عبير رمضان مراقب عام المنتديات
عدد المساهمات : 3897 تاريخ التسجيل : 09/04/2008 العمر : 56 الموقع : في قلب مصر رقم العضوية : 994 Upload Photos :
| موضوع: نهاية السماء الخميس 23 يوليو - 13:49 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم نهاية السماء
هل خطر علي بالك وانت تتامل السماء في ليله صافيه انك لا تري من هذه السماء الا %5 وربما اقل من محتوياتها مهما استخدمت من مناظير ومجسات وادوات استشعار.. وان %95 من محتويات هذه السماء وربما أكثر تظل محجوبه عنك..
لانها كتل سوداء مظلمه لا يخرج منها ضوء وسحب من العوالق والاتربه ممتده متراميه بلا حدود.
ويقول رجال الفلك ان هذه الماده السوداء المظلمه هي مجموع الغبار الكوني وسحب الغاز البارد وفقاعات كونيه سابحه في الفضاء وكتل ماديه جوفاء وثقوب سوداء ونيازك وبقايا نجوم ميته.. وجسيمات دقيقه وفتافيت ذرات هائمه في تجمعات سحابيه مثل البروتونات والنيوترونات والباريونات والكواركات وجسيمات النيوترينو التي تخترق الارض وتخرج من الناحيه الاخري في سرعات مذهله مثل السهام الخفيه.. هذا عدا الاجسام الكبري العملاقه كالنجوم والشموس والمجرات والكواكب والتوابع والاقمار التي تدور في افلاكها.
وافتراض وجود هذه الماده السوداء الخفيه كان سببه ان النجوم والشموس والكواكب والكتل المجريه العملاقه لا تكفي بمجموع كتلاتها للاحتفاظ بتماسك مجموع الكون ككل.. وتاثيرها الجذبي لا يكفي لجمع شمل العناقيد الكونيه الهائله من مجرات وتوابع لتسبح في اسره متحاضنه كما نراها.. وكان لابد ان تنفرط لولا وجود هذه الماده المفترضه
والمعضله معضله حسابيه واحصائيه, فحاصل جمع الكتل الموجوده والمرئيه بمناظيرنا وكاميراتنا الفضائيه ومجساتنا لاشعه اكس واشعه جاما والاشعه تحت الحمراء ومنظار هابل تقول ان مجموع الماده الموجوده اقل بكثير من المقدار الذي يفسر هذا التماسك الجذبي القائم
ولو ان مانري هو كل الماده الموجوده لكان لابد ان ينفرط هذا الكون بددا ويتناثر في الفضائ ويضيع ويبرد وينطفيئ ولا يجتمع له شمل.. فهناك حد ادني من الكتله لتكون هناك قبضه تمسك البنيان الكوني.. وكان لابد من الافتراض ان اكثر من تسعين في المائه من ماده الكون خافيه وغير منظوره ولا يخرج منها اي ضوئ يدل عليها.. وانها لابد ان تكون
موجوده قطعا رغم اننا لا نراها لتكون هناك تلك القبضه الملحوظه التي تمسك بالكون المرئي
وعلماء الجاذبيه يوكدن ان هناك حدا ادني من الكتله لتتماسك هذه الاسره الهائله من المجرات والنجوم والشموس والكواكب والاقمار ولترحل كما نراها وهي متحاضنه في هذا الفضاء اللانهائي.
فاذا كانت الكتله اكبر فان المجموعه تنهار علي بعضها وتنكمش وتتكدس وتتضاغط وتنصهر ويجري عليها اقصي درجه من الهرس الجذبي وترتفع درجه حرارتها وتتحول الي عجينه ناريه.
ثم تنضغط الي حد اقصي من الانضغاط والي حد اقصي من الصغر.. ثم تعود فتنفجر وتتمدد وتتناثر في الفضاء لتعيد قصه الانفجار الاول الذي بدا به الكون.. ثم تنتشر في السماوات السبع وتتشكل علي صوره نجوم وشموس ومجرات سابحه مرتحله.. كما هي في عالمنا المشهود الان.
وتظل تتمدد وتتباعد بفعل قوه الانفجار حتي تخمد هذه القوه.. فينشا مايسمي بالكون المتعادل بين قوتين.. القوه الجاذبه المركزيه.. والقوه الطارده المركزيه ويستمر هذا الكون عده مليارات اخري من السنين
فاذا استمر التباعد وتغلبت القوه الطارده المركزيه علي القوه الجاذبه المركزيه بسبب صغر الكتله فان القبضه تظل تضعف وتضعف ثم يتناثر الكون بددا في الفضاء.. وذلك هو الكون المفتوح في لغه علماء الفلك.. فهو في تمدد ابدا وفي تناثر دائما لا يجتمع له شمل
واذا حدث العكس بسبب ضخامه الكتله الماديه فان الكون ينهار علي بعضه بسبب ثقله ثم ينكمش ويتضاغط الي نقطه الانفجار الاول.. وذلك هو نموذج الكون المغلق في لغه الفلكيين
يقول ربنا عن الساعه في القران.
ثقلت في السماوات والارض لا تاتيكم الا بغته.
فيربط سبحانه وتعالي بين الثقل والانهيار الكوني في كلمه ثقلت.. وهي اشاره علميه بليغه تفوت الكثيرين.. وسبحان الذي وسع كل شيئ رحمه وعلما.. فكلمه تثاقل.. هي الترجمه الحرفيه لكلمه الجاذبيه وهذه معجزه البيان القراني الدقيق الذي لا تنتهي عجائبه.
والمعني المستفاد من كل هذا ان الكتله الماديه لمجموع الكون هي التي سوف تحدد سلوكه وسوف تحدد نهايته.. ولاننا لا نري مجموع هذه الماده ولا نشهد منها الا الجزء الذي يشع ضوئا.. ويخفي علينا تماما جانب الماده السوداء المظلمه
ولا ندركها الا تخمينا واستنتاجا من حساباتنا.. فاننا لن نعلم متي ستاتي لحظه الانهياز الجذبي ومتي تقوم الساعه رغم اننا نعلم اشراطها وعلاماتها
وتلك لفته اخري لدقه البيان القراني
لا تاتيكم الا بغته
اي اننا سوف نفاجابها ولن تدركها حساباتنا رغم توقعنا لحدوثها.. فهناك عنصر ناقص في هذه الحسابات لن ندركه بوسائلنا.. هو الماده السوداء المظلمه ومداها وكتلتها بالضبط
وهذه هي س في المعادله التي لا سبيل الي تحديدها كميا وهذا هو التحدي الذي يواجه العلماء.
اي اننا لن نعلم بالضبط مقدار هذه الماده السوداء المظلمه وبالتالي لن نستطيع ان نحدد ساعه الانهيار وهناك جنون فلكي الان حول هذه الماده السوداء.. وهناك سباق محموم بين كل المراصد ومراكز الابحاث الفلكيه للوصول الي الماهيه الحقيقيه لهذه الماده السودائ وكميتها وكتلتها
والخلاف علي اشده بين كل مراكز البحث
ولكن كلهم متفقون علي انها حقيقه وانها تملا السموات.. ولكنهم مختلفون غايه الاختلاف في مقدارها.. وفي ماهيتها.
ولفته اخري للدقه القرانيه في خطاب ا لله لموسي عن الساعه.. يقول ربنا لموسي ان الساعه اتيه اكاد اخفيها لتجزي كل نفس بما تسعي(15 ـ طه) يقول ربنا اكاد اخفيها ولا يقول اخفيها.. اي اننا سنعلم انها اتيه.
والكلمه غايه في الدقه.. فالفلكيون الان يعلمون انها اتيه لا شك وانها مرتبطه بالزياده التراكميه للكتله.. ولكنهم لا يعلمون مقدار هذه الكتله الكليه.. بسبب الماده المظلمه التي لا يخرج منها ضوء ولا تدركها المناظير..
وبالتالي لا يستطيعون حساب موعد الانهيار بالضبط لان الرقم الكلي مجهول
وايات مثل.. اقتربت الساعه وانشق القمر(1 ـ القمر)
وما يدريك لعل الساعه قريب(17 ـ الشوري)
يسال ايان يوم القيامه(6 ـ القيامه)..
كلها.. اشارات الي استحاله التحديد فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر(7 ـ8ـ9ـ القيامه)
ولا يجمع الشمس والقمر الا في الانهيار الجذبي الذي ينهار فيه الاثنان بجاذبيه المركز ويتحول الكون كله الي عجينه واحده تهرسها الجاذبيه هرسا..
ولا شك انها ستكون حاله مشهديه خارقه تخطف البصر لغرابتها.. هذا اذا ظل المشاهد قادرا علي المشاهده واذا لم يتحول الي بودره او مسحوق.
والامر لا يمكن وصفه فهو كارثه كبري بكل المقاييس يتضائل امامها كل مانري من سيول واعاصير وزلازل وبراكين وصواعق وانهيارات جليديه.
انها النهايه التي لا يعلم الا الله ماذا بعدها
ولا يملك عالم الفلك الذي يرصد ويقيس ويسجل ويحسب الا ان يصاب بالرجفه والذعر.. فالارقام التي تجتمع لديه من الحاسبات الكومبيوتريه الضخمه تنبيئ باحتمال موكد.. ان هناك ماده مظلمه خفيه تملا جنبات الفضاء والكون
وان هذه الماده الخفيه تشكل اكثر من95 %من الكون وان ما نراه باعيننا من هذا الكون اقل من5% من محتواه الكلي.. وان المجرات غارقه في هالات خفيه من هذه الماده كما تغرق حبات الفستق في المربي.. وان هناك عفريتا ماردا له ملايين الاذرع
يضغط علي ماده هذا الكون شيئا فشيئا دون ان ندري.. واننا نقترب شيئا فشيئا من اللحظه الحرجه التي سوف ينهار فيها كل شيئ كمعمار هائل من القش متي..؟!!
لا نستطيع ان نحدد.
والكومبيوترات الضخمه لا تسعف
والارقام لم تظهر بعد.
ولا نملك الا التخمين.
ولكن كل الارصاد تقول ان هذا الكون العظيم يسير حثيثا الي نهايته.
وصدق رسولنا العظيم عليه الصلاه والسلام حينما اجاب السائل الذي ساله
ـ متي الساعه يارسول الله.
فقال الرسول العظيم في كلمات جمعت الحكمه كلها.
ـ لا تسألني.. بل اسأل نفسك.. ماذا اعددت لها
و صدقت يا رسول الله.
| |
|