يواجه نور الإيمان ..
ومن هنا يتقرر مصير المعركة في حس المؤمن ،وتتحدد نهاياتها قبل أن يدخلها ،
المهم أن يبقى القلب المؤمن موصولاً بالله ، عامراً بأنوار اليقين ..
..
( 2 ) الجبن
من شر الوسواس الخناس )..
هنا لفتة رائعة ذات مغزى في وصف الوسواس بأنه ( الخناس ) ..
فهذه الصفة تدل من جهة على تخفيه واختبائه ،حتى يجد الفرصة سانحة ، فيدب ويوسوس ..
ولكنها من جهة أخرى توحي بضعفه ، أمام من يستيقظ لمكره ،ويحمي مداخل صدره ،
فهو _ سواء كان من الجِنة أم كان من الناس _
إذا ووجه خنس ، وعاد من حيث أتى ، وقبع واختفى ،
أو كما قال الرسول الكريم في تمثيله المصور الدقيق :
فإذا ذكر الله تعالى خنس ، وإذا غفل وسوس."
وهذه اللفتة تقوي القلب على مواجهة الوسواس :
فهو خناس ، ضعيف أمام عُدّة المؤمن في المعركة .
. .
( 3 ) الكذب
يعدهم ويمنيهم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )
إنها حالة هي التي يزين فيها الشيطان للإنسان عمله ،فيراه حسناً !
ويعده السعادة في طريق المعصية ،فيعدو معه في الطريق !
ويمنيه بالنجاة من عاقبة ما يعمل فيطمئن ،ويمضي في طريقه إلى المهلكة !
ولا تتلفت ولا تحاول أن تعرف إلى أي طريق تساق
ووسيلة الكذب هذه ، هي أول وسيلة استخدمها الشيطان لإغواء آدم عليه السلام
( هل أدلكم على شجرة الخلد وملك لا يبلى )
وحين ينكشف كذبه ، لا تنطلي حيلته ..وحين تعرف أنه كاذب ، فكيف تصدقه ؟
. .
( 4 ) يراكم ولا ترونه :وهي ميزة رهيبة في يد هذا العدو المتربص ،
فليس مَنْ بارز ، كمَنْ كمَنْ ..!!
( كمن الأولى بمعنى : الذي .. أما الثانية : فبمعنى : اختبأ )
فهو كامن يحصي عليك خطواتك ، ويراقب تحركاتك ،ولا تستطيع رؤيته ،
ثم هو يهاجم من حيث لا تحتسب. !
قال تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )
ولكن...............................
إذا كان الشيطان يراك ولا تراه ،فاعتصم أنت بمن يراه ولا يراه..!
أي الجأ إلى كنف الله سبحانه ، فإن الله يرى الشيطان ويعرف تحركاته كلها ،
في الوقت الذي يعجز فيه الشيطان أن يرى الله سبحانه ..!
ومادمت في هذه الدائرة فإن قوى الشيطان كلها تتعطل ،وسهامه كلها تطيش ..!
فإذا قررت أن تخرج من هذا الكنف الآمن : فلا تلومن إلا نفسك ..!
ولكن كيف نحصن انفينا من هذا العدو اللدود؟؟؟؟؟؟؟؟
الراغب
في الإقبال على الله لتحصيل رضاهومزيد من القرب منه .. جدير به :أن يقف
عند كل هم يخطر له ،ليعرف هل هو من لمة المَلَـك ، أم هو من لمة الشيطان
،وأن يمعن النظر بعين البصيرة ، لا بعين الهوى ،وأن يحاسب نفسه قبل العمل
، وأثناء العمل ، وبعد العمل ،ولينظر ما
هو التكليف في حقه في الموقف الذي هو فيه ،وليصحح النية ،
ثم يمضي ولا يكترث بعد ذلك لما يعترضه من وسوسة ،ثم يكثر من الاستغفار ،
والدعاء بأن يتقبله الله على ما فيه ،وأن يشدد الراقبة على قلبه .. لقد
كان عمر رضي الله عنه وهو من هو يقول :ليتني أخرج من الدنيا لا لي ولا
عليّ ..! .بل لقد كان كثير من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا
يخافون على أنفسهم النفاق وعدم الإخلاص ..فكيف نأمن نحن ونحن نعيش في عصر
الفتن ؟؟على كل منا أن يبقى يقظا لمداخل الشيطان وإلقاءته ..وحتى يبقى
يقظا عليه أن يديم ذكر الله تعالى( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )وفي
الحديث القدسي يقول الرب عز وجل :وأنا معه إذا ذكرني ..فكن دائما مع الله
ليكون معك ولك ..
(اللهم اهدنى فيمن هديت وعافنى فيمن عافيت وتولنى فيمن توليت وبارك لى فيما اعطيت وقنى شر ما قضيت فانك تقضى ولا يقضى عليك وانه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت)