عواصف زوجية لابد من مواجهتها .. وحلها!
تدخل الأهل، الشك، النكد، المال، والخرس الزوجي عواصف زوجية لابد من مواجهتها .. وحلها!
أزمات ومشاكل تهب على الحياة الزوجية بين حين وآخر، مع بداية الزواج، أو بعد مرور بعض السنوات، أو ربما جاءت متأخرة! وهي تحدث مهما فعل الزوجان، وحاولت الزوجة ـ بالتحديد- التوفيق بينها وبين زوجها في الطبائع والأمزجة والأهواء، ورغم نقاط التلاقي والحب الذي يربطهما. العواصف قادمة لا محالة: «إنها الحياة» كما قال الفرنسيون.
عن أسباب هذه العواصف، وطرق مواجهتها، أو كيفية الانحناء لها، كانت الدراسات والكتب والنصائح والإرشادات..
القاهرة: خيرية هنداوي
إن الخلافات الناتجة عن تباين الشخصيات أمر طبيعي جدًّا في الحياة الزوجية، وتحدث على فترات زمنية قد تطول أو تقصر، بحسب الأحوال، وأسباب هبوطها كثيرة، عنها تقول الدكتورة عزة كريم، استشارية علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية: أولها تأتي من تدخّل أهل الزوج والزوجة والأقارب والأصدقاء، وقد يكون هذا التدخل بسوء نية، والعامل الرئيسي له، إفشاء الأسرار الخاصة بالحياة الزوجية للأم أو للأخوات، أو بعض الأصدقاء من جانب الزوج أو الزوجة.
وثاني الأسباب يرجع إلى سنة أولى زواج، إذ تؤكد مكاتب الزواج أن معظم حالات الانفصال والطلاق تقع في بداية الحياة الزوجية، فشلهما في إيجاد صيغة مشتركة للتفاهم.
مواطن الشك -كما توضّح الدكتورة عزة- كثيرة من جانب الزوجين تجاه بعضهما البعض، هناك الشك من الناحية المالية، بمعنى أن أحد الزوجين يقتطع جزءًا من ماله ويخفيه، ويعتبر هذا نوعًا من أنواع خيانة الأمانة، وهناك الزوجة العنيدة التي تؤدي بتصرفاتها إلى الشك، بإصرارها على فعل الأشياء التي لا يرغب فيها الزوج، ومن هنا يأتي دور الزوجة الذكية، التي تراعي سلوكياتها وتصرفاتها ومواقفها مع زوجها أولاً بأول.
كسب قلب الزوج
من زاوية جديدة، يضيف يوسف أبو حجاج في كتابه «كيف تصبحين زوجة ناجحة، وتكسبين قلب زوجك؟»، أسبابًا جديدة للعواصف الزوجية فيقول: هناك الزوج الإنسان، الوديع، الهادئ، ذو الأخلاق الرفيعة، الذي خرج من بيته غاضبًا، وأخذ إجازة من عمله، ولم يرجع، وبعد أيام شوهد فرحًا، مبتسمًا، لا يعاني من أي اكتئاب، ويرجع ذلك المشهد إلى النكد الزوجي الدائم بالبيت، وهو العدو الأول للسعادة الزوجية، فابتسامة الزوجة قادرة على إنارة حياة الزوج بمصابيح السعادة والحب.
كما يرى يوسف أبو حجاج، أن تعليم المرأة وعمل بعضهن، وأخذهن دورًا مماثلاً لدور الزوج، ومساهمتهن في المنزل بشكل إيجابي، جعلهن يطالبن بأن يتنازل الزوج ـ تلقائيًّا ـ وبرضاه عن مكانه داخل البيت لزوجته.
ونتيجة لرفع الزوجة شعار الديمقراطية والندية والمساواة، زاد الشقاق والاختلاف في الرأي وعدم الوفاق، وعلى كل زوجة أن تعرف أن قيادة الزوج وقِوامته لا تعني الاستبداد، أو التحكم أو القسوة على الزوجة، فالقيادة الحقيقية إنما تعني الالتزام والتكليف والقيام بالعبء الأكبر وتكريم الزوجة.
عاصفة الأموال
تعتبرها الدكتورة عزة كريم من أكبر المشاكل المعقدة التي تواجه الحياة الزوجية، فقد ترى الزوجة أن الزوج مشرف على نفسه دون اعتبار لمتطلبات الأسرة، وقد نجده يساعد بعض أفراد أسرته، وهناك الزوجات اللاتي يتأثرن بنصيحة الأم، باستنزاف أموال الزوج أولًا بأول، حتى لا يستطيع الزواج بأخرى من وجهة نظرها.
وتتابع: «لعل أكثر صور التوافق الجسدي والمعنوي والمادي تتبلور حين يصبح دخل كلٍّ من الزوجين واحدًا، بلا تمييز بين مرتبيهما، ومعًا يقومان بالتخطيط لميزانية الأسرة».
الخرس الزوجي
عنه يقول الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: «لو شاهدت رجلًا أو امرأة يسيران في الشارع، أو يجلسان لفترة طويلة معًا، دون أن ينطق أحدهما بكلمة، فهذا يعني أنهما زوجان مصابان بالخرس الزوجي!».
وفي الحقيقة، فإن الخرس ليس مرضًا بقدر ما هو علاج ـ في بعض الحالات ـ لأحد الزوجين، لتجنب المشاكل والاختلافات في الرأي، فكثيرات وكثيرون يختارون عدم الكلام بدلاً من الشجار والنقار والمعارضة، إضافة إلى روتينية الحياة داخل البيت ونمط الحياة وأسلوب التعامل بينهما، مما يباعد عاطفيًّا ووجدانيًّا بين الزوجين.
حدة المزاج
«سعادة الزوج تتوقف على مزاج الزوجة» قالها الحكماء منذ قديم الزمان، ويؤكدها الدكتور إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس، حيثُ يقول: هناك ندرة في وجود زوجات قادرات على إسعاد أزواجهن بعد الزواج؛ مقارنة بحرية الرجل قبل الزواج واستقلاله، واستقراره النفسي والمعنوي؛ لذا نقول: إن سعادة الزوج تتوقف على مزاج زوجته أكثر من أي شيء آخر.
فالزوجة العربية حادة المزاج، محبة للنِقار، وفي أكبر استفتاء أعدَّه أحد المتخصصين النفسانيين الأميركيين (لوتس وتيرمان) وجد أن أسوأ صفة يمكن أن تتصف بها الزوجة هي اختلاق النكد والنِقار، ولن ننسى «سقراط» ذلك الرجل الذي تحول إلى فيلسوف، هربًا من زوجته سليطة اللسان، دائمة النقار.
مسؤولية زوجية
ويرى يوسف أبو حجاج أن على الزوجين الانحناء أمام هذه العواصف، ومحاولة التوصل إلى أسبابها، فيقول: الزوج العاقل الذكي هو الذي يتوصل إلى سر العاصفة، فقد تكون هناك متاعب عضوية، وقد تكون بسبب الإرهاق وكثرة الأعباء الملقاة على الزوجة، لذلك فعليها أن تنظم حياتها، ترتّب أمورها، وقد يكون النقار بسبب مشاعر دفينة مثل: افتقاد الحب، أو التبرم من المستوى الاقتصادي للحياة بعامة، والعاقلون ـوحدهم- يستطيعون الاحتمال، خاصة إذا كان هذا السلوك النكدي خارجًا عن الإرادة إلى جانب الفهم والصبر والحكمة.
طرق للتواصل
يعلنها الدكتور إسماعيل يوسف الأستاذ بجامعة قناة السويس.
للزوجين معًا:
1 - معظم الخلافات يمكن حلها إذا لم تخرج إلى عالم الآخرين.
2 - تضارب الأمزجة، وعدم التوافق النفسي والبيئي، عوامل رئيسة لهبوب العواصف الزوجية.
3 - المشاركة الوجدانية تلزمها مشاركة اقتصادية ومعنوية واجتماعية وثقافية، ومستقبلية، أي مشاركة تامة وليست جزئية.
4 - بالتوفيق التدريجي بين أسلوبي التفكير، يمكن أن يحدث امتزاج بينكما، وتزول الفوارق، والاختلافات دون الوصول إلى مرحلة التأزم أو الانفصال.
للزوجة:
1 - تقبّلي زوجك كما هو، فهو مثلك تمامًا، خطَّاء، فظللي عليه بحبك وحنانك، مع الحفاظ على كرامتك وكبريائك.
2 - كوني هادئة، قادرة على دراسة أسباب هبوب العواصف، واجعلي عقلك يسيطر على انفعالك، واطرحي الحلول للخروج من العاصفة بسلام وأمان.
3 - تذكري أن القوي ليس هو الذي يفوز بالصراع، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب.
للزوج:
1 - اجعل مشاركتك في حل الخلافات مشاركة وجدانية، فالزواج علاقة إنسانية، مبنية على المودة والرحمة والحب وانسجام القلب مع العقل.
2 - شارك زوجتك، وثق بها، وحافظ على إحساسها وشعورها، وليكن غضبك مجرد وسيلة اجتماع على تصرف، أو إعلان للرفض.