| |
|
|
بالاتفاق مع عشرات من أعضاء رابطة محبي الزمالك، شارك علي أبو بكر في حمل رايات سوداء في مدرجات فريقه أثناء مباراة الترسانة الأخيرة في الدوري الممتاز لتوصيل رسالة غير تقليدية إلى لاعبي الفريق الأبيض مفادها "أعطونا سببا لتشجيعكم".
وتحول الأبيض التقليدي إلى أسود غاضب في المدرجات التي أوضحت جماهيرها سبب الثورة في لافتة مقتضبة لم تتجاوز الكلمات الأربع تقول "افتقدتم الرجولة .. ففقدتم تعاطفنا".
وعلى الرغم من عدم تعاطفه هو الآخر مع لاعبي فريقه، فإن أبو بكر أصر على حضور اللقاء للمساهمة في توجيه الرسالة وأداء ما يراه واجبا تجاه ناديه .. ثم غادر قبل نهاية الشوط الأول.
وقال أبو بكر: "ذهبت لأساهم بثمن التذكرة لتدعيم النادي الذي أعشقه، ولكنني غادرت الملعب بفردي بعد 40 دقيقة، ربما لعدم شعوري بالاستماع أو بأن هناك أمل".
وتهدد نتائج الزمالك الأخيرة في الدوري الممتاز بأن يغادر كثيرون مدرجاته بلا رجعة في هذا الموسم، الذي بدأه الفريق بطموحات كبيرة في إنهاء صيام طويل عن البطولات دام ثلاث سنوات.
حداد على الأحلام
ولجأت الجماهير إلى الاحتجاج بذلك الأسلوب الجديد على الملاعب العربية بعدما جمع الفريق قبل لقاء الترسانة 21 نقطة من 12 مباراة.
وتأثر لاعبو الزمالك سلبا باتشاح جماهيرهم بألوان الحداد وترديد هتافات مثل "مش عايزين عوالة .. عايزين لعيبة رجالة" إضافة إلى بعض الهتافات المعادية التي وجهت لأفراد بعينهم من اللاعبين.
وشهدت الدقيقة الثانية احتساب ركلة جزاء للترسانة فشل المهاجم رضا متولي في تحويلها داخل الشباك كما نجا طارق السيد من بطاقة صفراء ثانية كانت ستكلفه مغادرة الملعب بعد تدخل عنيف في الدقيقة 12.
ووفقا لأحمد مرجان عضو الرابطة، فإن الفريق أصيب بالصدمة بسبب موقف الجماهير "لأنهم اعتادوا على الدلع، لذلك لم يكن غريبا أن نشاهدهم مرتبكين في الدقائق الأولى".
ولكن لاعبي الزمالك انتفضوا في محاولة لرفع الحرج عن أنفسهم واستطاع محمود فتح الله التقدم قبل نهاية الشوط الأول قبل أن يسجل للزمالك في الشوط الثاني طارق السيد وعمرو زكي، الذي كان هدفا لهتافات معادية من قبل الجماهير.
ووافق لاعبو الزمالك على رسالة جماهيرهم في مضمونها بشرط ألا تتحول إلى إهانات شخصية.
وقال عبد الواحد السيد حارس الفريق: "بكل صراحة موقف الجماهير أعجبني لأنه أرسل رسالة واضحة لكل المقصرين، وبالطبع لديهم الحق في كل ما فعلوه باستثناء السباب الذي يضر أكثر مما يفيد".
واتفق زكي مع الحارس الدولي، ولكنه أشار إلى أن مطالبته للجماهير بالتوقف عن الهتاف ضد اللاعبين أثناء المباراة كان محاولة للحفاظ على تركيز الفريق.
وأضاف "الجميع تقبل الهتافات لكن يبقى هناك حدودا للصبر، فلا أحد يقبل أبدا أن تسبه الجماهير خاصة إذا كانت تنتمي إلى ناديه الذي يدافع عن ألوانه ويسعى بكل قوته لتحقيق الفوز له".
