العلاج بألبان وأبوال الإبل
عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي
الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا
بِرَاعِيهِ يَعْنِي الابِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا
وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا
وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ
وَسَاقُوا الإبلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ فِي
طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ
أَعْيُنَهُمْ . رواه البخاري
قال القزاز اجتووا أي لم يوافقهم طعامها وقال ابن العربي داء يأخذ من
الوباء وفي رواية أخرى استوخموا قال وهو بمعناه وقال غيره داء يصيب الجوف
وفي رواية أبي عوانة عن أنس في هذه القصة فعظمت بطونهم .
وفي أثر عن الشافعي رضي الله عنه أورده السيوطي في المنهج السوي والمنهل
الروي يقول : ثلاثة أشياء دواء للداء الذي ليس لا دواء له ، الذي أعيا
الأطباء أن يداووه : العنب ولبن اللقاح وقصب السكر ، ولولا قصب السكر ما
أقمتُ بمصر.
يذكر صاحب كتاب طريق الهداية في درء مخاطر الجن والشياطين أنه أخبر عن نفر
من البادية عالجوا أربعة أشخاص مصابين بسرطان الدم وقد أتوا ببعضهم من
لندن مباشرة بعد ما يأسوا من علاجهم وفقد الأمل بالشفاء وحكم على بعضهم
بنهاية الموت لأنه سرطان الدم ، ولكن عناية الله وقدرته فوق تصور البشر
وفوق كل شيء، فجاءوا بهؤلاء النفر إلى بعض رعاة الإبل وخصصوا لهم مكان في
خيام وأحموهم من الطعام لمدة أربعين يوما ثُم كان طعامهم وعلاجهم حليب
الإبل مع شيء من بولها خاصة الناقة البكر لأنها أنفع وأسرع للعلاج وحليبها
أقوى خاصة من رعت من الحمض وغيره من النباتات البرية وقد شفوا تماما وأصبح
أحدهم كأنه في قمة الشباب وذلك فضل الله عز وجل.
قلت وقد ذكر لي الكثير عن قصص مشابهة لمرضى عجز الطب عن علاجهم من السرطان
وبتوفيق من الله تعالى تم شفاؤهم بهذا العلاج عند أهل البادية .
وبول الإبل يسميه أهل البادية " الوَزَر " ، وطريقة إستخدامه بأن يؤخذ
مقدار فنجان قهوة أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملاعق طعام من بول الناقة ويفضل
أن تكون بكراً وترعى في البر ثم يخلط مع كاس من حليب الناقة ويشرب على
الريق .
طبائع الإبل
تتمتع الجمال بشكل عام بطبائع هادئة ذات ذكاء كما تتميز بالصبر والجلد
وتحمل المشاق والشعور بالللا مبالاة عند تعرضها للعوامل المناخية القاسية
حيث تستمر في عملها تحت أشد الظروف حتى الرمق الأخير ولإناث أهدأ طبعا من
الذكور
والإبل تحزن وخاصتا عندما يذبح أمامها جمل فتصاب بحاله نفسية ومن أثارها عدم الأكل والعزوف عنه
كما ان الإبل تشارك صاحبها الخوف فإذا خاف اضطربت فإذا ما شعرت الإبل
بحاجة أهلها للرحيل خوفا من خطر قادم شنفت آذانها ومدت أعناقها تتحسس مصدر
الخطر وجهته وأسرعت المشي في الرحيل وأحيانا تجدها تنذر أهلها بالخطر
والرحيل قبل وقوعه لأنها اذا أحست به نهضت واتجهت باعناقها في جهة العدو
المهاجم فقط وتبدو عليها الاضطرابات فيدرك صاحبها ان هناك عدو قادم فيستعد
له