التصميم الداخلي:Interior Design
عُدَ الفضاء الداخلي الأقرب فيزيائياً ومجازياً للإنسان من الفضاء الخارجي ، ويأتي المعنى الفيزيائي من قربه إلى شخصيته ، أما المعنى المجازي فيأتي من قُربه إلى إهتماماته وهذا ما يجعله أكثر حاجة إلى أن يُصمم بأسلوب يُحقق أكبر إستجابة لرغبات الإنسان و أكثر تلبية لأهدافه وغاياته.
فمنذ العهود القديمة لحياة الإنسان إتخذت الأبنية تصاميم وأشكال مُحددة ، تميزت بوجود نظام إنشائي مُفرد يخدم وظائف مُتعددة ، ويعود ذلك إلى إعتبارت إجتماعية- دينية ، أكثر من كونها معمارية ، ونتيجة لذلك وبالإعتماد على الهيكل الإنشائي فقط ، أصبح من الصعوبة بمكان تحديد الفضاءات المُخصصة للسكن أو للعبادة.
في حين يصبح بالإمكان تحديد هوية الفضاء الداخلي من خلال التغييرات الصغيرة في التفاصيل أو من خلال وجود عناصر تكميلية أخرى ، ويعني ذلك إن محتويات الفضاء الداخلي وتفاصيله وعناصره التكميلية تمنح الفضاء الداخلي هويته وأهميته الخاصة به أكثر من أي عوامل أخرى.
إذ يتوجب على التصميم الداخلي أن يُلائم الفعاليات المُعقدة التي يقوم بها الإنسان ضمن تلك الفضاءات، اذ إنه لا يعتمد على القرارات الجمالية فحسب ، بل أيضاً على العوامل النفسية والفكرية المُعقدة لذا فإن المُصمم الداخلي يحتاج إلى المعلومات حول فعاليات الفضاء الداخلي في تصميمه له.
وقد حدد هذه المعلومات ديفيد سنتر David Center بثلاثة أصناف:_
1. المُتطلبات الحيوية: التي لا تتعلق فقط بـ –ما ومتى وكيف- يقوم الناس بأداء فعالياتهم ونشاطاتهم ضمن الفضاءات الداخلية ، لكن أيضاً في كيفية تغيّر تلك الفعاليات عبر الزمن.
2. القيم النسبية: وهي تتعلق بمشكلة تحديد أولويات التصميم ، والتي يرتكز بها المُصمم الداخلي على مصادر محدودة ، وتستلزم فحصاً للسلوك الرئيسي للإنسان ضمن تلك الفضاءات.
3. علاقة السلوك بالبيئة: وذلك بدراسة علاقات تفاعل الإنسان مع البيئة المحيطة به، والأشياء المُتغيرة التي تؤثر في السلوك الدقيق للإنسان ضمن تلك الفضاءات.
وبالنتيجة يظهر لنا إن التصميم الداخلي يمكن إعتباره مجموعة القوانين والبيانات المُترابطة التي تُحدد الفضاءات الداخلية وعلى أساسها تتم مُعالجتها بإستخدام عناصرها المحسوسة (المادية والبصرية) والعوامل المؤثرة غير المحسوسة (النفسية، الإجتماعية ، الدينية، الفكرية) علماً إعتماد هذه العناصر والعوامل على بعضها البعض وتأكيد فاعلية كل منها بالأخر وصولاً إلى المكان الذي تبنى عليه كافة العلاقات والفعاليات الإنسانية وإرتباطها مع ما يحيطنا من بيئات مختلفة ومتنوعة.
2.مقومات التصميم الداخلي:
يكمن هدف التصميم الداخلي في تحقيق بيئة داخلية ضمن الفكرة التصميمية التي يُعالجها المُصمم بطريقة تحث المُصمم الداخلي على التفاعل معها على وفق إستراتيجيات مدروسة تعمل على مُعالجة جميع المُتطلبات والتفاصيل للفضاءات الداخلية ، لهذا نجد إن عملية تصميم الفضاءات الداخلية هو إنعكاس ملموس لمُعالجات فنية يتوخى منها المُصمم الداخلي إلى تحقيق غاياته وأهدافه من الفضاء الداخلي المُنتَج.
وعموماً يُمكننا أن نُحدد مُفردات الفضاء الداخلي بـ :_
1. العناصر البصرية للفضاء الداخلي.
2. العناصر المادية للفضاء الداخلي.
3. العناصر التأثيثية للفضاء الداخلي.
4. علاقة الداخل بالخارج.