إلا أن التأييد الأكبر جاء من ممدوح عباس رئيس النادي الذي قال لقناة "مودرن سبورت" إنه كان يتمنى مشاركة الجماهير في ارتداء الملابس السوداء حدادا على روح ومستوى الفريق.[/size]
| |
|
|
[size=12]إلى متى؟
ولايزال الخلاف قائما بين أعضاء الرابطة حول الاستمرار في الاحتجاج من عدمه في المباريات المقبلة. فبعضهم يريد الاكتفاء برسالة التحذير الأخيرة، وآخرون، منهم أبو بكر يؤيد الاستمرار.
وأوضح أبو بكر "قمنا بتجربة جميع الطرق المتاحة لمساندة الزمالك ولم تفلح، فقمنا بالهجوم على اللاعبين ففزنا بثلاثة أهداف، فلماذا لا نستمر في ذلك؟"
وتابع الطالب الجامعي المعتاد على حضور جميع لقاءات فريقه من الملعب "ما نفعله هو لخوفنا على مصلحة النادي، ولهذا كان الهتاف (اللي عملناه الليلادي .. علشان بنحب النادي) يعبر تماما عما بداخلنا جميعا".
وقال علي ثابت البالغ من العمر 15 عاما إن على الجماهير مواصلة الاحتجاج لثلاث مباريات على الأقل حتى يتأكد الجميع من عودة اللاعبين إلى الأداء بالجدية المطلوبة.
إلا أن كريم إبراهيم أحد مؤسسي الرابطة قال إنهم سيتوقفون عن الهتافات العدائية "لكننا سنستمر في عدم النداء على أي لاعب باسمه وأيضا في ارتداء اللون الأسود حتى نتأكد أن اللاعبين قد تغيروا بالفعل".
ويبدو أن قرار الرابطة جاء استجابة لرغبة داخلية للاعبي الزمالك كشف عنها عبد الواحد السيد في قوله بمطالبته الجماهير بمنح الفريق فرصة أخيرة من ثلاث إلى أربع مباريات تكون فيها محايدة ولا تشجع إلا إذا شعرت بجدية لاعبيه.
وأضاف "مباراة بتروجيت في المرحلة بعد المقبلة بالسويس ستكون حاسمة بشكل كبير في رسم شكل منافسة الفريق على الدوري، وأتمنى أن تؤجل الجماهير حكمها النهائي لأنها طالما ساعدتنا في الخروج سريعا من الأزمات".
احتجاج أوروبي
وكانت اقتراحات سلبية قد سيطرت على عدد من منتديات مواقع الزمالك في الفترة الماضية تطالب بسب اللاعبين كل باسمه أو الوقوف جماعيا أمام حافلة الفريق، ولكن الرابطة قررت التصرف بصورة أكثر إيجابية.
ويعد أسلوب رابطة الزمالك في الاحتجاج على أداء ونتائج فريقها محاكاة لمنهج روابط فرق أوروبية كبيرة في التعبير عن غضبها من نتائج وأداء فرقها.
ولجأت جماهير ريال مدريد المعروف باسم البلانكو، أي الأبيض، إلى التلويح بالناديل البيضاء تعبيرا عن اليأس والصياح باستهجان ضد لاعبيها في أكثر من مباراة في الموسم السابق الذي كاد أن يكون الرابع للفريق بلا أي بطولة محلية أو قارية.
وجاءت نتيجة ما فعلته تلك الجماهير بتغيير كامل في موقف اللاعبين ليفوز النادي بلقب الدوري الإسباني في الجولة الأخيرة بعد منافسة شديدة مع غريمه برشلونة، الذي كانت جماهيره تتبع الأسلوب نفسه إبان فترة المدرب السابق لويس فان جال التي شهدت هبوطا حادا في مستوى الفريق الكاتالوني.
وعلق قائد الزمالك حازم إمام الذي سبق له اللعب في إيطاليا وهولندا قائلا: " نادي الزمالك وجماهيره ينفردون دائما بكل ما هو نادر وجديد