الموت
هذا القدر الإلهي الرهيب الذي أطلق الله سبحانه وتعالى عليه اسم – المصيبة – بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني الإصابة بذات النفس وهالة من الخوف الكبير التي تسيطر على الإنسان بمجرد وقوع الحدث ((ان انتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت))
وهو قدر الله المقدور لا رجعة فيه وكل نفس لها موعد واجل مسمى لا تستقدم ساعة ولا تستأ خر بعد ان متعها الله متعا حسنا في الحياة الدنيا ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها وأزف الموعد ووصل الإنسان إلى نهاية الرحلة تمهيدا للعودة إلى الله سبحانه وتعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون)) وهو ذلك السلاح المرعب.
الذي قهر الله به النفس البشرية مهما بلغت درجة طغيانها وتعسفها وتسلطها وجبروتها وظلمها في الأرض بغير الحق ومهما طال عليها الأمد (( كل نفس ذائقة الموت ثم ألينا ترجعون)) ولن يكون هنالك أي هروب او تحصن ضد الموت (( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)) كما انه لن تكون هنالك ايه استثناءات لأي مخلوق من البشر سواء كانوا كافرين أو صالحين او أنبياء او رسلا ابتدءا من آدم عليه السلام وانتهاءاً بسيد المخلوقات محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه (( انك ميت وانهم ميتون))
الوفاة
فهي لا تعني الموت لان الله سبحانه وتعالى يتوفى الأنفس حين موتها (عند النوم) فإذا لم تمت في ذلك النوم فانه يرسلها إلى اليقظة والحياة مرة أخرى لان موعدها مع الموت لم يأت بعد بينما يمسك النفس الأخرى التي قضى عليها الموت فلا تعود إلى اليقظة والحياة من جديد فنقول عن هذه النفس انها ميته 00 ((الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى اجل مسمى )) الزمر 42.
ولعل حالة وفاة عيسى عليه السلام خير دليل على ما نقول اذ انه لم يعرف الموت بعد في معجزة ألهيه دليلا قاطعا بعودته ونزوله إلى الأرض في آخر الزمان (( اذ قال الله يا عيسى أني متوفيك ورافعك ألي )) آل عمران 55.
فهو متوفى وليس بميت وهذا ينطبق تماما مع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى ينزل ابن مريم فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ) وكذلك مع ما جاء في القران الكريم (( وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها )) الزخرف 61.
أذن من الأخطاء الشائعة عند الناس ان تقول (توفى فلان) اذ ان الصحيح هو (مات) او (انتقل إلى رحمة الله) او (لبى نداء ربه بأجله المحتوم) .
بعد ذلك ينفذ قضاء الله وقدره حين يأتي الوقت المعلوم فلا يبقى على الأرض آيس مخلوق (( كل من عليها فان )) الرحمن 26 . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .
وفي ذلك اليوم العصيب حين يقول رب العزة (لمن الملك اليوم) ؟ الملك يومئذ لله الواحد القهار وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما.
ويبقى سر الموت والحياة واحدا من اعظم الأسرار الإلهية لا يعلمها الا هو فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون .